العظيم: (العظيم(1)- الكبير)(2)
قال رحمه الله: "العظيم الجامع، (فَلَهُ) جميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبّه القلوب، وتعظّمه الأرواح، ويعرف العارفون أنّ عظمة كلّ شيء، وإن جلت في الصّفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العليّ العظيم(3).
والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التّعظيم فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يتثنى عليه عباده.
واعلم أن معاني التّعظيم الثّابتة لله وحده نوعان:
أحدهما: أنّه موصوف بكلّ صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النّافذة، والكبرياء، والعظمة،
**ومن عظمته أن السّماوات والأرض في كفّ الرّحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس(4) وغيره(5) وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}(6).
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}(7).
وقال تعالى وهو العليّ العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ}(8) الآية.
وفي الصّحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذّبته"(9)
فللّه تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللّذان لا يقدّر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظّم كما يعظّم الله فيستحقّ جلّ جلاله من عباده أن يعظّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له،والإنكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته،
** ومن تعظيمه أن يُتّقى حقّ تقاته فيطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر،
**ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(10) و{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(11)
**ومن تعظيمه أن لايُعترض على شيء ممّا خلقه أو شرعه(12).
--------------------------------------------------------
(1) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255).
(2) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} (غافر: 12).
(3) التفسير (1/315).
(4) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/445) وأورده السيوطي في الدر (7/248) وعزاه إلى عبد ابن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(5) روى ذلك عن أبي ذر رضي الله عنه. انظر: كتاب العظمة (2/635 و636).
(6) الزمر (67).
(7) فاطر (41).
(8) الشورى (50).
(9) أخرجه مسلم (4/2023) كتاب البر والصلة والآداب باب ماجاء في الكبر.
(10) الحج (32).
(11) الحج (30).
(12) الحق الواضح المبين (ص27-28) وانظر: الكافية الشافية (ص117).
[ الصّفحات: من 214 إلى 218 ]
قال رحمه الله: "العظيم الجامع، (فَلَهُ) جميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبّه القلوب، وتعظّمه الأرواح، ويعرف العارفون أنّ عظمة كلّ شيء، وإن جلت في الصّفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العليّ العظيم(3).
والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التّعظيم فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يتثنى عليه عباده.
واعلم أن معاني التّعظيم الثّابتة لله وحده نوعان:
أحدهما: أنّه موصوف بكلّ صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النّافذة، والكبرياء، والعظمة،
**ومن عظمته أن السّماوات والأرض في كفّ الرّحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس(4) وغيره(5) وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}(6).
وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}(7).
وقال تعالى وهو العليّ العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ}(8) الآية.
وفي الصّحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذّبته"(9)
فللّه تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللّذان لا يقدّر قدرهما ولا يبلغ كنههما.
النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظّم كما يعظّم الله فيستحقّ جلّ جلاله من عباده أن يعظّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له،والإنكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته،
** ومن تعظيمه أن يُتّقى حقّ تقاته فيطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يُكفر،
**ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}(10) و{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}(11)
**ومن تعظيمه أن لايُعترض على شيء ممّا خلقه أو شرعه(12).
--------------------------------------------------------
(1) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255).
(2) ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} (غافر: 12).
(3) التفسير (1/315).
(4) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/445) وأورده السيوطي في الدر (7/248) وعزاه إلى عبد ابن حميد وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(5) روى ذلك عن أبي ذر رضي الله عنه. انظر: كتاب العظمة (2/635 و636).
(6) الزمر (67).
(7) فاطر (41).
(8) الشورى (50).
(9) أخرجه مسلم (4/2023) كتاب البر والصلة والآداب باب ماجاء في الكبر.
(10) الحج (32).
(11) الحج (30).
(12) الحق الواضح المبين (ص27-28) وانظر: الكافية الشافية (ص117).
[ الصّفحات: من 214 إلى 218 ]
آخر تعديل: