السؤال:
أريد نصيحةً لمن يريد الزواج بفتاةٍ تكبره بثلاث أو أربع سنواتٍ. حفظك الله.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالمعيار الشرعيُّ في اختيار الزوجة ليس بالسنِّ وإنَّما بالدِّين لِما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه قال: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١)، فالمرأة الصالحة التي ذُكرت في القرآن وفي السنَّة هي التي ينبغي الظَّفَرُ بها، قال الله تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ﴾ [النساء: ٣٤]، وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»(٢)، والسنُّ لا يمنع من التزوُّج بها ويكفيك أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تزوَّج خديجة بنت خويلدٍ رضي الله عنها وكانت تكبره بسنواتٍ وكانت من أحبِّ الناس إليه، وهي التي ولدت له الأولادَ دون سائر نسائه والتي كان مِن نسلها الحسنُ والحسين رضي الله عنهما، لذلك ليس السنُّ مانعًا من اختيار الزوجة الصالحة التي تعينه على إقامة الدين وتحقيق المودَّة والرحمة والسكون التي ذُكرت في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: ٢١]
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
(١) أخرجه البخاري في «النكاح» باب الأكفاء في الدين (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع» (١٤٦٦)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أحمد (١٦٦١)، من حديث عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (١٩٣٢).
المصدر ..موقع الشيخ فركوس حفظه الله
أريد نصيحةً لمن يريد الزواج بفتاةٍ تكبره بثلاث أو أربع سنواتٍ. حفظك الله.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالمعيار الشرعيُّ في اختيار الزوجة ليس بالسنِّ وإنَّما بالدِّين لِما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أنه قال: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»(١)، فالمرأة الصالحة التي ذُكرت في القرآن وفي السنَّة هي التي ينبغي الظَّفَرُ بها، قال الله تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ﴾ [النساء: ٣٤]، وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»(٢)، والسنُّ لا يمنع من التزوُّج بها ويكفيك أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تزوَّج خديجة بنت خويلدٍ رضي الله عنها وكانت تكبره بسنواتٍ وكانت من أحبِّ الناس إليه، وهي التي ولدت له الأولادَ دون سائر نسائه والتي كان مِن نسلها الحسنُ والحسين رضي الله عنهما، لذلك ليس السنُّ مانعًا من اختيار الزوجة الصالحة التي تعينه على إقامة الدين وتحقيق المودَّة والرحمة والسكون التي ذُكرت في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: ٢١]
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
الجزائر في: ١٢ رمضان ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: ١٥ أكتوبر٢٠٠٥م
(١) أخرجه البخاري في «النكاح» باب الأكفاء في الدين (٥٠٩٠)، ومسلم في «الرضاع» (١٤٦٦)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه أحمد (١٦٦١)، من حديث عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه. وحسَّنه الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (١٩٣٢).
المصدر ..موقع الشيخ فركوس حفظه الله