- إنضم
- 1 أفريل 2008
- المشاركات
- 2,677
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 5,845
- النقاط
- 116
- محل الإقامة
- بين صفحـات التاريخ
- الجنس
- ذكر
مواجهة المشاكل والعقبات في الحياة , سنة ثابثة لكل بني أدم , على إختلاف ألوانهم وديانتهم وأجناسهم , ولابد من أن يذوق من مرارة العيش , كل إنسان يتنفس حتى ولو كان يملك كنوز الدنيا .
لكن هناك من يتخذ من الهروب الوسيلة المثلى , لمواجهة ضغوط الحياة ومشاكلها , وكثيرا ما قرأنا في الروايات الأجنبية عن فرار فتاة مع عشيقها , وشاهدنا في الأفلام والمسلسلات قصص روميو وجولييت تتكرر على عدة شاكلات , أحيانا تنتهي بمأساة وأحيانا نهاية سعيدة .
قصص هروب الفتيات في المجتمع الجزائري , أصبحت كأنها عادة راسخة لدينا , منذ عصور قديمة , وأصبح المجتمع الجزائري يتقبلها وكأن شيئا لم يحدث وأصبح لايمر إلا ونقرأ في صحفنا العناوين التالية
كشفت التحريات عن وجود إمرأة ضمن عصابة ...
إلقاء القبض على روميو وجولييت في مدينة ....
عائلة تبحث عن إبنتها المفقودة .....
قصة حب تنتهي برفض الأب لزواج إبنته من الشخص الذي تحبه , إجبار الأب أو الأخ الفتاة على الزواج في سن مبكرة أو من شخص لا يهواه قلبها أو إجبار فتاة على التوقف عن الدراسة .....
أسباب كثيرة , مشاكل عويصة , ضغوطات تحملهن الفتيات كالجبال على قلوبهن لكن أهذا يصوغ لهم الفرار من البيت والوقوع بين أنياب ومخالب مجتمع لايرحم ؟؟
لو نتحدث عن الأسباب , لن تكفينا الصفحات , ولن نعذر الرجال , لأنهم ببساطة المسؤول الأول عن هذه المأساة .
ولكن يجب على الفتيات أيضا التجلد بقوة الصبر والشجاعة لقول كلمة لا
إذا حاولت العائلة إرغام الفتاة على الزواج أو التوقف عن الدراسة وهي رافضة للفكرة , بإمكانها أن تتقدم بشكوى لدى القاضي وإذا لم ترد إحراج عائلتها يمكنها إخبار الإمام وأن تطلب منه التحدث مع العائلة .
لكن أن تحمل نفسها وتفر فهذا شيء غير مقبول , لأنها الخاسر الأكبر , حيث ستجد نفسها وحيدة بين الذئاب البشرية لا تستطيع مواجهتم فتذعن لهم , ولن تستطيع العودة لأهلها خوفا وخجلا , وستتمنى بجذع الأنف لو أنها لم تقم بالفرار .
في أحد الأيام إتصلت بصديق لي لأسلئه كيف الحال والأحوال , وكيف حال مدينتي الجميلة , ومع الإسترسال في الحديث أخبرني عن فرار فتاة قاصر ( 17 سنة ) مع روميو لأن والدها رفض تزويجه بها , وبعد عدة أيام تم إلقاء القبض عليهما في مدينة أخرى , وبما أن الفتاة قاصر تم سماع أقوالها في محضر بحضور أبوها , ومن لا يعرف طبيعة التحقيقات في مثل هذه الجرائم فإنه يتم السؤال عن كل التفاصيل بدقة , لأن أي تفصيل صغير يمكن أن يغير تكييف التهم , الوالد بعد حضوره المحضر لم يستطع التحمل فقام بشرب الأسيد , وما عسانا سوى الدعاء بالرحمة له , إخوة الفتاة حاولوا قتلها لولا تدخل أخوالها , الذين قاموا بتهريبها حتى لا تولد مأساة أخرى , ولا أدري كيف ستستطيع هذه الفتاة عيش حياتها فيما بعد , في لحظة تهور فقدت شرفها , أباها , عائلتها, ماذا بقي لها ؟؟
قبل أن تقوم بالفرار كان عليها التفكير في كل نتائج فرارها لكن يبدو أنه كانت لديها فكرة واحدة مستوحاة من المسسلات الأجنبية تنتهي بالسعادة .
قصة أخرى واقعية حدث بولاية تيبازة , رجل يسكن في قرية نائية , لديه عائلة وفتاة أية في الجمال , لكن هذا الرجل كان ضمن مجموعة إسناد لجماعة إرهابية , في إحدى المرات أتى أمير الجماعة ليأخذ مؤونة غذائية معه , فرأى بنت الرجل فأعجب وأخبره أن سيأتي المرة القادمة ليأخذها كزوجة !
الرجل النذل أخبر إبنته , فرفضت فألح عليها بالقبول , فهددته بإخبار الفرقة الإقليمية للدرك الوطني , الرجل لم يجد الحل سوى إخبار الدرك الوطني , النتيجة أنهم كانوا يعلمون بتحركاته ونشاطاته وينتظرون خطأ واحد فقط ليسجنوه , طلبوا منه كل المعلومات مقابل أن لا يتهموه بأية تهمة , الرجل وافق , القضية وصلت لأعلى قيادة في الدرك الوطني , فتمت النهاية بإرسال أفراد المفرزة الخاصة للتدخل للدرك الوطني وإلقاء القبض على الأمير وأحد أفراد جماعته في الليلة التي أتى فيها ليأخذ عروسته.
نهاية دراماتيكية , تكللت بنجاة الأب من السجن , والقبض على أحد روؤس الإجرام , ونهاية سعيدة لهذه الفتاة البطلة التي بشجاعتها وقوة شخصيتها وعدم إستسلامها للخوف والفرار نفعت نفسها وأبوها والدولة .
عائلات ترى مصلحة إبنتها من منظروهم , لكنهم لم يكلفوا عناء أنفسهم , محاولة الشعور بإبنتهم أو الرؤية حسب منظورها , وفي الأخير نسمع بأم وأب يبكي , وفتاة يتم البحث عنها , وفي الأخير بعد سنوات نجدها تعمل ضمن عصابة أو ماشابه ذلك ...
نحن لانقول للفتيات أفجرنا أو أسقنا أو إعصوا والديكم وعائلاتكم , وجروهم إلى المحاكم جرا , لكن نطلب منهم عوض إتخاذ الفرار وسيلة لمواجهة مصاعب الحياة , حاولنا بكل الطرق وإخترعنا طرق وتجلدنا بالصبر , وعائلاتكم مهما بدا عليهم القسوة والتعنت إلا لرؤيتهم أن مصلحتكم في إجباركم , وأي رجل لن يستطيع تحمل حزن إبنته لأن البنت ستبقى الأعز إلى قلبه من أبنائه الذكور .
بين الهموم والمشاكل , والتربية العصرية التي أصبحت تصنع نساء ضعيفات , أصبح المجتمع الجزائري يختنق من هذه الظاهرة , ويريد قول كلمة كفى , لكن يبدو أنه يختنق بصمت ,وصرخاته صماء بما أن الفتيات خجلن برفع أمرهن إلى القضاء , والرجال قد سدوا أذانهم , وغلو بنرجسية أرائهم .
قصص هروب الفتيات في المجتمع الجزائري , أصبحت كأنها عادة راسخة لدينا , منذ عصور قديمة , وأصبح المجتمع الجزائري يتقبلها وكأن شيئا لم يحدث وأصبح لايمر إلا ونقرأ في صحفنا العناوين التالية
كشفت التحريات عن وجود إمرأة ضمن عصابة ...
إلقاء القبض على روميو وجولييت في مدينة ....
عائلة تبحث عن إبنتها المفقودة .....
قصة حب تنتهي برفض الأب لزواج إبنته من الشخص الذي تحبه , إجبار الأب أو الأخ الفتاة على الزواج في سن مبكرة أو من شخص لا يهواه قلبها أو إجبار فتاة على التوقف عن الدراسة .....
أسباب كثيرة , مشاكل عويصة , ضغوطات تحملهن الفتيات كالجبال على قلوبهن لكن أهذا يصوغ لهم الفرار من البيت والوقوع بين أنياب ومخالب مجتمع لايرحم ؟؟
لو نتحدث عن الأسباب , لن تكفينا الصفحات , ولن نعذر الرجال , لأنهم ببساطة المسؤول الأول عن هذه المأساة .
ولكن يجب على الفتيات أيضا التجلد بقوة الصبر والشجاعة لقول كلمة لا
إذا حاولت العائلة إرغام الفتاة على الزواج أو التوقف عن الدراسة وهي رافضة للفكرة , بإمكانها أن تتقدم بشكوى لدى القاضي وإذا لم ترد إحراج عائلتها يمكنها إخبار الإمام وأن تطلب منه التحدث مع العائلة .
لكن أن تحمل نفسها وتفر فهذا شيء غير مقبول , لأنها الخاسر الأكبر , حيث ستجد نفسها وحيدة بين الذئاب البشرية لا تستطيع مواجهتم فتذعن لهم , ولن تستطيع العودة لأهلها خوفا وخجلا , وستتمنى بجذع الأنف لو أنها لم تقم بالفرار .
في أحد الأيام إتصلت بصديق لي لأسلئه كيف الحال والأحوال , وكيف حال مدينتي الجميلة , ومع الإسترسال في الحديث أخبرني عن فرار فتاة قاصر ( 17 سنة ) مع روميو لأن والدها رفض تزويجه بها , وبعد عدة أيام تم إلقاء القبض عليهما في مدينة أخرى , وبما أن الفتاة قاصر تم سماع أقوالها في محضر بحضور أبوها , ومن لا يعرف طبيعة التحقيقات في مثل هذه الجرائم فإنه يتم السؤال عن كل التفاصيل بدقة , لأن أي تفصيل صغير يمكن أن يغير تكييف التهم , الوالد بعد حضوره المحضر لم يستطع التحمل فقام بشرب الأسيد , وما عسانا سوى الدعاء بالرحمة له , إخوة الفتاة حاولوا قتلها لولا تدخل أخوالها , الذين قاموا بتهريبها حتى لا تولد مأساة أخرى , ولا أدري كيف ستستطيع هذه الفتاة عيش حياتها فيما بعد , في لحظة تهور فقدت شرفها , أباها , عائلتها, ماذا بقي لها ؟؟
قبل أن تقوم بالفرار كان عليها التفكير في كل نتائج فرارها لكن يبدو أنه كانت لديها فكرة واحدة مستوحاة من المسسلات الأجنبية تنتهي بالسعادة .
قصة أخرى واقعية حدث بولاية تيبازة , رجل يسكن في قرية نائية , لديه عائلة وفتاة أية في الجمال , لكن هذا الرجل كان ضمن مجموعة إسناد لجماعة إرهابية , في إحدى المرات أتى أمير الجماعة ليأخذ مؤونة غذائية معه , فرأى بنت الرجل فأعجب وأخبره أن سيأتي المرة القادمة ليأخذها كزوجة !
الرجل النذل أخبر إبنته , فرفضت فألح عليها بالقبول , فهددته بإخبار الفرقة الإقليمية للدرك الوطني , الرجل لم يجد الحل سوى إخبار الدرك الوطني , النتيجة أنهم كانوا يعلمون بتحركاته ونشاطاته وينتظرون خطأ واحد فقط ليسجنوه , طلبوا منه كل المعلومات مقابل أن لا يتهموه بأية تهمة , الرجل وافق , القضية وصلت لأعلى قيادة في الدرك الوطني , فتمت النهاية بإرسال أفراد المفرزة الخاصة للتدخل للدرك الوطني وإلقاء القبض على الأمير وأحد أفراد جماعته في الليلة التي أتى فيها ليأخذ عروسته.
نهاية دراماتيكية , تكللت بنجاة الأب من السجن , والقبض على أحد روؤس الإجرام , ونهاية سعيدة لهذه الفتاة البطلة التي بشجاعتها وقوة شخصيتها وعدم إستسلامها للخوف والفرار نفعت نفسها وأبوها والدولة .
عائلات ترى مصلحة إبنتها من منظروهم , لكنهم لم يكلفوا عناء أنفسهم , محاولة الشعور بإبنتهم أو الرؤية حسب منظورها , وفي الأخير نسمع بأم وأب يبكي , وفتاة يتم البحث عنها , وفي الأخير بعد سنوات نجدها تعمل ضمن عصابة أو ماشابه ذلك ...
نحن لانقول للفتيات أفجرنا أو أسقنا أو إعصوا والديكم وعائلاتكم , وجروهم إلى المحاكم جرا , لكن نطلب منهم عوض إتخاذ الفرار وسيلة لمواجهة مصاعب الحياة , حاولنا بكل الطرق وإخترعنا طرق وتجلدنا بالصبر , وعائلاتكم مهما بدا عليهم القسوة والتعنت إلا لرؤيتهم أن مصلحتكم في إجباركم , وأي رجل لن يستطيع تحمل حزن إبنته لأن البنت ستبقى الأعز إلى قلبه من أبنائه الذكور .
بين الهموم والمشاكل , والتربية العصرية التي أصبحت تصنع نساء ضعيفات , أصبح المجتمع الجزائري يختنق من هذه الظاهرة , ويريد قول كلمة كفى , لكن يبدو أنه يختنق بصمت ,وصرخاته صماء بما أن الفتيات خجلن برفع أمرهن إلى القضاء , والرجال قد سدوا أذانهم , وغلو بنرجسية أرائهم .
آخر تعديل بواسطة المشرف: