بوابة القصر
احدى الغرف
هي قصة قصر من أروع القصور الموجودة في الجزائر، قصرٌ أثري عتيق، أسطورةٌ تاريخية حية تروي حكاية "خداوج ابنة حسان خزناجي"، الذي يعد احد أعضاء الديوان "الخزينة" لدى الداي "محمد بن عثمان" وذلك سنة1792، حيث اشترى عدة بنايات بجوار القصر وألحقها به، وأخذ القصر وقام بتنميقه ليهديه لابنته خداوج. هو من إحدى الروائع المعمارية النادرة والشاهدة للوجود العثماني بالجزائر.
دار البكري أو خداوج العمياء، دليلٌ حيٌ على عراقة وأصالة التراث، بالرغم من مرور خمسة قرون على بنائه، يقع في حي سوق الجمعة بالقصبة السفلى.
يعتبر فن العمارة العثمانية أحد أرقى الفنون في العالم، وهذه التحفة لا تمثّل سوى إحدى الروائع المعمارية العثمانية،فى الجزائر
الذي اشرف على بناء دار كبيرة،
إلا أنها لم تأخذ طابع القصر إلا عندما قام الخزناجي حسن باشا وزير المالية في الدولة العثمانية آنذاك،
باقتناء الدار في عهد الداي محمد بن عثمان،
فأدخل عليها عدة تعديلات وتغييرات وزاد في توسيعها إلى أن باتت قصرا قائما بذاته،
ليهديه في الأخير إلى ابنته خديجة الكفيفة
-
ويتكون قصر " خداوج " من ثلاثة طوابق، أولها أرضي يقودك إليه درب صغير
موشّى بجداريات من الرخام المزخرف، أما الطابقان الثاني والثالث، فتعثر
فيهما على مشربية السلطان، وطقم كامل من غرف النوم والاستراحة وكذا
الحمامات، وتتوسط الدار، مثلما هو حال جميع دور المدينة، صحن طويل بنسق
فناء شاسع تزينه فصيلة من الأقواس الرخامية أبدعت الأنامل التركية في
بسطها ورصّها، لتعانق نوافير يتسلل منها ماء زلال يشفي الظمآن.
ولأنّ القصر درة حية تخلب العقول، ووهج متأجج يأسر العيون في الجزائر، فقد
اختاره ملك فرنسا "نابليون الثالث" وزوجته "أوجيني" اعتبارا من عام 1860،
مقاما لهما، بين مئات القصور التي كانت تعج بها القصبة خلال القرن التاسع
عشر.
ويقع القصر الذي حوّل إلى متحف للفنون الشعبية على مستوى الهضبة الجنوبية
للضاحية المسماة " سوق الجمعة "، أين يطل عليك قصر "خداوج" الذي ينتصب فوق
كوكبة من الدور والقصور التي بناها الأتراك القدامى على شاكلته.
أصل حكاية " سوق الجمعة "، الذي هو عبارة عن تعاريج ضيقة، تحيط به منازل
الأهالي وقصور أعيان المدينة السابقين، أنّ هذا المكان اشتهر بكونه ملاذا
للكثيرين من عشاق الطبيعة، لذا اتخذّ فضاء لعرض وبيع مختلف أنواع الطيور
النادرة وكذا الحمائم والعصافير المغردة، كل يوم جمعة اعتبارا من ظهور أولى
خيوط الفجر إلى غاية ارتفاع صوت المؤذّن إيذانا بقرب خطبتي وصلاة الجمعة،
وكانت زنقة سوق الجمعة من أرقى (الزنيقات) (أي الأزقة) في المدينة،
لقربها من قصر الحاكم "الجنينة"، ولمجاورتها قصور الأعيان الواقعة على
جانبي زنقة "العرائس"، ولا تزال تستقطب لغاية اليوم، عديد الزوار والتجار
والفضوليين.
تروي الحكايات، أن الأميرة خديجة أو خداوج العمياء
كانت فتاة في غاية من الحسن والجمال
وكانت منبهرة بجمالها،
مما يدفعها إلى قضاء جل وقتها أمام المرآة تتأمل بهاءها وقسمات وجهها الأخاذة الساحرة،
وتغير عشرات المرات من تسريحات شعرها الحريري الناعم وتبدل كثيرا مساحيق وجهها،
كما تغير فساتينها عدة مرات في اليوم،
إلى أن فقدت بصرها من شدة النظر في المرآة..
لكن هناك من يروي أن سبب فقدانها البصر هو كثرة الكحل الذي كانت تزين به عيونها..
وبعد دخول الغزاة الفرنسييين إلى الجزائر عام 1830،
تم تعويض ملاكه بمال زهيد ليصبح مقرا لأول بلدية فرنسية بالجزائر العاصمة،
لكن بالنظر إلى بهائه ورونقه لم يستطع ملك فرنسا آنذاك نابليون الثالث وزوجته أو جيني،
كتمان عشقه لهذا الصرح فاتخذه مقاما له اعتبارا من سنة 1860،
فكلما حل بالجزائر العاصمة إلا وتوجه مباشرة إلى هذا القصر،
ليقضي ملك فرنسا مدة زيارته للجزائر في أحضان دار الأميرة الكفيفة.
وقد انصبت أنشطة واهتمامات الباحثين الأثريين والاجتماعيين والمعماريين والموظفين بالمتحف،
على جلب التحف وصيانتها وإثراء المعروضات،
سواء عبر الاقتناء أو من خلال الهبات والتبرعات المقدمة من طرف المواطنين أومن قبل مختلف الهيئات.
ويحوي القصر حاليا معروضات وتحفا وأثاثا وصناعات حرفية وتقليدية صوفية وجلدية وفضية ونحاسية وخشبية،
تمثل مختلف أنحاء الوطن،
-
آخر تعديل: