- إنضم
- 14 ماي 2015
- المشاركات
- 1,017
- نقاط التفاعل
- 1,407
- النقاط
- 71
الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت.. كيف ولماذا؟ (1/2)
لا تزال التقنيات الحديثة تقدّم لبعض الناس طرقاً وأساليب لممارسة بعض الأخطاء السلوكية والشرعية والاجتماعية، بل والاقتصادية أيضاً عن طريق الاختلاسات والسرقات الإلكترونية.
وإن كان الجميع يتحرى الأمان في معاملاته المالية وعمليات الشراء عبر الإنترنت؛ لتجنّب بعض ضعاف النفوس الذين يتصيدون الأخطاء لسرقة بياناتهم المالية، فإن قلّة نادرة جداً من الناس تراعي نفس الاحتياطات لتجنب الوقوع في الأخطاء الاجتماعية، هي أو أحد أفراد أسرتها، السبب الذي يجعل المشكلات الاجتماعية أكبر وأوسع وأضر أيضاً.
في هذا التحقيق، يحاول موقع (لها أون لاين)، ومن خلال مشاركات عدّة مراسلين من دول عربية مختلفة، إلقاء ضوء ولو بسيط، على ظاهرة الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، تلك الخيانة التي وسّعت من قدرة الناس، حتى البسيطين منهم، للدخول في معترك الخطأ والخطيئة، وقدّمت أدوات ووسائل لنشر الخيانة، بأساليب وطرق عديدة.
لماذا يلجأ البعض إلى الخيانة الزوجية؟
قد لا يكون مفتاح المشكلة في معرفة طريقة حدوثها، بقدر ما يكون في معرفة دوافعها، فالخيانة الزوجية، التي تعني قيام أحد الزوجين بإقامة علاقة غير شرعية مع طرف آخر خارجي، تتراوح ما بين كلمات الغزل، أو الحديث المسموع، والمشاهدة المباشرة عن طريق الإنترنت، وصولاً إلى اللقاء الحقيقي في الواقع، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى إقامة علاقة غرامية، وربما علاقة محرّمة شرعاً.
يحدد الدكتور درداح الشاعر (أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة) الأسباب التي قد تؤدي بالبعض إلى اللجوء للخيانة بـ "ضعف الإيمان والدين"، ويقول: "صاحب الدين معروف أنه إذا كره زوجته لم يظلمها أو يخونها، أما إذا أحبها فيكرمها ولا يأتي بحقها بسلوك مشين"، ويضيف بأن الزوجة تماماً مثله،إذا ما تحلّت بالدين والأخلاق الكريمة فتكون صيانة زوجها في غيبته جزء من عقيدتها، فتحفظه في ماله وعياله كما أمر الله سبحانه وتعالى وأقر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك، فإنه "إذا تناقص مستوى الدين والإيمان لدى الزوجة ولدى الزوج في هذه الحالة نتوقع أن يسلكوا أي سلوك سواء كان الخيانة أو غيره".
كما يرى الدكتور الشاعر سبباً آخر لظهور وانتشار ظاهرة الخيانة الالكترونية، وذلك بسبب "فقدان الرجل لقوامته"، ويقول: "في بعض الأحيان لا يقوم بوظيفته التربوية نحو الزوجة، تكون وظيفته الأساسية كالدابة ويغفل أنه زوج وأنه راع وأنه مسؤول عن رعيته، وبالتالي يسقط هذا الزوج في نظر زوجته وبالتالي هي تتصل بغيره".
كذلك فإن للاختلاط دور في اتساع رقعة انتشار ظاهرة الخيانة الإلكترونية، برأي الدكتور الشاعر، والذي يضيف قائلاً: "إن الاختلاط يتسبب في إحداث هذه المشكلة وذلك عندما يخرج الزوج لزيارة صديق له متزوج فيجتمعون جميعاً الزوجات والأزواج مما يؤدي إلى دخول الشيطان بينهما، ومن ثمَّ تأتي المراحل الأخرى بالحديث والمراسلة واللقاءات عبر الشاشات الإلكترونية"،
ويختتم الأسباب التي يراها سبباً في انتشار ظاهرة الخيانة الزوجية، بحالة الفراغ التي تعاني منها الزوجة مع انحدار القيم الأخلاقية، ويقول: "الزوج والزوجة حينما تسوء علاقتهما ببعضهما يجدان وقتاً كبيراً للفراغ ويبدأ يشغل كل منهما نفسه، بما حرم الله عز وجل خاصة أن التقنية باتت متوفرة في أغلب البيوت وسهلة".
عدم تفهم الاحتياجات الجنسية للزوجة:
من جهتها، ترى الأخصائية الاجتماعية فوزية علاجي، أن من الأسباب المؤدية للخيانة الالكترونية، "عدم تفهم الزوج لاحتياجات زوجته الجنسية أو مقابلة صراحتها معه بالنسبة للأمور الجنسية بتهكم وسخرية أو باللامبالاة فتلجأ إلى الخيانة عبر الانترنت، باسم مستعار حتى لا تنكشف شخصيتها الحقيقة لأنها أصبحت تعتقد أن متطلباتها الجنسية محل تهكم وسخرية من قبل الجنس الآخر".
وتضيف بالقول: "إن إشباع الحاجة لتقدير الذات هي من الحاجات الأساسية في حياة الفرد فالبعض من النساء ترغب في إكمال دراستها ولكنها لظروف معينة حرمت من التعليم! فنجدها تتقمص شخصية سيدة أعمال أو مهندسة ديكور وتشبع رغبتها في التقدير من خلال خداع الآخرين وجذبهم لها خاصة إذا كان زوجها صاحب درجة علمية عالية ويسخر منها لجهلها".
وتؤيد الدكتور الشاعر خطورة "الفراغ بمعناه الحقيقي وبمعناه النفسي"، كسبب رئيسي للخيانة الزوجية، وتضيف: "في بعض الحالات يكون الفراغ نفسي بتجاهل الطرف الآخر له فالفرد بطبيعته يحب أن يكون جزءا من جماعة يتجاذب معهم أطراف الحديث والزيارات و ويشاركهم الاهتمامات والهوايات، ولا ننسى أن من مميزات التعارف على الإنترنت أن الشخص يستطيع اختيار الشخص الذي يتناسب مع أهوائه ورغباته الشخصية بسهولة".
كذلك ترى أن "متعة المغامرة" سبب كفيل بالخيانة، وتقول "إذا لم يوجد جديد في حياة الزوج أو الزوجة فقد يلجأ أحدهما لخوض المغامرة فيعتبرها في البداية مجرد لعبة مسلية ما تلبث أن تصبح جزءا من حياة الإنسان، جزء يملئ وقته وعقله وقلبه".
ولم تنس "الإدمان" على الإنترنت، الذي قد يفضي إلى مشكلات أخلاقية، قائلة: " أثبتت دراسات حديثة بأن الانترنت يتحول لإدمان بعد فترة قصيرة جدا حتى أن البعض يطلب المساعدة للإقلاع عن الإنترنت".
وتؤكد الدكتورة فوزية أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات "غير محرمة شرعاً"، وقد ترى بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد "رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت"!
ومن وجهة نظر تقنية، يرى المبرمج محسن وجيه، أن من أسباب الخيانة الزوجية: " جلوس بعض مستخدمي الإنترنت لفترات طويلة أمام الكمبيوتر دون داعٍ، وغالباً ما يكون ذلك للتسلية مما ينتج عنه الوقوع في الرذيلة بعد ذلك". مشيراً إلى أن من البرامج المستخدمة في الخيانات الالكترونية، والتي لابد أن يكون عليها حظر من نوع ما، منتديات التعارف ومواقع الزواج وبعض البرامج المستخدمة في معرفة الخيانة الالكترونية، والتي تمثل نوعاً من الهاكر التي تمكن الشخص من مراقبة أي جهاز كمبيوتر بعد وضع هذه البرامج عليه، فيقوم الجهاز بإرسال تقارير للشخص الأخر.
قصص خيانة لا تنتهي:
قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد، نتيجة غياب الرقابة سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وإدمان الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة؛ للتسلية! والنتيجة في النهاية خيانة زوجية وممارسات غير أخلاقية.
في البداية تحكي دعاء نبيل، قصة إحدى صديقاتها وقعت في هذا النوع من الخيانة دون أن تجد من يقدم لها النصيحة. تقول: "إن صديقتها كانت ترنو لتعلم استخدام الكمبيوتر حتى تواكب العصر الحديث، خاصة وأن زوجها تخصص في البرمجة والتقنية الحديثة في استخدام الكمبيوتر وأجهزة المراقبة، وكانت تحاول أن تجاريه في تخصصه مما دعاها لتجلس ساعات طويلة كانت في البداية لتعلم استخدام هذه التكنولوجيا".
وتضيف دعاء: "بالفعل تعلمت صديقتها الدخول على الكمبيوتر وكتابة بعض الرسائل، وتعلمت أيضا الدخول على الإنترنت واستخدام بعض برامج الشات حتى حدث المحظور وهو إقامة علاقة مع رجل غريب".
هذه العلاقة كما تقول دعاء بدأت بمجرد تعارف وانتهت بخيانة إلكترونية، وياليت الأمر أقتصر على ذلك، فدخولها على مواقع التعارف والدردشة أصبح إدمانا، فأصبحت تتعرف يوميا على أشخاص جدد.
وتشير إلى أن صديقتها كانت تدخل إلى عالم الإنترنت بعد خروج زوجها، وكانت تضع كلمة مرور خاصة بحيث تمنع أي شخص أن يتعرف على الرسائل الغرامية التي ترسها أو يرسلها إياها آخرون. وتنهي حديثها بالقول: "إن ما حدث مع صديقتها حدث مع عشرات أخريات لأسباب منها: وجود الفراغ وقلة الوعي الديني والخبرة الحياتية مع غياب الرقابة المجتمعية على هذه البرامج".
من جهتها، تقول غادة رزق: "إن صديقه لها روت قصة هي أغرب من الخيال حيث فوجئت بزوجها وهو يعمل مهندساً وكان لا يجيد استخدام الكمبيوتر، فحاول التعرف عليها وهي كانت خبيرة في استخدام هذه التقنية دون أن يعرف إنها زوجته فضلا عن ذلك أنه طلب أن يكون بينهما علاقة".
تضيف غادة، إن زوج صديقتها مريض ولا تدري لماذا يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي فسره بعض أصدقائها بأنه يغلب على ظنه خطأ، متخيلا أن ما يقوم به لا يعد خيانة وإن كانت افتراضية.
وتذكر، أن رقابة المجتمع ضعيفة، ولذلك لابد للأسر أن يكون لها رقابة من نوع آخر، وأن يتم حذف كافة برامج الدردشة والتعارف؛ لأنها سبب كثير من البلايا وإن لم يكن هناك خوف على عوائل الأسرة فالخوف على الأطفال في المستقبل.
فيما تروي رنا عادل قصة حدثت معها، تقول: " شاهدت زوجي أكثر من مرة أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة؛ مما أدخل الشك في قلبي فراقبته كثيرا حتى اكتشفت خيانته".
وتضيف رنا بالقول: "إن العلاقة بزوجها انتهت بالطلاق لأنها شعرت بعدم الأمان وأن زوجها يغضب الله تعالى بعلاقاته المتعددة بنساء أخريات". وتذكر أنها طلقت منه بالفعل عندما تأكد لها ذلك حيث قامت بعمل بريد إلكتروني افتراضي على أنها فتاة ليل، فوجدت منه ما لم تكن تتوقعه، فاضطرت لمواجهته فاعترف، وقرر عدم العودة إلى ما كان عليه، حتى فوجئت مرة أخرى بامرأة في بيت الزوجية تعرف عليها خلال "الشات"، بعدها طلبت الطلاق.
نار في الهشيم:
لا تبدو مشكلة الخيانة الزوجية كظاهرة عابرة يمكن أن تنتهي سريعاً، فرغم حداثتها وقصر عمرها بين الناس، إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم، وباتت تقض مضاجع الكثير من الأسر والعائلات، تقول الأستاذة أمل مليباري: " إن الخيانة الالكترونية بدأت تسري في المجتمعات على اختلاف ثقافتها بسرعة سريان النار في الهشيم، فالإنترنت بدأ في المملكة منذ عام 1994م تقريباً وهي فترة قصيرة حدثت فيها تغيرات أخلاقية واجتماعية كثيرة في المجتمع، ومن المؤسف أنها بدلاً عن تغيرات ثقافية وعلمية كانت هي الغرض من تدشين الإنترنت في بلادنا".
كما يقول المهندس سامر ياغي (رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في كلية المجتمع بغزة): "إن التقدم الإلكتروني له جانبين إيجابي وسلبي، ولو قلنا بأن الانترنت سلبي؛ نكون قد ظلمنا الانترنت. وكذلك ليس باستطاعتنا أيضاً الجزم أنه إيجابي. إذ إن استخدام الصوت والصور بتقنية عالية أدى إلى تطوّر آليات ووسائل الخيانة الالكترونية، ناهيك إلى أن أبسط الأشكال كفتح إيميل إباحي قد يجر ضعيف النفس إلى عالم لا منتهي من الخيانة الإلكترونية".
ولكن ما العواقب التي تصيب الزوجين والأسر والمجتمع نتيجة هذه الظاهرة، وكيف يمكن التغلب عليها، وكيف يمكن كشفها والتعرف على خيانة أحد الزوجين للآخر إلكترونياً.؟
لا تزال التقنيات الحديثة تقدّم لبعض الناس طرقاً وأساليب لممارسة بعض الأخطاء السلوكية والشرعية والاجتماعية، بل والاقتصادية أيضاً عن طريق الاختلاسات والسرقات الإلكترونية.
وإن كان الجميع يتحرى الأمان في معاملاته المالية وعمليات الشراء عبر الإنترنت؛ لتجنّب بعض ضعاف النفوس الذين يتصيدون الأخطاء لسرقة بياناتهم المالية، فإن قلّة نادرة جداً من الناس تراعي نفس الاحتياطات لتجنب الوقوع في الأخطاء الاجتماعية، هي أو أحد أفراد أسرتها، السبب الذي يجعل المشكلات الاجتماعية أكبر وأوسع وأضر أيضاً.
في هذا التحقيق، يحاول موقع (لها أون لاين)، ومن خلال مشاركات عدّة مراسلين من دول عربية مختلفة، إلقاء ضوء ولو بسيط، على ظاهرة الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، تلك الخيانة التي وسّعت من قدرة الناس، حتى البسيطين منهم، للدخول في معترك الخطأ والخطيئة، وقدّمت أدوات ووسائل لنشر الخيانة، بأساليب وطرق عديدة.
لماذا يلجأ البعض إلى الخيانة الزوجية؟
قد لا يكون مفتاح المشكلة في معرفة طريقة حدوثها، بقدر ما يكون في معرفة دوافعها، فالخيانة الزوجية، التي تعني قيام أحد الزوجين بإقامة علاقة غير شرعية مع طرف آخر خارجي، تتراوح ما بين كلمات الغزل، أو الحديث المسموع، والمشاهدة المباشرة عن طريق الإنترنت، وصولاً إلى اللقاء الحقيقي في الواقع، والذي قد يصل في بعض الأحيان إلى إقامة علاقة غرامية، وربما علاقة محرّمة شرعاً.
يحدد الدكتور درداح الشاعر (أستاذ علم الاجتماع في جامعة الأقصى بغزة) الأسباب التي قد تؤدي بالبعض إلى اللجوء للخيانة بـ "ضعف الإيمان والدين"، ويقول: "صاحب الدين معروف أنه إذا كره زوجته لم يظلمها أو يخونها، أما إذا أحبها فيكرمها ولا يأتي بحقها بسلوك مشين"، ويضيف بأن الزوجة تماماً مثله،إذا ما تحلّت بالدين والأخلاق الكريمة فتكون صيانة زوجها في غيبته جزء من عقيدتها، فتحفظه في ماله وعياله كما أمر الله سبحانه وتعالى وأقر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذلك، فإنه "إذا تناقص مستوى الدين والإيمان لدى الزوجة ولدى الزوج في هذه الحالة نتوقع أن يسلكوا أي سلوك سواء كان الخيانة أو غيره".
كما يرى الدكتور الشاعر سبباً آخر لظهور وانتشار ظاهرة الخيانة الالكترونية، وذلك بسبب "فقدان الرجل لقوامته"، ويقول: "في بعض الأحيان لا يقوم بوظيفته التربوية نحو الزوجة، تكون وظيفته الأساسية كالدابة ويغفل أنه زوج وأنه راع وأنه مسؤول عن رعيته، وبالتالي يسقط هذا الزوج في نظر زوجته وبالتالي هي تتصل بغيره".
كذلك فإن للاختلاط دور في اتساع رقعة انتشار ظاهرة الخيانة الإلكترونية، برأي الدكتور الشاعر، والذي يضيف قائلاً: "إن الاختلاط يتسبب في إحداث هذه المشكلة وذلك عندما يخرج الزوج لزيارة صديق له متزوج فيجتمعون جميعاً الزوجات والأزواج مما يؤدي إلى دخول الشيطان بينهما، ومن ثمَّ تأتي المراحل الأخرى بالحديث والمراسلة واللقاءات عبر الشاشات الإلكترونية"،
ويختتم الأسباب التي يراها سبباً في انتشار ظاهرة الخيانة الزوجية، بحالة الفراغ التي تعاني منها الزوجة مع انحدار القيم الأخلاقية، ويقول: "الزوج والزوجة حينما تسوء علاقتهما ببعضهما يجدان وقتاً كبيراً للفراغ ويبدأ يشغل كل منهما نفسه، بما حرم الله عز وجل خاصة أن التقنية باتت متوفرة في أغلب البيوت وسهلة".
عدم تفهم الاحتياجات الجنسية للزوجة:
من جهتها، ترى الأخصائية الاجتماعية فوزية علاجي، أن من الأسباب المؤدية للخيانة الالكترونية، "عدم تفهم الزوج لاحتياجات زوجته الجنسية أو مقابلة صراحتها معه بالنسبة للأمور الجنسية بتهكم وسخرية أو باللامبالاة فتلجأ إلى الخيانة عبر الانترنت، باسم مستعار حتى لا تنكشف شخصيتها الحقيقة لأنها أصبحت تعتقد أن متطلباتها الجنسية محل تهكم وسخرية من قبل الجنس الآخر".
وتضيف بالقول: "إن إشباع الحاجة لتقدير الذات هي من الحاجات الأساسية في حياة الفرد فالبعض من النساء ترغب في إكمال دراستها ولكنها لظروف معينة حرمت من التعليم! فنجدها تتقمص شخصية سيدة أعمال أو مهندسة ديكور وتشبع رغبتها في التقدير من خلال خداع الآخرين وجذبهم لها خاصة إذا كان زوجها صاحب درجة علمية عالية ويسخر منها لجهلها".
وتؤيد الدكتور الشاعر خطورة "الفراغ بمعناه الحقيقي وبمعناه النفسي"، كسبب رئيسي للخيانة الزوجية، وتضيف: "في بعض الحالات يكون الفراغ نفسي بتجاهل الطرف الآخر له فالفرد بطبيعته يحب أن يكون جزءا من جماعة يتجاذب معهم أطراف الحديث والزيارات و ويشاركهم الاهتمامات والهوايات، ولا ننسى أن من مميزات التعارف على الإنترنت أن الشخص يستطيع اختيار الشخص الذي يتناسب مع أهوائه ورغباته الشخصية بسهولة".
كذلك ترى أن "متعة المغامرة" سبب كفيل بالخيانة، وتقول "إذا لم يوجد جديد في حياة الزوج أو الزوجة فقد يلجأ أحدهما لخوض المغامرة فيعتبرها في البداية مجرد لعبة مسلية ما تلبث أن تصبح جزءا من حياة الإنسان، جزء يملئ وقته وعقله وقلبه".
ولم تنس "الإدمان" على الإنترنت، الذي قد يفضي إلى مشكلات أخلاقية، قائلة: " أثبتت دراسات حديثة بأن الانترنت يتحول لإدمان بعد فترة قصيرة جدا حتى أن البعض يطلب المساعدة للإقلاع عن الإنترنت".
وتؤكد الدكتورة فوزية أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات "غير محرمة شرعاً"، وقد ترى بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد "رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت"!
ومن وجهة نظر تقنية، يرى المبرمج محسن وجيه، أن من أسباب الخيانة الزوجية: " جلوس بعض مستخدمي الإنترنت لفترات طويلة أمام الكمبيوتر دون داعٍ، وغالباً ما يكون ذلك للتسلية مما ينتج عنه الوقوع في الرذيلة بعد ذلك". مشيراً إلى أن من البرامج المستخدمة في الخيانات الالكترونية، والتي لابد أن يكون عليها حظر من نوع ما، منتديات التعارف ومواقع الزواج وبعض البرامج المستخدمة في معرفة الخيانة الالكترونية، والتي تمثل نوعاً من الهاكر التي تمكن الشخص من مراقبة أي جهاز كمبيوتر بعد وضع هذه البرامج عليه، فيقوم الجهاز بإرسال تقارير للشخص الأخر.
قصص خيانة لا تنتهي:
قصص وحكايات الخيانة الإلكترونية أكثر من أن تعد، نتيجة غياب الرقابة سواء كانت الأسرية أو المجتمعية، مع وجود الفراغ وإدمان الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة؛ للتسلية! والنتيجة في النهاية خيانة زوجية وممارسات غير أخلاقية.
في البداية تحكي دعاء نبيل، قصة إحدى صديقاتها وقعت في هذا النوع من الخيانة دون أن تجد من يقدم لها النصيحة. تقول: "إن صديقتها كانت ترنو لتعلم استخدام الكمبيوتر حتى تواكب العصر الحديث، خاصة وأن زوجها تخصص في البرمجة والتقنية الحديثة في استخدام الكمبيوتر وأجهزة المراقبة، وكانت تحاول أن تجاريه في تخصصه مما دعاها لتجلس ساعات طويلة كانت في البداية لتعلم استخدام هذه التكنولوجيا".
وتضيف دعاء: "بالفعل تعلمت صديقتها الدخول على الكمبيوتر وكتابة بعض الرسائل، وتعلمت أيضا الدخول على الإنترنت واستخدام بعض برامج الشات حتى حدث المحظور وهو إقامة علاقة مع رجل غريب".
هذه العلاقة كما تقول دعاء بدأت بمجرد تعارف وانتهت بخيانة إلكترونية، وياليت الأمر أقتصر على ذلك، فدخولها على مواقع التعارف والدردشة أصبح إدمانا، فأصبحت تتعرف يوميا على أشخاص جدد.
وتشير إلى أن صديقتها كانت تدخل إلى عالم الإنترنت بعد خروج زوجها، وكانت تضع كلمة مرور خاصة بحيث تمنع أي شخص أن يتعرف على الرسائل الغرامية التي ترسها أو يرسلها إياها آخرون. وتنهي حديثها بالقول: "إن ما حدث مع صديقتها حدث مع عشرات أخريات لأسباب منها: وجود الفراغ وقلة الوعي الديني والخبرة الحياتية مع غياب الرقابة المجتمعية على هذه البرامج".
من جهتها، تقول غادة رزق: "إن صديقه لها روت قصة هي أغرب من الخيال حيث فوجئت بزوجها وهو يعمل مهندساً وكان لا يجيد استخدام الكمبيوتر، فحاول التعرف عليها وهي كانت خبيرة في استخدام هذه التقنية دون أن يعرف إنها زوجته فضلا عن ذلك أنه طلب أن يكون بينهما علاقة".
تضيف غادة، إن زوج صديقتها مريض ولا تدري لماذا يلجأ إلى هذا الأسلوب الذي فسره بعض أصدقائها بأنه يغلب على ظنه خطأ، متخيلا أن ما يقوم به لا يعد خيانة وإن كانت افتراضية.
وتذكر، أن رقابة المجتمع ضعيفة، ولذلك لابد للأسر أن يكون لها رقابة من نوع آخر، وأن يتم حذف كافة برامج الدردشة والتعارف؛ لأنها سبب كثير من البلايا وإن لم يكن هناك خوف على عوائل الأسرة فالخوف على الأطفال في المستقبل.
فيما تروي رنا عادل قصة حدثت معها، تقول: " شاهدت زوجي أكثر من مرة أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة؛ مما أدخل الشك في قلبي فراقبته كثيرا حتى اكتشفت خيانته".
وتضيف رنا بالقول: "إن العلاقة بزوجها انتهت بالطلاق لأنها شعرت بعدم الأمان وأن زوجها يغضب الله تعالى بعلاقاته المتعددة بنساء أخريات". وتذكر أنها طلقت منه بالفعل عندما تأكد لها ذلك حيث قامت بعمل بريد إلكتروني افتراضي على أنها فتاة ليل، فوجدت منه ما لم تكن تتوقعه، فاضطرت لمواجهته فاعترف، وقرر عدم العودة إلى ما كان عليه، حتى فوجئت مرة أخرى بامرأة في بيت الزوجية تعرف عليها خلال "الشات"، بعدها طلبت الطلاق.
نار في الهشيم:
لا تبدو مشكلة الخيانة الزوجية كظاهرة عابرة يمكن أن تنتهي سريعاً، فرغم حداثتها وقصر عمرها بين الناس، إلا أنها انتشرت كالنار في الهشيم، وباتت تقض مضاجع الكثير من الأسر والعائلات، تقول الأستاذة أمل مليباري: " إن الخيانة الالكترونية بدأت تسري في المجتمعات على اختلاف ثقافتها بسرعة سريان النار في الهشيم، فالإنترنت بدأ في المملكة منذ عام 1994م تقريباً وهي فترة قصيرة حدثت فيها تغيرات أخلاقية واجتماعية كثيرة في المجتمع، ومن المؤسف أنها بدلاً عن تغيرات ثقافية وعلمية كانت هي الغرض من تدشين الإنترنت في بلادنا".
كما يقول المهندس سامر ياغي (رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في كلية المجتمع بغزة): "إن التقدم الإلكتروني له جانبين إيجابي وسلبي، ولو قلنا بأن الانترنت سلبي؛ نكون قد ظلمنا الانترنت. وكذلك ليس باستطاعتنا أيضاً الجزم أنه إيجابي. إذ إن استخدام الصوت والصور بتقنية عالية أدى إلى تطوّر آليات ووسائل الخيانة الالكترونية، ناهيك إلى أن أبسط الأشكال كفتح إيميل إباحي قد يجر ضعيف النفس إلى عالم لا منتهي من الخيانة الإلكترونية".
ولكن ما العواقب التي تصيب الزوجين والأسر والمجتمع نتيجة هذه الظاهرة، وكيف يمكن التغلب عليها، وكيف يمكن كشفها والتعرف على خيانة أحد الزوجين للآخر إلكترونياً.؟