الجهاد، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين
[frame="8 10"]
{1} سنن النسائي الصغرى {2} سنن أبى داوود {3} صحيح البخارى عن أبى هريرة
كان العرب يعظمون رجب تعظيماً حتى كان الرجل منهم يلقى قاتل أبيه وقاتل ابنه، فيخشى أن ينظر إليه نظرة غضب فيهتك حرمة الشهر، وكانوا يسمونه رجب الأصم لأنه كان لا يُسمع فيه قعقعة السلاح، ويسمون شعبان العازل لأنه كان بعد رجب مباشرة، وفيه كانت العرب تعود إلى ما كانت عليه من جاهليتها، ولكن الله جل جلاله جعل رجب شهراً حراماً وجعل شعبان بين رجب ورمضان، الذي عظمه الله بما لا يخفى على مسلم بصريح القرآن فكان شعبان بين شهرين عظيمين.
ومن فضائل شهر شعبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتقرب إلى الله فيه بما لا يتقرب في غيره من الشهور، حتى ورد أنه صامه إلا أقله، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: {قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: ذ?لِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَـــــيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ}{1}
وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:{كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتى نَقُولَ لاَ يَصُومُ وَمَا رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامُ شَهْرٍ قَطُّ إلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رأيْتُهُ في شَهْرٍ أكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ في شَعْبَان}{2}
وقد فسر بعض العلماء قول الله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} الدخان3
بأنها ليلة النصف من شعبان وقالوا إن السفرة الكرام استنسخوا القرآن من أم الكتاب في أربعين يوماً، ابتدءوا في ليلة النصف من شعبان، ثم بعد الأربعين يوماً نزل إلى سماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوماً بحسب الأحداث على ثلاث وعشرين سنة
وكان نزوله إلى سماء الدنيا من أم الكتاب بعد نسخه في الألواح ليلة القدر بعد مضي الأربعين ليلة وبذلك نجمع بين قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وبين {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، فإنزاله الأول إنزاله من أم الكتاب لينسخه السفرة الكرام وهو في ليلة مباركة، التي هي النصف من شعبان، وإنزاله الثاني إلى سماء الدنيا في ليلة القدر كما أخبر الله تعالى.
وقد أجمع المسلمون جميعاً أن الله خص بفضله أفراداً من عباده الصالحين، وأمكنة خاصة وأزمنة خاصة، فجعل في الأسبوع يوماً وهو يوم الجمعة وفي السنة شهراً للصيام وأربعة اشهر حرم، وخص ليلة الإسراء بحَبيبه فلا حرج على فضله أن يخص ليلة النصف من شعبان في كل عام بفضيلة استجابة الدعاء وقبول التوبة ممن يتوب والعفو عن كثير من المذنبين والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. لا يمنع هذا الفضل العظيم إنكار من أنكر
فقد ذكر فضلها الإمام أبو طالب المكي - وهو من أئمة السلف الصالح الصادقين في الفضل والرواية في كتابه (قوت القلوب) - أن ليلة النصف من شعبان كان يعتني بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمعون لصلاة النوافل جماعة، إحياء لها والتماساً لخيرها فقد ورد أن فيها تُرفع الأعمال، وتقدر الأرزاق والآجال وقد ورد فيها الدعاء المأثور الذي يلتمس فيه الداعي خفى اللطف في قدر الله، ولله تعالى فيها نظرات إلى خلقه {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} الرعد39
كما أورد الإمام أبو طالب المكي أن السلف الصالح رضي الله عنهم كانوا يحيون ليلة النصف من شعبان وكانوا يصلون فيها مائة ركعة يأملون فيها الخير، أما اجتماع الناس في ليلة النصف من شعبان في المساجد وقت صلاة المغرب، وما يقومون به من الصلاة وقراءة (يس) والأدعية، فبدعة محدثة لا بأس بها، لأن الدعاء سنة، والاجتماع للصلاة والدعاء مشروع عند المقتضيات كالاستسقاء والخسوف والكسوف.
فإذا اعتقد الناس أن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان كما بيّن ذلك بعض المفسرين، فالاجتماع حسن مرغوب فيه، وعلى قول من يقول أن الليلة هي ليلة القدر، فالاجتماع في هذه الليلة يكون لذكر الله. وصيام يوم النصف من شعبان لغير معتاده، إن قصد به التقرب إلى الله تعالى، أو التشبه ببعض الصالحين، فهو مباح وإن نوى به السنة فهو مكروه، اللهم إلا إذا ثبت بطريق صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه
وللمسلم الخيار في صيام أي يوم إلا يوم الشك ويوم العيدين. من هذا استحسن للمسلمين عامة في كل أنحاء البلاد، أن يجعلوا لليلة النصف من شعبان قسطاً وافراًَ من الإقبال على الله والمسارعة لإحيائها، فيصومون نهارها ويقومون ليلها اقتداءاً بهدى السلف الصالح ويكثرون فيه التبتل والتضرع والقنوت لله تعالى.
وعندي أنّ من الخير في هذه الليلة صلة الرحم وبر الوالدين، والإحسان إلى الجيران والعفو عمن آذى، وطلب العفو من المظلوم، والتقرب إلى الله ببذل فضل المال إلى الفقراء، حتى يكون تقرب إلى الله بماله ونفسه، وبذل في سبيل الله ما يبخل به غيره، وبذلك أبشره أنه صار ممن يحبهم الله تعالى بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: {لا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي، أعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي، أَعَذْتُهُ}{3}
ومن فضائل شهر شعبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتقرب إلى الله فيه بما لا يتقرب في غيره من الشهور، حتى ورد أنه صامه إلا أقله، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: {قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: ذ?لِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَـــــيْنَ رَجَبَ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ}{1}
وورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:{كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ حَتى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتى نَقُولَ لاَ يَصُومُ وَمَا رَأيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتَكْمَلَ صِيَامُ شَهْرٍ قَطُّ إلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رأيْتُهُ في شَهْرٍ أكْثَرَ صِيَاماً مِنْهُ في شَعْبَان}{2}
وقد فسر بعض العلماء قول الله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} الدخان3
بأنها ليلة النصف من شعبان وقالوا إن السفرة الكرام استنسخوا القرآن من أم الكتاب في أربعين يوماً، ابتدءوا في ليلة النصف من شعبان، ثم بعد الأربعين يوماً نزل إلى سماء الدنيا ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوماً بحسب الأحداث على ثلاث وعشرين سنة
وكان نزوله إلى سماء الدنيا من أم الكتاب بعد نسخه في الألواح ليلة القدر بعد مضي الأربعين ليلة وبذلك نجمع بين قوله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وبين {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ}، فإنزاله الأول إنزاله من أم الكتاب لينسخه السفرة الكرام وهو في ليلة مباركة، التي هي النصف من شعبان، وإنزاله الثاني إلى سماء الدنيا في ليلة القدر كما أخبر الله تعالى.
وقد أجمع المسلمون جميعاً أن الله خص بفضله أفراداً من عباده الصالحين، وأمكنة خاصة وأزمنة خاصة، فجعل في الأسبوع يوماً وهو يوم الجمعة وفي السنة شهراً للصيام وأربعة اشهر حرم، وخص ليلة الإسراء بحَبيبه فلا حرج على فضله أن يخص ليلة النصف من شعبان في كل عام بفضيلة استجابة الدعاء وقبول التوبة ممن يتوب والعفو عن كثير من المذنبين والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. لا يمنع هذا الفضل العظيم إنكار من أنكر
فقد ذكر فضلها الإمام أبو طالب المكي - وهو من أئمة السلف الصالح الصادقين في الفضل والرواية في كتابه (قوت القلوب) - أن ليلة النصف من شعبان كان يعتني بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمعون لصلاة النوافل جماعة، إحياء لها والتماساً لخيرها فقد ورد أن فيها تُرفع الأعمال، وتقدر الأرزاق والآجال وقد ورد فيها الدعاء المأثور الذي يلتمس فيه الداعي خفى اللطف في قدر الله، ولله تعالى فيها نظرات إلى خلقه {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} الرعد39
كما أورد الإمام أبو طالب المكي أن السلف الصالح رضي الله عنهم كانوا يحيون ليلة النصف من شعبان وكانوا يصلون فيها مائة ركعة يأملون فيها الخير، أما اجتماع الناس في ليلة النصف من شعبان في المساجد وقت صلاة المغرب، وما يقومون به من الصلاة وقراءة (يس) والأدعية، فبدعة محدثة لا بأس بها، لأن الدعاء سنة، والاجتماع للصلاة والدعاء مشروع عند المقتضيات كالاستسقاء والخسوف والكسوف.
فإذا اعتقد الناس أن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان كما بيّن ذلك بعض المفسرين، فالاجتماع حسن مرغوب فيه، وعلى قول من يقول أن الليلة هي ليلة القدر، فالاجتماع في هذه الليلة يكون لذكر الله. وصيام يوم النصف من شعبان لغير معتاده، إن قصد به التقرب إلى الله تعالى، أو التشبه ببعض الصالحين، فهو مباح وإن نوى به السنة فهو مكروه، اللهم إلا إذا ثبت بطريق صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه
وللمسلم الخيار في صيام أي يوم إلا يوم الشك ويوم العيدين. من هذا استحسن للمسلمين عامة في كل أنحاء البلاد، أن يجعلوا لليلة النصف من شعبان قسطاً وافراًَ من الإقبال على الله والمسارعة لإحيائها، فيصومون نهارها ويقومون ليلها اقتداءاً بهدى السلف الصالح ويكثرون فيه التبتل والتضرع والقنوت لله تعالى.
وعندي أنّ من الخير في هذه الليلة صلة الرحم وبر الوالدين، والإحسان إلى الجيران والعفو عمن آذى، وطلب العفو من المظلوم، والتقرب إلى الله ببذل فضل المال إلى الفقراء، حتى يكون تقرب إلى الله بماله ونفسه، وبذل في سبيل الله ما يبخل به غيره، وبذلك أبشره أنه صار ممن يحبهم الله تعالى بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: {لا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ، كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي، أعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي، أَعَذْتُهُ}{3}
{1} سنن النسائي الصغرى {2} سنن أبى داوود {3} صحيح البخارى عن أبى هريرة
[/frame]