رد: العدد الرابع من فعالية ربيني صح حصريا على اللمة
اسباب الكذب عند الاطفال واسلوب معالجته
ـ الخوف من العقوبة : وهو من الدوافع التي تضطر الطفل بل وحتى الكبير الى الكذب خوفاً من العقوبة ، وان هو صدق في قوله فلن يأمن المجازاة مما اقترف . فالطفل الذي كسر اناء ، او اصطدمت قدمه اثناء السير بمزهرية فسقطت وانكسرت ، أو أخذ نقوداً من مكان ما واشترى بها بعض المأكولات ، او انشغل باللعب ولم يؤد ما عليه من تكاليف او غير ذلك من الافعال ، يضطر الى الكذب للتملص من العقوبة والإفلات من قبضة المجازاة .
فيلقي تبعة كسر الإناء مثلاً على عاتق شخص آخر ، ويبرر عدم ادائه لواجباته بعدم وجود المصباح او باعتلال صحته ومجيء اصدقائه لعيادته ، او مرض احد اصدقائه وانشغاله بزيارته . وتذكر التحقيقات العلمية ان 70 % من اكاذيب الاطفال تعود لهذا السبب ؛ ولو انكم وعدتموه بعدم العقوبة لقال لكم الحقيقة .
5 ـ لفت الانظار : حينما يجلس الأب والأم بين مجموعة من الاصدقاء والاقارب وينشغلون بالاحاديث والمناقشات يشعر الطفل بأنه وجود منسي ولا حساب له في مثل هذه الأجواء ، ويتصور ان لا مكانة له ولا وجود يستحق الاعتبار بين هذه الجماعة ، فيبادر الى الحديث عن مسألة لا وجود لها في الواقع ويضفي عليها الواناً براقة من التهويل والتعظيم من اجل جلب انتباهكم ولفت انظاركم نحوه .
4ـ الحسد والتنافس : تنشأ بعض اكاذيب الاطفال من الحسد والتنافس . فهو يرى مثلاً ان اخاه او اخته الاصغر لهما القدرة على لفت انظار الأب والام من خلال حلاوة اللسان وانهما قد نالا منهما المحبة والاهتمام فيحاول الحصول على موطئ قدم له عند الوالدين عن طريق منافسة اخوانه ؛ وهذه المنافسة لا منشأ لها في حقيقة الحال سوى الحسد ، فاذا لم تكن لديه المواصفات الكافية في العمل ، او فشل في مجاراة اقرانه في المنافسة فسيجد نفسه حينذاك مضطراً لانتهاج مسلك الكذب والتصنع . وقد يعمد احياناً الى ايذاء أخيه الاصغر الى حد دفعه الى البكاء ثم ينكر في ما بعد اية علاقة له بالموضوع .
اساليب العلاج : توجد كيثرا من اساليب يمكن معالجة طفل وهي
1 ـ معرفة الاسباب : وهو عامل ينبغي الاهتمام به والتركيز عليه ، لا في جانب العلاج النفسي فحسب ، بل في جميع انواع العلاج الجسدي ايضاً . اذ ينبغي لنا ان نعرف أولاً : لماذا يكذب الطفل ؟ وما هي العوامل التي تدفعه نحو الكذب ؟ وما الهدف الذي يبتغيه من وراء ذلك ؟ الا انه من الطبيعي جداً ان توجد الكثير من الموارد والحالات التي يستعصي فيها فهم الاسباب والدوافع ، ولا يتيسر لكل شخص سبر اغوار الطفل والاطلاع على خفاياه الدفينة وانتزاع الاسباب التي تدفعه نحو الكذب . وليس معنى ذلك انه سر مقفل لا يمكن بلوغه مطلقاً ، لا سيما لدى صغار السن الذين لازالت فطرتهم نقية .
ان الاكاذيب الساذجة المنبثقة من التضخيم والتهويل الذي يبديه الاطفال ، يمكن اكتشافها بكل بساطة ، ولكنه حينما يكذب في قضية كبيرة تتضمن مسألة هامة ، فذلك يستوجب التأمل والدقة .
3 ـ توفير الاجواء السليمة : لاشك ان الاجواء التي يسودها الاخلاص والصدق ، والاجواء التي لا يلجأ فيها الأب او الأم الى ممارسة انواع الحيلة والمكر والكذب والخداع في حياتهم اليومية تؤثر كثيراً في اصلاح الأبناء ويعود السبب في ذلك كما ذكرنا سابقاً الى ان الكذب عند الاطفال ناتج من سوء التربية ومن النماذج الخاطئة التي يصادفها في حياته اليومية .
5 ـ العفو والتسامح : صحيح ان تربية الاطفال تستوجب وجود مجموعة من الضوابط ، الا ان ذلك لايعني التدقيق في كل شيء ، فهنالك فرق بين البيت والثكنة العسكرية ، فاذا وجد الاطفال انفسهم في حلقة ضيقة من الحصار فسيلجأون الى الكذب .
8 ـ النصح والارشاد : وهذا ايضاً له دور لا يستهان به في اصلاح السلوك وتقويم الاعوجاج بل ان دوره مصيري وفعال ، فلا ينبغي التساهل فيه او اهماله . و ما اكثر الاشخاص الذين استقامت حياتهم بالنصح والارشاد وكانت نتيجته ان سلكوا طريق الصواب في الحياة .
فاذا كان هذا العمل مؤثراً في الكبار فهو اكثر تاثيراً في الصغار ، وسبب ذلك هو عدم ابتعادهم كثيراً عن الفطرة ؛ فلا زالت نفوسهم زكية وضمائرهم طاهرة . وتذكيرهم بمفاهيم الصفاء والطهارة ، والعدالة والطهارة ، والنقاء والاخلاص يؤثر كثيراً في نفوسهم . ولا بأس بالاشارة الى التصرفات الخاطئة التي يرتكبها الآخرون . فنقول ان التصرف الفلاني غير صحيح ، وينطوي على اضرار بالغة ، ويثير سخط الله ، ويؤدي بالانسان الى دخول جهنم ، فهذا يعتبر من الوعظ غير المباشر وله تاثير ايضاً في صدّه عن التمادي في ارتكاب مثل هذه الاخطاء .