مع الليل!
تتأجج تباريح الشوق والألم ،إذا عسعس الليل وبسط رداءه الدامس على الدنيا بأكملها.
فتلجأ إليه القلوب الجريحة التي يغمرها الإيمان للقاء الله في تضرع وتذلل ورجاء
آملة أن يبدل خوفها أمنا ، وضيقها فرجا ، وحلمها الماتع حقيقة ، ووحدتها اجتماعا.
كثيرا ما طوانا الليل ، لنسرق من وحشته القاتلة بصيص أمل ، ينقلنا من سراديب الموت إلى جنان الحياة.
لليل! وما ادراك ما الليل! ، له لغة خاصة ، قليلون هم الذين يفكون رموزها .. فيخاله الكثيرون أنه أبكم لايقوى على الكلام.
وهذا واحد ممن أعياه الهجر .أسهده الشوق فسامر الليل وأنشد:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك و لا أمر
بلى أنا مشتاق و عندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
و أذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
إذاهي أذكتها الصبابة والفكر
لله درك ياليل! جعلك الله لباسا لنا ، يواري زلاتنا ، يسمع نبضنا ، و يحمل همنا .
.
