- إنضم
- 1 أفريل 2008
- المشاركات
- 2,677
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 5,845
- النقاط
- 116
- محل الإقامة
- بين صفحـات التاريخ
- الجنس
- ذكر
إن الكثير من المجتمعات أصبحت تنظر بنظرة الغيرة والحسد للمجتمعات الغربية , ليس بسبب المستوى المعيشي فقط وإنما بسبب الهدوء والطمأنينة التي تعيش فيها والتي لم تكن وليدة الصدفة , بل بالإرتقاء في مستوى الأفكار الإنسانية وتغليب ثقافة الحوار على ثقافة العنف .
على النقيض في الجهة الجنوبية للبحر المتوسط وبالضبط قبلة الثوار كما يطلق عليها , في جزائرنا الغالية , نجد الكلمة لثقافة العنف , أما الحوار فشبه منعدم إلا قليلا .
إنعدام ثقافة الحوار في الأسر , الإدارة , بين السلطة والمعارضة ....
أما ثقافة العنف فأصبح كالهواء الذي نتنفسه , في الأسرة , الشارع ....
ومن مظاهر أزمة الحوار :
الكل يتكلم في نفس الوقت , أي نتكلم جميعا ونسمع للجميع , لكن لا أحد ينصت وكل شخص يريد السيطرة في الحوار , الكل يتكلم أكثر مما يتلقى والأهم قطع المحاور في وسط حديثه والصراخ واللجوء إلى القسم أن حديثه صحيح وأحيانا السب .
فلماذا غابت عنا ثقافة الحوار وأصبحنا نتكلم بلغة العنف سواء الجسدي أو اللفظي ؟
قبل أن نعرج للإجابة عن هذا السؤال , لابد من معرفة مامعنى الحوار , الذي يمكن تلخصيه في مراجعة الكلام بين شخصين أو أكثر ويطغاه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب
أما في القرأن فهي المجادلة بالتي هي أحسن
وإذا بدأنا في تعداد أسباب العنف , سيذكر البعض الإستعمار وماخلفه من أثار في أنفس الأجداد والذين أورثوه لنا , سنذكر عنف التسعينات , أفلام الأكشن ....
لكنها تبقى أسباب واهية في حقيقة الأمر , فأوروبا كانت مسرحا للحرب العالميتين , رجحت ثقافة الحوار وشعوبها أصبحت تتنفس بها .
ويمكن تلخيص الأسباب الحقيقة المرة لإنعدام ثقافة الحوار في : النرجسية والغلو في الأفكار , أيضا العقلية الفرعونية التي نتميز بها أي لانقبل مايرى الأخرون بغير مانرى نحن , إستصغار الأخر في الحوار سواء بسنه أو مستوى دراسته , إنعدام المقروئية لدى أغلبية أفراد المجتمع .
و إن التنابز بالكلمات النابية أصبح ديكور يميز حياتنا اليومية , أما اللكمات واللطمات والدماء فهي مسلسل يعرض يوميا ومباشرة , سواء رضيت أم لاترضى وأحيانا تكون أحد الممثلين حتى ولو لم ترد ذلك .
إن تغليب ثقافة الحوار أصبح مطلبا لابد منه اليوم في المجتمع , فكم زوج طلق زوجته بسبب غياب ثقافة الحوار , وكم من أسرة تشتت بإنعدام الحوار بين الوالدين والأبناء .
و نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه , كان يستشير أصحابه، ويستمع إلى آرائهم. وتختلف وجهات نظرهم, و لم يلم أحدا على رأي أبداه أو موقف تبناه، وما تعصب منهم أحد ولا تحزب .
وقال تعالى : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
فربنا سبحانه وتعالى قد بينا لنا أن الحوار يكون بالتي هي أحسن , لا بالعنف اللفظي أو الجسدي .
إذا أردنا حقا جعل مجتمعنا يرتقي إلى أعلى المستويات , فعلينا البدء من الأساسيات التي تجعل حياة المجتمع هادئة وأهمها ثقافة الحوار وذلك بإعادة هيكلة تفكير المجتمع وتربية الأجيال على الحوار الفعال والتواصل الجيد المفضي إلى التفاهم , ترسيخ فكرة أن الناس يختلفون في الأفكار والأراء والقناعات , تعليم الأفراد إحترام الأفراد والأفكار والأراء في الحوار .
أخيرا الحوار ثقافة لابد منها , سواء في العالم الحقيقي أو هنا في مجتمع اللمة , ولاندعي أننا لانخطئ أو أننا أوصياء على الأخرين , لكن لابد من التوعية والتذكير فالذكرى تنفع المؤمنين .
آخر تعديل بواسطة المشرف: