قال رسول الله صلى اله عليه وسلم:
(إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ)
الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الترمذي الجزء أو الصفحة:682 حكم المحدث:صحيح
قال القرطبي: فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيراً، فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك: فالجواب: أنها إنَّما تُغَلُّ عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم، كما تقدم في بعض الروايات، أو المقصود تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية، لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية. انتهى.
*إذا كان رمضان هو شهرُ تُفتَّح فيه أبواب الجنان، وتُصفد فيه مردة الشياطين، فإن شيطان القنوات الفضائية هو شيطان من نوع آخر، مثل الشيطان تماماًصُنِع خصيصاً ليمنعك من التقرب إلى الله بالذكر والدعاء والتضرع لنيل الجائزة الكبرى، ألا وهي العتق من النيران.
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: كيف يمكن التوفيق بين تصفيد الشياطين في رمضان ووقوع المعاصي من الناس؟
فأجاب فضيلته بقوله: المعاصي التي تقع في رمضان لا تنافي ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان، لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها، ولذلك جاء في الحديث: «تصفد فيه الشياطين، فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره» وليس المراد أن الشياطين لا تتحرك أبداً، بل هي تتحرك، وتضل من تضل، ولكن عملها في رمضان ليس كعملها في غيره. أنظر مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطه أمه قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر له الملائكة حتى يفطر ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل: يا رسول الله! أهي ليلة القدر؟ لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله)
الراوي:أبو هريرةالمحدث:السفاريني الحنبلي - المصدر:كشف اللثام - الصفحة أو الرقم:3/483
خلاصة حكم المحدث:صحيح.
• أبت القنوات الفضائية إلا أن تعيد تعريف المنافسة في رمضان، لتتحول من منافسة في العبادة إلى منافسة في التسلية واللهو، فطفقت تبث كل ما من شأنه أن يصدَّ الناس عن طاعة الله، ويشغلهم عن ذكره، من أفلام ومسلسلات فاجرة؛ وأغانٍ ماجنة، ودراما فارغة، وفوازير تافهة، ومسابقات سطحية!
•وهكذا تتبارى القنوات - إلا من رحم الله - في تزيين المنكرات وتجميل الباطل؛ لتصبح بذلك خير من ينوب عن الشياطين في غيبتهم أثناء شهر رمضان! فإن كان شياطين الجن يخنسون ويختفون، فإن شياطين الإنس يظلون بيننا لا يهمهم سوى مصالحهم، وإن كانت على حساب القيم والمباديء!
• ومما يؤسف له أن هذه القنوات تجد من يرعاها وينفق عليها بسخاء بغية الشهرة والكسب الرخيص، وكأنَّهم لا يعرفون أن هذه الأموال التي ينفقونها في الباطل ستكون عليهم حسرة وندامة يوم القيامة، وأنه لن تزول أقدامهم حتى يسألوا عن كل قرش منها!
• إن الأموال الطائلة التي تُدفع على البرامج المائعة التي تؤذي بها هذه القنوات أبصارنا وأسماعنا وعقولنا وأحاسيسنا، كان من باب أولى أن تنفق على برامج هادفة تغذي أرواحنا وعقولنا، وتعيننا على بناء الفرد والمجتمع، بدلاً من إنتاج العُري والتسطيح والمجون!
• وهذه الأموال التي تنفق على الراقصات المتكسرات، والممثلات الكاسيات العاريات، والمطربات المتهتكات، كان أولى بها أن تنفق على الفقراء الذين تضيق بهم بلاد المسلمين، وعلى مشاريع التنمية البشرية والاقتصادية التي تبُني العقول وتُسد الحاجات.
أخواتى:
_إننا إذا أردنا أن نحارب هذه القنوات التي أصبحت معاول تهدم أخلاق مجتمعنا وقيمه،
_ لا بد لنا أن نبدأ بأنفسنا، ومن ثم أسرنا، ومجتمعاتنا، باتخاذ خطوات حازمة تجاه هذه القنوات، ومقاطعة ما تقدِّمه من برامج، والتوقف عن دعمها بأي شكل من الأشكال؛ حتى تُضطَر في آخر الأمر أن تعيد النظر في برامجها وتعمد إلى تعديلها بما يتلافى مع قيمنا والأخلاق التي جاء بها ديننا الحنيف، ولتكن بداية مقاطعة هذه القنوات في هذا الشهر المبارك.
_وليتقِ المسلمين الله فى اعينهم واسماعهم وقلوبهم فهم مسؤولون يوم القيامة عن كل ما يروه ويسمعوه فى هذه الأجهزة قال تعالى:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
_يقول السعدى :
فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جوابا، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها عما يكرهه الله تعالى.
_أقول لكل من يُشاهد هذه الاجهزة ستُسألون عن كل لحظة جلستم فيها وشاهدتم ما حرم الله .. وستتذكرون وستندمون !! ولن ينفعكم الندم..
ستبكون قدر ما تضحكون !!!
_أنتم الآن فى الدنيا توبوا قبل ان يُفاجئكم الموت .. وقتها ستتمنون الرجوع لتتوبوا !! ولن ترجعوا أبداً وقتها ستندمون ولن ينفعكم الندم!!..
_ويا من تريد التوبة احزن على ما فات من أيامك فى رؤية هذا الفساد وأسرع قبل فوات الأوان استبدل الشر الذى جنيته بخير يُزيله .. عليك بالقرأن والتفسير وكل ما يقربكِ من الغفور الرحيم ..
_ يا من قضيت الاوقات الطويلة فى رؤية هذا المجون!!اسرع إلى ربك واسترضيه وبدل السيئات بالحسنات قبل ان ياتيكِ الممات!!هيا أرى الله من نفسك خيراً..
_حِب الخير واسعى اليه قدر حُبك للشر الذى كنت فيه..هل ستحب الجلوس لسماع القرآن والسنة والخطب الدينية مثل حُبك للجلوس للأفلام والمسلسلات وسماع الأغانى؟؟ هل ستستمتع بالبرامج الدينية مثل استمتاعك بالبرامج الماجنة المملوءة بالنساء العاريات والرجال المخنثين والكلمات الساقطة والضحكات الفاجرة وأنت تجلس مستمتع !! هل توبتك ستجعلك تتغير أم انَّهاتوبةرمضانية سرعان ما تزول بانتهاء الشهر؟؟!!
_﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(8) ﴾
( سورة التحريم )
اللهم حبب إلينا الإيمان وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان؛اللهم بلغنا رمضان ويسر لنا فيه ما ينقذنا من النيران..
اللهم تُب علينا واغفر لنا إنك أنت التواب الرحيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بارك الله فيكم على طيب المتابعة فى أمانالله