بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد قال بعض السلف: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ويدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وهذا يدل على عظيم اهتمام السلف بهذا الشهر, وتفكرهم فيما يقدمون فيه من طاعات وأعمال بر.
إن الأسرة المسلمة مدعوة اليوم إلى جلسة عاجلة للتشاور فيما بينها حول ما يمكن أن تقدمه من مشاريع الإحسان في رمضان، وقد رأينا أن نقدم للأسرة نماذج من تلك المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة وعلى الناس، لتختار الأسرة ما يناسبها من تلك المشاريع، ومن ذلك:
المشروع الأول: إصلاح ذات البين:
لا يمكن للأسرة أن تنجز أي مشروع جماعي دون أن يكون هناك وئام وتآلف بين أفرادها، وهذا يتطلب التسامح والتغافر وإزالة أسباب الخلاف, والفرقة بين أفراد الأسرة، لتستقبل الأسرة هذا الشهر بقلوب يملؤها الحب والمودة والرحمة، قال تعالى: [FONT="]}فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ[FONT="]{[/FONT] [الأنفال: 1].[/FONT]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة: إصلاح ذات البين»، [الطبراني والبزار وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين».
ومضة:
جرى بين الحسن بن عليّ وأخيه الحسين – رضي الله عنهم أجمعين - كلام حتى تهاجرا، فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه، أقبل إلى الحسين, وهو جالس، فأكبَّ على رأسه فقبَّله، فلما جلس الحسن، قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك، أنك أحقّ بالفضل مني، فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به.