نفحات (1) التوبة...

الامين محمد

:: أمين اللمة الجزائرية ::
طاقم الإدارة
إنضم
7 أفريل 2015
المشاركات
17,309
الحلول
1
نقاط التفاعل
50,560
النقاط
1,886
محل الإقامة
الجزائر الحبيبة
الجنس
ذكر

معنى النفحات:
جمع نفحة ، من نفح إذا فاح وهب ، وأعطى وانتشر .
إذن معنى النفحات: ما ينشر الله لعباده ويفيضه عليهم من آثار رحمته من الخيرات والمواهب وال****ا.
هل ورد في القرآن؟ ورد في القرآن في الشر على خلاف الأصل من باب الاستعارة ، في قوله تعالى: (ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك) .
لماذا: نفحات رمضانية؟
رمضان هو شهر النفحات ، وإذاكانت نفحات الله وبركاته على العباد أكثر ما تكون في مواسم الخيرات والأزمنة الفاضلة ، فإن أعظم هذه المواسم هو شهر رمضان .
قال ابن رجب: وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات .
وقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده" . والحديث في سنده ضعف لكن حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة لوجود ما يشهد له .
النفحة الأولى) نفحة التوبة :-
لماذا التوبة أولاً؟
يقول العلماء: التخلية قبل التحلية .. لا بد من التوبة لأنها بمثابة تنقية الإناء من الأوساخ قبل وضع الشراب فيه .. قبل أن نتعرض لنفحات الرحمن ، لا بد أن ننقي قلوبنا من الأدران .
متى يتوب ، من لم يتب في رمضان؟ ورغم أنف رجل أدرك رمضان فلم يغفر له .. لماذا؟
رمضان فرصة للمذنبين .. فالشياطين مصفدة .. وشهوات النفس مقيدة .. والنفحات ممنوحة .. وأبواب الجنة مفتوحة .
جرعات منشطة للتوبة :
1) معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته :
وهذا الامر هو روح التوحيد والإيمان ، أن تعرف الله بأسمائه وصفاته لا معرفة نظرية فقط ، بل معرفة قلب خاشع محب معظم لربه جل وعلا .. هناك أنواع من المعارف .
- معرفة إطلاع وحياء: وهو إجلال الله تبارك وتعالى أن تعصيه وهو يراك ويسمعك .
فتستشعر عظمة الله ورقابته .. وتستحي من الملائكة الذين سخرهم الله لحفظك؛ وتستحيي من الملكين الذين لا يفارقانك ، يسجلان طاعاتك ومعاصيك .
- معرفة محبة ورجاء : فإذا كنت تحب الله فلا تعصه ، فإن المحب لمن يحب مطيع .
- معرفة تعظيم وخوف: وهو شهود غضب الله وانتقامه ، فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب سبحانه لم يقم لغضبه شيء
وتأمل ما أعده الله من أنواع العذاب في القبر والقيامة والنار ، كيف أن الله يعذّب الزاني ، وشاربَ الخمر والمخدرات ، وآكلَ الربا ، والنمام ، وغيرَهم .
روى الترمذي والنسائي بسند حسن قصة أبي اليسر رضي الله عنه وأصلها في الصحيحين .
كان أبو اليسر يبيع التمر في المدينة ، فجاءته امرأة حسناء جميلة تشتري منه التمر ، وكان زوجها قد خرج غازياً في سبيل الله ، فوسوس له الشيطان وزين له الوقوع بالمرأة ، فقال لها: إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْهُ . فدخلت معه في البيت ، فأخذ يقبلها ، ويباشرها دون أن يصل إلى الجماع .نعم لقد وقع هذا الصحابي في هذه المعصية في موطن من مواطن الضعف ، فما الذي حدث؟ضاقت به الدنيا ، وعظم به الأمر ، فذهب أولاً إلى أَبي بَكْرٍ ، وأخبره بما وقع له ، فقال أبو بكر: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، لكن أبا اليسر لم يصبر ، فذهب إلى عمر ، فقال له عمر: اسْتُرْ عَلَى نَفْسِكَ وَتُبْ وَلَا تُخْبِرْ أَحَدًا ، لكنه لم يصبر حتى أتى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَر ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ: أَخَلَفْتَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي أَهْلِهِ بِمِثْلِ هَذَا؟ .في هذه اللحظة ، تقطع قلب أبي اليسر ، حَتَّى إنه تَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ إِلَّا تِلْكَ السَّاعَةَ ، بل إنه ظَنَّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ . ثم أَطْرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَوِيلًا ، وأنزل رأسه إلى صدره ، حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ (وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ، إن الحسنات يذهبن السيئات ، ذلك ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)، قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على أبي اليسر ، ففرح بها فرحاً شديداً، ثم قَالَ بعض الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً قَالَ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً .
2) جاهد نفسك ، واصبر عن المعصية .. ورمضان فرصة للمجاهدة والتغيير .
فإن قلت كما يقول بعض الشباب: صعب ، لا أستطيع ، أنا تعودت على هذا الشي .
فأقول لك: لا بد أن تصبر، وتذكر أن الصبر في الدنيا أهون من العذاب في الآخرة .
3) استشعار العوض : وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) .
4) تدبر القرآن والعمل به : فإن القرآن روح القلوب ، وهو شفاؤها من جميع الشهوات والشبهات .
5) سد جميع الطرق التي توقعك في المنكر ، كالرفقة ، أو الوحدة ، أو المجلات السيئة، أو الأفلام الخليعة ، أو الفضائيات الخبيثة ، أو الدخول إلى الانترنت ، وغيرها من وسائل وطرق المنكر .. رمضان فرصة للتخلص من هذه الأشياء .
6) استحضار نعم الله تعالى .. وكم لله علينا من نعمة ، (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) أمن في الأوطان ، وصحة في الأبدان ، وأنس بالأهل والولدان ، وأطعمة متعددة ، وأشربة متنوعة . نسأل الله شكر نعمته .
إخوتي في الله .. من منا زار المستشفيات ، وفكر في أهل البلاء والشقاء .
كم منا ممن يتمتع بالصحة ، ويرفل في ثياب العافية ، وهو مقيم على معصية الله تعالى .
عبد الله .. كيف تعصي الله وإحسانه إليك على مدى الأنفاس ، أعطاك السمع والبصر والفؤاد ، وأرسل إليك رسوله ، وأنزل إليك كتابه ، وأعانك بمدد من جنده الكرام ، يثبتوك ويحرسونك ويحاربون عدوك ، وأنت تأبى إلا مظاهرته عليهم ، وموالاته دونهم .
أمرك الله بشكره ، لا لحاجته إليك ، ولكن لتنال به المزيد من فضله ، فكفرت نعمته واستعنت بها على مساخطه .
دعاك إلى بابه فما وقفت عليه ولا طرقته ، ثم فتحه لك فما دخلته !
أرسل إليك رسوله يدعوك إلى دار كرامته ، فعصيت الرسول .
ومع هذا فلم يؤيسك من رحمته ، بل قال : متى جئتني قبلتك ، إن أتيتني ليلاً ، قبلتك ، وإن أتيتني نهاراً قبلتك, ومن أعظم مني جوداً وكرماً؟ .. عبادي يبارزونني بالعظائم ، وأنا أكلؤكم على فرشهم ، إني والجن والانس في نبأ عظيم : أخلق ويعبد غير ، وأرزق ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إلي صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي ، وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي ، وهم أفقر شيء إلي .
7) تذكر الموت والقبر وما بعده من أهوال الآخرة .. تذكر يا حبيبي أنك قد تؤخر التوبة فتموت وأنت على المعصية ، فتبعث على رؤوس الخلائق، وأنت على تلك المعصية .
8) الدعاء والانكسار بين يدي الله .. ولو كنت باقٍ على المعصية ، ولو عظمت منك الذنوب .
فقد ثبت عند الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ، يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .
فأبشر يا عبد الله .. واعلم أن لك رباً يقبل التوبة ، ويعفو عن السيئات ويبدلها حسنات .
إذا تبت ، وفرغت قلبك من الإصرار على الذنوب ، فالباب مفتوح الآن لنتعرض وإياك إلى النفحات .​
 
رد: نفحات (1) التوبة...

شكرا اخي
بارك الله فيك :)
 
رد: نفحات (1) التوبة...

شكرا على عطر المرووور​
 
رد: نفحات (1) التوبة...

بــارك الله فيك أخي الأميــن
 
رد: نفحات (1) التوبة...

سلام عليكم

بارك الله فيك خويا على الموضوع

والحمد لله لان لنا ربُ يقبل توبتنا

رمضان مبارك لك وللجميع

تحياتي
 
رد: نفحات (1) التوبة...

بارك الله فيك اخي محمد
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top