- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
(حفظ الصَّوم)
من أهم المهمَّات في حق الصائم أن يعتني بحفظ صومه ممَّا يخدشه ويُنقص أجره، وقد عُلم من إشارات النُّصوص أن المقصود الأكبر من الصوم هو أن يحمل الإنسانَ على الخروج من داعي الهوى، إلى مطابقة الأمر والنهي والتجرُّد لاتباع الشرع، وهذه هي حقيقة التَّقوى المرتبة على الصوم في قوله تعالى: "لعلكم تتَّقون"، ولهذا فينبغي أن توفَّر الهمة وتوجَّه العناية إلى حفظ الصوم بحفظ الجوارح الظاهرة والباطنة عن المخالفة لمقتضى الأمر والنهي:
فيحفظ القلب عن الخواطر الرديئة والتفكير في غير أمور الطاعة وما يعين عليها من المباح.
ويُحفظ اللسان عن التكلم بغير فائدة من دين أو دنيا، ومن باب أولى أن يحفظ من المحرمات والمكروهات المتعلقة به.
وتحفظ العينان عن الوقوع على ما لا يحب الله تعالى من العورات وسائر المنكرات.
وتحفظ الأذنان عما يسخط الله ولا يرضيه، كالاستماع إلى الغناء وسائر أنواع الهُجر والكلام البذيء.
وتحفظ اليدان والرجلان عن أن يبطش بهما أو يمشى عليهما إلى غير رضا الله تعالى، أو إصلاح ما يُحتاج إليه من شؤون الدنيا.
وقد كان السلف يستعينون على حفظ الصوم بالمكث في المسجد، فإنه مع ما فيه من الانشغال بالطاعات كالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وضمان تحصيل الجماعة، يتضمَّن السلامة من أسباب المعاصي وقوادح الصوم، فيُشرع لكل مسلم أن يقصد إلى هذا النوع من الحفظ وهو ملازمة الأماكن التي تكون أقرب إلى الحفاظ على الطاعة وأبعد عن أسباب المعصية.
وعلى هذا فالمسلم الذي لا يحتاج إلى الأسواق أو الجلوس في الطرقات ينبغي له أن يجتنب ذلك في رمضان قدر ما يمكنه، ويعجل بالفرار منها فور انقضاء حاجته إليها.
وعلى هذا الوِزان شبكةُ الأنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعي، فإنها مدعاة إلى كثير من المخالفات الشرعية بقصد وبغير قصد كما هو معلوم، فمن تمام حفظ الصوم الإقلال منها لمن لا تتعلق بها مصلحة من مصالح دينه أو دنياه، ومن احتاج إليها فليقتصر على القدر المحتاج إليه ولا يتوسع توسعا قد يخدش صومه ويذهب بتمامه وكماله، فإن كانت حاجته إليها ليست من باب ما يقوم به الدين أو تصلح عليه الدنيا، بل يستعملها لنوافل الخير كنشر العلم والتواصل مع إخوانه والتعاون معهم على الطاعة فيكون تعارضها حينذاك مع غيرها من الأمور كالمكث في السجد والإقبال على القرآن من باب تعارض شعب الإيمان، فتجري عليها قاعدة الباب فيقدم المسلم ما كان أنفع له، وأصلح لقلبه، وكلُّ امرئ بصلاح شأنه فطين.
وهذا الذي قيل في حفظ الجوارح يجري أيضًا في إجهاد البدن، كان السلف يتجنبونه في رمضان ليوفروا القوة والنشاط للطاعات، فقد سئل أنس رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ فقال: "لا، إلا من أجل الضَّعف"، فما كان من الأعمال يضعف الإنسان عن العبادة ويتعبه فيقعده عنها أو عن كمالها فينبغي تأخيره إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان إن أمكن، ويحسن ألا يباشر الصائم منها إلا ما لا بجد منه بدا.
هذه تذكرة لنفسي، ولمن وقف عليها من إخواني، أسأل الله أن ينفعني بها وإيَّاهم، والله أعلم.
كتبه أخي شيخ خالد حمودة حفظه الله
موقع تصفية و التربية
(حفظ الصَّوم)
فيحفظ القلب عن الخواطر الرديئة والتفكير في غير أمور الطاعة وما يعين عليها من المباح.
ويُحفظ اللسان عن التكلم بغير فائدة من دين أو دنيا، ومن باب أولى أن يحفظ من المحرمات والمكروهات المتعلقة به.
وتحفظ العينان عن الوقوع على ما لا يحب الله تعالى من العورات وسائر المنكرات.
وتحفظ الأذنان عما يسخط الله ولا يرضيه، كالاستماع إلى الغناء وسائر أنواع الهُجر والكلام البذيء.
وتحفظ اليدان والرجلان عن أن يبطش بهما أو يمشى عليهما إلى غير رضا الله تعالى، أو إصلاح ما يُحتاج إليه من شؤون الدنيا.
وقد كان السلف يستعينون على حفظ الصوم بالمكث في المسجد، فإنه مع ما فيه من الانشغال بالطاعات كالصلاة والذكر وقراءة القرآن، وضمان تحصيل الجماعة، يتضمَّن السلامة من أسباب المعاصي وقوادح الصوم، فيُشرع لكل مسلم أن يقصد إلى هذا النوع من الحفظ وهو ملازمة الأماكن التي تكون أقرب إلى الحفاظ على الطاعة وأبعد عن أسباب المعصية.
وعلى هذا فالمسلم الذي لا يحتاج إلى الأسواق أو الجلوس في الطرقات ينبغي له أن يجتنب ذلك في رمضان قدر ما يمكنه، ويعجل بالفرار منها فور انقضاء حاجته إليها.
وعلى هذا الوِزان شبكةُ الأنترنت ومواقع التَّواصل الاجتماعي، فإنها مدعاة إلى كثير من المخالفات الشرعية بقصد وبغير قصد كما هو معلوم، فمن تمام حفظ الصوم الإقلال منها لمن لا تتعلق بها مصلحة من مصالح دينه أو دنياه، ومن احتاج إليها فليقتصر على القدر المحتاج إليه ولا يتوسع توسعا قد يخدش صومه ويذهب بتمامه وكماله، فإن كانت حاجته إليها ليست من باب ما يقوم به الدين أو تصلح عليه الدنيا، بل يستعملها لنوافل الخير كنشر العلم والتواصل مع إخوانه والتعاون معهم على الطاعة فيكون تعارضها حينذاك مع غيرها من الأمور كالمكث في السجد والإقبال على القرآن من باب تعارض شعب الإيمان، فتجري عليها قاعدة الباب فيقدم المسلم ما كان أنفع له، وأصلح لقلبه، وكلُّ امرئ بصلاح شأنه فطين.
وهذا الذي قيل في حفظ الجوارح يجري أيضًا في إجهاد البدن، كان السلف يتجنبونه في رمضان ليوفروا القوة والنشاط للطاعات، فقد سئل أنس رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ فقال: "لا، إلا من أجل الضَّعف"، فما كان من الأعمال يضعف الإنسان عن العبادة ويتعبه فيقعده عنها أو عن كمالها فينبغي تأخيره إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان إن أمكن، ويحسن ألا يباشر الصائم منها إلا ما لا بجد منه بدا.
هذه تذكرة لنفسي، ولمن وقف عليها من إخواني، أسأل الله أن ينفعني بها وإيَّاهم، والله أعلم.
كتبه أخي شيخ خالد حمودة حفظه الله
موقع تصفية و التربية