فهذ فتوى نقلتها من العدد الأخير من مجلة الإصلاح لفضيلة الشيخ العلامة محمد علي فركوس فيها تفصيل جيد في القراءة من المصحف الإلكتروني لعل الله ينفعنا بها
السؤال
انتشرت في المجتمعات الإسلامية الهواتف الذكية , وتتضمن بعض التطبيقات الشرعية , ومنها إمكانية القراءة من مصحف كامل , فهل إذا فتح القارئ المصحف من الهاتف الذكيّ يأخذ حكم المصحف المتعارف عليه ؟ فإذا كان كذلك فهل يؤجر الناظر فيه كما يؤجر الناظر في المصحف المطبوع ؟ وهل يجوز الدخول به إلى بيت الخلاء ؟ وهل يصحّ للمحدث مسّه ؟ وجزاكم الله خيرا .
انتشرت في المجتمعات الإسلامية الهواتف الذكية , وتتضمن بعض التطبيقات الشرعية , ومنها إمكانية القراءة من مصحف كامل , فهل إذا فتح القارئ المصحف من الهاتف الذكيّ يأخذ حكم المصحف المتعارف عليه ؟ فإذا كان كذلك فهل يؤجر الناظر فيه كما يؤجر الناظر في المصحف المطبوع ؟ وهل يجوز الدخول به إلى بيت الخلاء ؟ وهل يصحّ للمحدث مسّه ؟ وجزاكم الله خيرا .
الجواب
فيمكن تعريف المصحف بالإصطلاح الحديث بأنه الوسائل المادِّية الجامعة للقرآن الكريم المطابق في ترتيب آياته وسوره للهيئة أو الرسم اللذين أجمعت عليهما الأمة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ويظهر من التعريف السابق شموله لكل أنواع المصاحف قديمة كانت كالمصحف الورقيّ المعهود الذي هو الأوراق والحروف الجامعة للقرآن المكتوبة بين دفتين حافظتين , أو حديثةً كالمصحف المحمّل على الشرائح الإلكترونية والأقراص المدمجة , ويدخل في ذلك أيضا النتوءات المستعملة بإبرة برايل في الكتابة على الأوراق الخاصة بها , وهو المصحف الخاص بالمكفوفين هذا وإذا كان المصحف الإلكترونيّ يتصف ببعض المواصفات المغايرة للمصحف الورقي في تركيبه وحروفه فإنه والحال هذه لا يأخذ حكم المصحف الورقي إلاّ بعد تشغيل الجهاز وظهور الآيات القرآنية المخزّنة في ذاكرة المصحف الإلكترونيّ , فإن ظهر المصحف الإلكترونيّ معروضا بهيئته المقروءة فإنّ القراءة فيه كالقراءة في المصحف الورقيّ يُنال بها الأجر المذكور في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ", وحديث عبد بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا " من سره أن يُحبّ الله و رسوله فليقرأ في المصحف " وغيرها من الأحاديث الصحيحة الدالة على فضل تلاوة القرآن والإكثار منها.
فيمكن تعريف المصحف بالإصطلاح الحديث بأنه الوسائل المادِّية الجامعة للقرآن الكريم المطابق في ترتيب آياته وسوره للهيئة أو الرسم اللذين أجمعت عليهما الأمة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
ويظهر من التعريف السابق شموله لكل أنواع المصاحف قديمة كانت كالمصحف الورقيّ المعهود الذي هو الأوراق والحروف الجامعة للقرآن المكتوبة بين دفتين حافظتين , أو حديثةً كالمصحف المحمّل على الشرائح الإلكترونية والأقراص المدمجة , ويدخل في ذلك أيضا النتوءات المستعملة بإبرة برايل في الكتابة على الأوراق الخاصة بها , وهو المصحف الخاص بالمكفوفين هذا وإذا كان المصحف الإلكترونيّ يتصف ببعض المواصفات المغايرة للمصحف الورقي في تركيبه وحروفه فإنه والحال هذه لا يأخذ حكم المصحف الورقي إلاّ بعد تشغيل الجهاز وظهور الآيات القرآنية المخزّنة في ذاكرة المصحف الإلكترونيّ , فإن ظهر المصحف الإلكترونيّ معروضا بهيئته المقروءة فإنّ القراءة فيه كالقراءة في المصحف الورقيّ يُنال بها الأجر المذكور في حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ", وحديث عبد بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا " من سره أن يُحبّ الله و رسوله فليقرأ في المصحف " وغيرها من الأحاديث الصحيحة الدالة على فضل تلاوة القرآن والإكثار منها.
ومن جهة الحظر من الدخول بالمصحف الإلكترونيّ إلى الخلاء من غير حاجة أو ضرورة فإنه يصدق عليه حكم المنع مادام الجهاز أو الهاتف النقال في حال التشغيل وعرض الآيات القرآنية , ويدخل في الحظر أيضا مسّه بنجاسة أو وضعه عليها أو تلطيخه بها , ذلك لأنّ حرمة القرآن قائمة فيه مع تشغيله وظهور آياته وسوره .
غير أنّ أحكام الحظر السابقة تنتفي عن المصحف الإلكترونيّ في حال غلق الجهاز وانتهاء ظهور الآيات بانتهاء انعكاسها على الشاشة , وهو في تلك الحال من عدم التشغيل لا يُعدّ مصحفا ولا تترتب عليه أحكام المصحف الورقيّ .
ومن جهة أخرى يجوز للمحدث حدثا أصغر أو أكبر أن يمس أجزاء الهاتف النقال أو غيره من الأجهزة المشتملة على البرنامج الإلكترونيّ للمصحف , ويستوي في ذلك حال الإغلاق وحال التشغيل , ذلك لأنّ الحروف القرآنية للمصحف الإلكترونيّ الظاهرة على شاشته ماهي إلا ذبذبات إلكترونية مشفّرة معالجة على وجه متناسق بحيث بمتنع ظهورها وانعكاسها على الشاشة إلاّ بواسطة برنامج إلكترونيّ , وعليه فمسّ زجاجة الشاشة لا يُعدّ مسّا حقيقيّا للمصحف الإلكترونيّ , إذ لا يُتصوّر مباشرة مسّه بما تقدّم بيانه , بخلاف المصحف الورقيّ , فإنّ مسّ أوراقه وحروفه يُعدّ مسّا مباشرا وحقيقياّ له , لذلك لا يُؤمر المحدث بالطهارة لمسّ المصحف الإلكترونيّ إلاّ على وجه الإحتياط والتورّع .
والعلم عند الله تعالى , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما .
نقلا عن شبكة سحاب.
غير أنّ أحكام الحظر السابقة تنتفي عن المصحف الإلكترونيّ في حال غلق الجهاز وانتهاء ظهور الآيات بانتهاء انعكاسها على الشاشة , وهو في تلك الحال من عدم التشغيل لا يُعدّ مصحفا ولا تترتب عليه أحكام المصحف الورقيّ .
ومن جهة أخرى يجوز للمحدث حدثا أصغر أو أكبر أن يمس أجزاء الهاتف النقال أو غيره من الأجهزة المشتملة على البرنامج الإلكترونيّ للمصحف , ويستوي في ذلك حال الإغلاق وحال التشغيل , ذلك لأنّ الحروف القرآنية للمصحف الإلكترونيّ الظاهرة على شاشته ماهي إلا ذبذبات إلكترونية مشفّرة معالجة على وجه متناسق بحيث بمتنع ظهورها وانعكاسها على الشاشة إلاّ بواسطة برنامج إلكترونيّ , وعليه فمسّ زجاجة الشاشة لا يُعدّ مسّا حقيقيّا للمصحف الإلكترونيّ , إذ لا يُتصوّر مباشرة مسّه بما تقدّم بيانه , بخلاف المصحف الورقيّ , فإنّ مسّ أوراقه وحروفه يُعدّ مسّا مباشرا وحقيقياّ له , لذلك لا يُؤمر المحدث بالطهارة لمسّ المصحف الإلكترونيّ إلاّ على وجه الإحتياط والتورّع .
والعلم عند الله تعالى , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما .
نقلا عن شبكة سحاب.