رمضان في أرض النسيان قد لا يعلم الكثيرون شيئا عن هذه المنطقة التي نتحدث عنها في هذه السطور، هي منطقة يقطن بها ملايين المسلمين، كما أن عددا كبيرا من أهلها جاهدوا من أجل نشر الإسلام والحصول على الحرية. هذه المنطقة هي منطقة البلقان. وتقع المنطقة جغرافيا تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لقارة أوروبا وتصل مساحتها إلى حوالي 728000 كم مربع وعدد سكانها يزيد عن 53 مليون نسمة. ويطلق أحيانا على البلقان اسم شبه جزيرة البلقان لأنها محاطة بالماء من جهاتها الثلاث. فمن الشرق يحدها البحر الأسود ومن الجنوب والغرب يحدها البحر المتوسط والبحر الأدرياتي وبحر مرمرة وبحر إيجة. وتضم منطقة شبه جزيرة البلقان الدول الآتية: ألبانيا ,اليونان, بلغاريا ,البوسنة والهرسك ,مقدونيا ,كرواتيا ,صربيا والجبل الأسود وكوسوفا, الجزء الأوروبي من تركيا ورومانيا وسلوفينيا. وعن شهر رمضان في تلك المنطقة نجد أن أبرز ملامح هذا الشهر هي أن أبناء البلقان يقدرون قيمة شهر رمضان وأهمية صيامه. وعلى الرغم من اختلاف طبيعة العرقيات والثقافات والأديان في عواصم دول البلقان تيرانا وسراييفو وبلجراد وبوتجوريتسا وزغرب ولوبليانا وسكوبيا إلا أن رمضان يتجلى هناك في أحلى صوره ،فمع مجئ الإفطار في العادة تتلألأ الأضواء في سماء تلك المدن ولاسيما سراييفو حيث تزدان الشوارع بالأضواء، و المساجد بالصلوات والأذكار. و مع إقامة المغرب يحرص المسلمون على أداء الصلاة في المساجد وتقدم كميات من التمر والماء حتى يتمكن الصائمون من الإفطار ثم الصلاة في المسجد. إمام المسجد كما تتجلى عبقرية الشهر في البلقان أن المسلمين يتسابقون حول من سيقوم بدعوة إمام المسجد على الإفطار في منزله. كذلك تتميز فترة شهر رمضان بحالة إنسانية فريدة حيث يتبادل الجيران الطبخ كما يتبادلون الزيارات والإفطار لدى بعضهم البعض. كما أن الإفطار لا يمثل مشكلة اقتصادية بالنسبة للبلقانيين، فهم لا يعانون في العادة من أزمات في الأسعار، بل تظل الأسعار في رمضان كباقي أيام السنة. و مع صلاة التراويح تزدحم المساجد بالمصلين حتى نهايتها ثم يتوجه الكثيرون إلى محلات بيع المرطبات، لتناول المشروبات وشراء كميات من البقلاوة التي تعد أشهر أنواع الحلوى وأفضلها لديهم. على الرغم من عدم وقوع سكان هذه المناطق في قلب العالم الإسلامي ،إلا أنهم يتشابهون في مناسك الشهر الكريم ،وعاداتهم التراثية مع كثير من الدول الإسلامية ذائعة الشهرة والصيت.