رد: للصائمات فقط
تنبيهات للأخت الصائمة
التنبيه الأول: بعض النساء يكن على حالة حسنة في رمضان من الاجتهاد في الطاعة, فإذا ما أتتها عادتها فترت وكسلت وتركت ما كانت عليه من نشاط.
ولا شك أن هذا حرمان لنفسها من الخير, فأبواب الخير - ولله الحمد – كثيرة, فإذا لم تستطع الصلاة والصيام فأمامها أبواب من الطاعات.
أمامها الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة»([1]).
وقال: «إن ربكم حي كريم يستحي أن يبسط العبد يديه إليه, فيردهما صفرًا»([2]) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها, أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يعجل, يقول: قد دعوت, فلم يستجب لي»([3]). وأمامها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير, ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله»([4]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس»([5]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماوات والأرض»([6]).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة, فيكتب له ألف حسنة, أو يحط عنه ألف خطيئة»([7]).
وانظر أيضًا هذا الفضل العظيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب, وكتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك, حتى يمسي, ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»([8]). وقال: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه, وإن كانت مثل زبد البحر»([9]).
وكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا»([10]).
فهل يريد المسلم شيئًا فوق هذا الفضل؛ إذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة أثنى الله عليك بها عند الملائكة عشر مرات, اللهم, لك الحمد, ولا تحرمنا. اللهم, خير ما عندك بشر ما عندنا.
وأيضًا السلام عليه صلى الله عليه وسلم: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
وكذلك الاستغفار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس, توبوا إلى الله واستغفروه, فإني أتوب في اليوم مائة مرة»([11]).
وكذلك الصدقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب, ولا يقبل الله إلا الطيب, فإن الله يقبلها بيمينه, ثم يربيها لصاحبها, كما يربي أحدكم فلوه([12]) حتى تكون مثل الجبل»([13]). وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر النساء, تصدقن وأكثرن من الاستغفار, فإني رأيتكن أكثر أهل النار. قالت امرأة منهن: ما لنا أكثر أهل النار؟ قال: تكثرن اللعن, وتكفرن العشير». الحديث([14]).
فالحمد لله على ما يسر الطاعات, وأجزل عليه الأجر والثواب.
وأيضًا فمن أبواب الخير الواسعة: قيامها على خدمة الصائمين في بيتها كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر»([15]) كل هذا غير ما تحتسبه من أن يكتب لها مثل ما كانت تعمل أيام طهرها, ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا»([16]).
2- التنبيه الآخر: للمرأة أن تصلي في المسجد وصلاتها في بيتها خير لها, وقد عقد الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي رحمه الله (613-705) في كتابه: (المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح) فصلاً بعنوان: (ثواب صلاة المرأة في بيتها ننقله مختصرًا) قال رحمه الله: (عن ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا نساءكم المساجد, وبيوتهن خير لهن»([17]). وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المرأة عورة, وأنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان([18]), وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها»([19]) وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها([20]), وصلاتها في مخدعها ([21]) أفضل من صلاتها في بيتها»([22]) والمراد أن المرأة كلما استترت وبعد منظرها عن أعين الناس كان أفضل لصلاتها, وقد صرح ابن خزيمة وجماعة من العلماء بأن صلاتها في المسجد وإن كان مسجد مكة أو المدينة أو بيت المقدس والإطلاقات في الأحاديث المتقدمة تدل على ذلك. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حديث أم حميد الآتي, فالرجل كلما بعد ممشاه وكثرة خطاه زاد أجره وعظمت حسناته, والمرأة كلما بعد ممشاها قل أجرها ونقصت حسناتها.
وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله, إني أحب الصلاة معك. قال: «قد علمت أنك تحبين الصلاة معي, وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك, وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك, وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك, وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي. قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه, وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل»([23]).
قال - الدمياطي - كان النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجن من بيوتهن إلى الصلاة يخرجن متبذلات متلفعات بالأكسية, لا يعرفن من الغسل, وكان إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم يقال للرجال: مكانكم حتى ينصرف النساء, ومع هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صلاتهن في بيوتهن خير لهم, فما ظنك بمن تخرج متزينة متبهرجة لابسة أحسن ثيابها, وقد قالت عائشة رضي الله عنها: لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن الخروج إلى المسجد، هذا قولها في حق الصحابيات ونساء الصدر الأول, فما ظنك لو رأت نساء زماننا هذا)([24]) انتهى هذا كلامه رحمه الله, وهو في القرن السابع.
وهنا مسألتان:
إحداهما: أن المرأة إذا خشيت أن تكسل إذا صلت في بيتها, وكانت صلاتها في المسجد أنشط لها, وأمنت الفتنة, أو كان هناك خير كسماع علم أو وعظ ونحو ذلك لا تناله إلا بذهابها إلى المسجد وأمنت الفتنة فالصلاة في المسجد أفضل. والله أعلم([25]).
المسألة الأخرى:
ما ذكره وغيره الحافظ الدمياطي من تفضيل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد الحرام وغيره يستوي في صلاة الفرض والنفل, ومن كانت مقيمة في مكة, ومن أتت بقصد الحج والعمرة أيامًا محددة. والله أعلم([26]).
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref1[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]أحمد وأبو داود والترمذي, وهو في صحيح الجامع/3407.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref2[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]أبو داود وابن ماجة, وهو في صحيح الجامع/2070.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref3[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]الترمذي, وهو في صحيح الجامع/5637.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref4[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]أحمد, وهو في صحيح الجامع/5644.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref5[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][5][/FONT][/FONT][FONT="]) مسلم.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref6[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][6][/FONT][/FONT][FONT="]) مسلم, وهو في صحيح الجامع/3957.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref7[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][7][/FONT][/FONT][FONT="]) مسلم, وهو في صحيح الجامع/2665.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref8[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][8][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]متفق عليه وهو في صحيح الجامع/6437.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref9[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][9][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]مسلم وهو في صحيح الجامع/6431.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref10[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][10][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]مسلم وهو في صحيح الجامع/6358.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref11[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][11][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]مسلم وهو في صحيح الجامع/7881.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref12[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][12][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]الفلو هو: المهر وهو صغير الحصان.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref13[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][13][/FONT][/FONT][FONT="]) متفق عليه وهو في صحيح الجامع/6152.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref14[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][14][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]مسلم وهو في صحيح الجامع/7980.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref15[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][15][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]متفق عليه وهو في صحيح الجامع/3436.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref16[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][16][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]البخاري وهو في صحيح الجامع/799.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref17[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][17][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]أبو داود وهو في صحيح الجامع/7458.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref18[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][18][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]تطلع إليها.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref19[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][19][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]الطبراني بإسناد جيد وإلى لفظ الشيطان رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع/6690.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref20[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][20][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]كأن المقصود بها الفناء المحيط بالبيت (داخل سور المنزل) والله أعلم.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref21[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][21][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]قال الحافظ الدمياطي: هو الخزانة تكون داخل البيت اهـ. أي غرفتها الخاصة بها.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref22[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][22][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]أبو داود وهو في صحيح الجامع/3833.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref23[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][23][/FONT][/FONT][FONT="]) أحمد وابن خزيمة وابن حبان.[/FONT][FONT="][/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref24[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][24][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]ص85-88.[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref25[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][25][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]المتابعة لأحاديث النبي [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT="] أولى. «الناشر».[/FONT]
http://www.djelfa.info/vb/newreply.php?do=postreply&t=1822864#_ftnref26[FONT="]([/FONT][FONT="]
[FONT="][26][/FONT][/FONT][FONT="]) [/FONT][FONT="]من كتاب (كي نستفيد من رمضان) للأخ/ فهد السليمان بارك الله فيه.[/FONT]