كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد

seifellah

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
16 جانفي 2009
المشاركات
5,964
نقاط التفاعل
7,169
النقاط
351
بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.




وبعد: فهذه بعض المسائل المتعلقة بالصيام وبشهر رمضان، وهي – في أغلبها – عبارة عن ملحوظات وتنبيهات تطرح بين حين وآخر، وتذكير بأعمال فاضلة، وكان عملي جمعها وصياغتها.

وإني لأشكر كل من ساهم في هذه الرسالة المختصرة، سواء كان بكتابة أو مراجعة أو تصحيح أو اقتراح أو غير ذلك. وأخص من أولئك فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد الله راجع الرسالة وأفاد بتوجيهاته، وكذلك فضيلة العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك الذي راجع مواضع منها. فجزى الله الجميع خيراً، ولا حرمهم أجر ما عملوا وذخره.




الاستعداد للأعمال الصالحة:



اقتضت حكمة الله جل وعلا أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة وميدانا للتنافس. وكان من فضل الرب سبحانه وكرمه أنه يجزي على القليل بالكثير، ويضاعف الحسنة، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها تلك المضاعفة، ويزيد للعامل فيها الثواب.




ومن أعظم هذه المواسم وأجلها شهر رمضان، قال الله عز وجل: [FONT=&quot]}شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ[FONT=&quot]{[/FONT] [البقرة:185]؛ لذا كان حريا بالمسلم أن يحسن الاستعداد لهذا القادم الكريم، لئلا يفوته الخير العظيم، أو لئلا ينشغل بمفضول عن فاضل، أو بفاضل عما هو أفضل منه – وقد كان سلف هذه الأمة يحرصون من الأعمال على أفضلها وأعظمها أجراً، وأحبها إلى الله، متأسين في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم. [/FONT]​
 
رد: كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد

أحوال الناس في استقبال رمضان:



يقول الله عز وجل: [FONT=&quot]}إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى[FONT=&quot]{[/FONT] صدق الله، فإنه فيما يتعلق بمواسم الخير – وبخاصة شهر رمضان واستقباله واستعداد الناس له – نرى التباين، حسب درجة العبد من الإيمان والصبر واليقين، ومنزلته من اليقظة واغتنام ساعات العمر. وبقدر الإخلال بشيء من ذلك تبتعد مواسم الخير ومتاجر الآخرة عن حصول المقاصد الشرعية منها. فرمضان وليلة الجمعة ويومها – مثلا – يجعلها أهل الغفلة مواسم عبث ولهو.
[/FONT]



فشهر رمضان من الناس من يستقبله بالضجر – نسأل الله العافية – على ما سيفقده من الأكل متى ما أراد والشرب متى ما أراد، ومنهم من يستقبله بالسفر والهرب عن بلاد المسلمين، ومنهم من يستقبله بالإكثار من أطعمة يخص بها رمضان، ومنهم من يستقبله بالفرح والاستبشار وحمد الله أن بلغه رمضان، وعقد العزم على أن يعمره بما يزيد حسناته ويقربه إلى ربه. وهؤلاء هم صلة السلف، حيث يؤثر عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم.




سبب استثقال بعض النفوس للأعمال الصالحة.



إن المؤمن ذا القلب السليم يقبل على أعمال الخير بقلب منشرح ونفس مستبشرة [FONT=&quot]}قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[FONT=&quot]{[/FONT] [يونس:58]، ويستقبل المواسم الفاضلة حامدا الله على سعة فضله وعلى أن مد له في العمر حتى أدركها؛ لكن قد يحدث خلاف ذلك الفرح والاستبشار من بعض الناس. فما سببه؟
[/FONT]



لعل من أسبابه:




1-تعلق القلب بشهوة أو شبهة، فتعلق النفس بشهوة ما يثقل عليها غالبا العبادة المرتبطة بها. كالتعلق بشهوة المال يثقل عليها عبادة الزكاة والصدقات، والتعلق بشهوة الطعام والشراب يثقل عبادة الصيام، والتعلق بالأهل والأولاد يثقل عبادة الجهاد، وهكذا.




فمحبة الأعمال الصالحة والاستبشار بها فرع عن محبة الله ومرتبط به، قال الله عز وجل: [FONT=&quot]}وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ[FONT=&quot]{[/FONT] [التوبة:124].
[/FONT]



واستثقال الأعمال الصالحة والإعراض عنها أثر عن ضعف الإيمان وضعف محبة القلب لله. وإن شئت مصداقاً لهذا؛ فقارن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وقوله: «أرحنا بها يا بلال»، بقول من يقول بلسان حاله أو مقاله: أرحنا منها.




هذا من آثار تعلق القلب بالشهوات، ومثل هذا؛ بل أخطر منه أثر الشبهات.

2-وهناك سبب آخر قد يوجد في بعض الناس، وهو أن يكون أحدهم قد حمل نفسه أكثر من طاقتها، وألزمها فوق ما تستطيع من الأعمال الصالحة، فينتج عن هذا: إما أن ينقطع عن ذلك العمل الصالح كلية فيتركه. أو أن يستبدل به عملاً مبتدعاً يكون أخف على النفس، أو أن يستمر على ما كان يفعله، لكن بغير إقبال نفس ولا انشراح صدر ولا محبة لهذا العمل الذي كلف نفسه به؛ لذا كان من أهم أسباب الاستقامة: لزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم




وثمة تنبيه مهم وهو أن الذي يحمد من الاستبشار بالطاعات والفرح بها إنما هو ما كان أثراً عن محبة العبد لربه، لا ما كان بسبب أن للنفس حظاً من تلك العبادة.




مثال ذلك: من يحب مجالس الخير ويفرح بها. تلك المجالس التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ»(1http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3993773130#_ftn1) ونحو هذا من الأحاديث، فمن كان يحب تلك المجالس ويحب أهلها؛ لأنها محبوبة إلى سبحانه فهذا هو المفلح الذي تنفعه محبته. أما من يحبها لما يجد فيها من أنس وتسلية، أو لمحبته أهلها حبا عاطفيا أو مزاجيا مجرداً، أو لما يجد فيها من أكل أو شرب أو نحو هذه المقاصد فشتان ما بينه وبين الأول.




لكن لا ينبغي أن يكون مخالطة شيء من حظوظ النفس للعبادة داعيا لترك تلك العبادة بحجة الخوف من عدم قبولها.




فهذا مزلق يحذر منه. وإنما الصواب أن تستكثر من العمل الصالح، وتجاهد نفسك في تكميل الإخلاص لله فيه.

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3993773130#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] صححه النووي في رياض الصالحين (باب فضل الحب في الله والحث عليه) الألباني في صحيح الجامع رقم (4207). [/FONT]
 
رد: كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد

جزاك الله خيرا اخي
 
رد: كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد

بم يستقبل الشهر؟

بالسرور والاستبشار، وبنفس صافية تستقبل ما يرد عليها من غذاء الروح بالأعمال الصالحة، فليبادر إلى:



1-التوبة الصادقة، حيث إن الذنوب سبب حرمان العبد من خيري الدنيا والآخرة، قال تعالى: [FONT=&quot]}وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[FONT=&quot]{[/FONT] [الشورى:30]، ولا مصيبة أعظم من الحرمان من الأعمال الصالحة. ولهذا – والله أعلم – شرع في كثير من الأعمال الصالحة استفتاحها بالاستغفار كدخول المسجد، وكالدخول في الصلاة: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب...»، وكخطبة الحاجة – في استفتاح خطبة الجمعة والعيدين وعقد النكاح وغيرها: (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره..). كما شرع – أيضا – ختمها بالاستغفار إظهارا للافتقار، وأن العبد مهما عمل فهو لا يزال في تقصير.
[/FONT]


2-عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير، قال الله عز وجل: [FONT=&quot]}فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ[FONT=&quot]{[/FONT] [محمد: 21].
[/FONT]


3-دعاء الله بالعون على الطاعة، فالله يقول: [FONT=&quot]}وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[FONT=&quot]{[/FONT] [غافر:60] مثل أن يكرر هذا الدعاء: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ويؤثر عن السلف أنهم كانوا يقولون إذا حضر رمضان: اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر، فسلمه لنا وسلمنا له وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد، وأعذنا فيه من الفتن (1http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3993773130#_ftn1).
[/FONT]


4-الاستكثار من الأعمال الصالحة عموماً، حتى تتهيأ النفس وتستعد، ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ولعل هذا – والله أعلم – من حكم إكثار النبي صلى الله عليه وسلم الصوم في شعبان. ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان».
[FONT=&quot]
[/FONT]

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3993773130#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] ذكره الشيخ عبد العزيز السلمان في كتاب (المناهل الحسان في دروس رمضان)ص10. [/FONT]
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top