واتساب عائلي
في عصر التكنلوجيا والحداثة ومواقع التواصل والواتساب وخدمات الهواتف المحمولة إذ لا يخلو هاتفٌ أو حاسوب من هذه الخدمات . سعد والذي كان منشغلا كغيره بهذه التكنلوجيا في الواتساب والتويتر والفيس بوك يحاول الأنضمام إلى مجموعة واتساب جديدة أنشئها بعض من شباب عائلته من ابناء أخواله وأعمامه , وبالفعل أنظم إليهم وأصبح عضوا في المجموعة , كان سعيدا بذلك يتكلم ويتمازح ويطلق النكات على اقرباءه ويقرء الرسائل ويشاهد الصور ومقاطع الفيديو وكل ما يستقبله هاتفه .
ألا أنه وبعد مضي أسبوع واحد بدأ أعضاء المجموعة بأرسال رسائل تقشعر منها الأبدان وتشمئئز منها الأنفس "رؤوس مقطعة .. حوادث سيارات قاتلة .. عمليات أعدام .. حرق وصلب .. عمليات في المستشفى .. عظام ناتئة .. لحوم مفرومة .. قصص مؤلمة وحزينة تعلق في الأذهان ولا تنسى عن الأيتام والفقراء ومن ابتلوا بمرض ما" .
لم يكن سعد يمتلك قلب صلب فهو لا يستطيع رؤية هذه الأشياء ولا يتحملها ولا يقدر على نسيانها ويتأثر منها بشدة فلا يعجبه ذلك النوع من الرسائل , كان يحاول أن يتجنب رؤية كهذه الأشياء مما اضطره لأيقاف تحميل الصور والفيديو .. ولكنه بين فترة وأخرى يقوم بتنزيل صورة أو فيديو ومن سوء حظــه تصادفه تلك الرسائل التي يحاول تجنبها , ولا يستطيع أن يقول لأقرباءه لا ترسلوا اشياء كهذه فلم يكن لوحده في المجموعة وكذلك هناك من يحب مشاهدة هذه الرسائل .. وأيضا لم يحب أن ينعتوه بالضعف والرقة فتجنب الحديث معهم عن ذلك , ألا أنه لا يستطيع تجنب هذه الرسائل فأحيانا يضطر لفتحها ظنا منه خبرا عاجلا أو على روابط في ظل الظروف العاجلة التي تمر بها البلدان العربية فيصطدم بالمشاهد التي تقشعر منها القلوب والجلود .
وبعد شهرين ذهب إلى أجتماع وحفل تنظمه عائلته وبينما هو في الحفل كان يذهب إلى أقرباءه أعضاء مجموعة الواتساب ويتحدث معهم عن هذه الرسائل وينتقدها فكان أكثرهم يؤيدونه ويصطفون إلى جانبه مما أسعده كثيرا بأن هناك من يشعر بشعوره وجعله مطمئنا .
ولكنه ما أن عاد إلى منزله حتى بدأت الرسائل تنهــار على هاتفه أكثر وحشية وقسوة من قبل وخصوصا من اقراباءه الذين كانوا يؤيدونه فيما يقول .. علم بأنهم غير جادين و يبيعونه كلاما مما أغضبه بشدة فقرر الخروج من كل مجموعات الواتساب التي لديه وأولهم مجموعة عائلته ولكنه قرر أن يكتب رسالة يوبخهم فيها على رسائلهم قبل أن يغادر .
وبعدما أنتهى من كتابتها قام بأرسالها إلى المجموعات كلها , حيث كتب :
- أريد أن أخبركم بأنني سأغادر المجموعة بسبب رسائلكم التي تشمئز منها الأنفس .. وفي الحقيقة لا أدري كيف تستطيعون مشاهدة ذلك ؟ وماذا تستفيدون منها ؟ وأين المتعة فيها ؟ ألا اللهم لو كنتم تظنونها شجاعة ورجولة فهذا شأنً آخر , ولأكن صريحا معكم أريد أن أفهم شيئا .. رجل مقطوع رأسه أين المتعة والفائدة من ذلك ؟ أو رجل أصطدم بسيارته ويلتقط أنفاسه الأخيرة أين الفائدة المرجوة من مشاهدة الفيديو ؟ أو رجل تهشمت عظامه , ثم ماذا إذا ؟ وما الفائدة والقيمة من رؤية ذلك عدى القشعريرة ! على أية حال أنا سأغادر واللعنة عليكم وعلى مجموعتكم وعلى الواتساب ومن أسسه".
وبعد أن أرسل رسالته خرج وتوقف على عتبة باب المنزل وما أن أنقضت عشر دقائق حتى أصطدمت أحدى السيارات في أبن جارهم الشاب والذي سقط أرضا مضرجا بدمائه مهشما في عظامه حتى جاءوا بعض الرجال وحملوه بسرعة إلى المستشفى , وسعد ينظر إلى كل ذلك مقشعر البدن مشئز النفس من كل الموقف .. أسترجع بسرعة يقول : "أنا لله وأنا إليه راجعون" , ألم نرتح من الواتساب والآن أصبحنا نرى هذه الأشياء حقيقة .. لا حول ولا قوة ألا بالله .. أن شاء الله يكون هذا آخر مشهدا مؤلم أراه في حياتي .. ردد دعاءه مرتين وثلاث .. وظل بعد ذلك اليوم محافظا على هذا الدعاء يردده صباحا ومساء .
قلم مضطرب
في عصر التكنلوجيا والحداثة ومواقع التواصل والواتساب وخدمات الهواتف المحمولة إذ لا يخلو هاتفٌ أو حاسوب من هذه الخدمات . سعد والذي كان منشغلا كغيره بهذه التكنلوجيا في الواتساب والتويتر والفيس بوك يحاول الأنضمام إلى مجموعة واتساب جديدة أنشئها بعض من شباب عائلته من ابناء أخواله وأعمامه , وبالفعل أنظم إليهم وأصبح عضوا في المجموعة , كان سعيدا بذلك يتكلم ويتمازح ويطلق النكات على اقرباءه ويقرء الرسائل ويشاهد الصور ومقاطع الفيديو وكل ما يستقبله هاتفه .
ألا أنه وبعد مضي أسبوع واحد بدأ أعضاء المجموعة بأرسال رسائل تقشعر منها الأبدان وتشمئئز منها الأنفس "رؤوس مقطعة .. حوادث سيارات قاتلة .. عمليات أعدام .. حرق وصلب .. عمليات في المستشفى .. عظام ناتئة .. لحوم مفرومة .. قصص مؤلمة وحزينة تعلق في الأذهان ولا تنسى عن الأيتام والفقراء ومن ابتلوا بمرض ما" .
لم يكن سعد يمتلك قلب صلب فهو لا يستطيع رؤية هذه الأشياء ولا يتحملها ولا يقدر على نسيانها ويتأثر منها بشدة فلا يعجبه ذلك النوع من الرسائل , كان يحاول أن يتجنب رؤية كهذه الأشياء مما اضطره لأيقاف تحميل الصور والفيديو .. ولكنه بين فترة وأخرى يقوم بتنزيل صورة أو فيديو ومن سوء حظــه تصادفه تلك الرسائل التي يحاول تجنبها , ولا يستطيع أن يقول لأقرباءه لا ترسلوا اشياء كهذه فلم يكن لوحده في المجموعة وكذلك هناك من يحب مشاهدة هذه الرسائل .. وأيضا لم يحب أن ينعتوه بالضعف والرقة فتجنب الحديث معهم عن ذلك , ألا أنه لا يستطيع تجنب هذه الرسائل فأحيانا يضطر لفتحها ظنا منه خبرا عاجلا أو على روابط في ظل الظروف العاجلة التي تمر بها البلدان العربية فيصطدم بالمشاهد التي تقشعر منها القلوب والجلود .
وبعد شهرين ذهب إلى أجتماع وحفل تنظمه عائلته وبينما هو في الحفل كان يذهب إلى أقرباءه أعضاء مجموعة الواتساب ويتحدث معهم عن هذه الرسائل وينتقدها فكان أكثرهم يؤيدونه ويصطفون إلى جانبه مما أسعده كثيرا بأن هناك من يشعر بشعوره وجعله مطمئنا .
ولكنه ما أن عاد إلى منزله حتى بدأت الرسائل تنهــار على هاتفه أكثر وحشية وقسوة من قبل وخصوصا من اقراباءه الذين كانوا يؤيدونه فيما يقول .. علم بأنهم غير جادين و يبيعونه كلاما مما أغضبه بشدة فقرر الخروج من كل مجموعات الواتساب التي لديه وأولهم مجموعة عائلته ولكنه قرر أن يكتب رسالة يوبخهم فيها على رسائلهم قبل أن يغادر .
وبعدما أنتهى من كتابتها قام بأرسالها إلى المجموعات كلها , حيث كتب :
- أريد أن أخبركم بأنني سأغادر المجموعة بسبب رسائلكم التي تشمئز منها الأنفس .. وفي الحقيقة لا أدري كيف تستطيعون مشاهدة ذلك ؟ وماذا تستفيدون منها ؟ وأين المتعة فيها ؟ ألا اللهم لو كنتم تظنونها شجاعة ورجولة فهذا شأنً آخر , ولأكن صريحا معكم أريد أن أفهم شيئا .. رجل مقطوع رأسه أين المتعة والفائدة من ذلك ؟ أو رجل أصطدم بسيارته ويلتقط أنفاسه الأخيرة أين الفائدة المرجوة من مشاهدة الفيديو ؟ أو رجل تهشمت عظامه , ثم ماذا إذا ؟ وما الفائدة والقيمة من رؤية ذلك عدى القشعريرة ! على أية حال أنا سأغادر واللعنة عليكم وعلى مجموعتكم وعلى الواتساب ومن أسسه".
وبعد أن أرسل رسالته خرج وتوقف على عتبة باب المنزل وما أن أنقضت عشر دقائق حتى أصطدمت أحدى السيارات في أبن جارهم الشاب والذي سقط أرضا مضرجا بدمائه مهشما في عظامه حتى جاءوا بعض الرجال وحملوه بسرعة إلى المستشفى , وسعد ينظر إلى كل ذلك مقشعر البدن مشئز النفس من كل الموقف .. أسترجع بسرعة يقول : "أنا لله وأنا إليه راجعون" , ألم نرتح من الواتساب والآن أصبحنا نرى هذه الأشياء حقيقة .. لا حول ولا قوة ألا بالله .. أن شاء الله يكون هذا آخر مشهدا مؤلم أراه في حياتي .. ردد دعاءه مرتين وثلاث .. وظل بعد ذلك اليوم محافظا على هذا الدعاء يردده صباحا ومساء .
قلم مضطرب