" المساجد والجوامع " من معالم الحضارة الإسلامية ،، وتطورها عبر الأزمنة و مختلف الحضارات ولعلّ أهم فترة شهدت فيها الجزائر تقدّم ملحوظ في بناء المساجد وانتشارهاهي الفترة العثمانية ،،
ومن خلال هذا الموضوع أريد أن نطلّ على بعض المساجد التاريخية في الجزائرونحتاج لأجل هذا مشاركات من مختلف الأعضاء ،،آمل أن تثروا الموضوع بمواضيع عن تاريخ أهمّ وأقدم وأكبر مساجد الجزائر ~
إليكم هذه النّبذة الصغيرة عن جامع كتشاوة:
جامع كتشــــــاوة:
جامع كتشاوة معلم تاريخي في غاية الجمال، يُعد من أبرز وأروع المعالم التاريخية التي تحتضنها القصبة وهو من أشهر المساجد التاريخية بالجزائر العاصمة، بني في العهد العثماني سنة 1021 هـ ـ 1612 م جامعا بين الطابع العمراني الروماني و البيزنطي والعربي التركي قبل أن يوسع من قبل الداي حسين سنة 1794
و لكنه حول إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال الدوق دو روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية، بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء، وأحرقها عن آخرها، فكان منظرا أشبه بمنظر إحراق هولاكو للكتب في بغداد عندما اجتاحها، وقد قام الجنرال روفيغو بعد ذلك بتحويل الجامع إلى إسطبل، بعد أن قتل فيه من المصلين مايفوق أربعة آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قراره تحويله إلى كنيسة، وكان يقول:«يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين» [ ثـم هدم المسجد بتاريخ 18/12/1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملـت اسم "سانت فيليب"، وصلّى المسيحيون فيه أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م، فبعثت الملكة "إميلي زوجة لويس فيليب" هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخـرة، وبعث الباباهم غريغور الـ 16تماثيل للقديسينبعد الاستقلال
جامع كتشاوة يمثل تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها. سمي بـ كتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة، وكان الأتراك يطلقون عليها اسم : سوق الماعز، حيث أن كلمة كتشاوة بالتركية تعني : عنزة keçi / كيت : ساحة ـ وشاوا : عنزة .يتواجد هذا الجامع بالقرب من مدينة القصبة وللعلم أن القصبة بناياتها كلها تعود للعهد العثماني في الجزائر في4 من جمادى الآخرة 1382 هـ / 2 من نوفمبر 1962م تم إقامة صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكان خطيبها العالم الجزائري الشهير البشير الابراهيميوكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد مائة عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة.والمشاهد لجامع كتشاوة ليكتشف تعاقب الآثار على التي رمت عليه من بنائه وإلى يومنا هذا، منها جملة من الكتابات الرائعة التي تمتد بتشكيلها إلى الامتداد الثقافي الإسلامي ، والتي تم فصلها في العام 1855 حيث تم نقلها إلى متحف بفرنسا ، واستبدلت بنقوش أخرى تعكس الواقع الثقافي الديني الفرنسي .
ومن جملة الزخارف والنقوش التي كانت مكتوبة آيات قرآنية ، التي أبدعته يد الخطاط إبراهيم جاكرهي أثناء إنشاء المسجد في العهد العثماني، وقد خضع الجامع مؤخرا إلى عملية ترميم بعد الإضرار التي لحقت به من جراء أشغال الحفر حيث تكفلت شركة تركية بصفة طوعية بأشغال الترميم.
ولا يزال هذا الجامع يحافظ على تاريخه ويصارع تقلبات الزمن حيث يتواجد في الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية فالداخل الى حي القصبة العتيقة يتراءى له من بعيد الجامع الذي يتوسط ساحة الشهداء التي أصبحت اليوم سوقا تجاريا مفتوحا على كل المنتوجات المحلية الصنع.
ولا يزال هذا الجامع يحافظ على تاريخه ويصارع تقلبات الزمن حيث يتواجد في الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية فالداخل الى حي القصبة العتيقة يتراءى له من بعيد الجامع الذي يتوسط ساحة الشهداء التي أصبحت اليوم سوقا تجاريا مفتوحا على كل المنتوجات المحلية الصنع.
تحياتي ،،