تصريحات هيكل.. وزيارة وفد “حماس″ تنقلان العلاقات السعودية المصرية من “الفتور” الى “الجفوة”.. فما الذي يغضب المملكة.. وما الجديد الذي قاله هيكل وضرب على وترها الحساس؟ وهل كان استقبال وفد “حماس″ رسالة سعودية الى القاهرة؟
العلاقات السعودية المصرية ليست في افضل احوالها هذه الايام، فمنذ ان وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى العرش في اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله، والفتور يخيم على هذه العلاقات، بصورة او باخرى، مع ظهور بعض المؤشرات بين الحين والآخر، الى اقتراب هذا الفتور من خانة “الجفاء”.
امران يمكن رصدهما في هذا الصدد يمكن ان يسلطا الاضواء على هذا الملف المهم في العلاقات العربية العربية:
الرئيس السيسي مثل معظم الرؤساء المصريين الذين سبقوه، يستخدم الاعلام واقلامه بطريقة فاعلة لايصال رسائل سياسية، وهناك من يعتقد في مصر ان مقابلة هيكل هي احدى هذه الرسائل، خاصة الفقرة التي تحدث فيها عن رغبة الرئيس السيسي في التقارب مع ايران، وان هناك ضغوطا كبيرة تبذل حاليا لمنع هذا التوجه.
اقوال السيد هيكل اعطت مفعولها مرتين، الاولى عندما انزعجت القيادة السعودية بشكل ملحوظ انعكس في ايعازها لكتائب “الشتائم” التابعة لها بشن حملة اعلامية شرسة ضده، اي هيكل، تركزت على الرجل باقذع الالفاظ ولم تتضمن ردا مقنعا على افكاره، ودفعت بالسيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الى التصريح بعد اجتماع عقده مع نظيره المصري سامح شكري في مدينة جدة اكد فيه “ان مصر جزء اساسي من التحالف الداعم للشرعية في اليمن”، مشددا على ان الحل في سورية يجب ان يشمل رحيل الاسد”، ولكن تصريحات الجبير هذه لم تقدم اجابات صريحة حول متانة العلاقات المصرية السعودية، مثلما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات.
اما اذا انتقلنا الى النقطة الثانية وهي استقبال العاهل السعودي لوفد حركة “حماس″ فمن الواضح ان هذا الاستقبال “يوتر” العلاقات مع مصر، ليس لانها تعتبر الملف الفلسطيني، وقطاع غزة منه على وجه التحديد، يحتل قمة اولوياتها ولا تسمح لاحد بالخوض فيه من وراء ظهرها، وانما ايضا لان هذا الاستقبال يعكس تراجعا سعوديا عن اتفاق مشترك بمحاربة حركة “الاخوان المسلمين” باعتبارها الخطر الاكبر على مصر والمنطقة العربية.
لا بد ان السعودية تدرك الحساسيات المصرية الخاصة تجاه ملف الاخوان المسلمين عندما استقبلت السيد مشعل، مثلما تدرك ايضا ان حركة “حماس″ هي “الذراع العسكري”، لحركة الاخوان في قطاع غزة، ولعلها ارادت ان تبعث رسالة الى مصر من خلال هذا الاستقبال تعكس غضبها تجاه الموقف المصري من التدخل العسكري السعودي في اليمن في اطار عاصفة الحزم، واستقبال الحكومة المصرية وفدا يمثل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والسماح بمعرض لصور ضحايا “العدوان” السعودي في اليمن، نظمته شخصيات مقربة من التيار الحوثي.
صحيح ان الاعلام السعودي الرسمي، وغير الرسمي، لم يتطرق مطلقا لزيارة وفد “حماس″ للسعودية، ولم ينشر صورا للقاءات، وهذه رسالة سياسية اخرى ايضا، ولكن الصحيح ان الزيارة تمت، واعطت مفعولها، بدليل زيارة السيد شكري وزير الخارجية المصري للسعودية، وتأكيد الجبير في ختام اللقاء معه “ان زيارة وفد “حماس″ الى المملكة كانت لتأدية العمرة، ولم تكن زيارة رسمية”.
هذه “الكلمات الدبلوماسية” التي يتبادلها الطرفات السعودي والمصري، وبعضها تحت الحزام، تؤكد ان الازمة موجودة، وتتجه نحو المزيد من التأزم في المستقبل اذا لم يتم تطويقها بسرعة، وهذا موضع شك بسبب اتساع الهوة، واختلاف المصالح، وتغير التحالفات، وانقلاب خريطة المحاور
.... منقول عن رأي اليوم
العلاقات السعودية المصرية ليست في افضل احوالها هذه الايام، فمنذ ان وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى العرش في اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد وفاة شقيقه الملك عبد الله، والفتور يخيم على هذه العلاقات، بصورة او باخرى، مع ظهور بعض المؤشرات بين الحين والآخر، الى اقتراب هذا الفتور من خانة “الجفاء”.
امران يمكن رصدهما في هذا الصدد يمكن ان يسلطا الاضواء على هذا الملف المهم في العلاقات العربية العربية:
- الاول: المقابلة التي ادلى بها الكاتب والصحافي محمد حسنين هيكل الى صحيفة “السفير” اللبنانية وتحدث فيها عن المأزق السعودي في اليمن، وتوقع انهيار النظام السعودي، واشاد فيها بايران وصمودها في المباحثات النووية مع الدول العظمى.
- الثاني: الزيارة التي قام بها وفد رفيع من حركة المقاومة الاسلامية “حماس″ برئاسة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وعضوية عدد من اعضاء المكتب يتقدمهم الدكتور موسى ابو مرزوق، وكان لافتا ان الوفد التقى العاهل السعودي وذراعه الايمن الامير محمد بن نايف ولي العهد، والايسر محمد بن سلمان ولي ولي العهد.
الرئيس السيسي مثل معظم الرؤساء المصريين الذين سبقوه، يستخدم الاعلام واقلامه بطريقة فاعلة لايصال رسائل سياسية، وهناك من يعتقد في مصر ان مقابلة هيكل هي احدى هذه الرسائل، خاصة الفقرة التي تحدث فيها عن رغبة الرئيس السيسي في التقارب مع ايران، وان هناك ضغوطا كبيرة تبذل حاليا لمنع هذا التوجه.
اقوال السيد هيكل اعطت مفعولها مرتين، الاولى عندما انزعجت القيادة السعودية بشكل ملحوظ انعكس في ايعازها لكتائب “الشتائم” التابعة لها بشن حملة اعلامية شرسة ضده، اي هيكل، تركزت على الرجل باقذع الالفاظ ولم تتضمن ردا مقنعا على افكاره، ودفعت بالسيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الى التصريح بعد اجتماع عقده مع نظيره المصري سامح شكري في مدينة جدة اكد فيه “ان مصر جزء اساسي من التحالف الداعم للشرعية في اليمن”، مشددا على ان الحل في سورية يجب ان يشمل رحيل الاسد”، ولكن تصريحات الجبير هذه لم تقدم اجابات صريحة حول متانة العلاقات المصرية السعودية، مثلما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات.
اما اذا انتقلنا الى النقطة الثانية وهي استقبال العاهل السعودي لوفد حركة “حماس″ فمن الواضح ان هذا الاستقبال “يوتر” العلاقات مع مصر، ليس لانها تعتبر الملف الفلسطيني، وقطاع غزة منه على وجه التحديد، يحتل قمة اولوياتها ولا تسمح لاحد بالخوض فيه من وراء ظهرها، وانما ايضا لان هذا الاستقبال يعكس تراجعا سعوديا عن اتفاق مشترك بمحاربة حركة “الاخوان المسلمين” باعتبارها الخطر الاكبر على مصر والمنطقة العربية.
لا بد ان السعودية تدرك الحساسيات المصرية الخاصة تجاه ملف الاخوان المسلمين عندما استقبلت السيد مشعل، مثلما تدرك ايضا ان حركة “حماس″ هي “الذراع العسكري”، لحركة الاخوان في قطاع غزة، ولعلها ارادت ان تبعث رسالة الى مصر من خلال هذا الاستقبال تعكس غضبها تجاه الموقف المصري من التدخل العسكري السعودي في اليمن في اطار عاصفة الحزم، واستقبال الحكومة المصرية وفدا يمثل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والسماح بمعرض لصور ضحايا “العدوان” السعودي في اليمن، نظمته شخصيات مقربة من التيار الحوثي.
صحيح ان الاعلام السعودي الرسمي، وغير الرسمي، لم يتطرق مطلقا لزيارة وفد “حماس″ للسعودية، ولم ينشر صورا للقاءات، وهذه رسالة سياسية اخرى ايضا، ولكن الصحيح ان الزيارة تمت، واعطت مفعولها، بدليل زيارة السيد شكري وزير الخارجية المصري للسعودية، وتأكيد الجبير في ختام اللقاء معه “ان زيارة وفد “حماس″ الى المملكة كانت لتأدية العمرة، ولم تكن زيارة رسمية”.
هذه “الكلمات الدبلوماسية” التي يتبادلها الطرفات السعودي والمصري، وبعضها تحت الحزام، تؤكد ان الازمة موجودة، وتتجه نحو المزيد من التأزم في المستقبل اذا لم يتم تطويقها بسرعة، وهذا موضع شك بسبب اتساع الهوة، واختلاف المصالح، وتغير التحالفات، وانقلاب خريطة المحاور
.... منقول عن رأي اليوم
آخر تعديل: