بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فهذه الحلقة الرّابعة من سلسلة التّعريف بزوجات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام
المنتقاة من كتاب: زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
للشّيخ الفاضل: أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل - حفظه الله تعالى -
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لإتمامها
04: حَفصَة بِنتُ عُمَر القُرَشِيَّة - رضي الله عنها -
وهي قرشيَّة النَّسب، هي السِّتر الرَّفيع حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب.
تزوَّجها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ثلاثٍ من الهجرة، وأصدَقها أربعمائة درهم، وكان عمرها عشرين سنة.
كانت من المهاجرات، وكانت قبله عند خُنَيس بن حذافة السَّهمي، فلمَّا تأيَّمت ذكرها عمر لعثمان وأبي يكر رضي الله عنهم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ عمر بن الخطَّاب حين تأيَّمت حفصةُ بنت عمر من خُنَيس بن حذَافَة السَّهمي - وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
قد شهد بدرًا، توفِّي بالمدينة - قال عمر: فلقيتُ عثمانَ بن عفَّان، فعرضتُ عليه حفصة، فقلت: إن شئتَ أنكحتُك حفصةَ بنت عمر!
قال: سأنظُر في أمري، فلبثتُ ليالي، فقال: قد بدَا لي أن لا أتزوَّج يومي هذا، قال عمر: فلقيتُ أبا بكر، فقلت: إن شئتَ أنكحتُك حفصة بنت عمر!
فصمَت أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئًا، فكنتُ عليه أَوجَد منِّي على عثمان، فلبثتُ ليالي ثمَّ خطبَها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم فأنكحتُها إيَّاه،
فلقيني أبو بكر فقال: لعلَّك وجدتَ عليَّ حين عرضتَ عليَّ حفصة فلم أرجع إليك؟
قلت: نعم، قال: فإنَّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ إلَّا أنِّي علمتُ أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قد ذَكرَها،
فلم أكن لأفشي سرَّ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو تركها لقبِلتُها.
ثمَّ طلَّقها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وراجعها؛ فعن ابن عمر قال:
دخل عمرُ على حفصة وهي تبكي، فقال لها: وما يُبكِيك؟ لعلَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم طلَّقكِ؟! إن كان طلَّقك مرَّةً، ثمَّ راجَعك من أجلي،
واللهِ لئن طلَّقك مرَّةً أخرى لا أكلِّمك أبدًا.
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: ( أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم طلَّقَ حَفْصَةَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! طَلَّقْتَ حَفْصَةَ وَهِيَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ،
وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، فَرَاجِعْهَا ).
ومن فضائلها رضي الله عنها أنَّها كانت أمينةً؛ فكانت الصُّحف الَّتي جمعها أبو بكر رضي الله عنها عندها بعد وفاته، ثمَّ في خلافة عمر رضي الله عنه،
ثمَّ أرسلتها إلى عثمان رضي الله عنه في خلافته.
توفِّيت رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة.
انتهى [ ص: 21 - 24 ].
تنبيه: لم نذكر الهوامش الّتي ذكرها الشّيخ - حفظه الله - في رسالته، فمن أرادها فليرجع إلى الرّسالة.
وإنّما ذكر مصادر هذه المعلومات وشرح غريب الألفاظ .
ولم نذكر ذلك لأنّ المراد هو التّعريف بهنّ رضي الله عنهنّ بطريقة مختصرة فقط، دون اللّجوء إلى تفاصيل الأمور ودقيقها، والله أعلم.
هذا وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وانتقاه: المصمّم والنّاشر.
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فهذه الحلقة الرّابعة من سلسلة التّعريف بزوجات الرّسول عليه الصّلاة والسّلام
المنتقاة من كتاب: زوجات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
للشّيخ الفاضل: أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل - حفظه الله تعالى -
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لإتمامها
04: حَفصَة بِنتُ عُمَر القُرَشِيَّة - رضي الله عنها -
وهي قرشيَّة النَّسب، هي السِّتر الرَّفيع حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب.
تزوَّجها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ثلاثٍ من الهجرة، وأصدَقها أربعمائة درهم، وكان عمرها عشرين سنة.
كانت من المهاجرات، وكانت قبله عند خُنَيس بن حذافة السَّهمي، فلمَّا تأيَّمت ذكرها عمر لعثمان وأبي يكر رضي الله عنهم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ عمر بن الخطَّاب حين تأيَّمت حفصةُ بنت عمر من خُنَيس بن حذَافَة السَّهمي - وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،
قد شهد بدرًا، توفِّي بالمدينة - قال عمر: فلقيتُ عثمانَ بن عفَّان، فعرضتُ عليه حفصة، فقلت: إن شئتَ أنكحتُك حفصةَ بنت عمر!
قال: سأنظُر في أمري، فلبثتُ ليالي، فقال: قد بدَا لي أن لا أتزوَّج يومي هذا، قال عمر: فلقيتُ أبا بكر، فقلت: إن شئتَ أنكحتُك حفصة بنت عمر!
فصمَت أبو بكر فلم يرجع إليَّ شيئًا، فكنتُ عليه أَوجَد منِّي على عثمان، فلبثتُ ليالي ثمَّ خطبَها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم فأنكحتُها إيَّاه،
فلقيني أبو بكر فقال: لعلَّك وجدتَ عليَّ حين عرضتَ عليَّ حفصة فلم أرجع إليك؟
قلت: نعم، قال: فإنَّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ إلَّا أنِّي علمتُ أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قد ذَكرَها،
فلم أكن لأفشي سرَّ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو تركها لقبِلتُها.
ثمَّ طلَّقها النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم وراجعها؛ فعن ابن عمر قال:
دخل عمرُ على حفصة وهي تبكي، فقال لها: وما يُبكِيك؟ لعلَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم طلَّقكِ؟! إن كان طلَّقك مرَّةً، ثمَّ راجَعك من أجلي،
واللهِ لئن طلَّقك مرَّةً أخرى لا أكلِّمك أبدًا.
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: ( أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم طلَّقَ حَفْصَةَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السّلام، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! طَلَّقْتَ حَفْصَةَ وَهِيَ صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ،
وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، فَرَاجِعْهَا ).
ومن فضائلها رضي الله عنها أنَّها كانت أمينةً؛ فكانت الصُّحف الَّتي جمعها أبو بكر رضي الله عنها عندها بعد وفاته، ثمَّ في خلافة عمر رضي الله عنه،
ثمَّ أرسلتها إلى عثمان رضي الله عنه في خلافته.
توفِّيت رضي الله عنها سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة.
انتهى [ ص: 21 - 24 ].
تنبيه: لم نذكر الهوامش الّتي ذكرها الشّيخ - حفظه الله - في رسالته، فمن أرادها فليرجع إلى الرّسالة.
وإنّما ذكر مصادر هذه المعلومات وشرح غريب الألفاظ .
ولم نذكر ذلك لأنّ المراد هو التّعريف بهنّ رضي الله عنهنّ بطريقة مختصرة فقط، دون اللّجوء إلى تفاصيل الأمور ودقيقها، والله أعلم.
هذا وصلّى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وانتقاه: المصمّم والنّاشر.