سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

لؤلؤة قسنطينة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
13 أفريل 2013
المشاركات
14,618
نقاط التفاعل
54,537
النقاط
1,756
العمر
31
محل الإقامة
قسنطينة
الجنس
أنثى
79012726.gif


السّلام عليكم إخوتي الكرام وأخواتي الكريمات
وأسعد الله كلّ أوقاتكم
إن شاء الله راكم لاباس؟




21362623.gif



أوّلاً نشكر كامل ناس اللمة الغاليين لي راهم يشجعو فيا ولو بالقليل
نقولكم بارك الله فيكم وان شاء الله مانخيبلكمش ظنكم ونكون في المستوى
وإذا غلطت راني نحتاج مساعدتكم حتى ولو كانت بالإنتقاد
هنا رانا نتعلمو من بعضنا البعض
مايهمنيش نتعلم من شخص صغير أو كبير عليا في السن
راني نتقبل النصيحة من اي شخص كانت
مالا نتمنى ماتبخلوش عليا بردودكم القيمة


1548710012.gif



واليوم بإذن الله رايحة نطرح ثالث عدد من أعداد السلسلة
وان شاء الله نلقى التوفيق من عند الله تعالى ونلقى الإقبال من عندكم
أولا لي مايعرفش
السلسلة ومحتوياتها يقدر يتعرف عليها من هنا


http://4algeria.com/forum/threads/430675/


ولي يحب يلتحق بالعدد الأول والعدد الثاني من السلسلة يتفضل رايح يلقاهم هنا


http://4algeria.com/forum/threads/430753/


http://4algeria.com/forum/threads/430886/

مروركم يشرفني ^^

1548710012.gif



في العدد السابق وكملخص صغير لي ماقدرش يلتحق بينا, كان موضوعنا هو النظافة
وكيفاه نهتمو بيها داخل بيوتنا بصح خارج بيوتنا حدث ولا حرج
وشفنا كيفاه الغرب لي بعاد على الدين كيفاه يحافظوا على نظافة البيئة
وحنا لالا
مع أنو لازم علينا على الأقل كمواطنين مسلمين نحافظو على نظافة الحي والشارع لي رانا نمشيو فيه
خاطر من مسؤوليتنا, وأي شخص يتعثر بيه رايحين نديو عليه ذنب
لأنو حنا سبب في أذية هاد الناس برمينا لأوساخنا في الشوارع
نتمنى كل واحد فينا يبدا بنفسو ولو يهز قطعة ورق من الأرض
"هادي تعتبر حسنة"
لأنو هادي أخلاقنا وهادا اسلامنا ولازم يكون داخل بيئتنا كمسلمين قبل مايكون في بيئة كافرة


1548710012.gif



هادا كان ملخص بسيط جداًّ لعددنا لي فات
أما العدد الثالث من
السلسلة حبيت نطرحو بعنوان
"العمل عبادة "
ان شاء الله يعجبكم الموضوع وتبعو معاه حتى الأخير
لربما نقدرو نغيرو شوي من نفسنا أولا ثم من غيرنا ثانيا
وان شاء الله تكون هاد
السلسلة هادفة بإذن الله
مالا نبداو
بسم الله وعلى بركة الله


1548710012.gif



"العمل عبادة"

489106tlchargement3.jpg



أولاّ أو على العموم كلمة عمل هي كل جهد عضلي ( كالبنّاء والشرطي والإطفائي ..) أو جهد فكري ( كالمعلم والمهندس ...) يجني منو الإنسان مقابل مادي
وكلمة العمل مرتبطة بهدف شخصي لكل فرد من افراد المجتمع, كاين أولياء يروحو للعمل بهدف يجيبو لقمة لأطفالهم,
كاين شباب لي يروحو للعمل باه يوفر نقود تخليه يكمل نصف دينو, وكاين شباب لي يعمل باه يصرف على يماه وختو وباقي عايلتو
يعني كل شخص وهدفو من العمل

بصح كامل يشتاركو في فكرة رئيسية وهي فكرة الحصول على المقابل المادي
يعني كل انسان في بالو يروح للعمل فقط من أجل المقابل المادي, سواءاً يقدم العمل تاعو على أكمل وجه ولا بشكل سيء
وهنا رايحين نتحدثو على
الإخلاص في العمل
أو بعبارة أخرى مسؤوليتك اتجاه عملك
ولا بعبارة أخرى الضمير المهني


1548710012.gif



إخوتي في الله, هنا راهو مجال للتوعية ولمعرفة قيمة العمل في الإسلام
لأنو العمل ماشي تقضي ساعات العمل تاعك في المكان المحدد وترجع لدارك في نهاية اليوم وخلاص
العمل عبادة, العمل إخلاص, العمل صدق وأخلاق قبل مايكون مجرد حركات أو تمضية للوقت


21362623.gif



والإسلام نظملنا كل تفاصيل حياتنا بصغيرها وكبيرها , وكيما علمنا كيفاه نتعاملو مع الجار وكيفاه نكونو نظاف في دارنا وخارج دارنا مانساش يتحدث على العمل , يعني حتى العمل كان من بين الجوانب لي ضبطها الإسلام
ولدرجة العمل المتقن عندو أهمية في الدين الإسلامي
اعتُبر كعبادة, تعرفو واش معناها العبادة؟؟ , باه يبينلنا ربي سبحانو بلي كيما تصلي على أكمل وجه وتصوم على أكمل وجه لازم العمل تاعك تاني تقدمو على أكمل وجه


21362623.gif



وبعض الناس في المجتمع تلقاه يصلي ويصوم ويبر بوالديه لكن العمل تاعو حدث ولا حرج, وما علابالهمش بلي المعادلة لي تنطبق على البر بالوالدين وباقي الطاعات تنطبق على الإخلاص في العمل
ربما تستغربو سر هذه المعادلة, لكن انا نقولكم أوجه الشبه
لما تصلي بقلب صادق ربي ينورلك طريقك ويهديك للطريق الصحيح , لما تكون بار بوالديك تلقائيا ولادك رايحين يخرجو بارين بيك كلي اي حاجة ديرها تدور في حلقة وتوصلك تلقائيا
ونفس الشي بالنسبة للعمل, إذا كان العمل تاعك مايمشيش على صدق وعلى حق ربي ماش رايح يباركلك في أي قطعة نقود تديها
ربما يلحق الراتب تاعك للملايين بصح دائما تحس
بالعجز وتحس بعدم الإكتفاء
وهادا راجع لساعات العمل لي راك تسرق فيها ولا ساعات العمل لي راك تلعب فيها
لأنو كاين ناس يدخلو لمكاتب العمل ويغلقو عليهم الباب ويديوها قيلولة ولعب والعمل تاعو راهو يستنا فيه


21362623.gif



ربما ياخاوتي حتى الآن يظهر بلي عدم الإخلاص في العمل راهو يضر صاحب العمل نفسو من ناحية النقود الحرام لي يدخلها لدارو وغيرها من الأمور لي سبق وذكرتها
لكن الأمر راهو
اكثر خطورة من هادا لأنو قادر الأمر يضر صاحب العمل ويضر أفراد المجتمع معاه
ورايحة نذكر بعض المهن كاستشهاد على كلامي باه نعرفو غلطة صغيرة ديرها في خدمتك قادرة تضر غيرك بلا ماتحس
مالا تبعوني نقولكم


1548710012.gif



الطبيب

368126doc.jpg



هاد المهنة من اقرب المهن لأفراد المجتمع, أول مايتعرض الإنسان لضرر يصيب جسمو وإلا نفسيتو يروح يقصد الطبيب, لكن الطبيب هادا وين راح دورو؟
من المفروض
ضميرو المهني يخليه يحس بالمريض ويتقلق عليه ويوقف معاه لأنو بين الحياة والموت, لكن حنا الطبيب يزيد في عذابك لدرجة ولينا كي نسمعو كلمة طبيب نخافو , ولينا نقولو نموت في داري ولا نروح للطبيب , ربما نتقبلو وجوه الأطباء العبوسة
ونتقبلو المعاملة الخشنة, بصح كاين أخطاء راهي تدي معاها
أرواح الناس
وهادي شفتها خاصة في العمليات الجراحية يعني عند الأطباء الجراحين, اتخيلو يا خاوتي ناس تروح دير عملية جراحية على عينيها يبدلولهم عينيهم ويديرولهم عينين تاع حيوانات ؟ هادو ماش غير ماعندهمش ضمير مهني, هادو راهم موتى من داخل
تلقى طبيب يحكي مع صحابو ويضحك والمريض قدامو راهو يتوجع ويقولك بعقلو حتى المريض هادا يفقد حياتو


21362623.gif



لو نذكرو تاني المرأة الحامل و قسم الولادة, من المفروض المرأة في هاد الوضع تحتاج العناية , لكن حنا حدث ولا حرج
حتى ولاو النساء يتعرضو لحالات خطيرة وكاين منهم لي
تموت وكاين لي تفقد صغيرها لي تعبت عليه تسع أشهر وهادا كامل من إهمال الأطباء و من ضمائرهم المهنية الميتة
ساعات تحكمني الغيرة لما نشوف أطباء أجانب كيفاه يتعامل معاك بلسان حلو من جهة وكيفاه يوقف معاك من جهة أخرى,
ويكمل خدمتو حتى الأخير ويقوم بواجبو كطبيب ويقدم أفضل مثال لهذه
المهنة
ربي يهدينا ان شاء الله


1548710012.gif



الشرطي

719533poli.jpg



هاد المهنة لي لما نذكروها نتفكرو كلمة "الأمن" وهنا قادر مانقصدوش بالضرورة الشرطي نقصدو الدركي ورجال الحماية المدنية وكل شخص الهدف تاعو حماية الوطن والمواطنين من أي سوء , لكن وين راهم هادو؟؟
لما تستنجد بشرطي يقولك خلي حتى تصرا الكارثة وعيطلي , يعني حتى نموت نعيطلك تحضر في جنازتي ولا كيفاه؟؟

ولينا نسمعو شرطي يستعمل سلاحو في أمور وأهداف شخصية , نسمعو رجال أمن هوما نفسهم ولاو مصدر خطر
خاطر باه تسمع ولاد صغار يخطفوهم من المستشفيات ورجال الأمن واقفين تما تعرف مليح إذا يديرو خدمتهم على صح وإلا لا
وينا رايحين؟ ووين راهو
الضمير المهني؟؟


21362623.gif



حتى شرطي المرور كأبسط مثال وماتلقاهش يخدم خدمتو, تلقى حركة المرور مغلوقة تماما والشرطي واقف في النص
حتى تحس راهو مجرد دمية في نص الطريق
عند الخارج يوصيو ولادهم إذا ضاعو يروحو
لمركز الشرطة تما يلقاو الأمان, بصح حنا مركز الشرطة ولا مركز خطر يا لطيف
ربي يهدينا برك


1548710012.gif



المحامي

940820ma7.jpg



كلمة محامي مرتبطة بكلمة محكمة و عدالة , بصح وين راهي العدالة؟ من المفروض المحامي يدافع على الناس المظلومين ويوقف معاهم, لكن درك لما نسمعو كلمة محامي تجي في بالنا كلمة رشوة وكلمة مجرم قبل مانفكرو في كلمة عدالة
يعني على أمور دنيوية يتمسخر بالعمل تاعو ويبيع ضميرو ويخلي انسان بريء يولي مجرم والمجرم يولي بريء
إذا ماراكش قادر على هاد العمل ماتدخلش ليه وماتسببش الضرر للناس
ربي يهدينا هادا مانقولو


1548710012.gif



المعلم

366067mou3al.jpg



وربما هادي من أكثر المهن أهمية في المجتمع, لأنو المدرسة تربي الطبيب والمحامي والشرطي وكل شخص, يعني التعليم الحسن يجيب جيل صالح ( طبعا بالإضافة لتربية الأسرة )
والمعلم هو لي يربي هو لي ينصح هو لي يخلي عقل الطفل الصغير يكبر بشوي
لكن وين راه المعلم درك؟؟ تسمع بمعلم
يعتدي على تلميذ .. تسمع بمعلم يعلم أطفال حوايج خارجين الطريق
معلم يفرق بين تلميذ وتلميذ حسب مصالحو الشخصية , توصلت حتى بأساتذة يكملو رقادهم داخل القسم وخلي التلميذ مسكين يروح فيها
اساتذة مايقريوش داخل الاقسام ويقولك لي يحب يتعلم يجي يدير دروس خصوصية بالدراهم عندي

راح التعليم وراحت حرمة التعليم , وهادا من الناس لي فقدت ضميرها
في الدول الأجنبية تلاميذ يبكيو لما يسمعو بلي النهار تاع غدوة ماكانش مدرسة وولادنا لما نديوهم للمدرسة بالضرب
تقول رايحين للحبس
ربي يهديهم هادا ما نقولو


1548710012.gif



خاوتي هادي مجرد أمثلة بسيطة جداً لأشخاص بخطوات صغيرة منهم قادرين يديو ناس معاهم للهلاك
كيما الطبيب بخطأ منو في الفحص وفي تشخيص حالة المريض قادرة تروح حياة إنسان, نفس الشي بالنسبة للصيدلي
مجرد خطأ في علب الدواء يدي انسان للهلاك, الشرطي بتهاون منو كاين ناس رايحة تتعرض للسرقة للاختطاف وغيرها من الأمور
المحامي بخطأ منو ناس بريئة رايحة تقضي نص حياتها في السجن وناس قتلت وسرقت تتجول بحرية, المعلم غلطة منو قادرة تحطم حياة طفل صغير يبني في نفسو , البنّاء غلطة منو قادرة تخلي دار تتهدم على راس ناس , حتى لي قاعد في المكتب تاعو ويعمل بالحاسوب قادر رقم من عندو رايح ياذي بزاف ناس وخلي العديد من المهن أخرى


1548710012.gif



خاوتي .. العمل باه نتقنوه ماش حاجة صعبة, تتطلب ضمير حي وقلب قوي, ودائما حطو في بالكم أي خطوة غالطة تديرها
رايح يتضرر منها
انسان بريء, واذا نتا تعمدت هاد الغلطة رايح تتأذى نتا نفسك من غلطة شخص آخر
" كما تدين تدان " وتاني دراهمك يكونو حرام, علاه تفسد علاقتك بربي وتدخل لدارك لحرام على ساعات قلال؟؟
نتا لي توكل في ولادك ترضا تتعمر بطونهم من أكل حرام؟؟ نتا لي تصرف على عايلتك ترضا يماك وباباك لي تعبو عليك ياكلو الحرام؟؟ وهوما من صغرك يدخلولك الحلال, نتا لي ناوي تستقر وتتزوج ترضا حياتك تبدا بالحرام؟؟
خلي دارك تتبنى بالحلال وربي رايح يباركلك في كل شي
وحتى إذا ناوي تاكل الحرام بينك وبين مولاك بصح الناس الأبرياء واش ذنبهم؟؟

العمل تاعك راهو مسؤولية وراهو واجب , ماراهوش مجرد توقيت يبدا على 8.00 ويخلص على 16.00


21362623.gif



بصراحة راني نشوف اليابايين وراهم غنيين عن التعريف , اتخيلو لدرجة العمل مهم يعتبروه أمر مقدس , لدرجة كل شخص يعتبر روحو مسؤول ويعمل بأكمل وجه بدون مراقبة من احد
خاطر علابالو بلي هادا واجب وغلطة منو تاذي المجتمع , اتخيلو حتى العطل ومايرضاوش يديوها, مرة ياباني سألوه علاه مايديش عطلة قالهم
"مانقدرش نخرج في عطلة ونخلي زميلي في العمل يخدم في بلاصتي خاطر هادا واجبي "
سبحان الله


1548710012.gif



إن شاء الله لي راهو يخدم ويدير في خدمتو على اكمل وجه ربي يوفقو ويكملو , ولي راهو يخدم بطريقة غير صحيحة نوجهولو رسالة باه يقوم بالعمل تاعو على اكمل وجه , ولي مازال مادخلش لميدان العمل نقولو ان شاء الله تكون أول خطوة ليك صحيحة, هكا تربح علاقتك بينك وبين ربي أولا وبينك وبين نفسك ثانيا لأنو هادا يعتمد على ضميرك

21362623.gif



خاوتي بخطوة من عندنا ان شاء الله نغيرو المجتمع ولو بالقليل, حاولو توعيو والديكم جيرانكم الناس القريبة منكم, لربما نرجو شوي من واش وصانا بيه ربي والرسول عليه الصلاة والسلام
ولربما بهاد الخطوة نبنيو المجتمع ونخليوه يوصل للارتقاء والتقدم ان شاء الله


1548710012.gif



اسمحولي اذا كان اي خطأ في الموضوع من ناحية التنسيق أو الصياغة أو التعبير
اسمحولي اذا كان اي خطأ في حق المسلم أو الإسلام
كل انسان يغلط وغير ربي لي كامل ورانا هنا باه نتعلمو ونقضيو على هاد الأخطاء
اي رأي منكم نتقبلو سواءا بالإيجاب أو السلب
نتمنى يعجبكم الموضوع ونطلب التوفيق من الله تعالى

بتشجيعكم تعاونوني فلا تبخلوا علي بآرائكم

ملاحظة أي كلمة تذكر خلال هذه السلسلة ليست للتعميم , فدائما هناك نصف كأس مملوء ونصف كأس فارغ, وكل كلمة موجودة في الموضوع هي لإحياء أخلاق الإسلام الميتة بداخلنا فقط وليست لمعاتبة أي أحد
تحياتي للجميع

 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

شُكراً للاعتماد ^^
أول مرة في حياتي يخرج الموضوع مافيه حتى خلل في التنسيق هههه
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]


لي عودة ان شاء الله


 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]


لي عودة ان شاء الله



مرحباً بك في أي وقت اخي الكريم ^^
الدار دارك ونتا ولد الدار والبيبان مفتوحين ليك على طول

ننتظر عودتك وردودك القيّمة :up:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

السلام عليكم غاليتي
بارك الله فيكِ على الموضوع فعلا انت متألقة كعادتكِ حتى أصبحت كلماتي لا توفيكِ حقك من الثناء
وبالعودة الى موضوعك غاليتي
الضمير المهني يجب ان يتحلى به اي عامل في اي مجال من مجالات العمل حيث يجب على كل عامل ان يتقن عمله ويخلص في أداه ولا يجب عليه أن يؤدي عمله لمجرد انه عمل بل لانه عبادة لذا فإن اتقان العمل واجب على كل مسلم لقوله تعالى : (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً) (الكهف: 30) وإذا تمعنا في الآية الكريمة نجد من أحسن عملا ولكن هيهات القليل فقط من اصيح يحسن عمله ويقوم به على انه عبادة وليس مجرد عمل
وبالعودة الى أمثلتك التي طرحتها في الموضوع
الطبيب
الكلمة هادي عدنا وين نسمعوها يجي في بالنا الاخطاء الطبية يجي في بالنا اطباء يتحالفوا مع عصابات المافيا لسرقة الأعضاء
وحتى انو بعد ماكان الطبيب هو لي ينحي الهم تع المرض على المريض عاد العكس وعن تجربة شخصية مرة رحت لطبيبة قاتلي عندك مرض القلب حتى دارتلي الخلعة شحال وانا خايفة ومن بعدة كي بدلت طبيب ظهر انو ماعندي والو والحمد لله
وهدا بلا مانحكوا على القابلات في المستشفيات والمعاملة تاعهم مع المريضة لحقت بيهم حتى وين ضربوا نساء مساكن استغلوا الحالة تاعهم وسبوهم وضربوهم وخلي وخلي
الشرطي
بكري كنا كي نقولوا شرطي معناها مثال للأمن كيما قلتي ذركا عادت العكس عاد لي يعرف القانون يدير في عفايس واحد جاهل بالقانون مايديرهمش عاد شرطي او دركي يغتصب عاد شرطي او دركي يقتل عاد شرطي او دركي ياكل الرشوة باه يفوت عفايس مهربة وخلي وخلي ربي يهدينا
المحامي
ماغلطش لي قالك المحامي هو اكثر شخص يتمنى يكون عندك المشاكل كل يوم وانا لوكان ترجع ليا غير المهنة هادي لي مانديرهاش تلقاي محامي على جال لملاين يدافع على شخص قتل روح بريئة او يدافع على شخص اغتصب طفلة او ..او ... وحالات بزاااف المحامي يدافع على واحد مجرم ويسعى باه يرجعوا بريء غير على جال شوية دراهم لي يعطيهملو
المعلم

قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
لأمير الشعراء: أحمد شوقي للأسف ماعادتش في وقتنا ( مع احترامي للأساتذة لي يزاولوا مهنتهم بشرف انا هنا مانيش نعمم راني نتكلم على فئة معينة ) تلقاي استاذ تلحق بيه يقول للتلاميذ الله يسهل عليكم انا شهريتي داخلة بيكم ولا بلا بيكم تلقاي معلم مداير اضراب يقولك مانقريش ومن بعدة كي يحكم التلاميذ يقولهم لي راهو خايف على قرايتو يجي عندي نقريه وحدو ونديرلو دروس خصوصية .تلحق بأستاذ يشوه براءة تلميذة اما بخرجات مشبوهة معاها او افعال اخرى وكيما يقولوا وماخفي اعظم
لازم كل عامل كل يوم قبل مايجي يرقد يسقسي روحو يادرا اليوم خدمت بضمير مهنيوخدمت بواش يرضي ربي او خدمت برك على جال الدراهم
غاليتي لوكان جا كل واحد يخدم بالضمير تاعو وبالقلب والعقل تاعو فيما يرضي الله لوكان مالحقنا للحال لي رانا فيه
غاليتي كالعادة دائما متألقة
دمتي في رعاية الله وحفظه

 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

السلام عليكم غاليتي
بارك الله فيكِ على الموضوع فعلا انت متألقة كعادتكِ حتى أصبحت كلماتي لا توفيكِ حقك من الثناء
وبالعودة الى موضوعك غاليتي
الضمير المهني يجب ان يتحلى به اي عامل في اي مجال من مجالات العمل حيث يجب على كل عامل ان يتقن عمله ويخلص في أداه ولا يجب عليه أن يؤدي عمله لمجرد انه عمل بل لانه عبادة لذا فإن اتقان العمل واجب على كل مسلم لقوله تعالى : (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً) (الكهف: 30) وإذا تمعنا في الآية الكريمة نجد من أحسن عملا ولكن هيهات القليل فقط من اصيح يحسن عمله ويقوم به على انه عبادة وليس مجرد عمل
وبالعودة الى أمثلتك التي طرحتها في الموضوع
الطبيب
الكلمة هادي عدنا وين نسمعوها يجي في بالنا الاخطاء الطبية يجي في بالنا اطباء يتحالفوا مع عصابات المافيا لسرقة الأعضاء
وحتى انو بعد ماكان الطبيب هو لي ينحي الهم تع المرض على المريض عاد العكس وعن تجربة شخصية مرة رحت لطبيبة قاتلي عندك مرض القلب حتى دارتلي الخلعة شحال وانا خايفة ومن بعدة كي بدلت طبيب ظهر انو ماعندي والو والحمد لله
وهدا بلا مانحكوا على القابلات في المستشفيات والمعاملة تاعهم مع المريضة لحقت بيهم حتى وين ضربوا نساء مساكن استغلوا الحالة تاعهم وسبوهم وضربوهم وخلي وخلي
الشرطي
بكري كنا كي نقولوا شرطي معناها مثال للأمن كيما قلتي ذركا عادت العكس عاد لي يعرف القانون يدير في عفايس واحد جاهل بالقانون مايديرهمش عاد شرطي او دركي يغتصب عاد شرطي او دركي يقتل عاد شرطي او دركي ياكل الرشوة باه يفوت عفايس مهربة وخلي وخلي ربي يهدينا
المحامي
ماغلطش لي قالك المحامي هو اكثر شخص يتمنى يكون عندك المشاكل كل يوم وانا لوكان ترجع ليا غير المهنة هادي لي مانديرهاش تلقاي محامي على جال لملاين يدافع على شخص قتل روح بريئة او يدافع على شخص اغتصب طفلة او ..او ... وحالات بزاااف المحامي يدافع على واحد مجرم ويسعى باه يرجعوا بريء غير على جال شوية دراهم لي يعطيهملو
المعلم

قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
لأمير الشعراء: أحمد شوقي للأسف ماعادتش في وقتنا ( مع احترامي للأساتذة لي يزاولوا مهنتهم بشرف انا هنا مانيش نعمم راني نتكلم على فئة معينة ) تلقاي استاذ تلحق بيه يقول للتلاميذ الله يسهل عليكم انا شهريتي داخلة بيكم ولا بلا بيكم تلقاي معلم مداير اضراب يقولك مانقريش ومن بعدة كي يحكم التلاميذ يقولهم لي راهو خايف على قرايتو يجي عندي نقريه وحدو ونديرلو دروس خصوصية .تلحق بأستاذ يشوه براءة تلميذة اما بخرجات مشبوهة معاها او افعال اخرى وكيما يقولوا وماخفي اعظم
لازم كل عامل كل يوم قبل مايجي يرقد يسقسي روحو يادرا اليوم خدمت بضمير مهنيوخدمت بواش يرضي ربي او خدمت برك على جال الدراهم
غاليتي لوكان جا كل واحد يخدم بالضمير تاعو وبالقلب والعقل تاعو فيما يرضي الله لوكان مالحقنا للحال لي رانا فيه
غاليتي كالعادة دائما متألقة
دمتي في رعاية الله وحفظه


و عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
والله من الرسائل للموضوع نتوحشك هههه راكي ساحرتني واقيلا هههه
كاشما مديرتلي هههه :d
ربي يحفظك حبيبتي على التشجيع ويفرحني انو عجبك الموضوع لأنو شبت باه حطيتو ههههه

وردك والله ما شاء الله , المرة الجاية نجيبك معايا تكتبي الموضوع :d
خاطر راكي عطيتيه حقو وزيادة والله :up:

نوليو للموضوع, والله كل حرف قلتيه عندك الحق فيه
الأطباء ماراهمش أطباء, وقتلتيني كي قلتي يتعاملو مع المافيا هههه
يا جماعة الأطباء انا صح منشرت فيكم بصح ماقلتش مافيا , راهي هيا لي تقول ههههه :d
لوكان نوليو لأطباء الأطفال برك في الخارج تلقايه يوجد الحلوى والالعاب غير باه مايخافش الصغير, بصح عندنا يقابلو ببرة طولها زوج أمتار وزيد يخزر فيه وشعرو طالع للسما , حتى تتوسوسي إذا دخلتي عند طبيب ولا انشتاين ههههه
وبل االأخطاء الطبية لي قلتيها, تروحي للسبيطار تتمرمدي تولي تتمناي الموت, ويزيدو يخرجو فيك حوايج ماكانش خلاص, يقتلوك قبل الوقت ههه

وخلي الشرطي لي كيما قلتيها نص الجرائم يرتاكبوها شرطة ورجال أمن
وخلي المحامي لي على زوج دورو يبيع ضميرو والشرف تاعو
وخلي المعلم لي نص العام وهو في اضراب وفي الأخير يقولك لولاد مايحبوش يقراو
وبلا الدروس الخصوصية لي يشرطها على التلاميذ ويهددهم بإعادة السنة

وخلي وخلي, كاين مهن لي يغشو فيها وياذيو الناس كيما الخضار
وكاين بزااف حوايج
يدخلو الحرام لدارهم وهوما فرحانين وهانيين ويرقدو فليل بسلام
ربي يهديهم برك هادا ما نقولو

شكراً حبيبتي على مرورك العطر
وردك راهو في القمة :up: :thumb_up02:
عجبني بزاااااف :love01:
ربي يحفظك ويخليك دايما متألقة كي العادة
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

و عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
والله من الرسائل للموضوع نتوحشك هههه راكي ساحرتني واقيلا هههه
كاشما مديرتلي هههه :d

ربي يحفظك حبيبتي على التشجيع ويفرحني انو عجبك الموضوع لأنو شبت باه حطيتو ههههه

وردك والله ما شاء الله , المرة الجاية نجيبك معايا تكتبي الموضوع :d
خاطر راكي عطيتيه حقو وزيادة والله :up:

نوليو للموضوع, والله كل حرف قلتيه عندك الحق فيه
الأطباء ماراهمش أطباء, وقتلتيني كي قلتي يتعاملو مع المافيا هههه
يا جماعة الأطباء انا صح منشرت فيكم بصح ماقلتش مافيا , راهي هيا لي تقول ههههه :d
لوكان نوليو لأطباء الأطفال برك في الخارج تلقايه يوجد الحلوى والالعاب غير باه مايخافش الصغير, بصح عندنا يقابلو ببرة طولها زوج أمتار وزيد يخزر فيه وشعرو طالع للسما , حتى تتوسوسي إذا دخلتي عند طبيب ولا انشتاين ههههه
وبل االأخطاء الطبية لي قلتيها, تروحي للسبيطار تتمرمدي تولي تتمناي الموت, ويزيدو يخرجو فيك حوايج ماكانش خلاص, يقتلوك قبل الوقت ههه

وخلي الشرطي لي كيما قلتيها نص الجرائم يرتاكبوها شرطة ورجال أمن
وخلي المحامي لي على زوج دورو يبيع ضميرو والشرف تاعو
وخلي المعلم لي نص العام وهو في اضراب وفي الأخير يقولك لولاد مايحبوش يقراو
وبلا الدروس الخصوصية لي يشرطها على التلاميذ ويهددهم بإعادة السنة

وخلي وخلي, كاين مهن لي يغشو فيها وياذيو الناس كيما الخضار
وكاين بزااف حوايج
يدخلو الحرام لدارهم وهوما فرحانين وهانيين ويرقدو فليل بسلام
ربي يهديهم برك هادا ما نقولو

شكراً حبيبتي على مرورك العطر
وردك راهو في القمة :up: :thumb_up02:
عجبني بزاااااف :love01:
ربي يحفظك ويخليك دايما متألقة كي العادة
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
انا تاني ولييت كيفك من الرسائل للمواضيع نتوحشك وراني شاكة انت كاش مادرتي :p
خلاص اني نسنا تجيبيني المرة الجاية لازم نحضر كيما ملح الطعام
ايه انا لي قلت عليهم وراني نكذب مانيش نكذب كاينين صح لي كيما هكاك ;)
وبالنسبة لردي لازم عليا نديرك رد يليق بالموضوع تاعك لي ديما ديري مواضيع في القمة ربي يبارك علييك
وراني في المتابعة ونسنا فالجديدة تع السلسة على احر من جمر
دمتي غاليتي في رعاية الله وحفظه
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

انا تاني ولييت كيفك من الرسائل للمواضيع نتوحشك وراني شاكة انت كاش مادرتي :p
خلاص اني نسنا تجيبيني المرة الجاية لازم نحضر كيما ملح الطعام
ايه انا لي قلت عليهم وراني نكذب مانيش نكذب كاينين صح لي كيما هكاك ;)
وبالنسبة لردي لازم عليا نديرك رد يليق بالموضوع تاعك لي ديما ديري مواضيع في القمة ربي يبارك علييك
وراني في المتابعة ونسنا فالجديدة تع السلسة على احر من جمر
دمتي غاليتي في رعاية الله وحفظه

هههههه اسكتي لا يهزونا درك للحبس يقولك هاو كاشما يديرو خلاص ههههه
اصلا درك راكي ملح وفلفل لحكل تاع مواضيعي, قوليلي المرة الجاية نولي لا صوص طوماط هههه
هيه صح , اصلا مستحيل أعضاء مرضى تتسرب من المستشفى غير أنو الطبيب مشارك معاهم في الجريمة
يغمضولو عينيه بزوج دورو وهو يبيع ضميرو ونفسو وحتى عايلتو , ربي يهدي ماخلق هادا مانقولو

ربي يحفظك وينورك حبيبتي, لأنو مرورك وردودك أحلى من العسل
وتفرحيني لما نشوف رد فيه زوج أمتار هههه تعرفيني نحب الثرثرة والحكايات لي مايخلصوش ههه
وربي يخليك وشكرا على التشجيع ا نشاء الله نكون عند حسن ظنكم جميعاً
وإذا غلطت منكم نتعلم واحد مازاد معلم في الدنيا , انا نزدم ونتوما علموني هههه
ربي يوفقك غاليتي وكشرا مجددا لمروركِ العطر
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

ربي يبارك فيك على هذا الجهد الكبير ..:sport02:

تستحقين التشجيع .. والتكريم ..

موضوع هادف .. ومفيد .. ومتعوب عليه .. اقصد السلسة ..:-r

الله يجازيك خيرا .. وسلمت الايادي ..

دمتم معافين .. كاتبين .. نافعين ..

مع تحيات العمدة ...:regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

06_01_1213258709183.gif
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

ماشاء الله ماشاء الله تبارك الله والله ارفع القبعة احتراما لك مالغري ماعنديش قبعة
البارح شفتك في المنام يعني من خلال مشاهدتي لموضوعك قدرت ندير صورة مجملة عليك في عقلي الله يبارك
ظهرتي درة متخبيا في قسنطينة المهم مانزيدش نشكر لا يهزوك الى مصلحة الانعاش باسكو طلعتلك السخانة من الحشمة هههه
نرجع للموضوع نتاعك العمل والذي اصبح في مجتمعي لا يعبر سوى عن المال
حتى السرااق اصبح عاملا في مجتمعي
العمل مقدس في ديننا فهو يعني الكراامة التعفف وعدم سؤال الناس والحصول على معاش كريم يحفظ وجه صاحبه
كما ان منظومتنا لم تعد تولي للعمل اهمية لانو اغلب العمال في الجزائر لم يقرؤوو قوانين العمل
او حقوقهم في العمل وواجباتهم التي حفظها الشرع ونادى بتطبيقهاا
العمل ياآنستي اصبح في زماننا لا يعني سوى استغلال الفرص للحصول على الترقيات ولا تهم جودة العمل
ربي يهنيك ويجعل السلسلة في ميزان حسناتك واصلي تالقك ..
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

لازم الواحد في كل بلاصة كان فيها يتفكر و يدير في بالو انو الله عز وجل راه يراقب فيه و عندو امانة لازم ياديها على اكمل وجه حتى يربح دنيا و آخرة
و في زمانا الضمير غاب و الناس ما عادتش تخاف الله كل واحد يدير واش هوالو و ما يهموش لوخرين

الاخطاء الطبية ياما سمعنا بيها و ياما ناس ماتو بالتفريط

بصح كاين لي مازال فيهم الخير و يخدمو كما وصاهم ربي سبحانو
ملاحظة برك على المعلم ماشي كامل يحوسو على الشهرية برك و ماشي كامل غشاشين و يرقدو في القسم كاين لي يخاف الله و يخدم خدمتو نيشان و تلقايه يعاني مع اولياء التلاميد

انا نعطيك مثال حي عندي ولد عمي معلم ابتدائي قالي والله راني نعاني مع الاولياء

ادا غلط التلميد او غفل عن الدرس او ما ينتبهش و يبق يلهى باللعب و يدير الشوشرة في القسم و يزعف عليه ول يعاقبو يجي لغدوة الوالد نتاعو بدلا ما يربي وليدو يجي يبهدل المعلم و يقولو ما تزعفش على وليدي خليه في حالو راك ترعبلي الولد وووووو
كفاش حبيت الولد يتربى و يقرا لما يشوف الموقف نتاع باباه و قالي كاين منهم بزاف

و كفاش حبيت المعلم ما يكرهش التعليم قالي والله كرهت التعليم و دار طلب نتع التقاعد قالي نروح نخدم اي حاجة و مانقدش في التعليم

ونعرف شحال من وحدة خرجت من التعليم لانها كرهت و ما قدرتش تواصل لهاد الاسباب و لغيرها

حنا ماكانوش يضربونا المعلمين ؟؟؟ واش صرالنا قرينا و كبرنا نحترمو لكبير و الصغير و حتى واحد فينا مامات بالضرب كانو يربونا و كانو والدينا يايدوهم و دايمن يلومونا احنا ماشي المعلم

اعدريني راني خرجت شويا عن الموضوع بصح باش ما نظلمو حتى واحد

شكرا لك على السلسة و بارك الله فيك و جازاك الله خير الجزاء
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

ربي يبارك فيك على هذا الجهد الكبير ..:sport02:

تستحقين التشجيع .. والتكريم ..

موضوع هادف .. ومفيد .. ومتعوب عليه .. اقصد السلسة ..:-r

الله يجازيك خيرا .. وسلمت الايادي ..

دمتم معافين .. كاتبين .. نافعين ..

مع تحيات العمدة ...:regards01:

أهلا بسيدي الكريم ^^ يشرفني ويسعدني مرورك العطر
وبارك الله فيك على التشجيع , هذا واش يخليني نتقدم خطوة للأمام
والهدف تاعي الرئيسي هو السلسلة تلقى اقبال فلربما نصلحو شيو من نفسنا أولا
ومن غيرنا ثانيا

ربي يحفظك وان شاء الله نشوف ردودك في باقي الأعداد القادمة بإذن الله
لأنو مرورك على مواضيعي المتواضعة يشرفني
تحياتي الخالصة لك سيدي المحترم :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]


أهلا بجميلتي ولمستها الراقية :love01:
سلمت يُمناكِ حبيبتي وتُشكرين على هذا التشجيع

ان شاء الله نكون عند حسن ظنكم وان شاء الله نلقى ردودك القيمة في باقي الأعداد
ربي يحفظك ويهنيك غاليتي
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

ماشاء الله ماشاء الله تبارك الله والله ارفع القبعة احتراما لك مالغري ماعنديش قبعة
البارح شفتك في المنام يعني من خلال مشاهدتي لموضوعك قدرت ندير صورة مجملة عليك في عقلي الله يبارك
ظهرتي درة متخبيا في قسنطينة المهم مانزيدش نشكر لا يهزوك الى مصلحة الانعاش باسكو طلعتلك السخانة من الحشمة هههه
نرجع للموضوع نتاعك العمل والذي اصبح في مجتمعي لا يعبر سوى عن المال
حتى السرااق اصبح عاملا في مجتمعي
العمل مقدس في ديننا فهو يعني الكراامة التعفف وعدم سؤال الناس والحصول على معاش كريم يحفظ وجه صاحبه
كما ان منظومتنا لم تعد تولي للعمل اهمية لانو اغلب العمال في الجزائر لم يقرؤوو قوانين العمل
او حقوقهم في العمل وواجباتهم التي حفظها الشرع ونادى بتطبيقهاا
العمل ياآنستي اصبح في زماننا لا يعني سوى استغلال الفرص للحصول على الترقيات ولا تهم جودة العمل
ربي يهنيك ويجعل السلسلة في ميزان حسناتك واصلي تالقك ..

أهلا بأخي حكيم منور كالعادة ^^
و شكرا جزيلاً على التشجيع , وان شاء الله خير ماشفت؟ ان شاء الله ماتكونش شفتني برك
نخنق فيك في الحلم خاطر راني نتحول فليل ونولي زومبي ههههه
والله ماش غير حشمتني راني حاطة قدامي السيروم وإذا كاشما صرالي نتا سبابي ههه
ربي يحفظك أخي وربي ينورلك طريقك, وتعرف حاجة ؟ لما نشوف تشجيعك وتشجيع باقي الأعضاء في مواضيعي نعرف بلي الثقة في النفس هي كل شي , لأنو نهار دخلت للمة لأول مرة كنت نحبس كل فكرة بداخلي ونخاف إذا نخرجها ويكون مستوايا طايح على باقي الأعضاء , بصراحة ماكانتش عندي الثقة بالنفس, بصح بعدما غبت لمدة طويلة ورجعت ولقيت العديد من الأعضاء دخلو من ورايا ودارو مكانتهم عرفت بلي هادي تتطلب ثقة في النفس فقط
ومن تم وليت أي فكرة تجي في بالي نوضعها حتى ولو نتلقى الإنتقاد وحتى ولو يجيني رد فيه "موضوعك صفر" ماتغيضنيش , المهم نعبر على واش عندي ونتعلم وبالشوي نلحق ,
وتشجيعاتكم اليوم برهنتولي بلي الثقة بالنفس تخليك تلحق لحوايج بزااف ومازالنا نتعلمو بإذن الله ونلحقو لما كتر ان شاء الله, هاد الكلام فقط بين قوسين
اما فيما يخص الموضوع عجبتني كلمة قلتها وهأنو حتى السراق يعتبر عامل في مجتمعنا وهادا خاطر العمل في بالنا هو جمع النقود فقط على هادي ولا كي السراق كي العامل العادي , كامل نشتاركو في نفس الهدف
نقولو ربي يهدينا برك وربي يثبتنا

وشكرا جزيلا لمرورك العطر ولتشجيعاتك الدائمة مع اني كنت خايفة من هاد العدد وحطيتو ويدي على قلبي هههه قلت لاربما ماش في المستوى بصح الحمد لله
وراني متقبلة اي شي وأي رد حتى ولو بالانتقاد
بارك الله فيك وربي يهنيك
تحياتي الخالصة :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه

لازم الواحد في كل بلاصة كان فيها يتفكر و يدير في بالو انو الله عز وجل راه يراقب فيه و عندو امانة لازم ياديها على اكمل وجه حتى يربح دنيا و آخرة
و في زمانا الضمير غاب و الناس ما عادتش تخاف الله كل واحد يدير واش هوالو و ما يهموش لوخرين

الاخطاء الطبية ياما سمعنا بيها و ياما ناس ماتو بالتفريط

بصح كاين لي مازال فيهم الخير و يخدمو كما وصاهم ربي سبحانو
ملاحظة برك على المعلم ماشي كامل يحوسو على الشهرية برك و ماشي كامل غشاشين و يرقدو في القسم كاين لي يخاف الله و يخدم خدمتو نيشان و تلقايه يعاني مع اولياء التلاميد

انا نعطيك مثال حي عندي ولد عمي معلم ابتدائي قالي والله راني نعاني مع الاولياء

ادا غلط التلميد او غفل عن الدرس او ما ينتبهش و يبق يلهى باللعب و يدير الشوشرة في القسم و يزعف عليه ول يعاقبو يجي لغدوة الوالد نتاعو بدلا ما يربي وليدو يجي يبهدل المعلم و يقولو ما تزعفش على وليدي خليه في حالو راك ترعبلي الولد وووووو
كفاش حبيت الولد يتربى و يقرا لما يشوف الموقف نتاع باباه و قالي كاين منهم بزاف

و كفاش حبيت المعلم ما يكرهش التعليم قالي والله كرهت التعليم و دار طلب نتع التقاعد قالي نروح نخدم اي حاجة و مانقدش في التعليم

ونعرف شحال من وحدة خرجت من التعليم لانها كرهت و ما قدرتش تواصل لهاد الاسباب و لغيرها

حنا ماكانوش يضربونا المعلمين ؟؟؟ واش صرالنا قرينا و كبرنا نحترمو لكبير و الصغير و حتى واحد فينا مامات بالضرب كانو يربونا و كانو والدينا يايدوهم و دايمن يلومونا احنا ماشي المعلم

اعدريني راني خرجت شويا عن الموضوع بصح باش ما نظلمو حتى واحد

شكرا لك على السلسة و بارك الله فيك و جازاك الله خير الجزاء

أهلا بسيدتي الكريمة ^^ شرف كبير ليا انك تزوري مواضيعي المتواضعة
ربي يحفظك على التشجيع
وكل كلمة قلتيها على العين والراس والله
وبالفعل المجتمع فيه المليح والحاير, لربما هاد المرة سلطت الضوء على أصحاب المهن
بصح ماش معناها نهملو الجانب الآخر, وخاصة كيما قلتي التعليم ولاد درك ولاو ماش صفة ولاد, لاتربية ولا احترام , وراهم يعانيو منهم الاستاذة
وبصراحة على هادي تعمدت نخلي ملاحظة في آخر الموضوع باه نبين بلي ماش كامل الناس مايصلحوش, كاين اساتذة قريت عندهم للآن نتمنى نرجع نقرا عندهم عشر سنوات اضافية ومانشبعش لدرجة ظرافة وتربية وحسن معاملة
نفس الشي في المستشفيات, قبل 4 سنوات تقريبا درت عملية ولقيت معاملة من طرف الممرضين والأطباء والله ما شاء الله, كاين فيهم لي معوجين وكاين فيهم لي هزوني على كفوف الراحة وماحسيتش روحي خلاص إذا راني في مستشفى
وغيرها من المهن الأخرى لي مازالو أصحابها محافظين عليها
وا نشاء الله ياربي كل انسان يبدا بروحو ونوصلو لواش وصانا بيه ربي والرسول عليه الصلاة والسلام
شكرا سيدتي الكريمة استفدت كثيرا من ملاحظتك
ان شاء الله نشوف ردودك القيمة في باقي الأعداد لأنو رايك يهمني بزااف
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

موضوعك قيم
قريت وين طبيب و حبست خخخ الكتيبة بزاف
ان شاء الله نرجع نكمل نقرا و نرد
سلام
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

موضوعك قيم
قريت وين طبيب و حبست خخخ الكتيبة بزاف
ان شاء الله نرجع نكمل نقرا و نرد
سلام

أهلا بجميلتي, ولا مصيبتي خير هههه علابالي تتوسوسي من الكلام الجميل :d
ربي يحفظك حبيبتي على التشجيع وان شاء الله يكونو باقي الأعداد في المستوى بإذن الله
ومعليكش كي قريتي حتى للطبيب ههههه كن زدتي هبطتي درجة طيحي عند عمي البوليسي هههه
معليش من بعد اقرايه براحتك المهم تكوني عارفة اساس ولب الموضوع
ورايحة نستنا عودتك لا تعودي تكلحيني وتهربي هههه
ربي يوفقك غاليتي ويفرحك دنيا وآخرة وشكرا لمروركِ العطر
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بورك فيكي غاليتي و جزيتي خيرا لمجهوداتكي الراقية
و كالعادة تقبلي صمتي لأني لم أجد الكلمات و الله

مكانة العمل وآدابه في الإسلام

لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل، في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق، أو في بناء العمارات وتشييد المباني، أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه. فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه...

الخطبة الأولى:
الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات، عالم الأسرار والخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة وحلماً. وقهر كل مخلوق عزة وحكماً، يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً. لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهّمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار، أتقن كلَّ ما صنعه وأحكمه، وأحصى كلَّ شيء وقدره وخلق الإنسان وعلّمه.


فلك المحامد والثناء جميعه *** والشكر من قلبي ومن وجدان
فلأنت أهل الفضل والمنِّ الذي *** لا يستطيع لشكره الثقلان
أنت القوي وأنت قهار الورى *** لا تعجزنَّك قوة السلطان
فلك المحامد والمدائح كلها *** بخواطري وجوانحي ولساني


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزامه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه. وسلم تسليماً كثيراً أمَّا بَعْد:

عباد الله: إن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، أمر به سبحانه وتعالى فقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا} [النبأ: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].

واعتَبَر الإسلام العمل نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله، فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان» (صحيح الجامع للألباني، برقم: 1428)، إن هدف العمل في الإسلام ليس كسب المال فقط، ففضلاً عن معانيه التعبدية، فإن من غاياته تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس، وهذا يؤدي إلى التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة، وكم من مجتمعات بلغت الغاية في الكسب المادي، ولكن أفرادها ظلت حياتهم مملوءة بالقلق والخوف والوحدة والشعور الحاد بالغربة القاتلة، وكأنها تعيش في غابة مملوءة بالوحوش الكاسرة، لذا نجد علاقات طردية بين العمل الصالح -والذي من وراءه بسط الرزق- والتوازن الاجتماعي، وهذا المفهوم يتضح من خلال الحديث الصحيح: «من سره أن يبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه» (البخاري، برقم: 2067، ومسلم، برقم: 2557).

لقد جعل الله الأرض مستقر حياة الإنسان ومعاشه في هذه الدنيا، وأوجد فيها الكثير من النعم، وسخر جميع المخلوقات لخدمته، ونوع له أبواب الرزق وطرقه، وأمره بالسعي والعمل الصالح النافع الذي جعله سببا لمعاشه وعزته وقوته، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} [الكهف: 107]، والمطلوب أن ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحا، وإلى أبواب الرزق ساعيا، ولكن قلبه معلق بالله، وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته، والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره، قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37].

أيها المؤمنون، عباد الله: إن نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل، فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد، وتعمل بنشاط، فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعراً بشعار الجد والنشاط، طارحاً القعود والكسل وراءه ظهرياً، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية، وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحت إليه القوانين الشرعية، والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده» (رواه البخاري)، ويقول أيضًا: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ» (رواه البخاري في: الأدب المفرد، رقم: 479). قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان آدم -عليه السلام- حراثاً، ونوح نجاراً، وإدريس خياطاً، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجراً، وداود حداداً..

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: 10-11]. وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام، وعمل صلى الله عليه وسلم أيضاً في التجارة فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها". قال لقمان الحكيم لابنه يوما: "يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به".

لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل، في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق، أو في بناء العمارات وتشييد المباني، أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه. فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الحج: 97].

عباد الله: وإذا كان العمل بهذه الأهمية والمكانة، فإن له آداب وواجبات ينبغي لكل مسلم أن يلتزم بها وهو يقوم بأي عمل من الأعمال، فعليه ابتداءاً أن يتقن في عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن، لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإتقان في الأعمال، فقد قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» (السلسلة الصحيحة، رقم: 1113).

فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ أن يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، ولأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله، يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِ‌يكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْ‌تُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162-163]. ومن الآداب أن الإسلام نهى أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، فالذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: «اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله» (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه» (البخاري).

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، ويقول أيضاً: رضي الله عنه: "أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني". فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة.

يقول الشاعر:


بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المعَالِي *** ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّيالِي
ومن طلب العُلا من غير كَدٍّ *** أَضَاع العُمْرَ في طلب الْمُحَالِ


ومن آداب العمل في الإسلام أن يكون العامل قويًّا أمينًا. والقوة تتحقق بأن يكون عالمًا بالعمل الذي يسند إليه، وقادرًا على القيام به، وأن يكون أمينًا على ما تحت يده، قال الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وأن يكون العامل بعيداً عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس مني» (مسلم وأبو داود والترمذي)، وعن أبو هريرة، «أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على صُبرةِ طعامٍ. فأدخلَ يدَهُ فيها. فنالت أصابعُهُ بللًا. فقالَ ما هذا يا صاحبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتهُ السَّماءُ. يا رسولَ اللَّهِ! قالَ أفلا جعلتَهُ فوقَ الطَّعامِ كي يراهُ النَّاسُ؟ من غَشَّ فليسَ منِّي» (رواه مسلم)، ومن الآداب والواجبات على العامل المسلم الالتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحري الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد -خارج عمله- عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضا أن يحافظ على أداء الصلوات وإيتاء الزكاة، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» (رواه مسلم).

ومن هذه الآداب الالتزام بالدوام والتبكير إلى العمل، حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها» (الترمذي وابن ماجه)، هذه آداب العمل وواجبات العامل في الإسلام وغيرها كثير. فيها الراحة والسعادة والأمن والآمان للفرد والمجتمع، وفيها رضا الله وسعة رزقة وتتابع بره وحلول بركته.

اللهم تقبل أعمالنا وتجاوز عن تقصيرنا وهفواتنا، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:
عباد الله:
عندما كان المسلمون يتعاملون بهذه القيم وبهذه الأخلاق، كان العامل المسلم في أي مجال من مجالات العمل يستشعر هذه المسئولية، وهذه الأمانة، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، لا تغره المناصب، ولا تستهويه وتفسده الأموال. لقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعيد بن عامر الجمحي إلى مؤازرته، وقال: "يا سعيد إنا مولوك على أهل (حمص)، فقال سعيد: يا عمر ناشدتك الله ألا تفتني. فغضب عمر وقال: ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني! والله لا أدعك". ثم ولاه على (حمص) ثم مضى إلى حمص، وما هو إلا قليل الزمن حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص فقال لهم: "اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم، فرفعوا كتابا فإذا فيه: فلان وفلان وسعيد بن عامر، فقال: ومن سعيد بن عامر؟! فقالوا: أميرنا! قال: أميركم فقير؟! قالوا: نعم ووالله إنه ليمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار، فبكى عمر حتى بللت دموعه لحيته".

ولم يمض على ذلك طويل وقت حتى أتى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها، فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه، فقال: "كيف وجدتم أميركم؟ قالوا نعم الأمير يا عمر، إلا أنهم شكوا إليه ثلاثاً من أفعاله، كل واحد منها أعظم من الأخرى. قال عمر: اللهم لا تخيب ظني فيه وجمعهم به، ثم قال: ما تشكون من أميركم؟ قالوا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار. فقال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلاً، ثم قال: والله إني كنت أكره أن أقول ذلك، أما وإنه لا بد منه، فإنه ليس لأهلي خادم، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم، ثم أتريث قليلا حتى يختمر، ثم أخبزه لهم، ثم أتوضأ وأخرج للناس، قال عمر: وما تشكون منه أيضا؟ قالوا: إنه لا يجيب أحدا بليل. قال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ قال: إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا. فأني قد جعلت النهار لهم ولربي لله الليل. ثم قال عمر: وما تشكون منه أيضا؟ قالوا: تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه، قال عمر: وما هذا يا سعيد؟! فقال: شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك، ورأيت قريش تقطع جسده وهي تقول: أتحب أن يكون محمد مكانك؟ فيقول: والله ما أحب أن أكون آمنا في أهلي وولدي، وأن محمدا تشوكه شوكة. وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي. وأصابتني تلك الغشية عند ذلك قال عمر: الحمد لله الذي لم يخيب ظني فيك". هذا هو العمل وهكذا يكون تحمل المسئولية، وهكذا تؤدى الأمانات. علوٌ في الحياة وفي الممات وفي الآخرة عند خالق الأرض والسموات.

إن من بين السلبيات التي تجعل حضارة المجتمع في تراجع، 'الخيانة في العمل، وعدم الوفاء بأمانة العمل'، إما عن طريق أن يوسد العمل إلي غير أهله، وإما بإهدار المال العام، وكلاهما أبشع أنواع الخطر على تقدم المجتمع وحضارته، أما توسيد العمل إلى غير أهله، فيترتب عليه خلخلة المؤسسة أو الإدارة، وعدم استقرارها وثباتها، وفي التأكيد على المحافظة على الاستقرار، كان توجيه الإسلام واضحاً في بيان أن الأمر إذا وسٌد إلي غير أهله فلننتظر الساعة، كناية عن إنتهاء الحياة والاستقرار، وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وقال له رجل: متى الساعة؟ قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسٌدّ الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة» (رواه البخاري).

وأما إهدار المال العام فإنه يتمثل في صور كثيرة من سوء استخدام صلاحيات البعض، ومن عدم مراقبة الله تعالى فيما يعمل وفيما يأخذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن استعمَلناه على عملٍ فرزقناه رزقًا، فما أُخِذَ بعد ذلك فهو غلولٌ»، وفي روايةٍ أخرى: «مَن استعملناه منكم على عملٍ فكتمنا مخيطًا فما فوقَه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة» (رواه الإمام أحمد في المسند، رقم: 17723 وإسناده صحيحٌ على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين).

عباد الله:
وأخيراً: فقد نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات، فقد ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85]. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» (ابن ماجه)، وروي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره».

ومن ذلك الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» (متفق عليه).

وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية، وأدوات وغير ذلك من متطلبات العمل. فإلى العمل والإنتاج لنرضي ربنا ونحقق طموحاتنا ونبني أوطاننا.
فاللهم خذ بنواصينا إلى كل خير. هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

حسان أحمد العماري

أفضل الأعمال الصالحة وأفضل المكاسب

السؤال :

لقد قرأت درسا لشيخ في الشبكة الإسلامية، وقال إن أفضل الناس الأنبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، وقرأت له في درس آخر أن العلماء مختلفون في أيهما يكون أفضل العلماء أم المجاهدون بعد اتفاقهم أن العلماء والمجاهدين هم أفضل الناس، لكن الجمهور على أن العلماء أفضل. والسؤال الآن أن العلماء اتفقوا أن العلماء والمجاهدين أفضل الناس بعد الأنبياء، ولكن هل العلماء فضلوا صنفا رابعا وخامسا وسادسا إلخ مثل الأطباء والساسة مثلا ليكون أفضل الناس بعد الأنبياء والعلماء والمجاهدين؟ أم لم يفضلوا أحدا بعد الأصناف الثلاثة، وقالوا أفضل الناس الأنبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، ثم سائر الناس وسكتوا؟ وإن لم يفضل أحد من العلماء من القديم والحديث وفضلوا السكوت في هذا الأمر، هل تستطيعون التفضيل بينهم؟ لأني قرأت أنكم تحملون شهادات عليا في الدين، وأنا أعرف أن باب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة، وأريد الإجابة ضروريا جدا جدا. وإن لم يمكن بأي حال من الأحوال التفضيل بعد الأصناف الثلاثة، ولكن توجد أصناف تفضل بعدهم، وإن كان فضل العلماء قبل ذلك، فأرجو ذكر الأصناف. وإن كان فيه اختلاف فأرجو ذكر الأقوال المختلف فيها، وما عليه الأغلبية أو الجمهور مثل ما قال الشيخ في الدرس.


الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التفاضل بين الناس يكون بحسب أعمالهم، فالأعمال التعبدية أفضلها الإيمان ثم الصلاة وبقية الأركان بالنسبة للفروض العينية.
وأما الفروض الكفائية فأفضلها الجهاد والعلم، وقد يكون أحدهما أفضل في بعض الأحيان بحسب حال العبد وحاجة الأمة. ففي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وأفضل عبادات البدن بعد الشهادتين الصلاة ففرضها أفضل الفروض ونفلها أفضل النوافل، ولا يرد طلب العلم وحفظ القرآن لأنهما من فروض الكفايات، ويليها الصوم فالحج فالزكاة على ما جزم به بعضهم، وقيل أفضلها الزكاة وقيل الصوم وقيل الحج وقيل غير ذلك. انتهى.
وقد وردت أحاديث تعيِّن أفضل الأعمال عن عدد من الصحابة بروايات مختلفة:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.
ولهما عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله.
ولهما أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الأعمال أو العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين.
وروى مسلم والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال.
وقد ذكر أهل العلم أن اختلاف الروايات إنما جاء لاختلاف أحوال السائلين، فأجاب صلى الله عليه وسلم كل سائل بما هو أصلح له، علم بهذا أن الأفضلية تكون باختلاف الأوقات والأحوال والأشخاص، فقد يكون الجهاد مثلا أفضل في وقت، ويكون الحج أفضل في أوقات أخرى. وأما الإيمان بالله وبرسوله فهو أفضل من جميع تلك الأعمال، لأنها تابعة له.
قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الحافظ: محصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن أعلم كل قوم بما يحتاجون إليه، أو بما لهم فيه رغبة، أو بما هو لائق بهم، أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره، فقد كان الجهاد في ابتداء الإسلام أفضل الأعمال، لأنه الوسيلة إلى القيام بها والتمكن من أدائها، وقد تضافرت النصوص على أن الصلاة أفضل من الصدقة، ومع ذلك ففي وقت مواساة المضطر تكون الصدقة أفضل، أو أن أفضل ليست على بابها، بل المراد بها الفضل المطلق، أو المراد من أفضل الأعمال فحذفت من وهي مرادة. انتهى.
وقال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام:
وقد اختلفت الأحاديث في فضائل الأعمال، وتقديم بعضها على بعض، والذي قيل في هذا: إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص، أو من هو في مثل حاله، أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنها المراد، ومثال ذلك: أن يحمل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ألا أخبركم بأفضل أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم؟. وفسره بذكر الله تعالى على أن يكون ذلك أفضل الأعمال بالنسبة إلى المخاطبين بذلك، أو من هو في مثل حالهم، أو من هو في صفاتهم، ولو خوطب بذلك الشجاع الباسل المتأهل للنفع الأكبر في القتال لقيل له "الجهاد" ولو خوطب به من لا يقوم مقامه في القتال ولا يتمحض حاله لصلاحية التبتل لذكر الله تعالى، وكان غنياً ينتفع بصدقة ماله لقيل له "الصدقة" وهكذا في بقية أحوال الناس، قد يكون الأفضل في حق هذا مخالفاً في حق ذاك، بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به. انتهى.
وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في (مدارج السالكين) ما ملخصه:
أهل مقام (إياك نعبد) لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالإيثار والتخصيص أربع طرق، فهم في ذلك أربعة أصناف:
ـ الصنف الأول: عندهم أنفع العبادات وأفضلها أشقها على النفوس وأصعبها.
ـ الصنف الثاني: قالوا: أفضل العبادات التجرد والزهد في الدنيا.
ـ الصنف الثالث: رأوا أن أنفع العبادات وأفضلها ما كان فيه نفع متعد، فرأوه أفضل من ذي النفع القاصر، فرأوا خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالمال والجاه والنفع أفضل.
ـ الصنف الرابع: قالوا: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض كما في حالة الأمن. والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل. والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار. والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به. والأفضل في أوقات الأذان ترك ما هو فيه من ورده والاشتغال بإجابة المؤذن. والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت والخروج إلى الجامع وإن بعد كان أفضل. والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال الاشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك. والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به... والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك. والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد فهو أفضل من الجهاد غير المتعين. والأفضل في العشر الأخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم وإقرائهم القرآن عند كثير من العلماء. والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. والأفضل في وقت نزول النوازل وأذية الناس لك أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه. والأفضل خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر فهو أفضل من خلطتهم فيه، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم. فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه. وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق، والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد، فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته، فهو يعبد الله على وجه واحد، وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى .. اهـ. إلى آخر ما قال رحمه الله.
وأما السياسة والطب والتجارة وغير ذلك من الأمور العادية التي يتكسب بها فالتفصيل فيها أن السائس الذي يعدل في حكمه وعمله من أفضل الناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل... رواه البخاري ومسلم.
والطبيب المسلم الذي يعالج الناس ويساعدهم ويفرج كروبهم ويحتسب ذلك عند الله تعالى لا شك أن فضله كبير وأجره عظيم؛ لما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، وحسنه الألباني.
وأما التجارة والزراعة فهما من أفضل الأعمال الكسبية وهما العملان الشائعان في الصحابة، فقد كان المهاجرون تجاراً وكان الأنصار مزارعين، وهما من جهة أخرى تدعوان إلى التوكل أكثر من أعمال الأجراء الذين ينتظرون الراتب المحدد في نهاية الشهر، فالتاجر المؤمن يعتمد على الله في نجاح تجارته ويكثر الدعاء ويراعي الصدق والبيان وعدم الغش لعلمه أن الرزق وكسب الربح لا يعطيه إلا الله، ولا وسيلة له أعظم من طاعة الله، ومثله المزارع حيث يلقي البذر متوكلا على الله منتظرا فضله.
وقد اختلف العلماء هل التجارة أفضل أم الزراعة أم الكسب باليد؟ وقد فصل ذلك العلامة العيني في كتابه عمدة القارئ فقال رحمه الله: واختلف في أفضل المكاسب، فقال النووي: أفضلها الزراعة، وقيل أفضلها الكسب باليد، وهي الصنعة، وقيل أفضلها التجارة، وأكثر الأحاديث تدل على أفضلية الكسب باليد، وروى الحاكم في المستدرك من حديث أبي بردة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. وقال هذا حديث صحيح الإسناد، وقد يقال هذا أطيب من حيث الحل وذاك أفضل من حيث الانتفاع العام، فهو نفع متعد إلى غيره، وإذا كان كذلك فينبغي أن يختلف الحال في ذلك باختلاف حاجة الناس، فحيث كان الناس محتاجين إلى الأقوات أكثر كانت الزراعة أفضل للتوسعة على الناس، وحيث كانوا محتاجين إلى المتجر لانقطاع الطرق كانت التجارة أفضل، وحيث كانوا محتاجين إلى الصنائع أشد كانت الصناعة أفضل وهذا حسن. والله أعلم. اهـ
والله أعلم.

المصدر : إسلام ويب

أحب الأعمال إلى الله
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، أما بعد :

فمِن أحب الأشياء إلى الله تعالى :

1- الحنيفية السمحة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأديان إلى الله تعالى : الحنيفية السَمْحَة » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

2- الصلاة وبر الوالدين والجهاد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله » [ متفق عليه ] .

3- الإيمان وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأعمال إلى الله : إيمان بالله ، ثم صِلَة الرَّحم ، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » [ رواه أبو يعلى وحسَّنه الألباني ] .

4- المداومة على الطاعات ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ » [ متفق عليه ] .

5- ذكر الله عز وجل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله ، أن تموت ولسانك رطب من ذِكْر الله » [ رواه الطبراني وحسَّنه الألباني ] .

6- المساجد ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ البلاد إلى الله مساجدها ؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [ رواه مسلم ] .

7- كلمة الحق عند سلطانٍ جائر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الجهاد إلى الله كلمةُ الحق تقال لإمامٍ جائر » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

8- صدق الحديث ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الحديث إليّ أصْدقه » [ رواه البخاري ] .

9- صيام وصلاة داود عليه السلام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وأحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه » [ متفق عليه ] .

10- تكاثر الأيدي على الطعام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبُّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي » [ رواه ابن حبان وحسَّنه الألباني ] .

11- قول سبحان الله وبحمده ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحان الله وبحمده » [ رواه مسلم ] .

12- قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . لا يضرُّك بأيِّهن بدأت » [ رواه مسلم ] .

13- حَسَنُ الخُلُق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقاً » [ رواه الطبراني وصحَّحه الألباني ] .

14- التسمية بعبدالله وعبدالرحمن ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن » [ رواه مسلم ] .

15- نَفْع الناس وإدخال السرور على المسلمين وكَشْف الكُرُبات ، وقضاء دَيْن المَدِين ، وإطعام الجائع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل » [ رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني ] .

أرجو تقبل الإضافة
تحياتي احترامي و تقديري لشخصكم الكريم الغالي

 
رد: سِلسِلة { أَعِيدُوا إِلينا أخلاقَنا وإسلآمنا } العدَد 3 [ العَملُ عِبادة ]

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بورك فيكي غاليتي و جزيتي خيرا لمجهوداتكي الراقية
و كالعادة تقبلي صمتي لأني لم أجد الكلمات و الله

مكانة العمل وآدابه في الإسلام

لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل، في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق، أو في بناء العمارات وتشييد المباني، أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه. فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه...

الخطبة الأولى:
الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات، عالم الأسرار والخفيات، المطلع على الضمائر والنيات، أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء رحمة وحلماً. وقهر كل مخلوق عزة وحكماً، يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً. لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهّمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار، أتقن كلَّ ما صنعه وأحكمه، وأحصى كلَّ شيء وقدره وخلق الإنسان وعلّمه.


فلك المحامد والثناء جميعه *** والشكر من قلبي ومن وجدان
فلأنت أهل الفضل والمنِّ الذي *** لا يستطيع لشكره الثقلان
أنت القوي وأنت قهار الورى *** لا تعجزنَّك قوة السلطان
فلك المحامد والمدائح كلها *** بخواطري وجوانحي ولساني


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزامه. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه. وسلم تسليماً كثيراً أمَّا بَعْد:

عباد الله: إن للعمل في الإسلام مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، عن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وتزدهر الأوطان، ويحدث الاستقرار، أمر به سبحانه وتعالى فقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا} [النبأ: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].

واعتَبَر الإسلام العمل نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله، فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان» (صحيح الجامع للألباني، برقم: 1428)، إن هدف العمل في الإسلام ليس كسب المال فقط، ففضلاً عن معانيه التعبدية، فإن من غاياته تحقيق الأمن الاجتماعي بين الناس، وهذا يؤدي إلى التوازن النفسي على مستوى الفرد والجماعة، وكم من مجتمعات بلغت الغاية في الكسب المادي، ولكن أفرادها ظلت حياتهم مملوءة بالقلق والخوف والوحدة والشعور الحاد بالغربة القاتلة، وكأنها تعيش في غابة مملوءة بالوحوش الكاسرة، لذا نجد علاقات طردية بين العمل الصالح -والذي من وراءه بسط الرزق- والتوازن الاجتماعي، وهذا المفهوم يتضح من خلال الحديث الصحيح: «من سره أن يبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه» (البخاري، برقم: 2067، ومسلم، برقم: 2557).

لقد جعل الله الأرض مستقر حياة الإنسان ومعاشه في هذه الدنيا، وأوجد فيها الكثير من النعم، وسخر جميع المخلوقات لخدمته، ونوع له أبواب الرزق وطرقه، وأمره بالسعي والعمل الصالح النافع الذي جعله سببا لمعاشه وعزته وقوته، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} [الكهف: 107]، والمطلوب أن ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحا، وإلى أبواب الرزق ساعيا، ولكن قلبه معلق بالله، وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته، والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره، قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37].

أيها المؤمنون، عباد الله: إن نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل، فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد، وتعمل بنشاط، فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعراً بشعار الجد والنشاط، طارحاً القعود والكسل وراءه ظهرياً، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية، وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحت إليه القوانين الشرعية، والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده» (رواه البخاري)، ويقول أيضًا: «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ» (رواه البخاري في: الأدب المفرد، رقم: 479). قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان آدم -عليه السلام- حراثاً، ونوح نجاراً، وإدريس خياطاً، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجراً، وداود حداداً..

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ، أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ: 10-11]. وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام، وعمل صلى الله عليه وسلم أيضاً في التجارة فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها". قال لقمان الحكيم لابنه يوما: "يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به".

لقد عظم الإسلام من شأن العمل مهما كان هذا العمل، في المصنع أو في المتجر أو في المستشفى أو في الوزارة أو في السوق، أو في بناء العمارات وتشييد المباني، أو في الزراعة وحراثة الأرض، أو حتى كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض، أو حتى كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فأنها تؤجر عليه. فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الحج: 97].

عباد الله: وإذا كان العمل بهذه الأهمية والمكانة، فإن له آداب وواجبات ينبغي لكل مسلم أن يلتزم بها وهو يقوم بأي عمل من الأعمال، فعليه ابتداءاً أن يتقن في عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن، لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإتقان في الأعمال، فقد قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» (السلسلة الصحيحة، رقم: 1113).

فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ أن يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، ولأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله، يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِ‌يكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْ‌تُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162-163]. ومن الآداب أن الإسلام نهى أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، فالذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال صلى الله عليه وسلم: «اليد العُلْيَا خير من اليد السُّفْلَى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعِفَّه الله، ومن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله» (متفق عليه). وقال صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه» (البخاري).

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول: اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، ويقول أيضاً: رضي الله عنه: "أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني". فعلى المسلم أن يعمل ويجتهد حتى تتحقق قيمته في الحياة.

يقول الشاعر:


بِقَدْرِ الْكَدِّ تُكْتَسَبُ المعَالِي *** ومَنْ طلب العُلا سَهرَ اللَّيالِي
ومن طلب العُلا من غير كَدٍّ *** أَضَاع العُمْرَ في طلب الْمُحَالِ


ومن آداب العمل في الإسلام أن يكون العامل قويًّا أمينًا. والقوة تتحقق بأن يكون عالمًا بالعمل الذي يسند إليه، وقادرًا على القيام به، وأن يكون أمينًا على ما تحت يده، قال الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وأن يكون العامل بعيداً عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من غش فليس مني» (مسلم وأبو داود والترمذي)، وعن أبو هريرة، «أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على صُبرةِ طعامٍ. فأدخلَ يدَهُ فيها. فنالت أصابعُهُ بللًا. فقالَ ما هذا يا صاحبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتهُ السَّماءُ. يا رسولَ اللَّهِ! قالَ أفلا جعلتَهُ فوقَ الطَّعامِ كي يراهُ النَّاسُ؟ من غَشَّ فليسَ منِّي» (رواه مسلم)، ومن الآداب والواجبات على العامل المسلم الالتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحري الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد -خارج عمله- عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضا أن يحافظ على أداء الصلوات وإيتاء الزكاة، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» (رواه مسلم).

ومن هذه الآداب الالتزام بالدوام والتبكير إلى العمل، حيث يكون النشاط موفورًا، وتتحقق البركة، قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها» (الترمذي وابن ماجه)، هذه آداب العمل وواجبات العامل في الإسلام وغيرها كثير. فيها الراحة والسعادة والأمن والآمان للفرد والمجتمع، وفيها رضا الله وسعة رزقة وتتابع بره وحلول بركته.

اللهم تقبل أعمالنا وتجاوز عن تقصيرنا وهفواتنا، قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:
عباد الله:
عندما كان المسلمون يتعاملون بهذه القيم وبهذه الأخلاق، كان العامل المسلم في أي مجال من مجالات العمل يستشعر هذه المسئولية، وهذه الأمانة، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، لا تغره المناصب، ولا تستهويه وتفسده الأموال. لقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعيد بن عامر الجمحي إلى مؤازرته، وقال: "يا سعيد إنا مولوك على أهل (حمص)، فقال سعيد: يا عمر ناشدتك الله ألا تفتني. فغضب عمر وقال: ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني! والله لا أدعك". ثم ولاه على (حمص) ثم مضى إلى حمص، وما هو إلا قليل الزمن حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص فقال لهم: "اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم، فرفعوا كتابا فإذا فيه: فلان وفلان وسعيد بن عامر، فقال: ومن سعيد بن عامر؟! فقالوا: أميرنا! قال: أميركم فقير؟! قالوا: نعم ووالله إنه ليمر عليه الأيام الطوال ولا يوقد في بيته نار، فبكى عمر حتى بللت دموعه لحيته".

ولم يمض على ذلك طويل وقت حتى أتى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها، فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه، فقال: "كيف وجدتم أميركم؟ قالوا نعم الأمير يا عمر، إلا أنهم شكوا إليه ثلاثاً من أفعاله، كل واحد منها أعظم من الأخرى. قال عمر: اللهم لا تخيب ظني فيه وجمعهم به، ثم قال: ما تشكون من أميركم؟ قالوا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار. فقال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلاً، ثم قال: والله إني كنت أكره أن أقول ذلك، أما وإنه لا بد منه، فإنه ليس لأهلي خادم، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم، ثم أتريث قليلا حتى يختمر، ثم أخبزه لهم، ثم أتوضأ وأخرج للناس، قال عمر: وما تشكون منه أيضا؟ قالوا: إنه لا يجيب أحدا بليل. قال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ قال: إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضا. فأني قد جعلت النهار لهم ولربي لله الليل. ثم قال عمر: وما تشكون منه أيضا؟ قالوا: تصيبه من حين إلى آخر غشية فيغيب عمن في مجلسه، قال عمر: وما هذا يا سعيد؟! فقال: شهدت مصرع خبيب بن عدي وأنا مشرك، ورأيت قريش تقطع جسده وهي تقول: أتحب أن يكون محمد مكانك؟ فيقول: والله ما أحب أن أكون آمنا في أهلي وولدي، وأن محمدا تشوكه شوكة. وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت أن الله لا يغفر لي. وأصابتني تلك الغشية عند ذلك قال عمر: الحمد لله الذي لم يخيب ظني فيك". هذا هو العمل وهكذا يكون تحمل المسئولية، وهكذا تؤدى الأمانات. علوٌ في الحياة وفي الممات وفي الآخرة عند خالق الأرض والسموات.

إن من بين السلبيات التي تجعل حضارة المجتمع في تراجع، 'الخيانة في العمل، وعدم الوفاء بأمانة العمل'، إما عن طريق أن يوسد العمل إلي غير أهله، وإما بإهدار المال العام، وكلاهما أبشع أنواع الخطر على تقدم المجتمع وحضارته، أما توسيد العمل إلى غير أهله، فيترتب عليه خلخلة المؤسسة أو الإدارة، وعدم استقرارها وثباتها، وفي التأكيد على المحافظة على الاستقرار، كان توجيه الإسلام واضحاً في بيان أن الأمر إذا وسٌد إلي غير أهله فلننتظر الساعة، كناية عن إنتهاء الحياة والاستقرار، وعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وقال له رجل: متى الساعة؟ قال: «إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسٌدّ الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة» (رواه البخاري).

وأما إهدار المال العام فإنه يتمثل في صور كثيرة من سوء استخدام صلاحيات البعض، ومن عدم مراقبة الله تعالى فيما يعمل وفيما يأخذ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن استعمَلناه على عملٍ فرزقناه رزقًا، فما أُخِذَ بعد ذلك فهو غلولٌ»، وفي روايةٍ أخرى: «مَن استعملناه منكم على عملٍ فكتمنا مخيطًا فما فوقَه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة» (رواه الإمام أحمد في المسند، رقم: 17723 وإسناده صحيحٌ على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين).

عباد الله:
وأخيراً: فقد نظم الإسلام العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًا وواجبات، فقد ضمن الإسلام حقوقًا للعامل يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، قال الله تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85]. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» (ابن ماجه)، وروي البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره».

ومن ذلك الحقوق البدنية: وهي الحق في الراحة، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. ويقول صلى الله عليه وسلم: «إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فلْيطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» (متفق عليه).

وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية، وأدوات وغير ذلك من متطلبات العمل. فإلى العمل والإنتاج لنرضي ربنا ونحقق طموحاتنا ونبني أوطاننا.
فاللهم خذ بنواصينا إلى كل خير. هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.

حسان أحمد العماري

أفضل الأعمال الصالحة وأفضل المكاسب

السؤال :

لقد قرأت درسا لشيخ في الشبكة الإسلامية، وقال إن أفضل الناس الأنبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، وقرأت له في درس آخر أن العلماء مختلفون في أيهما يكون أفضل العلماء أم المجاهدون بعد اتفاقهم أن العلماء والمجاهدين هم أفضل الناس، لكن الجمهور على أن العلماء أفضل. والسؤال الآن أن العلماء اتفقوا أن العلماء والمجاهدين أفضل الناس بعد الأنبياء، ولكن هل العلماء فضلوا صنفا رابعا وخامسا وسادسا إلخ مثل الأطباء والساسة مثلا ليكون أفضل الناس بعد الأنبياء والعلماء والمجاهدين؟ أم لم يفضلوا أحدا بعد الأصناف الثلاثة، وقالوا أفضل الناس الأنبياء ثم العلماء ثم المجاهدون، ثم سائر الناس وسكتوا؟ وإن لم يفضل أحد من العلماء من القديم والحديث وفضلوا السكوت في هذا الأمر، هل تستطيعون التفضيل بينهم؟ لأني قرأت أنكم تحملون شهادات عليا في الدين، وأنا أعرف أن باب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة، وأريد الإجابة ضروريا جدا جدا. وإن لم يمكن بأي حال من الأحوال التفضيل بعد الأصناف الثلاثة، ولكن توجد أصناف تفضل بعدهم، وإن كان فضل العلماء قبل ذلك، فأرجو ذكر الأصناف. وإن كان فيه اختلاف فأرجو ذكر الأقوال المختلف فيها، وما عليه الأغلبية أو الجمهور مثل ما قال الشيخ في الدرس.


الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التفاضل بين الناس يكون بحسب أعمالهم، فالأعمال التعبدية أفضلها الإيمان ثم الصلاة وبقية الأركان بالنسبة للفروض العينية.
وأما الفروض الكفائية فأفضلها الجهاد والعلم، وقد يكون أحدهما أفضل في بعض الأحيان بحسب حال العبد وحاجة الأمة. ففي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وأفضل عبادات البدن بعد الشهادتين الصلاة ففرضها أفضل الفروض ونفلها أفضل النوافل، ولا يرد طلب العلم وحفظ القرآن لأنهما من فروض الكفايات، ويليها الصوم فالحج فالزكاة على ما جزم به بعضهم، وقيل أفضلها الزكاة وقيل الصوم وقيل الحج وقيل غير ذلك. انتهى.
وقد وردت أحاديث تعيِّن أفضل الأعمال عن عدد من الصحابة بروايات مختلفة:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قال: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور.
ولهما عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله.
ولهما أيضاً عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الأعمال أو العمل: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين.
وروى مسلم والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال.
وقد ذكر أهل العلم أن اختلاف الروايات إنما جاء لاختلاف أحوال السائلين، فأجاب صلى الله عليه وسلم كل سائل بما هو أصلح له، علم بهذا أن الأفضلية تكون باختلاف الأوقات والأحوال والأشخاص، فقد يكون الجهاد مثلا أفضل في وقت، ويكون الحج أفضل في أوقات أخرى. وأما الإيمان بالله وبرسوله فهو أفضل من جميع تلك الأعمال، لأنها تابعة له.
قال في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: قال الحافظ: محصل ما أجاب به العلماء عن هذا الحديث وغيره مما اختلفت فيه الأجوبة بأنه أفضل الأعمال أن الجواب اختلف لاختلاف أحوال السائلين بأن أعلم كل قوم بما يحتاجون إليه، أو بما لهم فيه رغبة، أو بما هو لائق بهم، أو كان الاختلاف باختلاف الأوقات بأن يكون العمل في ذلك الوقت أفضل منه في غيره، فقد كان الجهاد في ابتداء الإسلام أفضل الأعمال، لأنه الوسيلة إلى القيام بها والتمكن من أدائها، وقد تضافرت النصوص على أن الصلاة أفضل من الصدقة، ومع ذلك ففي وقت مواساة المضطر تكون الصدقة أفضل، أو أن أفضل ليست على بابها، بل المراد بها الفضل المطلق، أو المراد من أفضل الأعمال فحذفت من وهي مرادة. انتهى.
وقال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام:
وقد اختلفت الأحاديث في فضائل الأعمال، وتقديم بعضها على بعض، والذي قيل في هذا: إنها أجوبة مخصوصة لسائل مخصوص، أو من هو في مثل حاله، أو هي مخصوصة ببعض الأحوال التي ترشد القرائن إلى أنها المراد، ومثال ذلك: أن يحمل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله: ألا أخبركم بأفضل أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم؟. وفسره بذكر الله تعالى على أن يكون ذلك أفضل الأعمال بالنسبة إلى المخاطبين بذلك، أو من هو في مثل حالهم، أو من هو في صفاتهم، ولو خوطب بذلك الشجاع الباسل المتأهل للنفع الأكبر في القتال لقيل له "الجهاد" ولو خوطب به من لا يقوم مقامه في القتال ولا يتمحض حاله لصلاحية التبتل لذكر الله تعالى، وكان غنياً ينتفع بصدقة ماله لقيل له "الصدقة" وهكذا في بقية أحوال الناس، قد يكون الأفضل في حق هذا مخالفاً في حق ذاك، بحسب ترجيح المصلحة التي تليق به. انتهى.
وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في (مدارج السالكين) ما ملخصه:
أهل مقام (إياك نعبد) لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالإيثار والتخصيص أربع طرق، فهم في ذلك أربعة أصناف:
ـ الصنف الأول: عندهم أنفع العبادات وأفضلها أشقها على النفوس وأصعبها.
ـ الصنف الثاني: قالوا: أفضل العبادات التجرد والزهد في الدنيا.
ـ الصنف الثالث: رأوا أن أنفع العبادات وأفضلها ما كان فيه نفع متعد، فرأوه أفضل من ذي النفع القاصر، فرأوا خدمة الفقراء، والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم ومساعدتهم بالمال والجاه والنفع أفضل.
ـ الصنف الرابع: قالوا: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض كما في حالة الأمن. والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب. وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل. والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار. والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به. والأفضل في أوقات الأذان ترك ما هو فيه من ورده والاشتغال بإجابة المؤذن. والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت والخروج إلى الجامع وإن بعد كان أفضل. والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال الاشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك. والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به... والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المضعف عن ذلك. والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد فهو أفضل من الجهاد غير المتعين. والأفضل في العشر الأخير من رمضان لزوم المسجد فيه والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى إنه أفضل من الإقبال على تعليمهم العلم وإقرائهم القرآن عند كثير من العلماء. والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. والأفضل في وقت نزول النوازل وأذية الناس لك أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم؛ فإن المؤمن الذي يخالط الناس ليصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه. والأفضل خلطتهم في الخير فهي خير من اعتزالهم فيه، واعتزالهم في الشر فهو أفضل من خلطتهم فيه، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلله فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم. فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال، والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه. وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق، والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد، فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته، فهو يعبد الله على وجه واحد، وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت، فمدار تعبده عليها فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى .. اهـ. إلى آخر ما قال رحمه الله.
وأما السياسة والطب والتجارة وغير ذلك من الأمور العادية التي يتكسب بها فالتفصيل فيها أن السائس الذي يعدل في حكمه وعمله من أفضل الناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل... رواه البخاري ومسلم.
والطبيب المسلم الذي يعالج الناس ويساعدهم ويفرج كروبهم ويحتسب ذلك عند الله تعالى لا شك أن فضله كبير وأجره عظيم؛ لما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ـ ولو شاء أن يمضيه أمضاه ـ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة ـ حتى يثبتها له ـ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، وحسنه الألباني.
وأما التجارة والزراعة فهما من أفضل الأعمال الكسبية وهما العملان الشائعان في الصحابة، فقد كان المهاجرون تجاراً وكان الأنصار مزارعين، وهما من جهة أخرى تدعوان إلى التوكل أكثر من أعمال الأجراء الذين ينتظرون الراتب المحدد في نهاية الشهر، فالتاجر المؤمن يعتمد على الله في نجاح تجارته ويكثر الدعاء ويراعي الصدق والبيان وعدم الغش لعلمه أن الرزق وكسب الربح لا يعطيه إلا الله، ولا وسيلة له أعظم من طاعة الله، ومثله المزارع حيث يلقي البذر متوكلا على الله منتظرا فضله.
وقد اختلف العلماء هل التجارة أفضل أم الزراعة أم الكسب باليد؟ وقد فصل ذلك العلامة العيني في كتابه عمدة القارئ فقال رحمه الله: واختلف في أفضل المكاسب، فقال النووي: أفضلها الزراعة، وقيل أفضلها الكسب باليد، وهي الصنعة، وقيل أفضلها التجارة، وأكثر الأحاديث تدل على أفضلية الكسب باليد، وروى الحاكم في المستدرك من حديث أبي بردة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. وقال هذا حديث صحيح الإسناد، وقد يقال هذا أطيب من حيث الحل وذاك أفضل من حيث الانتفاع العام، فهو نفع متعد إلى غيره، وإذا كان كذلك فينبغي أن يختلف الحال في ذلك باختلاف حاجة الناس، فحيث كان الناس محتاجين إلى الأقوات أكثر كانت الزراعة أفضل للتوسعة على الناس، وحيث كانوا محتاجين إلى المتجر لانقطاع الطرق كانت التجارة أفضل، وحيث كانوا محتاجين إلى الصنائع أشد كانت الصناعة أفضل وهذا حسن. والله أعلم. اهـ
والله أعلم.

المصدر : إسلام ويب

أحب الأعمال إلى الله
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، أما بعد :

فمِن أحب الأشياء إلى الله تعالى :

1- الحنيفية السمحة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأديان إلى الله تعالى : الحنيفية السَمْحَة » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

2- الصلاة وبر الوالدين والجهاد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله » [ متفق عليه ] .

3- الإيمان وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأعمال إلى الله : إيمان بالله ، ثم صِلَة الرَّحم ، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » [ رواه أبو يعلى وحسَّنه الألباني ] .

4- المداومة على الطاعات ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ » [ متفق عليه ] .

5- ذكر الله عز وجل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله ، أن تموت ولسانك رطب من ذِكْر الله » [ رواه الطبراني وحسَّنه الألباني ] .

6- المساجد ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ البلاد إلى الله مساجدها ؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [ رواه مسلم ] .

7- كلمة الحق عند سلطانٍ جائر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الجهاد إلى الله كلمةُ الحق تقال لإمامٍ جائر » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

8- صدق الحديث ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الحديث إليّ أصْدقه » [ رواه البخاري ] .

9- صيام وصلاة داود عليه السلام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وأحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه » [ متفق عليه ] .

10- تكاثر الأيدي على الطعام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبُّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي » [ رواه ابن حبان وحسَّنه الألباني ] .

11- قول سبحان الله وبحمده ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحان الله وبحمده » [ رواه مسلم ] .

12- قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . لا يضرُّك بأيِّهن بدأت » [ رواه مسلم ] .

13- حَسَنُ الخُلُق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقاً » [ رواه الطبراني وصحَّحه الألباني ] .

14- التسمية بعبدالله وعبدالرحمن ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن » [ رواه مسلم ] .

15- نَفْع الناس وإدخال السرور على المسلمين وكَشْف الكُرُبات ، وقضاء دَيْن المَدِين ، وإطعام الجائع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل » [ رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني ] .

أرجو تقبل الإضافة
تحياتي احترامي و تقديري لشخصكم الكريم الغالي


أهلا بحبيبة قلبي :love01: منورة الموضوع كالعادة
وماش نتي لي ماتلقاي واش تقولي, انا لي مانلقى واش نقول في فيك وفي النصائح القيمة لي تقدميها
يعني بارك الله فيك
ماقريتهاش كاملة ومريت عليها مرور الكرام لكن بإذن الله رايحة نرجعلها ونقراها حرف حرف
وبارك الله فيكِ على ماتتركه اناملك الذهبية من كلام عطر على صفحتي
ربي يهنيك حبيبتي
تحياتي الخالصة لكِ :regards01:
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top