- إنضم
- 19 ماي 2011
- المشاركات
- 1,721
- نقاط التفاعل
- 545
- النقاط
- 51
.. كذلك الابتلاء...
لماذا يبتلى المرء؟
ولماذا أنت بالذّات؟ لم كلّ هذه المصائب؟...
تعبت...، سئمت...، مللت... إلى متى؟؟؟
أيّها المبتلى، مهلا، أيّها المبتلى صبرا، أيّها المبتلى ما ابتلاك الله إلاّ لأنّه يحبّك.
قد يقول أحدهم: وهل لأنّه يحبّني يعاقبني بكلّ هذه المصائب؟ لماذا لا يعاقب غيري ممّن يستحقّ
العقاب؟
نعم لولا محبّة الله لك ما ابتلاك.
عندما كنت رضيعا كانت أمّك تنهاك عن لمس النّار واللّعب بما يضرّك، وأمور كثيرة تؤذيك، فتبكي وتغضب وتصرخ، لأنّها حرمتك من أشياء ممتعة في رأيك،
ومع هذا كلّه فأمّك لا ترحمك ولا تلبّي طلبك لأنّ فيه ضررا لك، ثمّ ما تلبث أن تطعمك وتسقيك وتمنحك أشياء لا يقدّمها لك أحد غيرها، فتهدأ وتنسى ما جرى، وهكذا... إلى أن كبرت قليلا والتحقت بالمدرسة، فكنت تهوى اللّعب مع رفاقك ولا تحبّ مراجعة دروسك وغيرها من الأمور الّتي تدمّر مستقبلك. فتتدخّل الأمّ من جديد لتنهاك وتغضب أنت وربّما تسمعها كلاما جارحا، لكنّها تصبر عليك وتعطيك الفرصة لمراجعة نفسك، لأنّها هي الّتي أنجبتك. وهكذا كانت حياتك إلى أن صرت رجلا، فأدركت قيمة ما قدّمته لك هاته الأمّ طيلة حياتك،
وأصبحت مدينا لها وربّما تضحك ممّا فات، وتحمد الله أنّ لك أمّا سعت إلى حمايتك وتربيتك وتعليمك إلى أن وصلت إلى برّ الأمان، وصارت تفخر بك بين النّاس بعد تخرّجك وتوظيفك، ولم تجد ما تقدّمه لها حتّى تسامحك على أخطائك الّتي اقترفتها في حقّها، لكنّها بطيبة قلبها، وحبّها لك تسامحك بابتسامة رقيقة تجعلك أسعد المخلوقات على وجه الأرض.
كذلك الابتلاء
لو عدت إلى ربّك لوجدته يحرمك من أمور كنت تراها تملأ حياتك بهجة وسرورا، فحزنت وربّما غضبت، ولكنّ الله صبر عليك وأعطاك فرصة للتّوبة، لأنّه خالقك وأرحم بك، ومرّت الأيّام وأثبتت لك أنّ الله رأى في ذلك خيرا لك، وعوّضك بما هو أفضل فحمدته واستغفرته، وشكرته على باقي نعمه. أو ربّما ابتلاك بأمر أعظم من ذلك قد تراه دمّر حياتك وقضى على سعادتك، ولم يعوّضك شيئا في الدّنيا، فسخر النّاس منك، وشمت الأعداء بك، ولم تجد أحدا يقف إلى جانبك، فتحوّلت حياتك إلى جحيم لا يطاق... حينها أبشر واصبر أيّها المبتلى، فأجرك أعظم وستجده محفوظا حين تغلق أبواب العمل والتّوبة، الكلّ يتبرّأ منك ويقول: نفسي نفسي، حتّى أمّك الّتي طالما وقفت إلى جانبك في الحياة الدّنيا، تتنكّر لك ولا تجد أحدا ينقذك. عندها يأتيك الفرج ممّن هو أرحم بك من أمّك، فيقول هذا جزاء صبرك يوم كذا، وما أعظمها من مفاجأة!إنّها الجائزة الكبرى، والفوز الأعظم، فتأخذ كتابك بيمينك وتنطلق إلى أهلك فرحا مسرورا، تقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه، ويتمنّى الجميع لو كانوا مكانك، وتتمنّى أنت لو ابتليت بأكبر من هذا، ويستقبلك نبيّك (صلّى الله عليه وسلّم) مرحّبا بك عند الحوض، يفرح بأبناء أمّته، فتغمس في الجنّة غمسة تقول حينها: ما رأيت بؤسا قطّ، وترفع مع النّبيين والصّديقين والشّهداء والصّالحين، مع الأبرار في علّيين، مع الّذين لا يحزنهم الفزع الأكبر، مع الّذين تتلقّاهم الملائكة، هذا يومكم الّذي كنتم توعدون، وتخلد في نعيم لا يزول، مرتاح البال، سعادة دائمة، لا همّ ولا غمّ، لا دموع ولا ألم، لا شماتة ولا أعداء، لا حزن ولا بؤس، راحة لا شقاء بعدها، شباب لا تهرم بعده، صحّة لا مرض بعدها، إنّها جنّة الخلد، حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وتستدعى لتشهد ضدّ الكافر الّذي تستهويك حضارته ويغريك جمال بناته اليوم، وقد اسودّت وجوههم، فيقول: يا ليتني كنت ترابا، ويخلد في النّار مهانا.
البلاء واقع لا محالة، وما أصابك لم يكن ليخطئك، فإن صبرت نلت رضا ربّك وفزت، وإن جزعت نلت سخطه وخسرت، فهل مازلت غاضبا ممّا أصابك؟؟؟
قل الحمد لله إذن وابتسم...
واصبر فإنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب
قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
وقال تعالى( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
أسأل الله أن يهدينا و يهدي بنا و لا يتوفنا إلا و نحن مُسلمونلماذا يبتلى المرء؟
ولماذا أنت بالذّات؟ لم كلّ هذه المصائب؟...
تعبت...، سئمت...، مللت... إلى متى؟؟؟
أيّها المبتلى، مهلا، أيّها المبتلى صبرا، أيّها المبتلى ما ابتلاك الله إلاّ لأنّه يحبّك.
قد يقول أحدهم: وهل لأنّه يحبّني يعاقبني بكلّ هذه المصائب؟ لماذا لا يعاقب غيري ممّن يستحقّ
العقاب؟
نعم لولا محبّة الله لك ما ابتلاك.
عندما كنت رضيعا كانت أمّك تنهاك عن لمس النّار واللّعب بما يضرّك، وأمور كثيرة تؤذيك، فتبكي وتغضب وتصرخ، لأنّها حرمتك من أشياء ممتعة في رأيك،
ومع هذا كلّه فأمّك لا ترحمك ولا تلبّي طلبك لأنّ فيه ضررا لك، ثمّ ما تلبث أن تطعمك وتسقيك وتمنحك أشياء لا يقدّمها لك أحد غيرها، فتهدأ وتنسى ما جرى، وهكذا... إلى أن كبرت قليلا والتحقت بالمدرسة، فكنت تهوى اللّعب مع رفاقك ولا تحبّ مراجعة دروسك وغيرها من الأمور الّتي تدمّر مستقبلك. فتتدخّل الأمّ من جديد لتنهاك وتغضب أنت وربّما تسمعها كلاما جارحا، لكنّها تصبر عليك وتعطيك الفرصة لمراجعة نفسك، لأنّها هي الّتي أنجبتك. وهكذا كانت حياتك إلى أن صرت رجلا، فأدركت قيمة ما قدّمته لك هاته الأمّ طيلة حياتك،
وأصبحت مدينا لها وربّما تضحك ممّا فات، وتحمد الله أنّ لك أمّا سعت إلى حمايتك وتربيتك وتعليمك إلى أن وصلت إلى برّ الأمان، وصارت تفخر بك بين النّاس بعد تخرّجك وتوظيفك، ولم تجد ما تقدّمه لها حتّى تسامحك على أخطائك الّتي اقترفتها في حقّها، لكنّها بطيبة قلبها، وحبّها لك تسامحك بابتسامة رقيقة تجعلك أسعد المخلوقات على وجه الأرض.
كذلك الابتلاء
لو عدت إلى ربّك لوجدته يحرمك من أمور كنت تراها تملأ حياتك بهجة وسرورا، فحزنت وربّما غضبت، ولكنّ الله صبر عليك وأعطاك فرصة للتّوبة، لأنّه خالقك وأرحم بك، ومرّت الأيّام وأثبتت لك أنّ الله رأى في ذلك خيرا لك، وعوّضك بما هو أفضل فحمدته واستغفرته، وشكرته على باقي نعمه. أو ربّما ابتلاك بأمر أعظم من ذلك قد تراه دمّر حياتك وقضى على سعادتك، ولم يعوّضك شيئا في الدّنيا، فسخر النّاس منك، وشمت الأعداء بك، ولم تجد أحدا يقف إلى جانبك، فتحوّلت حياتك إلى جحيم لا يطاق... حينها أبشر واصبر أيّها المبتلى، فأجرك أعظم وستجده محفوظا حين تغلق أبواب العمل والتّوبة، الكلّ يتبرّأ منك ويقول: نفسي نفسي، حتّى أمّك الّتي طالما وقفت إلى جانبك في الحياة الدّنيا، تتنكّر لك ولا تجد أحدا ينقذك. عندها يأتيك الفرج ممّن هو أرحم بك من أمّك، فيقول هذا جزاء صبرك يوم كذا، وما أعظمها من مفاجأة!إنّها الجائزة الكبرى، والفوز الأعظم، فتأخذ كتابك بيمينك وتنطلق إلى أهلك فرحا مسرورا، تقول: هاؤم اقرؤوا كتابيه، ويتمنّى الجميع لو كانوا مكانك، وتتمنّى أنت لو ابتليت بأكبر من هذا، ويستقبلك نبيّك (صلّى الله عليه وسلّم) مرحّبا بك عند الحوض، يفرح بأبناء أمّته، فتغمس في الجنّة غمسة تقول حينها: ما رأيت بؤسا قطّ، وترفع مع النّبيين والصّديقين والشّهداء والصّالحين، مع الأبرار في علّيين، مع الّذين لا يحزنهم الفزع الأكبر، مع الّذين تتلقّاهم الملائكة، هذا يومكم الّذي كنتم توعدون، وتخلد في نعيم لا يزول، مرتاح البال، سعادة دائمة، لا همّ ولا غمّ، لا دموع ولا ألم، لا شماتة ولا أعداء، لا حزن ولا بؤس، راحة لا شقاء بعدها، شباب لا تهرم بعده، صحّة لا مرض بعدها، إنّها جنّة الخلد، حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وتستدعى لتشهد ضدّ الكافر الّذي تستهويك حضارته ويغريك جمال بناته اليوم، وقد اسودّت وجوههم، فيقول: يا ليتني كنت ترابا، ويخلد في النّار مهانا.
البلاء واقع لا محالة، وما أصابك لم يكن ليخطئك، فإن صبرت نلت رضا ربّك وفزت، وإن جزعت نلت سخطه وخسرت، فهل مازلت غاضبا ممّا أصابك؟؟؟
قل الحمد لله إذن وابتسم...
واصبر فإنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب
قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
وقال تعالى( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته