الزمن : أعقد المفاهيم

الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.

dahmene4algeria

:: عضو فعّال ::
أحباب اللمة
إنضم
28 نوفمبر 2007
المشاركات
2,136
نقاط التفاعل
10
نقاط الجوائز
457
لقد تكلم الكثيرون عن الزمن , وقيل الكثير من التفسيرات له ولكن لا زال مفهوم الزمن فيه الكثير من الالتباس لأن هناك الكثير من التفسيرات والتعريفات له , وهذه بعضها :
- الزمن هو أكثر أمور الحياة تعقيداً .
- الزمن تصّور ينشأ لدى الإنسان من ملاحظته للتغيّرات في الأشياء سواء كانت حركيّة أو كيفية
- ربما يكون مصطلح الزمن الأعصى على التعريف ، فالزمن أمر نحس به أو نقيسه أو نقوم بتخمينه ، و هو يختلف باختلاف وجهة النظر التي ننظر بها بحيث يمكننا الحديث عن زمن نفسي أو زمن فيزيائي أو زمن تخيلي .
لكن يمكننا حصر الزمن مبدئيا بالإحساس الجماعي للناس كافة على توالي الأحداث بشكل لا رجوع فيه ، هذا التوالي الذي يتجلى أكثر ما يتجلى بتوالي الليل و النهار و تعاقب الأيام فرض على الناس تخيل الزمن بشكل نهر جار باتجاه محدد لا عودة فيه .
- إن الزمن من الأمور التي شغلت تفكير الإنسان وحاول تفسيره لأنه شيء غير مادي ولا ملموس ولكن الإنسان يشعر به ويستخدمه في تقدير أموره وفي تقييمها. والبحث أحيانا في بعض المفاهيم البديهية يزيدها غموضا ومنها مفهوم الزمن.
- الكلام عن الزمن بشكل عام طالما مثَّل إشكالية للجميع ، خصوصاً لعلماء الفيزياء ... فنحن حتى يومنا هذا ، لا نملك تعريفاً واضحاً وواقعياً للزمن ، مما يرجع بنا دائماً إلى نطاق الفلسفة ، وأحياناً الخيال العلمي
- في قاموس (أوكسفورد) الإنجليزي ، نجد أن الزمن هو:
" التقدم المستمر وغير المحدَّد للوجود وللأحداث في الماضي والحاضر والمستقبل كمنظومة واحدة "
- لقد اعتبر الزمن على أنه أحد المطلقات , فالفترات الزمنية الفاصلة بين حدثين مختلفين ثابت بالنسبة لكافة المراقبين ، و هذا أمر حافظ عليه نيوتن باعتباره الزمن شيئا مطلقا كونيا فتغيرات الزمن ثابتة في جميع أنحاء الكون ، و هو يجري أبدا كما هو بالنسبة لجملة فيزيائية تتحرك بانتظام أو بتسارع ، تتحرك حركة دائرية أو مستقيمة .
- وسعى الكثير من الفلاسفة القدماء لتفسير وتعريف الزمن ، وكان معظمهم يؤمن أن الزمن هو الجوهر الذي حوله تقوم الحياة.
ويقال أن أول محاولة لفلسفة الزمن جاءت على لسان (بتاح حتب) الفرعوني . و في كتاب (العهد القديم) ، نستطيع أن نستشف من كلام الملك (سليمان) أن الزمن هو "وسط لحدوث القدر الإلهي . وفي القرن الخامس قبل الميلاد ، خرج علينا الفيلسوف (هيرقليطس) بقوله أن مرور الزمن وأن المستقبل كلاهما يقع خارج نطاق التحكم الإنساني ، وأن كل شيء مصيره التغيير ، وأن كل ما هو سيكون سيكون . و قال (أنطيفون) أن الزمن ليس حقيقياً ، بل هو مجرد مبدأ أو مقياس . وقال الفيلسوف (بارمينيدس) أن الزمن عبارة عن وهم. (نيوتن) قال أن هناك زمن مطلق وزمن نسبى . و (ليبنز) قال أن الزمان والمكان يكوِّنان منظومة فكرية نصف بها العلاقة بين الأحداث . (كانط) يرى أن المكان والزمان هما صورتان أوليتان تخلعهما الحساسية على شتى المعطيات الحية التي ترد إليها من الخارج ، دون أن يكون لهما أدنى وجود واقعي في العالم الخارجي، باعتبارهم موضوعين قائمين بذاتهم , فالزمان ليس شيئاً موضوعياً واقعياً، كما أنه ليس جوهراً أو عرضاً أو رابطة ، بل هو الشرط الذاتي الذي يجعل في وسع العقل البشري أن يحقق ضرباً من التآزر بين جميع الموضوعات الحسية، وفقاً لقانون محدد . و (شوبنهاور) أكَّد أن الزمن هو حالة احتمالية التتابع والتوالي . و (إيمرسون) اعتبر الزمان هو "الحاضر" حيث الماضي والمستقبل ما هم إلا إسقاطاتنا الحالية لذكرياتنا وأمانينا.
وفي الديانات الإبراهيمية ، الزمن يتكون من قطعة مستقيمة ، تبدأ من لحظة (الخلق) وتنتهي ب (يوم القيامة) غالباً . أما في الأديان كالهندوسية والبوذية ، نجد أن الزمن دائري ، لا أول له ولا آخر.
- وأنه لا أحد في الكون يستطيع إعطاء تعريفا للزمن و لا تحديد ماهيته , والذي نستطيعه إلى يوم هو إعطاء تعريف للمدة بين نقطتين من الزمن , ونحن هنا في محاولة فهم آلية الزمن الفيزيائي و ليس النفسي، وفي الحديث عن الفيزياء ينبغي أن يكون لكل مصطلح دليله الموضوعي في الوجود.
ففي كون لا يتحرك أي جزء فيه، و لا حدث فيه، هل الزمن موجود فيه؟
إذا أجبنا بالنفي فجوابنا سيكون فلسفيا محضاً لأننا و بكل بساطة نعيش في كون متحرك.
- إن الزمن الموضوعي لدى غالبية المفكرين الآن هو زمن التفاعلات الفيزيائية والتي هي أساس كافة تفاعلات المادية . وهذه الزمن في رأي علماء الفيزياء لا يسير بشكل موحد ومتساوي , فهو تابع للحركات النسبية بين الأجسام المتحركة , وهذا لم يقبل به بعض المفكرين , مع أنه تم إثبات عدم جريان الزمن بنسبة واحدة لدى كافة الأشياء .
فقد أرسلت ساعات دقيقة جداٌ في مركبات فضائية تسير بسرعات عالية , وقد وجد اختلاف ضئيل في سير الزمن وهو بالمقدار الذي حددته قوانين أينشتاين في تقلص الأطوال والأزمان
- الإنسان يحاول دائما تحديد الزمن بربط حدثين، فهو لا يستطيع تحديد الزمن إلاّ بربط حدثين X و Y. و لكن Y يجب ربطه بحدث آخر Z وهكذا إلى أن نصل إلى حدث دوري cyclique أوّلي منه ينطلق.

 
رد: الزمن : أعقد المفاهيم

شكرا لك اخي
 
رد: الزمن : أعقد المفاهيم

بارك الله فيك اخي جزاك الله خير

مشكووووور على هذا الموضوع المميز والجميل
 
رد: الزمن : أعقد المفاهيم

شكرا لمروركما العطر
 
الحالة
مغلق ولا يسمح بالمزيد من الردود.
العودة
Top