لا تحب، سيرحلُ...

قلم روح

:: عضو منتسِب ::
إنضم
11 سبتمبر 2015
المشاركات
3
نقاط التفاعل
2
النقاط
3
INGObK2.jpg


بقلم عبدالله بلال بعلبكي...

هناك من يختار الرحيل بعيداً عنك، لأنه يظّنك قادراً على المضي في طريقك دونه. هو من أبكاك للحظة، وأضحكك للحظات. نفسه هو من سمعك يوماً، وهو ذاته من وهبك مرادفةً للثقة...

هناك من يودّعك ظناً بأن دوره قد إنتهى. هو الذي أرشدك في رحلتك، وجعلك تتخطى مصاعب الحياة... ذاته هو الشخص الذي سهّل عليك الوجع، وزرع مكان الدمعة إبتسامة أمل...

هناك من يرتّب حقائب السّفر للمغادرة، لا يفكر بك بل يتصارع بهواجس بناء مستقبله. قد فكّر أنك سعيد بما يكفي لتستمر وحيداً، ذاته من علّمك كيف تتفاءل، وكيف تتأمل بعد مرور الألم، وكيف تصبر منتظراً غداك الجميل..

نفسه من جعلك تذوب في الحب، وتتفانى في العطاء الإنساني، وهو ذاته من لفتك إشراق الغد في عينيه...

اليوم قد قرر الرحيل، لم يفهم أنه بإبتعاده سيجرّد حياتك من معانيها، وأنه حينما يربح هدفه خارجاً، ستخسر أنت بغيابه كل ما مدّك به...

ستعود مع مرور الآلام خطوات إلى الوراء. مع صلب كل وجع ستنبض دقة إشتياق له، وستطرق بذكراها بك بقوةٍ... هو الذي كان ينتشلك من حفرة اليأس...

ستضعف، وستصبح خالياً من كل إضافاته إليك، ستعود كما كنت من قبله، يائساً ومكسوراً وحزيناً، وفوق هذا كله سيطلعك على مصطلحات جديدة من العذاب، فتضحو مشتاقاً ومتألماً ومجروحاً...

لا تحب أحد، لا تتعلق بأي شخص، مهما كان نبيلاً، مهما ظهر خلوقاً، لأنه سيرحل يوماً ما، سيبهرك بجمالية ساحرة لم تدركها قط في وجودك، ثم سيسرقها، سيشلحك إياها ويرحل...

ستصبح دون هوية، ستفرّغ كافة كأس الكينونة، وستتضاعف خسارتك... هو قد يبني جسر المستقبل، أما أنت فستواجه ليلةً صعبةً كل يوم، ستفضّل بنهايتها رفع راية الإستسلام فالإنهيار فالتهدّم.

1VAaLWA.jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top