السلام عليكم
تشابكت على " وسيم " معانٍ عدّة ، لوتْ قَلْبَهُ الفتَيّ بَيْنَ أضْلعِ النار التي يلتهب فيها ، يرْتَجف رجْفَةَ الهالكِ على أمره الذي طَرأ عليه ، ماذا يفعل ؟ كيف الخلاص ؟ كيف الحل ؟ كيف سيتصرف ؟ كيف العيش دونها ؟ وكيف سيعيش إن لازمها ؟ .. تنهّد من أعماقه المحطمة تنهيدة إن سمعها الواحد منّا تخالها زئير أسد ..
إلا أن " أم وسيم " سمعتها ، حين مرّت بجانب غرفته تجر الخطى الخفيفة حاملة بين يديها أكوام القش لترصها في خزانة الملابس .. رجعت ببضع خطوات إلى الخلف وقد صنعت خطوطا مثلثة بين عينها من صوت التنهيدة ، قلب الأم يصيب الحدس .. " الفتى منهك ، إن به أمرا جلالا " هكذا قالت لقلبها الذي أعلن حالة الطوارئ ، دخلت على غرة منه فوجدته ممدا ويداه وارء رأسه سارحَ الخيال نحو السقف
ــ وسيم .. نادت والدته
لم يستجب
ــ يا وسيم
ـــ حرّك جفنه والتفت إلى والدته : نعم أمي
ــ مالكَ يا بني ؟ أراك متعبا ، مرهقا ، حالك لا تُعْجِبُ
ــ لاشيء يا أمي ، أفكر في أمرٍ مصيريٍّ مَلَكَ قَلْبي ..
تلَأْلَأتْ عيْنَا " أم وسيم " من هَوْلِ الكَلمَةِ الأخيرة ، تمتمت بين ثنايا شفَتَيْها " عَجّلْ يارب ، عجّل يارب "
قلب " أم وسيم " لايهدأ من الخفق للفرحةِ التي هطَلَتْ عَليْها ، سبحت بخيالها إلى عروس ابنها الوحيد ، وشفتاها تعبتا من الدعاء " اللهم يسر ، اللهم يسر " ، طَرَأت في عقلها فكرةٌ فأصدرَت صوتا من طقطقة أصابعها .. هرولت تجري لغرفته فوسيم آنذاك خرج لابن جارهم " أمين " ، كانت فكرتها أن تجد شيئا يخص " كنتها " أي شيء ، ربما مذكرة يكتب فيها "وسيم " أحاسسيه ، أو عنوانها يحتفظ به حتى موعد الخطبة ، ل.. آمالها كانت تعانق السحاب حتى ..... وَجَمَ وجهها ، اصفر شارِباها ، احمرت عيناها وأذناها و بلعت رقيها وقلبها كأنه خلع رداء الفرح ولبس لباس الصدمة ، حملت ذلك الشيء بين يديها حين وجدته في أَكُّمِ الوسادة ، رفعته إلى الضوء الصادر من النافذة ومقابلا لعينها لتتأكد جيدا مما تراه
- " اااااااا ... أُأُأُمِــــــ " [ بصوت مرتجف مرتعش نادم]
- "هل هذا هو الذي مَلَك قَلْبَكَ ؟" [ أم وسيم ناظرة لكيس صغير به حبات حمراء و زرقاء ]
- "................." [ وسيم عيناه في الأرض]
- " أهذا هو ما كنت تفكر فيه ، وقال مصيري قال "! [بنبرة بكاء]
- مسْتَجْمِعَا لكلِمَاتٍ وقد اغرورقت عيناه .. : "نعم هذا ما كنت أفكر فيه ، وماذا بعد ؟ ماذا حدث ؟ هل انطبقت الأرض على السماء ؟ هل قامت القيامة ؟ هل ......"
- "نعم بني، نعم أكمل أكمل، هل ماذا ؟"
- اندفع بسرعة عنيفة نحو أمه وقد خطف الكيس وظل متمسكا إياه خوفا من أن يطير...:" أمي من فضلك لستُ بحاجة لمواعظ تسردينها وكأني في مسجد أعلم عن نفسي ما يسعدها وما يحزنها فلا تتدخلي في مشاعري "
- بصدمة أكبر .." مشاعرك؟ وا حسرتاه عليكِ يا " أم وسيم " واحسرتاه، هل أصبحتَ عالما بما يسرك ويُعبسك؟ وكيف كسبتَ هذه المشاعر يا بني ؟ من هذه الحبوب الهالكة, المسلبة للإرادة، والقاتلة ؟ "
- " أماه يكفي ، يكفي... لقد منحتني هذه الحبوب شيئا وكأنه سرمدي الخيال، بل إنني أعانق الغيم والسحاب، إنها تبعدكِ عن وجع الرأس وهموم المشاكل، إنها تبسط للنفس راحة البال واسترخاء الحال"
- أم وسيم مشدوهة الفاه :" يا إلهـــي ! ، واسماه قد انتهى ، واسماه قد انتهى ، إنه جزاء تربيتي لك ، قد أخلفت الثقة ـ حطّمت الأمل الذي في قلبي ، وبِعْتَ حياتكَ التي تَوَسَمَها لك أبوك بالخير والصلاح أشّرّ بِيعَة ، فما بعدك يا " أبا وسيم " فاعلة "
- وجهت وجهها نحوه وهي ممسكة لقلبها تضربه قائلة : " ويلك يا فتى أين تقواك ؟ أين حسك لمراقبة الله لك ؟ ألا تعلم أنها تأخذك للتهلكة وهذا أمر لا نقاش فيه حــــرام ، أين تعظيمك لأمر ربك ؟ هل ضربت الدين عرض الحائط فتشبعت بسموم هذه القاذورات؟ هل .... "
- يقاطعها باندفاع أكبر :" من فضلك يا أمي ، قد كرهت المشاكل التي تجتاحنا من كل صوب بعد موت أبي ، لجأت إليها لتهدَأ أعصابي ، ويكفي ما يسمعته من مواعظ "
- دموع" أم وسيم "كالغيث تنهمر : " يا الله ، يا الله حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل " خرجت من غرفته غير مصدقةً مما لفظه ابنها من كلام ، لم تعد قادرةً على سماع المزيد،بكت بكاءً مُرّا يندى له الجبين على فرط الثقة وعظيم الأمل .. [ انتهت]
تحرك مقبض الباب مُعلنا دخول " وسيم " .. اتسعت عيناه لتملأ كل أرجاء الغرفة وبالرغم من شدة أشعة الشمس المخترقة للزجاج تبين أنها اخترقت حتى تركيبة هيكلة جسمه ضاربةً لكل قوانين الطبيعة
- " اااااااا ... أُأُأُمِــــــ " [ بصوت مرتجف مرتعش نادم]
- "هل هذا هو الذي مَلَك قَلْبَكَ ؟" [ أم وسيم ناظرة لكيس صغير به حبات حمراء و زرقاء ]
- "................." [ وسيم عيناه في الأرض]
- " أهذا هو ما كنت تفكر فيه ، وقال مصيري قال "! [بنبرة بكاء]
- مسْتَجْمِعَا لكلِمَاتٍ وقد اغرورقت عيناه .. : "نعم هذا ما كنت أفكر فيه ، وماذا بعد ؟ ماذا حدث ؟ هل انطبقت الأرض على السماء ؟ هل قامت القيامة ؟ هل ......"
- "نعم بني، نعم أكمل أكمل، هل ماذا ؟"
- اندفع بسرعة عنيفة نحو أمه وقد خطف الكيس وظل متمسكا إياه خوفا من أن يطير...:" أمي من فضلك لستُ بحاجة لمواعظ تسردينها وكأني في مسجد أعلم عن نفسي ما يسعدها وما يحزنها فلا تتدخلي في مشاعري "
- بصدمة أكبر .." مشاعرك؟ وا حسرتاه عليكِ يا " أم وسيم " واحسرتاه، هل أصبحتَ عالما بما يسرك ويُعبسك؟ وكيف كسبتَ هذه المشاعر يا بني ؟ من هذه الحبوب الهالكة, المسلبة للإرادة، والقاتلة ؟ "
- " أماه يكفي ، يكفي... لقد منحتني هذه الحبوب شيئا وكأنه سرمدي الخيال، بل إنني أعانق الغيم والسحاب، إنها تبعدكِ عن وجع الرأس وهموم المشاكل، إنها تبسط للنفس راحة البال واسترخاء الحال"
- أم وسيم مشدوهة الفاه :" يا إلهـــي ! ، واسماه قد انتهى ، واسماه قد انتهى ، إنه جزاء تربيتي لك ، قد أخلفت الثقة ـ حطّمت الأمل الذي في قلبي ، وبِعْتَ حياتكَ التي تَوَسَمَها لك أبوك بالخير والصلاح أشّرّ بِيعَة ، فما بعدك يا " أبا وسيم " فاعلة "
- وجهت وجهها نحوه وهي ممسكة لقلبها تضربه قائلة : " ويلك يا فتى أين تقواك ؟ أين حسك لمراقبة الله لك ؟ ألا تعلم أنها تأخذك للتهلكة وهذا أمر لا نقاش فيه حــــرام ، أين تعظيمك لأمر ربك ؟ هل ضربت الدين عرض الحائط فتشبعت بسموم هذه القاذورات؟ هل .... "
- يقاطعها باندفاع أكبر :" من فضلك يا أمي ، قد كرهت المشاكل التي تجتاحنا من كل صوب بعد موت أبي ، لجأت إليها لتهدَأ أعصابي ، ويكفي ما يسمعته من مواعظ "
- دموع" أم وسيم "كالغيث تنهمر : " يا الله ، يا الله حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل " خرجت من غرفته غير مصدقةً مما لفظه ابنها من كلام ، لم تعد قادرةً على سماع المزيد،بكت بكاءً مُرّا يندى له الجبين على فرط الثقة وعظيم الأمل .. [ انتهت]
آخر تعديل بواسطة المشرف: