بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح النية في شعيرة الأضحية.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أمابعد:
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل .
وذبح الأضحية هو تأدية لشعيرة من شعائر الله قال تعالي ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ) الحج 36 ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32 2- وهي إحياء لسنة نبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وازكي التسليم وهي مشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم ، وإجماع المسلمين.
قال الشيخ محمد العيد آل خليفة رحمه الله تعالى :
تقريب القرابين وذبح الذبائح لله عز وجل شعيرة من الشعائر القديمة وعبادة من العبادات الأولى التي عرفها الإنسان منذ عرف الدين، لهذالم تخل منها شريعة من الشرائع الإلهية في وقت من الأوقات، وقارئ القرآن يدرك قدم هذه العبادة من قوله عز وجل: {واتل عليهم نبأ ابني ءادم بالحق إذ قربا قربانا ...}، ويدر شيوعها وذيوعها في الأمم الماضية من قوله عز وجل: {ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.[ مجلة البصائر مقال الأضحية العيد آل خليفة ]
ومما يؤسف عليه أن بعض الناس لا يستحضرون النية عند شراء الأضحية ، فتختلف نياتهم وقد تفسد أو تبطل ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم
فالأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات ، و النية لابد أن تصحح في جميع العبادات ومنها عبادة الذبح والنحر .
قال بن السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الأية : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
ومن هذه الأخطاء التي لابد أن تصحح:
أولا : قولوهم إن سعر الأضحية غالي وقد خسرت فيها كذا وكذا ، ويقول كبش العيد كلفنا الكثير وافرغ لنا الجيوب ، ويبدأ في التذمر والتسخط ، ولم يعلم أن هذه الأضحية هي لله ، فلو كانت لغيره كضيف أو صديق أو زواج أو من له شأن من الناس كالأمير وغيره لتكلف فيها الكثير و بذل فيها الغالي والنفيس ، وفرح بذلك من أجل تحقيق مصلحة دنيوية ،و لم يدري المسكين أن الله غني عن العالمين ، بل هذه الأضحية هي لزيادة إيمانه وتقواه ودخول الجنة برحمة مولاه، قال تعالى: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين } .[ سورة الحج الآية 11 ].
يقول الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسير فتح القدير: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها أي لن يصعد إليه ولا يبلغ رضاه ولا يقع موقع القبول منه لحوم هذه الإبل التي تتصدقون بها ولا دماؤها التي تنصب عند نحرها من حيث إنها لحوم ودماء ولكن يناله أي يبلغ إليه تقوى قلوبكم ، ويصل إليه إخلاصكم له وإرادتكم بذلك وجهه ، فإن ذلك هو الذي يقبله الله ويجازي عليه .إهـ
ثانيا : يقولون نريد أن نفرح بها الأولاد والعيال ، وكيف فلان يضحي وأولاده يفرحون ويمرحون بهذه الأنعام وأولادي محرومين منها، فسأشتري لهم وأفرحهم. فهذه النية كذلك لاتصح فلابد من أن تنوي أولا بها وجه الله تعالى ثم يأتي الفرح مقترنا دون إشراك ، فهم سيفرحون لا محالة ، فلينتبه للألفاظ فالأضحية تكون لله والنية محلها القلب ، فلا تقل أشتري الأضحية للأولاد ليفرحوا بها الأولاد فقط . فالله لا يقبل إلا العمل الخالص الذي لا يشرك معه غيره ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
ثالثا : يتركون شراء الأضحية خوفا من الناس ، لأن فلان اشترى أضحية كبيرة ذات قرون وأنا ليس عندي المال الكافي لشراء مثلها ، فيترك شراء أقل منها من أجل ألا يسخر منه فلان من الناس ، فالله عزوجل لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فأنت تستطيع شراء أضحية مثلا بثلاثة ألاف دينار فاشتري ، وغيرك يستطيع شراء أضحية بأكثر من ذلك لأموره الميسرة فله ذلك. بل تستطيع أن تضحي حتى بالمعز إن لم تستطع أن تشتري كبشا ، المهم تكون نيتك دائما لله خالصة قال تعالى :{ قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ الأنعام:162-161].
رابعا : شراء الأضحية للمباهات والمفاخرة على الآخرين إي رياء وسمعة ، فهذا كذلك لا ينبغي فإن الله لا يحب المتكبرين ولا أن يشرك به مثقال ذرة، وقد جاء في الحديث : عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) [صححه الألباني في صحيح الترغيب (29).] ، فالرياء ضد الإخلاص ، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله ، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس ، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس. فشراء الأضحية عمل وعبادة لا يجوز لك أن تتباها بها أو تفتخر بها على الناس وترائي بها ، ليقال فلان اشترى كبش عظيما بقرونه ويسمع به القريب والبعيد! ( نعم شيء جميل أن تختار الأضحية الكبيرة والجيدة لتعظيم شعائر الله فهذه نية طيبة) .
خامسا : الأضحية عبادة وليست عادة ، بعض الناس يعتقد أن الأضحية عادة من العادات وجد عليها الآباء والأجداد ، يذبحون وينحرون فأصبح مثلهم دون استحضار نية أنها عبادة وأنها سنة أبينا إبراهيم عليه السلام ، وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وهي من شرائع الإسلام ، فقد جاء في صحيح مسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: ( ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر و وضع رجله على صفاحهما)، فمن يعتقد أن هذه الأضحية مثلها مثل باقي الأضاحي التي تذبح للأولياء في الوعدة والزردة ، أو لعادات الناس في الحفلات والأعراس ، لابد من استحضار النية بأنها شعيرة يجب فيها الإخلاص لله تعالى وأن تكون صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
سادسا : تنبيه أن بعض الناس يشتري الأضحية أو الكبش من أجل المصارعة والتحريش بين هاته الأنعام التي لم تخلق لمثل هذا ، فتجدهم يتحلقون ويحرشون بين كبشين بتهييج بعضها على بعض حتى تسيل الدماء أو في بعض الأحيان حتى الموت ، فهذا امر منكر قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام النووي رحمه الله: يحرم التحريش بين البهائم، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم. رواه أبو داود صححه الألباني . وقال الشوكاني رحمه الله: ووجه النهى أنه إيلام للحيوانات، وإتعاب لها بدون فائدة، بل بمجرد عبث.
وهذا ملخص ماجاء في المقال :
1- الأضحية شعيرة من شعائر الله يجب فيها الإخلاص.
2 - الأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات.
3 - بعض الناس لا يستحضرون النية عند شراء الأضحية
4 – من الخطأ قولوهم إن سعر الأضحية غالي وقد خسرت فيها كذا وكذا.
5 – من الخطأ قولوهم نريد أن نفرح بها الأولاد والعيال فقط.
6 – من الخطأ ترك شراء الأضحية خوفا من الناس لصغرها أو الخوف سخريتهم.
7 – من الخطأ: شراء الأضحية للمباهات والمفاخرة على الآخرين إي رياء وسمعة.
8 – الأضحية عبادة وليست عادة.
9 – تنبه أن بعض الناس يشتري الأضحية أو الكبش من أجل المصارعة والتحريش بينها وهذا العمل حرام.
نسال الله تعالى في جميع عباداتنا الإخلاص وأن تكون على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونسال الله القبول .
كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الأحد 29 ذو القعدة 1436 هـجري
تصحيح النية في شعيرة الأضحية.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أمابعد:
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل .
وذبح الأضحية هو تأدية لشعيرة من شعائر الله قال تعالي ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ) الحج 36 ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32 2- وهي إحياء لسنة نبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وازكي التسليم وهي مشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم ، وإجماع المسلمين.
قال الشيخ محمد العيد آل خليفة رحمه الله تعالى :
تقريب القرابين وذبح الذبائح لله عز وجل شعيرة من الشعائر القديمة وعبادة من العبادات الأولى التي عرفها الإنسان منذ عرف الدين، لهذالم تخل منها شريعة من الشرائع الإلهية في وقت من الأوقات، وقارئ القرآن يدرك قدم هذه العبادة من قوله عز وجل: {واتل عليهم نبأ ابني ءادم بالحق إذ قربا قربانا ...}، ويدر شيوعها وذيوعها في الأمم الماضية من قوله عز وجل: {ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}.[ مجلة البصائر مقال الأضحية العيد آل خليفة ]
ومما يؤسف عليه أن بعض الناس لا يستحضرون النية عند شراء الأضحية ، فتختلف نياتهم وقد تفسد أو تبطل ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم
فالأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات ، و النية لابد أن تصحح في جميع العبادات ومنها عبادة الذبح والنحر .
قال بن السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الأية : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.
ومن هذه الأخطاء التي لابد أن تصحح:
أولا : قولوهم إن سعر الأضحية غالي وقد خسرت فيها كذا وكذا ، ويقول كبش العيد كلفنا الكثير وافرغ لنا الجيوب ، ويبدأ في التذمر والتسخط ، ولم يعلم أن هذه الأضحية هي لله ، فلو كانت لغيره كضيف أو صديق أو زواج أو من له شأن من الناس كالأمير وغيره لتكلف فيها الكثير و بذل فيها الغالي والنفيس ، وفرح بذلك من أجل تحقيق مصلحة دنيوية ،و لم يدري المسكين أن الله غني عن العالمين ، بل هذه الأضحية هي لزيادة إيمانه وتقواه ودخول الجنة برحمة مولاه، قال تعالى: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين } .[ سورة الحج الآية 11 ].
يقول الشوكاني رحمه الله تعالى في تفسير فتح القدير: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها أي لن يصعد إليه ولا يبلغ رضاه ولا يقع موقع القبول منه لحوم هذه الإبل التي تتصدقون بها ولا دماؤها التي تنصب عند نحرها من حيث إنها لحوم ودماء ولكن يناله أي يبلغ إليه تقوى قلوبكم ، ويصل إليه إخلاصكم له وإرادتكم بذلك وجهه ، فإن ذلك هو الذي يقبله الله ويجازي عليه .إهـ
ثانيا : يقولون نريد أن نفرح بها الأولاد والعيال ، وكيف فلان يضحي وأولاده يفرحون ويمرحون بهذه الأنعام وأولادي محرومين منها، فسأشتري لهم وأفرحهم. فهذه النية كذلك لاتصح فلابد من أن تنوي أولا بها وجه الله تعالى ثم يأتي الفرح مقترنا دون إشراك ، فهم سيفرحون لا محالة ، فلينتبه للألفاظ فالأضحية تكون لله والنية محلها القلب ، فلا تقل أشتري الأضحية للأولاد ليفرحوا بها الأولاد فقط . فالله لا يقبل إلا العمل الخالص الذي لا يشرك معه غيره ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.
ثالثا : يتركون شراء الأضحية خوفا من الناس ، لأن فلان اشترى أضحية كبيرة ذات قرون وأنا ليس عندي المال الكافي لشراء مثلها ، فيترك شراء أقل منها من أجل ألا يسخر منه فلان من الناس ، فالله عزوجل لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فأنت تستطيع شراء أضحية مثلا بثلاثة ألاف دينار فاشتري ، وغيرك يستطيع شراء أضحية بأكثر من ذلك لأموره الميسرة فله ذلك. بل تستطيع أن تضحي حتى بالمعز إن لم تستطع أن تشتري كبشا ، المهم تكون نيتك دائما لله خالصة قال تعالى :{ قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [ الأنعام:162-161].
رابعا : شراء الأضحية للمباهات والمفاخرة على الآخرين إي رياء وسمعة ، فهذا كذلك لا ينبغي فإن الله لا يحب المتكبرين ولا أن يشرك به مثقال ذرة، وقد جاء في الحديث : عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: ((الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) [صححه الألباني في صحيح الترغيب (29).] ، فالرياء ضد الإخلاص ، والإخلاص: أن تقصد بعملك وجه الله ، أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس ، والسمعة مشتقة من السمع وهو: أن يعمل العمل ليسمعه الناس. فشراء الأضحية عمل وعبادة لا يجوز لك أن تتباها بها أو تفتخر بها على الناس وترائي بها ، ليقال فلان اشترى كبش عظيما بقرونه ويسمع به القريب والبعيد! ( نعم شيء جميل أن تختار الأضحية الكبيرة والجيدة لتعظيم شعائر الله فهذه نية طيبة) .
خامسا : الأضحية عبادة وليست عادة ، بعض الناس يعتقد أن الأضحية عادة من العادات وجد عليها الآباء والأجداد ، يذبحون وينحرون فأصبح مثلهم دون استحضار نية أنها عبادة وأنها سنة أبينا إبراهيم عليه السلام ، وفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وهي من شرائع الإسلام ، فقد جاء في صحيح مسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: ( ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر و وضع رجله على صفاحهما)، فمن يعتقد أن هذه الأضحية مثلها مثل باقي الأضاحي التي تذبح للأولياء في الوعدة والزردة ، أو لعادات الناس في الحفلات والأعراس ، لابد من استحضار النية بأنها شعيرة يجب فيها الإخلاص لله تعالى وأن تكون صوابا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
سادسا : تنبيه أن بعض الناس يشتري الأضحية أو الكبش من أجل المصارعة والتحريش بين هاته الأنعام التي لم تخلق لمثل هذا ، فتجدهم يتحلقون ويحرشون بين كبشين بتهييج بعضها على بعض حتى تسيل الدماء أو في بعض الأحيان حتى الموت ، فهذا امر منكر قد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام النووي رحمه الله: يحرم التحريش بين البهائم، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم. رواه أبو داود صححه الألباني . وقال الشوكاني رحمه الله: ووجه النهى أنه إيلام للحيوانات، وإتعاب لها بدون فائدة، بل بمجرد عبث.
وهذا ملخص ماجاء في المقال :
1- الأضحية شعيرة من شعائر الله يجب فيها الإخلاص.
2 - الأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات.
3 - بعض الناس لا يستحضرون النية عند شراء الأضحية
4 – من الخطأ قولوهم إن سعر الأضحية غالي وقد خسرت فيها كذا وكذا.
5 – من الخطأ قولوهم نريد أن نفرح بها الأولاد والعيال فقط.
6 – من الخطأ ترك شراء الأضحية خوفا من الناس لصغرها أو الخوف سخريتهم.
7 – من الخطأ: شراء الأضحية للمباهات والمفاخرة على الآخرين إي رياء وسمعة.
8 – الأضحية عبادة وليست عادة.
9 – تنبه أن بعض الناس يشتري الأضحية أو الكبش من أجل المصارعة والتحريش بينها وهذا العمل حرام.
نسال الله تعالى في جميع عباداتنا الإخلاص وأن تكون على هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونسال الله القبول .
كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الأحد 29 ذو القعدة 1436 هـجري