- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
محمّد الهادي الحسني
2015/09/14
جاء في* القرآن الكريم على لسان سيدتنا مريم والدة سيدنا عيسى* - عليهما السلام - قولها: يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا". وقد قالتها لما ابتلاها ربها* - عز وجل* - بما ابتلاها به،* حيث قضى أن تلد من* غير أن* يمسسها بشر*.. دليلا على القدرة الإلهية المطلقة*.. التي* لا* يعجزها شيء في* الأرض ولا في* السماء*.
لقد ترتب على هذا الخلق العجيب أن اتهم اليهود تلك الطاهرة العذراء ببهتان كبير،* وقالوا لها*: "لقد جئت شيئا فريّا*"،* وقد أجرى الله* - عز وجل*- معجزة أخرى* يبرئ بها أمته الصالحة،* وهي* إنطاقه ذلك الصبيّ* في* المهدد*. فبهت الذين كفروا*..
هذه الجملة "يا ليتني متّ قبل هذا.." رحت أرددها سرّا وعلانية،* لا لجريرة اقترفتها،* ولا لكبيرة اجترجتها* - عياذا بالله-؛ ولكن من حرج ضيّق صدري* كأني* أصّعّد في* السماء؛ لما قرأت ما نسب إلى المستشارة الألمانية،* إنجيلا ميركل،* من قول تعليقا على* "الهجرة نحو الشمال*" بتعبير الأديب السوداني* الطيب صالح،* غفر الله له*.
إن هؤلاء الفارين إلى أوروبا قبل أن* يكونوا مسلمين أو عربا* - هم أناس كالناس،* من حقهم على أمثالهم مدّهم بما* يسد جوعتهم،* ويروي* ظمأهم،* ويؤمن روعتهم*.
قالت إنجيلا ميركل* - التي* هي* أشرف من كثير من المسلمين بمن فيهم أصنامهم - الحكام-، "غدا سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا، وكانت مكة أقرب إليهم منا، غدا سنخبر أن رحلة اللاجئين السوريين إلى بلادنا كانت كهجرة المسلمين إلى الحبشة، حيث كان حاكم نصراني لا يظلم عنده أحد*. (الشروق* 6* */* 9* */* 2015*. ص15*).
إنني* أحسست بما قالته ميركل كأن طعنة نجلاء أصابت كبدي،* وأنزلت* غضبي* على كل قادر من المسلمين قصّر في* حق إخوانه،* خاصة أولئك الحكام* "الأصنام*" الذين قال فيهم الشاعر*:
أمتي* كم صنم مجدتِه* لم* يك* يحمل طهر الصنم
رغم كل ما* يقال فإنني* أشكرك أيتها السيدة نيابة عن الشرفاء من المسلمين الذين قبضوا قبضة من أثر* "الرحمة المهداة*"،* الذي* لرحمته بشّر بغيا بدخول الجنة،* لأنها رحمت كلبا فسقته*..
أشكرك* - أيتها السيدة* - على ما قمت به نحو هؤلاء* "المعذبين في* الأرض*"،* ولكن هذا الشكر لا* يمنعني* من التصريح بأن كثيرا مما نحن فيه هو بسبب السياسة الأوروبية* - ومنها مؤتمر برلين*- الذي* لا تزال آثاره إلى اليوم*.
إذا كنت* - أيتها السيدة* - قد أمددت بعض اللاجئين ببعض* "الأروات"؛ فلا تنسي* أن الصهاينة* يتقبلون في* النضرة والنعيم من أموال الشعب الألماني،* بعدما اقتلعوا الفلسطينيين من أرضهم وأخرجوهم من ديارهم بمساعدة الدول الغربية*.. وإذا كانت ألمانيا قد أجرمت في* حق اليهود،* فما هو ذنب الفلسطينيين حتى* يدفعوا ثمن إجرامكم؟ إن تقديرنا* - أيتها السيدة* - لما قمت به نحو بعض هولاء الفارين لا* يمنعنا من تحميل بلادك نصيبا مما* يعانيه أولئك* "البؤساء*".. وفي* مقدمتهم أهل* غزة،* الذين لم* يبق لهم إلا الهواء*..