رؤوف بن الجودي
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 27 سبتمبر 2015
- المشاركات
- 14
- نقاط التفاعل
- 26
- النقاط
- 3
من هو المثفف؟
وصلنا إلى مرحلة، يجب أن نغربل فيها المصطلحات التي التصق فيها الواحد بالآخر، فمثلا مصطلح المثقف الذي يصور المتعلم تارة، والقارئ المتطلع على الثقافات واللغات الأجنبية تارة أخرى .. في حين أن المثقف عند العالم أجمع (عدا البلاد التي تذيع فيها فوضى الأدب) هو ذلك الفرد الذي تشبع بثقافة أمته (الثقافة خاصة بأمة وليس ببلد فانتبهوا) وعرف الأركان التي تستند عليها لتحافظ على هويتها ضد المحاولات الصفيقة في محوها واستبدالها بثقافة الغالب!
وسواء كانت على علم بما يدور خارج حيز أمته أو جاهلا به، فهذا لا يؤثر في كونه مثقفا ... فكيف نستجيز لمن حفظ اللغة الفرنيية وحذق آدابها، وذاب في ثقافتها، والتحف بتقاليدها، فأصبح لا يميزه عن الفرنسي صليبة إلا هذه السحنة التي لا مفر من تغييرها (وإن قدر لفعل!)، بعد كل هذا المسخ الحاصل يأتي البلاد المسلمة فيدعي على مسمع ومرأى الملايين من الناس أنه مثقف ورب الكعبة !
عن أي ثقافة يتكلم، وأي رب يحلف به، وأي كعبة يقصد؟!
تغدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الضاري
صدق النابغة، وكذبت كلُّ حِرباءٍ سابغ جلده بالأبيض، والأزرق والأحمر. أين هذا الأفاك من مولود فرعون الذي لما شعر أن الاستعمار استملح كتاباته بالفرنسية التي شرف بها الأدب فرنسي، قال: «كتبت بالفرنسية لأقول للفرنسيين أنني لست فرنسي».
أنا أخجل أن أنتمي لبيت ؛أزعم اعتزازي بالانتماء إليه؛ لا أفقه تفاصيله: من يسكنه، طريقة التواصل داخله، طبيعة الساكنيه (أي: الذين يسكنوه، وهذا أسلوب عربي أصيل)، لكن لا تعجب إذا قلت لك أن من هؤلاء المستغربين من إذا جهلا بما يدور في البلد، ازداد جرأة وصفاقة، فيتكلم وكأنه فيه ومنه، يشعر بما يشعر أهلوه، ويحس بما يحسون ويقاسمهم النعمة والنقمة التي تحل بديارهم ..
وهل سأجد كلاما يعبر عما أريد خيرا من قول الشاعر:
مثل الضفادع نقاقون وحدهم إذا خلوا، وإذا أتيتهم خرص
والله وكيلهم ..
بقلم: رؤوف بن الجودي
وصلنا إلى مرحلة، يجب أن نغربل فيها المصطلحات التي التصق فيها الواحد بالآخر، فمثلا مصطلح المثقف الذي يصور المتعلم تارة، والقارئ المتطلع على الثقافات واللغات الأجنبية تارة أخرى .. في حين أن المثقف عند العالم أجمع (عدا البلاد التي تذيع فيها فوضى الأدب) هو ذلك الفرد الذي تشبع بثقافة أمته (الثقافة خاصة بأمة وليس ببلد فانتبهوا) وعرف الأركان التي تستند عليها لتحافظ على هويتها ضد المحاولات الصفيقة في محوها واستبدالها بثقافة الغالب!
وسواء كانت على علم بما يدور خارج حيز أمته أو جاهلا به، فهذا لا يؤثر في كونه مثقفا ... فكيف نستجيز لمن حفظ اللغة الفرنيية وحذق آدابها، وذاب في ثقافتها، والتحف بتقاليدها، فأصبح لا يميزه عن الفرنسي صليبة إلا هذه السحنة التي لا مفر من تغييرها (وإن قدر لفعل!)، بعد كل هذا المسخ الحاصل يأتي البلاد المسلمة فيدعي على مسمع ومرأى الملايين من الناس أنه مثقف ورب الكعبة !
عن أي ثقافة يتكلم، وأي رب يحلف به، وأي كعبة يقصد؟!
تغدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الضاري
صدق النابغة، وكذبت كلُّ حِرباءٍ سابغ جلده بالأبيض، والأزرق والأحمر. أين هذا الأفاك من مولود فرعون الذي لما شعر أن الاستعمار استملح كتاباته بالفرنسية التي شرف بها الأدب فرنسي، قال: «كتبت بالفرنسية لأقول للفرنسيين أنني لست فرنسي».
أنا أخجل أن أنتمي لبيت ؛أزعم اعتزازي بالانتماء إليه؛ لا أفقه تفاصيله: من يسكنه، طريقة التواصل داخله، طبيعة الساكنيه (أي: الذين يسكنوه، وهذا أسلوب عربي أصيل)، لكن لا تعجب إذا قلت لك أن من هؤلاء المستغربين من إذا جهلا بما يدور في البلد، ازداد جرأة وصفاقة، فيتكلم وكأنه فيه ومنه، يشعر بما يشعر أهلوه، ويحس بما يحسون ويقاسمهم النعمة والنقمة التي تحل بديارهم ..
وهل سأجد كلاما يعبر عما أريد خيرا من قول الشاعر:
مثل الضفادع نقاقون وحدهم إذا خلوا، وإذا أتيتهم خرص
والله وكيلهم ..
بقلم: رؤوف بن الجودي