غَيثٌ وصَفْوَة
ٌ
سجن تقبع فيه ، أراهــاَ لا تتنفس هواءً نظيفا ، بل إن الحياة دونه كذبةٌ تختلقها لنفسهـا فقط لتقنع نفسها بعدم الهروب .. بعدم الخروج عن تيار الاعتقاد فلا يجتاحهـا هطلات الأسئلة ولا وابل الألسنة .. الحياة دونه حفرة تكاد حاوشيها أن تنهار من الحفر العشوائي ، إن الحياة دونه آخر شعرة يحافظ عليها الأصلع أملا في أن لديه على الأكثر شعرة تكفيه .. الحياة دونه كباب فقد مسماريْن وتعلق بمسمار واحدٍ يتأرجحُ إذا ما اغْتاله الريحُ ويكاد ينْفصل عن الحائط ويتمنى أن لا يبْقى بهذا التعليق .. !! بل إن الحياة دونه ورقٌ بالٍ يحتفظ به صاحبه حفاظًا على تلفه أو ضياعه وما أن يجد الماء يحيط به ويغمر أوراقه البالية بعدما اكتنزها بماء عينه وعرق جبيه وأعصاب يده أضاف لها الأوردة التي تجري في عقله ليفقد بعدها طعم الحياة ..
نعم بعد كل هذا فقدتْ طعم الحياة بعدما عاشتْ دونه !! عاشتْ وأتأمل رجوع تلك الأيام تلك الثواني تلك اللحظات بل وتلك النَّانُوات التي تتَنفسها وهِي محاطة بذلك الجو ، فأه على من قال فقد صدق : إذا هبت رياحك فاغتنمها .. اغتنمها .. اغتنمها .. فهيا يا رياحهـا هُبي فإن لهــا اشتياقا له .. هيا يا رياحهــا اسحبيها لهواء العلم مع [ رفيقـــآت جنة ] فان اشتياقها بلغ منتهاه وغيث دموعها أصبح نهارآ وصفوة التهمت مشاعرها
اللهم ردنا إليك ردا جميلا يارب ..
بقلمي [ عفة ]