رؤوف بن الجودي
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 27 سبتمبر 2015
- المشاركات
- 14
- نقاط التفاعل
- 26
- النقاط
- 3
هل كان نقدا أم إصلاحا؟
بينما أنا جالسٌ أمامَ أم حاتم نشاهِدُ التلفاز، حتَّى وقعَ اختيارُنا على إحدى القنوات التي تُمثِّلُ المُعارضة الإعلامية في بلادِنا، فأبقيتُ -على مضضٍ- على القناة لأنظرَ ما قصَّتُها، وما الجديد الذي تأتي به، فهاهي حصَّةٌ تجمعُ (Les bras cassés) الذين يتكلمون من وراء حِجاب، يشتمون رموزًا في الدولة بما يستحقون وبما لا يستحقون.. يُدبِّجونَ مداخلات هي أقربُ للسِباب من النقد، دونَ بينة ولا حُجَّة، وسط صخب وعُياط يحسبونَهُ جُرأةً !
فهلَّا أوقفنا هذه المهزلات التي يقعُ فيها -عمدا أو سهوا- بعض من ينتسبون للحقل الإعلامي، لأنَّ هذه الطريقة لن تؤتي أكلا، ولن تسوقنا إلى برِّ أمان، إنَّما هو ذرٌّ للرماد في العُيون، وتأجيجٌ لنار الفتنة التي ما صدقنا أنَّها خمدت ...
قد يقول قائل: أراك تُدافع عن الفساد والمُفسدين، وتبرِّرُ ما يصنع بعضُ الأشرار في البلاد والعباد.. !
فأقول ردًّا على هذا الكلام، أنَّ من ينقد النقد اللاذع الأشبه بالشتم مُتطرف، وأنَّ من يتستَّر على أفعال الشرّ والفساد هو مُتطرِّفٌ أيضا، أمَّا ما ندعو لهو من خلال المقال ومن خلال كلِّ ما نكتُبُ هو العتدال بين الطائفتين، فلا تهويلٌ ولا تميُّعٌ، وهذا هو الوسطية التي ترتكزُ على الحكمة والنظر.
فما أحوجنا في هذا الوقتِ بالذاتِ إلى ثلَّة من المُثقَّفين (من شتى الشرائح الفاعلة في المُجتمع)، يعملون على إنجاحٍ فكرةٍ واحدة هي إزدهار البلاد، يسيرون نحو هذا الهدف السامي، وفي أيديهم معاول الإصلاح وفي قلوبهم نور اليقين بأنَّ كلُّ ما هو آتٍ قريبٌ، وأنَّ «يدَ الله مع الجماعة».. ما أحوجنا إلى معلمين يبذلون الجهد وفوق الجهد كيف يتخرج من تحتِ أيديهم جيلٌ من الطلبة، يصنعونَ مُستقبل الوطن بهمَّة عالية، تستند على الإيمان والعلم والتجربة... ما أحوجنا إلى قضاةٍ ينطلقون من الخوف من الله، لا يخونو ضمائرهم، يحكمون بالعدل والقسطاس، ليمشي الرجل من صنعاء إلى الرباط لا يخشى إلَّا الله .. ما أحوجنا إلى أيادٍ عاملة تضعُ اللبنة فوق اللبنة، بدقةٍ وإحكام، ليشيِّدَ صرحًا تشهدُ له التاريخ ..