أيمكن فعلا للأسبيرين أن يمكّن من تجنب انتكاس سرطان الثدي؟ على ما يبدو, هذا ما أوضحته الأشغال التي أجرتها " وحدة الأبحاث السرطانية " بمدينة كنساس سيتي الأمريكية على بعض الفئران. هذا المضاد للالتهابات اللاستيرويدي فعّال ضد الخلايا المتبقية التي تنجو من العلاج الكيمائي والإشعاعي لتدخل في مرحلة كمون وتستيقظ بعد 5 أو 10 سنوات ليعود السرطان من جديد.
استعمل الباحثون مستنبتات خلايا سرطان الثدي، تمّ إخضاع نصف هذه الخلايا في المختبر لجرعات متفاوتة من الأسبيرين (تحديدا للعنصر النشط منه) فلاحظوا ارتفاع مهم في معدل وفياتها، أما الخلايا التي نجت فقد فقدت قدرتها على النمو كما لو أن الأسبيرين تسبب في فقدان قدرتها على التجدد الذاتي.
للتأكد من صحة الأمر قام الباحثون من كنساس سيتي بإجراء التجربة على 20 فأرا. تلقت نصف هذه الفئران جرعات صغيرة من الأسبيرين لمدة 15 يوماً، عند انتهاء هذه الفترة التجريبية قام الباحثون بتقييم الأورام فلاحظوا أن حجمها انخفض بنسبة 47% عند الفئران التي تلقت الأسبيرين. لم تتوقف التجربة عند هذا الحد إذ أراد الباحثون اختبار قدرة الأسبيرين الوقائية فأخضعوا فريقاً ثالثاً من الفئران لجرعات من الأسبيرين لمدة 10 أيام قبل أن يُعرّضوا لخلايا سرطانية فلاحظوا أن أورامهم كانت ضعيفة النمو مقارنة بالأورام الأخرى.
على ضوء هذه الاكتشافات نصح الدكتور " بنرجي " الذي قاد هذه الدراسة مرضى السرطان بتناول الأسبيرين بعد جلسات العلاج الكيمائي أو العلاج الإشعاعي لكن دون الإفراط في ذلك إذ أن الأسبيرين ليس بدواءٍ معجزة كما أنه يمكنه التسبب في ظهور بعض الأعراض الجانبية مهمة كألآم في البطن ونزف وتقيؤات.
غير انه وحسب التجارب السابقة اتبت فعاليته في المساعدة على القضاء على الخلايا السرطانية.