اهمية الزمن

ابو عمر البلدي

:: عضو مُشارك ::
إنضم
15 أكتوبر 2015
المشاركات
323
نقاط التفاعل
385
النقاط
13
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . اما بعد روى البخارى في صحيحه أن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ ) وهذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وهو في غاية الوضوح، حيث يرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الفراغ مغنم ومكسب، ولكن لا يعرف قدر هذه الغنيمة إلا من عرف غايته في الوجود، وأحسن التعامل مع الوقت والاستفادة منه.
ولعل مما يحفز على ضرورة الاستفادة من الوقت حرص الفرد أن يكون من القلة التي عناها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه السابق، فظاهر الحديث أن الذين يستفيدون من الوقت هم القلة من الناس، وإلا فالكثير منهم مغبون وخاسر لهذه النعمة بسبب تفريطه في وقته وإضاعته له في غير فائدة، وعدم استغلاله الاستغلال الأمثل.
وقد يكون الإنسان صحيحًا في بدنه ولا يكون متفرغًا، لانشغاله بمعاشه.. وقد يكون مستغنيًا ولا يكون صحيحًا.. فإذا اجتمعا -الصحة والفراغ- وغلب عليه الكسل عن طاعة الله فهو المغبون، أما إن وفق إلى طاعة الله فهو المغبوط .
وفي هذا السياق يقول العلامة ابن الجوزي رحمه الله ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة.
ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: " نية المؤمن خير من عمله " .
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات. فنقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلاً قال له: كلمني، فقال له: أمسك الشمس.
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني دعني، فإني في وردي السادس.
ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له.
فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان - وإن بالغ في الجد - بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته.
فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفاً، وغرس غرساً، وأجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له. أو أن يصنف كتاباً من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد.
وأن يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به.
فلذلك الذي لم يمت.
قد مات قوم وهم في الناس أحياء. انتهى
نسال الله العلي القدير ان يعييننا على ذكره وشكره وطاعته وحسن عبادته
 
رد: اهمية الزمن

أهمية الزمن
قال ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر: «ينبغي للإنسان ان يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة.

ويقدم الافضل فالافضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: «نية المؤمن خير من عمله».

وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات. فنقل عن عامر بن عبد قيس ان رجلاً قال له: كلمني، فقال له: امسك الشمس.

وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن ابي، فقال: يابني دعني، فإني في وردي السادس.

ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له.

فقال: الآن تطوى صحيفتي.

فإذا علم الانسان - وان بالغ في الجد - بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له اجره بعد موته.

فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفاً، وغرس غرساً، واجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الاجر له. او ان يصنف كتاباً من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد.

وان يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به.

فلذلك الذي قد مات قوم وهم في الناس أحياء».

لم يمت.
 
العودة
Top