بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام

اريج المحبة

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
5 أكتوبر 2015
المشاركات
1,698
نقاط التفاعل
2,895
النقاط
71
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
****************
بدائع الفوائد
من تفسير سورة يوسف عليه السلام
****************
نقلا من التفسير العظيم
تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن
للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين
****************
تفسير سورة يوسف بن يعقوب
عليهما الصلاة والسلام
وهي مكية
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ *
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ *

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }

{ 1 - 3 }


يخبر تعالى أن آيات القرآن هي

{ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }

أي: البين الواضحة ألفاظه ومعانيه.

ومن بيانه وإيضاحه:

أنه أنزله باللسان العربي،

أشرف الألسنة، وأبينها،

[المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة ]

وكل هذا الإيضاح والتبيين

{ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

أي: لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه، وأوامره ونواهيه.

فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم واتصفت قلوبكم بمعرفتها،

أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه،

و { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }

أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية،

على أذهانكم،.

فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }
وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها،

{ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ }
أي: بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك،
وفضلناك به على سائر الأنبياء،
وذاك محض منَّة من الله وإحسان.

{ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ }
أي:ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان
قبل أن يوحي الله إليك،
ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا.


[/CENTER][/FONT][/SIZE]
 
رد: بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام

ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص،
وأنها أحسن القصص على الإطلاق،
فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن،
ذكر قصه يوسف، وأبيه وإخوته،

القصة العجيبة الحسنة فقال:
{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ
يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ*

قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ *

وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ
وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ
وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ

كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

{ 4 - 6 }

واعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله
أحسن القصص في هذا الكتاب،
ثم ذكر هذه القصة وبسطها،
وذكر ما جرى فيها،

فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة،
فمن أراد أن يكملها أو يحسنها
بما يذكر في الإسرائيليات
التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب،

فهو مستدرك على الله،
ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص،
وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحا،
فإن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير،

من الأكاذيب والأمور الشنيعة
المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير.

فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصه،
ويدع ما سوى ذلك
مما ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم ينقل.

فقوله تعالى: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ }

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام:

{ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا

وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }

فكانت هذه الرؤيا مقدمة
لما وصل إليه يوسف عليه السلام
من الارتفاع في الدنيا والآخرة.

وهكذا إذا أراد الله أمرا من الأمور العظام
قدَّم بين يديه مقدمة،
توطئة له، وتسهيلا لأمره،
واستعدادا لما يرد على العبد من المشاق،
لطفا بعبده، وإحسانا إليه،

فأوَّلها يعقوب بأن الشمس: أمه،
والقمر: أبوه،
والكواكب: إخوته،

وأنه ستنتقل به الأحوال
إلى أن يصير إلى حال يخضعون له،
ويسجدون له إكراما وإعظاما،

وأن ذلك لا يكون إلا بأسباب تتقدمه من اجتباء الله له،
واصطفائه له،
وإتمام نعمته عليه بالعلم والعمل،
والتمكين في الأرض.

وأن هذه النعمة ستشمل آل يعقوب،
الذين سجدوا له وصاروا تبعا له فيها،

ولهذا قال:
{ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ }
أي: يصطفيك ويختارك بما يمنُّ به عليك
من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة،.

{ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ }
أي: من تعبير الرؤيا،
وبيان ما تئول إليه الأحاديث الصادقة،
كالكتب السماوية ونحوها،

{ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ }
في الدنيا والآخرة،
بأن يؤتيك في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة،

{ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ }
حيث أنعم الله عليهما،
بنعم عظيمة واسعة، دينية، ودنيوية.

{ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
أي: علمه محيط بالأشياء،
وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره،
فيعطي كلا ما تقتضيه حكمته وحمده،
فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها.
ولما بان تعبيرها ليوسف،

قال له أبوه:
{ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا }
أي: حسدا من عند أنفسهم،
أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم.

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
لا يفتر عنه ليلا ولا نهارا، ولا سرا ولا جهارا،
فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى،
فامتثل يوسف أمر أبيه،
ولم يخبر إخوته بذلك،
بل كتمها عنهم.
 
رد: بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام

موضوع في غاابة الروعة بارك الله فيك
 
رد: بدائع الفوائد من تفسير سورة يوسف عليه السلام

الموضوع مرة ابداع
شكرا دووووووووووووووووم
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top