ابو عمر البلدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 15 أكتوبر 2015
- المشاركات
- 323
- نقاط التفاعل
- 385
- النقاط
- 13
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد . ما جاء في الترخيص في المزاح والبسط والتنعم.
لا بأس بالمزاح ما لم يكن سفهاً، والله تعالى وعد في اللمم بالتجاوز والعفو فقال: " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " . " النجم: 32 " . وقيل: إن يحيى بن زكريا لقي عيسى عليه الصلاة والسلام فقال: مالي أراك لاهيا كأنك آمن، فقال له عيسى: ما لي أراك عابساً كأنك آيس، فقال: لا تبرح حتى ينزل علينا الوحي، فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أحسنكما ظناً بي،
ويروى أن أحبكما إلي الطلق البسام.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لجارية: خلقني خالق الخير وخلقك خالق الشر. فبكت الجارية، فقال عمر: لا بأس عليك فإن الله خالق الخير والشر،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، فمن مزحه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل، فقال يا رسول الله احملني على جمل، فقال عليه الصلاة والسلام: لا أحملك إلا على ولد الناقة، فقال يا رسول الله: إنه لا يطيقني فقال له الناس: ويحك، وهل الجمل إلا ولد الناقة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: الحقي زوجك ففي عينيه بياض، فسعت إلى زوجها مرعوبة، فقال لها: ما دهاك؟ قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي إن في عينيك بياضاً، فقال: نعم والله وسواداً،
وسئل النخعي: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون قال: نعم، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي .
ومما جاء في هذا السياق عن الأصمعي قال: ضلت لي إبل، فخرجت في طلبها، وكان البرد شديداً، فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء، وهو يرتعد من البرد وينشد:
أيارب إن البرد أصبح كالحاً ... وأنت بحالي يا إلهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي: فتعجبت من فصاحته، وقلت: يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير، فأنشد يقول:
أيطمع ربي في أن أصلي عارياً ... ويكسو غيري كسوة البرد والحر
فوالله لا صليت ما عشت عارياً ... عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة ... وإن غممت فالويل للظهر والعصر
وإن يكسني ربي قميصاً وجبة ... أصلي له مهما أعيش من العمر
قال: فأعجبني شعره وفصاحته، فنزعت قميصاً وجبة كانا علي ودفعتهما إليه، وقلت له: البسهما وقم، فاستقبل القبلة، وصلى جالساً وجعل يقول:
إليك اعتذاري من صلاتي جالسا ... على غير طهر مومياً نحو قبلتي
فمالي ببرد الماء يا رب طاقة ... ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي
ولكنني أستغفر الله شاتياً ... وأقضيكها يا رب في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكم ... بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
قال: فعجبت من فصاحته، وضحكت عليه وانصرفت.
لا بأس بالمزاح ما لم يكن سفهاً، والله تعالى وعد في اللمم بالتجاوز والعفو فقال: " الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم " . " النجم: 32 " . وقيل: إن يحيى بن زكريا لقي عيسى عليه الصلاة والسلام فقال: مالي أراك لاهيا كأنك آمن، فقال له عيسى: ما لي أراك عابساً كأنك آيس، فقال: لا تبرح حتى ينزل علينا الوحي، فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أحسنكما ظناً بي،
ويروى أن أحبكما إلي الطلق البسام.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لجارية: خلقني خالق الخير وخلقك خالق الشر. فبكت الجارية، فقال عمر: لا بأس عليك فإن الله خالق الخير والشر،
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، فمن مزحه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل، فقال يا رسول الله احملني على جمل، فقال عليه الصلاة والسلام: لا أحملك إلا على ولد الناقة، فقال يا رسول الله: إنه لا يطيقني فقال له الناس: ويحك، وهل الجمل إلا ولد الناقة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: الحقي زوجك ففي عينيه بياض، فسعت إلى زوجها مرعوبة، فقال لها: ما دهاك؟ قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي إن في عينيك بياضاً، فقال: نعم والله وسواداً،
وسئل النخعي: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون قال: نعم، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي .
ومما جاء في هذا السياق عن الأصمعي قال: ضلت لي إبل، فخرجت في طلبها، وكان البرد شديداً، فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء، وهو يرتعد من البرد وينشد:
أيارب إن البرد أصبح كالحاً ... وأنت بحالي يا إلهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي: فتعجبت من فصاحته، وقلت: يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير، فأنشد يقول:
أيطمع ربي في أن أصلي عارياً ... ويكسو غيري كسوة البرد والحر
فوالله لا صليت ما عشت عارياً ... عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة ... وإن غممت فالويل للظهر والعصر
وإن يكسني ربي قميصاً وجبة ... أصلي له مهما أعيش من العمر
قال: فأعجبني شعره وفصاحته، فنزعت قميصاً وجبة كانا علي ودفعتهما إليه، وقلت له: البسهما وقم، فاستقبل القبلة، وصلى جالساً وجعل يقول:
إليك اعتذاري من صلاتي جالسا ... على غير طهر مومياً نحو قبلتي
فمالي ببرد الماء يا رب طاقة ... ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي
ولكنني أستغفر الله شاتياً ... وأقضيكها يا رب في وجه صيفتي
وإن أنا لم أفعل فأنت محكم ... بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
قال: فعجبت من فصاحته، وضحكت عليه وانصرفت.