ابو عمر البلدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 15 أكتوبر 2015
- المشاركات
- 323
- نقاط التفاعل
- 385
- النقاط
- 13
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وبعد . نتابع بعون الله اخواني اخواتي ما جاء في هذا الكتاب عن آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة وبه قال
جوامع العشرة
ومن جوامعها قول ابن الحسن الوراق، وقد سأل أبا عثمان عن الصحبة، قال: (هي مع الله بالأدب، ومع الرسول عليه السلام بملازمة العلم واتباع السنة، ومع الأولياء بالاحترام والخدمة، ومع الإخوان بالبشر والانبساط وترك وجوه الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة، قال الله تعالى: (خُدِ العَفوَ وَأَمرُ بِالعُرفِ)، والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك إذ لم يجعلك مثلهم، والدعاء لله أن يعافيك من بلاء الجهل).
حفظ المودة والأخوة
ومنها حفظ المودة القديمة والأخوة الثابتة، لقوله عليه السلام: (إن الله يحب حفظ الود القديم)؛ ودخلت امرأةٌ على رسول الله ﷺ فأدناها، فقيل له في ذلك، فقال: (إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان؛ وقال محمد المغازلي رحمه الله: (من أحب أن تدوم له المودة، فليحفظ مودة إخوانه القدماء) ولبعضهم:
ما ذاقَتِ النَفسُ على شَهوةٍ ... أَلَذَّ مِن حُبِّ صَديقٍ أَمين
من فاتَهُ وُدُّ أَخٍ صالِحٍ ... فَذَلِكَ المَغبونُ حَقَّ اليَقين
ولبعض الحكماء من السلف: (عاشروا الناس، فإن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم).
صحبة السلامة
ومنها قول أبي عثمان الحيري، وقد سئل عن صحبة السلامة: (أن يوسع الأخ على أخيه من ماله، ولا يطمع فيما له، وينصفه، ولا يطلب الإنصاف منه، ويستكثر قليل بره، ويستصغر من منا به عليه).
الإيثار والإكرام
ومنها إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه. قال أبو عثمان: (من عاشر الناس، ولم يكرمهم، وتكبر عليهم، فذلك لقلة رأيه وعقله؛ فإنه يعادي صديقه، ويكرم عدوه، فإن إخوانه في الله أصدقاؤه، ونفسه عدوه). وروي عن النبي ﷺ أنه قال: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك). وقال القاسم بن محمد: (قل جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبر).
حقوق الفقراء
ومنها معرفة حقوق الفقراء، والقيام بحوائجهم وأسبابهم. قال ابن أبي أوفى: (كان رسول الله ﷺ لا يأنف ولا يستكبر، أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي حاجتهما).
حسن العشرة
ومنها ملازمة الأدب مع الإخوان وحسن معاشرتهم؛ فقد قال الجنيد رحمه الله، إذ سُئل عن الأدب: (إنه حسن العشرة). والفرق بين عشرة العلماء والجهال قول يحيى بن معاذ الرازي: (إن العلماء عبدوا الله بقلوبهم، والناس عبدوه بأبدانهم، والجهال عبدوه بألسنتهم، وهم عبدوه بقلوبهم وأبدانهم وألسنتهم).
حفظ الأسرار
ومنها حفظ أسرار الإخوان، فقد قال النبي ﷺ: (استعينوا على حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود). وقال بعض الحكماء: (قلوب الأحرار قبور الأسرار). وقيل: (أفشى رجل لصديق له سرا من أسراره، فلما فرغ قال له: حفظته؟ قال: لا، بل نسيته).
ولبعضهم:
لَيسَ الكَريمُ الَّذي إِن زَلَّ صاحِبُهُ ... بَثَّ الَّذي كانَ مِن أَسرارِهِ عَلِما
إِنَّ الكَريمَ الَّذي تَبَقى مَودَّتُهُ ... وَيَحفَظُ السِرَّ إِن صافى وَإِن صَرَما
قبول المشورة
ومنها المشورة مع الإخوان وقبولها منهم. قال الله عز وجل: (وَشاوِرهُم في الأَمرِ). قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ﷺ: (إن الله ورسوله غنيان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لأمتي، فمن شاور منهم لم يعدم رشداً، ومن ترك المشورة منهم لم يعدم غياً).
إيثار الأصحاب
ومنها إيثار الأرفاق على الإخوان. قال الله تعالى: (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ). وقيل سعي إلى بعض الخلفاء بالصوفية أنهم يرفضون الشريعة، فأخذ منهم طائفة، منهم أبو الحسين النوري رضي الله عنه، فأمر بضرب أعناقهم، قال: فبادر أبو الحسين إلى السياف، فقال له السياف: ما لك بادرت دون أصحابك؟ فقال: أردت إيثار أصحابي بحياة هذه اللحظة، فكان ذلك سبب نجاتهم.
التخلق بمكارم الأخلاق
ومنها التخلق بمحاسن الأخلاق. قال أبو محمد الحريري: (كمال الرجل في ثلاثة: الغربة، والصحبة، والفطنة؛ فالغربة لتذليل النفس، والصحبة للتخلق بأخلاق الرجال، والفطنة للتمكين).
موافقة الإخوان
ومنها قلة مخالفة الإخوان في أسباب الدنيا، لأنها أقل خطراً من أن يخالف فيها أخ من الأخوان. قال يحيى بن معاذ الرازي: (الدنيا بأجمعها لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم طول عمرك وقطع إخوانك بسببها، مع قلة نصيبك منها!!).
الصحبة والوفاء
ومنها أن تصاحب الإخوان على الوفاء والدين، دون الرغبة والرهبة والطمع. قال الحريري: (تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زماناً طويلاً حتى رق الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة). قال الشيخ: وكنت أستحسنها له حتى رأيت مثلها للشعبي، وأظنه زاد، وسيأتي ما هو أشد.
والى غد ان شاء الله
جوامع العشرة
ومن جوامعها قول ابن الحسن الوراق، وقد سأل أبا عثمان عن الصحبة، قال: (هي مع الله بالأدب، ومع الرسول عليه السلام بملازمة العلم واتباع السنة، ومع الأولياء بالاحترام والخدمة، ومع الإخوان بالبشر والانبساط وترك وجوه الإنكار عليهم، ما لم يكن خرق شريعة أو هتك حرمة، قال الله تعالى: (خُدِ العَفوَ وَأَمرُ بِالعُرفِ)، والصحبة مع الجهال بالنظر إليهم بعين الرحمة، ورؤية نعمة الله عليك إذ لم يجعلك مثلهم، والدعاء لله أن يعافيك من بلاء الجهل).
حفظ المودة والأخوة
ومنها حفظ المودة القديمة والأخوة الثابتة، لقوله عليه السلام: (إن الله يحب حفظ الود القديم)؛ ودخلت امرأةٌ على رسول الله ﷺ فأدناها، فقيل له في ذلك، فقال: (إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان؛ وقال محمد المغازلي رحمه الله: (من أحب أن تدوم له المودة، فليحفظ مودة إخوانه القدماء) ولبعضهم:
ما ذاقَتِ النَفسُ على شَهوةٍ ... أَلَذَّ مِن حُبِّ صَديقٍ أَمين
من فاتَهُ وُدُّ أَخٍ صالِحٍ ... فَذَلِكَ المَغبونُ حَقَّ اليَقين
ولبعض الحكماء من السلف: (عاشروا الناس، فإن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم).
صحبة السلامة
ومنها قول أبي عثمان الحيري، وقد سئل عن صحبة السلامة: (أن يوسع الأخ على أخيه من ماله، ولا يطمع فيما له، وينصفه، ولا يطلب الإنصاف منه، ويستكثر قليل بره، ويستصغر من منا به عليه).
الإيثار والإكرام
ومنها إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه. قال أبو عثمان: (من عاشر الناس، ولم يكرمهم، وتكبر عليهم، فذلك لقلة رأيه وعقله؛ فإنه يعادي صديقه، ويكرم عدوه، فإن إخوانه في الله أصدقاؤه، ونفسه عدوه). وروي عن النبي ﷺ أنه قال: (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك). وقال القاسم بن محمد: (قل جعل الله في الصديق البار عوضاً من الرحم المدبر).
حقوق الفقراء
ومنها معرفة حقوق الفقراء، والقيام بحوائجهم وأسبابهم. قال ابن أبي أوفى: (كان رسول الله ﷺ لا يأنف ولا يستكبر، أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي حاجتهما).
حسن العشرة
ومنها ملازمة الأدب مع الإخوان وحسن معاشرتهم؛ فقد قال الجنيد رحمه الله، إذ سُئل عن الأدب: (إنه حسن العشرة). والفرق بين عشرة العلماء والجهال قول يحيى بن معاذ الرازي: (إن العلماء عبدوا الله بقلوبهم، والناس عبدوه بأبدانهم، والجهال عبدوه بألسنتهم، وهم عبدوه بقلوبهم وأبدانهم وألسنتهم).
حفظ الأسرار
ومنها حفظ أسرار الإخوان، فقد قال النبي ﷺ: (استعينوا على حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود). وقال بعض الحكماء: (قلوب الأحرار قبور الأسرار). وقيل: (أفشى رجل لصديق له سرا من أسراره، فلما فرغ قال له: حفظته؟ قال: لا، بل نسيته).
ولبعضهم:
لَيسَ الكَريمُ الَّذي إِن زَلَّ صاحِبُهُ ... بَثَّ الَّذي كانَ مِن أَسرارِهِ عَلِما
إِنَّ الكَريمَ الَّذي تَبَقى مَودَّتُهُ ... وَيَحفَظُ السِرَّ إِن صافى وَإِن صَرَما
قبول المشورة
ومنها المشورة مع الإخوان وقبولها منهم. قال الله عز وجل: (وَشاوِرهُم في الأَمرِ). قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ﷺ: (إن الله ورسوله غنيان عنها، ولكن جعلها الله رحمة لأمتي، فمن شاور منهم لم يعدم رشداً، ومن ترك المشورة منهم لم يعدم غياً).
إيثار الأصحاب
ومنها إيثار الأرفاق على الإخوان. قال الله تعالى: (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ). وقيل سعي إلى بعض الخلفاء بالصوفية أنهم يرفضون الشريعة، فأخذ منهم طائفة، منهم أبو الحسين النوري رضي الله عنه، فأمر بضرب أعناقهم، قال: فبادر أبو الحسين إلى السياف، فقال له السياف: ما لك بادرت دون أصحابك؟ فقال: أردت إيثار أصحابي بحياة هذه اللحظة، فكان ذلك سبب نجاتهم.
التخلق بمكارم الأخلاق
ومنها التخلق بمحاسن الأخلاق. قال أبو محمد الحريري: (كمال الرجل في ثلاثة: الغربة، والصحبة، والفطنة؛ فالغربة لتذليل النفس، والصحبة للتخلق بأخلاق الرجال، والفطنة للتمكين).
موافقة الإخوان
ومنها قلة مخالفة الإخوان في أسباب الدنيا، لأنها أقل خطراً من أن يخالف فيها أخ من الأخوان. قال يحيى بن معاذ الرازي: (الدنيا بأجمعها لا تساوي غم ساعة، فكيف بغم طول عمرك وقطع إخوانك بسببها، مع قلة نصيبك منها!!).
الصحبة والوفاء
ومنها أن تصاحب الإخوان على الوفاء والدين، دون الرغبة والرهبة والطمع. قال الحريري: (تعامل القرن الأول فيما بينهم بالدين زماناً طويلاً حتى رق الدين، ثم تعامل القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثم تعامل القرن الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثم تعامل القرن الرابع بالحياء حتى ذهب الحياء، ثم صار الناس يتعاملون بالرغبة والرهبة). قال الشيخ: وكنت أستحسنها له حتى رأيت مثلها للشعبي، وأظنه زاد، وسيأتي ما هو أشد.
والى غد ان شاء الله