و يَنْزَحُ هَذا القَلبُ ذات اسْتِفاقَةٍ إلى دُنيا غَرِيبة
عاشَ فِي ضَبابِها سِنينْ
و كَشَفَتْ لهُ أمطارُ اليَقينِ عن حَقيقة مَعالِمِها
حَقيقَةً صاخِبَة
يَعْرُجُ القَلْبُ، مُكَبَّل النَّبَضاتِ، لا يدْري إلى أيْنْ..؛
لم يَعُد يدري أيُّ الدُّروبِ آمنَة، بعْد أن اعتادَ المسيرَ محجوبَ العينِ،
غارِقًا في رَذاذِ العاطِفة...
خائِفٌ قلْبي، أنَّهُ قدٔ اعتادَ الضَّلام
و لم يَعُدْ في دُنيا الحَقيقة لهُ مَكانْ
يُلاحِقُهُ اليَأسُ، و الوحْدَةُ تفْتَحُ ذِراعَيْها...
و ابْتِسامتُها المِنْشارُ تَسْتقْبِلُ نَبْضهُ المُرْتَعِشَ المُرْتابْ
آخِرُ الرَّوابِطِ التي تَسْحَبُهُ إلى دُنْياهُ [تتآكَلْ...]
يقْضِمُ الشَّكُّ أَطْرافَها، و يُثْقِلُها رُكامُ الخَيبَةِ و الأَمَلِ العَسيرْ
تُغْريهِ قلْبي... تلْكَ الوِحدَة،
أيْنَ لا يَجِدُ مِرآةً تَفْضَحُهُ و هو الذي قَدْ كانَ يومًا
لا يَعْرفُ عنِ الوِحْدةِ إلَّا الأسَاطيرْ..،
تُغْريهِ بِسُكونِها ... بِبُرودِها و وحْشَتِها
بالسُّقوطِ إلى الّلا مكان ،
حيثُ لا يُمسِكُهُ حبْلُ أمَلْ، ولا تُوقِفُهُ الذَّاكِرَة..؛
في صَدْري حُلْمٌ، مُوصَدَةٌ أبْوابُه...
مُبْهمَةٌ تَفاصيلُه،
و غُرَفُهُ.، متاهَةٌ ماكِرَة...
فيهِ، واسِعَةٌ أرْوِقَةُ الأسْئلة...
و ضيِّقَةٌ فيه ... أسِرَّةُ المِيلادِ و المَوتْ؛
و لا أدري هل في إحْدى زواياهُ، رُفوفٌ للذَّاكرة..؛
حُلْمِي أسيرٌ يَشْتاقُ سِعَةَ السَّماء...
و قلْبي كَسيرٌ يُريدُ ضيقَ المَنْفى و غُرْبَة الفِصالْ
و بين هذا و ذاك مَشْطورةٌ أنفاسي ..،
شَهيقٌ، يَحْمِلُ للْحُلمِ رائِحَةَ الأُفُقْ،
و زَفيرٌ يُرْسِلُ في الرِّيحِ قَهْرَ الاغْتِرابْ.
------------------------
إيمان~
قسنطينة 27/10/2015
00:24
00:24
آخر تعديل بواسطة المشرف: