- إنضم
- 7 أفريل 2015
- المشاركات
- 17,259
- الحلول
- 1
- نقاط التفاعل
- 50,425
- النقاط
- 1,886
- محل الإقامة
- الجزائر الحبيبة
- الجنس
- ذكر
بسم الله
السلام عليكم أحبتي في الله
و الله اشتقت أليكم جميعا اخواني
فلم يعد معي الكثير من الوقت . فأصبح النهار أقصر بكثير الى درجة أنني لا أجد الوقت للرد على الكثير من المواضيع
لكن عملت جاهدا ان أكتب هذا الموضوع لاشارككم ما يجول في خاطري
لكي أجد منكم السند و النصح و التوجيه كما عهدتكم
احبتي لست أبالغ أبدا ان قلت لكم أن الثلاثين سنة الفائتة من عمري جلها كان ضياع و ألم بلا أمل
فمنذ نعومة اضافري تعلق قلبي بفتاة
أسمها عائشة هذا الاسم نقش على قلبي بالذهب لسنوات طويلة أحببتها فكانت هي الهواء و النور بالنسبة لي
و كانت الأقدار دائما تجمعني بها
لقد كنت صبيا صغيرا كلما خرجت باكرا اتجهت الى بيتها فأتصبح على وجهها الحسن
للننطلق الى المدرسة فتجلس بجانبي
و كنا نتقاسم اللمجة و الأقلام و الكتب و البراءة
فاذا غابت أحسست أني مريض و ان نصفي مفقود و هي كذالك
اذا تغيبت عن الصف بكت و حزنت
و مع مروور الزمن تقاسمنا المشاعر و الأفراح و الأحزان و الأفكار
حتى معدلاتنا كانت قريبة جدا من بعضها
بل و أحيانا كثيرة اذا طلب منا الأستاذ فكرة أو تعبيرا كانت أفكارنا مشتركة و تفكيرنا واحد
لكن سنوات البراءة تمضي بسرعة البرق متعجلة الرحيل
لتحل محلها سنون الجمر و الألم و الحزن مكتسية لباس المكر و الخداع
لقد تغيرت عائشة
فلم تعد تلك البريئة و الحنون لتصبح شرسة و عدوانية من الجوارج
لا تعر اهتماما للباسها الساتر و لا لكلامها الخجول
لقد احسست بتغيرها و تغير وعائها و ما تحتويه
من عسل مصفى الى مالح أجاج مر غسلين
و على الرغم من كل هذا توقعت كل شيء الا الخيانة ضننتها بعيدة عنا
فما جمعنا اكبر و أكثر من مجرد لهو بل كانت حياتنا كلها بعضنا و لبعضنا و مقاسا لنا
فلم أخالط و لم أخالل احدا غيرها حتى أنها كانت أهلي و نفسي
لم أكن أعرف للحياة طعما الا بها بل كانت هي الحياة
لا ألبس الا ما تختار و لا أقرأ الا ما تستشار و لا أقرر الا بالاشتراك
فكل حياتي من ألفها الا يائها بها أو لها أو معها
تعلقت بها تعلق الصبي بوالدته و تعلق الغصن بأصله و الجذع بتربته
لكن تجري الرياح كثيرا بعكس ما تشتهي السفن
في الأسبوع البائس من تلك السنة العجفاء
خبرت أن عائشة تلتقي سرا مع غريب غني
لم اقتنع او كنت طيبا أكثر من اللازم
لتحملني الأقدار لأرى بأم عيني غدرها و خداعها و خيانتها
فمصادفة رؤأيت في مكان معزول شيئا مريبا
في خلوة أو عزلة رأيت جلبابا لونه هو نفسه التي تلبسه عائشة
فتذكرت ما ألقي في سمعي عن خيانتها
ترددت قليلا لأقرر الاقتراب من الشبهة و الحمى
و كل خطوة نحوها كانت خطوات نحو الهاوية و الألم و الوحشة
تثاقلت و لم أستطع السير الا بصعوبة و كأني أحمل الحديد على أكتفي
خطوات أختصرت الزمن لتجعله بين قوسين و امامه اشارة الضرب أو الانتكاسة و الشرود و ربما الجنون و السقم
و كثير من العبرات و الدموع
فتجلت أمامي عائشة بشحمها و لحمها بزينة العروسة مبدية شيئا من ساقيها و شعرها
و هي تضحك ضحكة الجبابرة المتكبرين المتوحشين
لم تلمحني بينما أنا عاينتها جيدا
و في خضم تلك العواصف الهوجاء أحسست أني سأموت او او سأصعق
أحسست بالصراخ في رأسي و بجذوة في قلبي
و أحسست أني جبل سينهار في هته اللحظة ليجرف صخره كل ما في الطريق
لم أعرف مالذي حدث لانه احساس لم أجربه من قبل
أغمي علي لأفتح عيني و انا في مكان آخر مع أناس آخرين
استيقضت و أنا انسان غير الذي كان قبل ربع ساعة
كرهت الدنيا و ما حوة و فكرت بالانتحار و سلت طريق المهلوسات علني أنسى فما نسيت
تركت الدراسة و أحسست أني تائه
ليس لي أهل غيرها و لا صديق قريب يحمل معي أو يوجهني
جرحها أعمق من أن يخاط بأيام أو أشهر بل لابد له من سنوات قد تقترب من العشرين سنة
بكيت ليلي و نهاري و لم أعرف عيدي من سائر أيامي
لأنها أصبحت كل أيامي تشبه بعض
فأصبحت مجرد قبر يمشي
فشلت في كل مواهبي الفكرية أو الرياضية و الاجتماعية
لكن ظهر خيط أمل لاح في الأفق لتهب نسمة برد تحمل رائحة زكية
لقد قررت أن أمحو ماضيها الى الأبد و ألتفت الى ما هو قادم لأنجح
فدعوت ربي أن ينير طريقي
فتلمستها بكلتا يدايا لأاقف مستندا على جدار الرحمة رحمة ربي
و حبه و القرب منه
فوجدت ربي لي عونا رغم تقصيري
فسلكت طريق المسجد و احتضنت المصحف و بكيت و صليت و دعوت
أحسست بشيء لأول مرة أجده في حياتي
أحسست أني حي لم أمت بعد
أحسست أن هناك أمور تستحق الابتسامة
أحسست ان هناك أمور تستحق الأمل
أحسست أن هناك أمور تستحق اعادة نظر و حساب
أحسست أن هناك أمور أن نعيش من أجلها
أحسست أن هناك أمور أغلى من عائشة و اصدق منها
فدخلت منتدى اللمة لأجد عالم آخر رائع جدا
يجعلك تحس بالأمان و بالصدق و يجعلك تغير نظرتك المتشائمة
الى رؤية عالم من التفاؤل بالغد الجميل
فقررت أن انهي سنوات الضياع لتكون آخر حلقة منها
هنا في اللمة و أبدأ سنوات النجاح بحول الله
فجاءني خبر العمرة ستكون البداية الحقيقة للتغير و الابتسام و السعادة
شكرا لكم أحبتي في اللمة
شكرا لكم لأانني تغيرت بفضلكم انتم عائلتي
كنت بحاجة الا من يسمعني فوجدتكم
كنت لا اعرف الابتسامة فعرفتها
كنت مقصرا في كثير من الواجبات فعرفتها
هته السنة
هي
الحلقة الأخيرة من
سنوات الضياع