- إنضم
- 27 جويلية 2014
- المشاركات
- 15,118
- نقاط التفاعل
- 39,538
- النقاط
- 13,026
- محل الإقامة
- العاصمة
- الجنس
- أنثى
الأدب في العصر الحديث
عاش العرب تحت سيطرة العثمانيين فترة قرون ثلاثة عانوا في نهايتها أقسى أنواع الظلم والاستغلال و قد أثر ذلك على النواحي الأدبية، ثم مع مجيء الحملة الفرنسية بدأ النيام من العرب يستيقظون على حياة جديدة، ومعارف مختلفة من خلال ما جاء به نابليون من مراصد فلكية ومعامل للورق ومجلات وجرائد ومكتبات ومدارس حديثة، وساعد أيضاً على نهضة البلاد العربية تفتح الوعي السياسي والاجتماعي من خلال الاتصال بالثقافات الأجنبية وبسبب إدخال المطابع إلى هذه البلاد وافتتاح المدارس الحديثة.
ب- سمات الشعر في هذه العصر:
نظراً لزيادة الوعي الثقافي الجماهيري (الإذاعة – الصحف – الكتب – المجلات...)
وبعد قيام ثورات التحرر السياسي والاجتماعي و القومي اتسم الأدب بسمات جديدة أهمها:
1- الارتباط بالقاعدة الجماهيرية وقول الشاعر من القصر إلى الشعب ، ومن المثالية إلى الممارسة الفعلية.
2- ظهور الخصوبة الثقافية والفكرية بحيث لم يعد يقبل الشعر دون أن صاحبه مثقفاً واعياً لثقافات الأمم.
3- انتماء الأدب والأدباء إلى مدارس فنية ومذاهب أدبية (كالرومانسية ...).
4- تسرب الثقافات الأجنبية والأفكار الحديثة إلى البلاد العربية واصطدام مع الثقافة العربية، بحيث جعل البعض يرى أن العودة والتراث أصبح من الانغماس بالثقافة الأجنبية وإن ظهر تيار يدعو إلى الموازنة بين القديم والحديث.
5- تغير طبيعة الحياة المعاصرة طمس أغراضاً شعرية كالفخر والهجاء وأبرز أغراضاً جديدة كالقومية والاجتماعية .
الأغراض الشعرية في العصر الحديث
آ- الاتجاه القومي:
لم يظهر الاتجاه القومي أو الوطني في الشعر كغرضٍ مستقل إلاّ بمطلع القرن العشرين. وما إن أطل القرن العشرون حتى ارتفعت أصوات الشعراء بشكل كبير، وانفجرت الثورة العربية ورفعت راية الحرية ولكن المستعمر الغربي وأد هذا النصر واقتسم البلاد باتفاقية (سايكس بيكو) .
وقد عزّ على الشعراء أن يكون الوطن العربي فريسة بين مخالب أولئك الذئاب، فحثوا الشعوب على طرد الناجين ، يقول خير الدين الزركلي:
فيم الونى وديار الشام تقتسم أين العهود التي لم ترع والذّمم
ما بال بغداد لم تنبس بها شفة وما لبيروت لم يخفق بها علم
كما وأن الأدباء صوّروا جرائم المستعمرين، يقول حافظ إبراهيم مشيراً إلى جريمة (دانشواي):
قتيل الشمس أورثنا حياة وأيقظ هاجع القوم الرُّقود
كما وأنّ شوقي صوّر ما صنع الفرنسيون في دمشق عام 1945
دم الثوّار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نورٌ وحقُ
بلادٌ مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا
ثم صور الأدباء تضحيات الشعوب وفرح جلاء الأجنبي عن البلاد العربية وما حدث بعد ذلك من معارك حاسمة متمثلة في معركة (بور سعيد) والثورة الجزائرية وحرب تشرين التحريرية التي أعادت للعربي كرامته المهدورة ، يقول سليمان العيسى:
تشرين .............. أمطارك الخضر التي كتبت
أعمارنا ............. لم يكن بالأمس لي عمر
دم الشهيد أعاد اللون لون دمي
وارتدَّ ملء جفوني الضوء والبصرُ
ثم تابع الأدباء الدعوة إلى الوحدة العربية وأكدوا على مقوماتها ووقفوا يحاربون الدعوات الاقليمية المنحرفة كما صنع علي الجازم:
تذوب حشاشات العواصم حسرة إذا دميت من كفّ بغداد إصبع
ولو صدّ عن في سفح لبنان صخرة لدكّ الأهرام هذا التصدُّع
ولو بردى أنّت لخطب مياهه لسالت بوادي النيل للنيل أدمع
وقد برز في الاتجاه القومي أدب تمثل مهمة هي قضية فلسطين واتخذ منحىً خاصاً وسمي : أدب الأرض المحتلّة .
الأدب القومي أدب الأرض المحتلة.
وهو الأدب الذي صور فيه الأدباء العرب احتلال اليهود لفلسطين صوراً فيه الواقع العربي قبل النكبة وبعد النكبة.
أدب ما قبل النكبة :
وهو الأدب الذي تحدث عن اغتصاب فلسطين وإعطاء وعد بلفور، ودعا الأدباء فيه الشعوب العربية لمساعدة الفلسطيني لما يقدمه من تضحيات كبيرة .
أدب ما بعد النكبة :
وقد ظهر فيه تيار يدعو إلى اليأس وعدم توقع رجوع اللاجئين :
يا صاح لا تحلم بأنك عائدٌ للربع فالأحلام قد لا تصدق
وتيار يدعو إلى التفاؤل وبالتمسك بالأرض والإيمان بقدرة الإنسان على التحرر كقول محمود درويش :
وطني!
يعلّمني حديد سلاسلي
عنف النسور
ورقّة المتفائل
ما كنت أعرف أنّ تحت جلودنا
ميلاد عاصفةٍ
وعرسُ جداول........
وقد رسم لنا توفيق زياد صورة التشبث بالأرض قائلاً :
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
وفي عيونكم ....زوبعة من نار
إنا هنا باقون.
وقد ندد الأدباء بمذابح اليهود التي قاموا بها في داخل فلسطين ضد الفلسطينيين ، كمذبحة كفر قاسم التي يقول محمود درويش في وصفها :
آه ! يا خمسين لحناً دمويّاً
كيف صارت بركة الدم نجوماً وشجر ؟
الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
ومغنّيك انتصر
وقد أكد الأدباء على بطاقة العروبية كهوية قومية حيث حاول اليهود واقتلاع السكان من الأرض .
يقول محمود درويش:
سجِّل أنا عربي
أنا اسمٌ بلا لقب
صبورٌ في بلادٍ كلّ ما فيها
يعيش بفورة الغضب
- الاتجاه الاجتماعي:
لمس العرب مظاهر التخلف الحضاري والاجتماعي الذي مُورس عليهم في نهاية الحكم العثماني بالمقارنة مع ما رأوه من تحضر اجتماعي وتفتح إنساني ، وأدركوا أن العلم والمعرفة هما السبيل الأمثل لإزالة هذا التخلف فهذا هو الصافي في تنبيه الشباب العربي إلى ضرورة بالعلم والمعرفة.
ودعا بعضهم إلى الاقتداء بالغرب للوصول إلى ما بلغوه يقول الشاعر عبد الرحمن البنّاء :
فاقتدوا بالغرب كيما تدركوا ما مضى واجنوا من العلم ثمارا
وحارب الأدباء أمراضاً اجتماعية تسربت إلينا من المجتمعات الغربية كالمسكرات والمخدرات ودور اللهو والقمار
يقول الشاعر رضا الشببي:
تظنون هذا العصر عصر هداية وأجدر لو تدعو عصر ضلالات
كما وأن الأدباء عالجوا مشاكل اجتماعية تفاقمت بعد الحرب العالمية والاستغلال فعالجوا التشرد والتسول والجوع يقول علي الجارم مستنجدا بالأغنياء لمساعدة الفقراء:
أيها الأغنياء أين نداكم بلغ السيل عاليات القلال
هم عيال الرحمن،ماذا رأيتم أو صنعتم لهؤلاء العيال
وهذا هو حافظ إبراهيم يدعو المصلحين للمساهمة في القضاء على الفقر :
أيها المصلحون حناق بنا العيش و لم تحسنوا عليه القياما
و أغيثوا من الغلاء نفوساً قد تمنت مع الغلاء الحماما
وطفت على السطح مشكلة المرأة من حيث التعلم والوظيفة ودعا الأدباء للاهتمام بها. يقول حافظ إبراهيم :
من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علًه ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
عاش العرب تحت سيطرة العثمانيين فترة قرون ثلاثة عانوا في نهايتها أقسى أنواع الظلم والاستغلال و قد أثر ذلك على النواحي الأدبية، ثم مع مجيء الحملة الفرنسية بدأ النيام من العرب يستيقظون على حياة جديدة، ومعارف مختلفة من خلال ما جاء به نابليون من مراصد فلكية ومعامل للورق ومجلات وجرائد ومكتبات ومدارس حديثة، وساعد أيضاً على نهضة البلاد العربية تفتح الوعي السياسي والاجتماعي من خلال الاتصال بالثقافات الأجنبية وبسبب إدخال المطابع إلى هذه البلاد وافتتاح المدارس الحديثة.
ب- سمات الشعر في هذه العصر:
نظراً لزيادة الوعي الثقافي الجماهيري (الإذاعة – الصحف – الكتب – المجلات...)
وبعد قيام ثورات التحرر السياسي والاجتماعي و القومي اتسم الأدب بسمات جديدة أهمها:
1- الارتباط بالقاعدة الجماهيرية وقول الشاعر من القصر إلى الشعب ، ومن المثالية إلى الممارسة الفعلية.
2- ظهور الخصوبة الثقافية والفكرية بحيث لم يعد يقبل الشعر دون أن صاحبه مثقفاً واعياً لثقافات الأمم.
3- انتماء الأدب والأدباء إلى مدارس فنية ومذاهب أدبية (كالرومانسية ...).
4- تسرب الثقافات الأجنبية والأفكار الحديثة إلى البلاد العربية واصطدام مع الثقافة العربية، بحيث جعل البعض يرى أن العودة والتراث أصبح من الانغماس بالثقافة الأجنبية وإن ظهر تيار يدعو إلى الموازنة بين القديم والحديث.
5- تغير طبيعة الحياة المعاصرة طمس أغراضاً شعرية كالفخر والهجاء وأبرز أغراضاً جديدة كالقومية والاجتماعية .
الأغراض الشعرية في العصر الحديث
آ- الاتجاه القومي:
لم يظهر الاتجاه القومي أو الوطني في الشعر كغرضٍ مستقل إلاّ بمطلع القرن العشرين. وما إن أطل القرن العشرون حتى ارتفعت أصوات الشعراء بشكل كبير، وانفجرت الثورة العربية ورفعت راية الحرية ولكن المستعمر الغربي وأد هذا النصر واقتسم البلاد باتفاقية (سايكس بيكو) .
وقد عزّ على الشعراء أن يكون الوطن العربي فريسة بين مخالب أولئك الذئاب، فحثوا الشعوب على طرد الناجين ، يقول خير الدين الزركلي:
فيم الونى وديار الشام تقتسم أين العهود التي لم ترع والذّمم
ما بال بغداد لم تنبس بها شفة وما لبيروت لم يخفق بها علم
كما وأن الأدباء صوّروا جرائم المستعمرين، يقول حافظ إبراهيم مشيراً إلى جريمة (دانشواي):
قتيل الشمس أورثنا حياة وأيقظ هاجع القوم الرُّقود
كما وأنّ شوقي صوّر ما صنع الفرنسيون في دمشق عام 1945
دم الثوّار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نورٌ وحقُ
بلادٌ مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا
ثم صور الأدباء تضحيات الشعوب وفرح جلاء الأجنبي عن البلاد العربية وما حدث بعد ذلك من معارك حاسمة متمثلة في معركة (بور سعيد) والثورة الجزائرية وحرب تشرين التحريرية التي أعادت للعربي كرامته المهدورة ، يقول سليمان العيسى:
تشرين .............. أمطارك الخضر التي كتبت
أعمارنا ............. لم يكن بالأمس لي عمر
دم الشهيد أعاد اللون لون دمي
وارتدَّ ملء جفوني الضوء والبصرُ
ثم تابع الأدباء الدعوة إلى الوحدة العربية وأكدوا على مقوماتها ووقفوا يحاربون الدعوات الاقليمية المنحرفة كما صنع علي الجازم:
تذوب حشاشات العواصم حسرة إذا دميت من كفّ بغداد إصبع
ولو صدّ عن في سفح لبنان صخرة لدكّ الأهرام هذا التصدُّع
ولو بردى أنّت لخطب مياهه لسالت بوادي النيل للنيل أدمع
وقد برز في الاتجاه القومي أدب تمثل مهمة هي قضية فلسطين واتخذ منحىً خاصاً وسمي : أدب الأرض المحتلّة .
الأدب القومي أدب الأرض المحتلة.
وهو الأدب الذي صور فيه الأدباء العرب احتلال اليهود لفلسطين صوراً فيه الواقع العربي قبل النكبة وبعد النكبة.
أدب ما قبل النكبة :
وهو الأدب الذي تحدث عن اغتصاب فلسطين وإعطاء وعد بلفور، ودعا الأدباء فيه الشعوب العربية لمساعدة الفلسطيني لما يقدمه من تضحيات كبيرة .
أدب ما بعد النكبة :
وقد ظهر فيه تيار يدعو إلى اليأس وعدم توقع رجوع اللاجئين :
يا صاح لا تحلم بأنك عائدٌ للربع فالأحلام قد لا تصدق
وتيار يدعو إلى التفاؤل وبالتمسك بالأرض والإيمان بقدرة الإنسان على التحرر كقول محمود درويش :
وطني!
يعلّمني حديد سلاسلي
عنف النسور
ورقّة المتفائل
ما كنت أعرف أنّ تحت جلودنا
ميلاد عاصفةٍ
وعرسُ جداول........
وقد رسم لنا توفيق زياد صورة التشبث بالأرض قائلاً :
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج كالصبار
وفي عيونكم ....زوبعة من نار
إنا هنا باقون.
وقد ندد الأدباء بمذابح اليهود التي قاموا بها في داخل فلسطين ضد الفلسطينيين ، كمذبحة كفر قاسم التي يقول محمود درويش في وصفها :
آه ! يا خمسين لحناً دمويّاً
كيف صارت بركة الدم نجوماً وشجر ؟
الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
ومغنّيك انتصر
وقد أكد الأدباء على بطاقة العروبية كهوية قومية حيث حاول اليهود واقتلاع السكان من الأرض .
يقول محمود درويش:
سجِّل أنا عربي
أنا اسمٌ بلا لقب
صبورٌ في بلادٍ كلّ ما فيها
يعيش بفورة الغضب
- الاتجاه الاجتماعي:
لمس العرب مظاهر التخلف الحضاري والاجتماعي الذي مُورس عليهم في نهاية الحكم العثماني بالمقارنة مع ما رأوه من تحضر اجتماعي وتفتح إنساني ، وأدركوا أن العلم والمعرفة هما السبيل الأمثل لإزالة هذا التخلف فهذا هو الصافي في تنبيه الشباب العربي إلى ضرورة بالعلم والمعرفة.
ودعا بعضهم إلى الاقتداء بالغرب للوصول إلى ما بلغوه يقول الشاعر عبد الرحمن البنّاء :
فاقتدوا بالغرب كيما تدركوا ما مضى واجنوا من العلم ثمارا
وحارب الأدباء أمراضاً اجتماعية تسربت إلينا من المجتمعات الغربية كالمسكرات والمخدرات ودور اللهو والقمار
يقول الشاعر رضا الشببي:
تظنون هذا العصر عصر هداية وأجدر لو تدعو عصر ضلالات
كما وأن الأدباء عالجوا مشاكل اجتماعية تفاقمت بعد الحرب العالمية والاستغلال فعالجوا التشرد والتسول والجوع يقول علي الجارم مستنجدا بالأغنياء لمساعدة الفقراء:
أيها الأغنياء أين نداكم بلغ السيل عاليات القلال
هم عيال الرحمن،ماذا رأيتم أو صنعتم لهؤلاء العيال
وهذا هو حافظ إبراهيم يدعو المصلحين للمساهمة في القضاء على الفقر :
أيها المصلحون حناق بنا العيش و لم تحسنوا عليه القياما
و أغيثوا من الغلاء نفوساً قد تمنت مع الغلاء الحماما
وطفت على السطح مشكلة المرأة من حيث التعلم والوظيفة ودعا الأدباء للاهتمام بها. يقول حافظ إبراهيم :
من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علًه ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق