و السلام على اشرف المرسلين
اما بعد :
أسعد الله أوقاتكم اخواني ..
أهلا وسهلا بكـل أعضاء وزوار ومشرفي منتدانا الغـالي
تسود مجتمعاتنا معتقدات شعبية قديمة لها صلة بالتفاؤل والتشاؤم والحسد والمرض والتنبؤ بالغيب، ومنها ما يتعلق بأعضاء جسم الإنسان والحيوان والحشرات وأمور متفرقة أخرى.
فمن المعتقدات التي تتعلق بأعضاء الجسم "رفة جفن العين"، فرفة جفن العين اليسرى تنبئ بالخير لأصحابها بعكس رفة جفن العين اليمنى التي تعني توقع الشر, وإن أصاب جفن العين حكة فهذا يعني أن صاحبها سيبكي.
ومن المعتقدات المتعلقة بالعين أيضاً "العين الشريرة"، فيقال فلان عينه فارغة أي بمعنى أنه إذا نظر لكائن حي أو لأي شيء آخر عن كثب، سبب له الضرر لذلك فإن الناس الذين يخافون الإصابة بالعين الشريرة يعلقون خرزة زرقاء اللون لأنها باعتقادهم تدرأ الإصابة بالعين، ولهذه الإصابة -كما يرى الآخذون بهذا المعتقد- أعراض منها كثرة التثاؤب وارتخاء الجسم، إذ يعالج المصاب بالعين بما يسمى "تقسيمة الشبة" حيث تحرق الشبة في وعاء يمرر فوق رأس المصاب بشكل دائري، ويقرأ من يقوم بهذه العملية خلال ذلك آية الكرسي والمعوذتين, ويقال إن مادة الشبة المحترقة -كما يخيل للناظر إليها- تتشكل على هيئة الإنسان صاحب العين الشريرة وعقب ذلك تطحن الشبة المحترقة وتنثر في الهواء.
أما الحيوانات المصابة بالعين فتدرأ الإصابة بالعين عنها بحرق نبات الخردل في مهجعها, وفي بداية موسم الحليب لا زالت بعض الأسر بالأرياف والبوادي، تضيء سراجاً باستخدام الزيت أو السمن البلدي ويبقى السراج مشتعلاً حتى ينطفىء من تلقاء ذاته.
ومن المعتقدات المرتبطة بالأنف، أن حكة الأنف تنبؤ بأن صاحبه سيأكل لحما كثيراً، أما طنين الأذن اليمنى فيعني خيراً بعكس طنين الأذن اليسرى، لذلك فإن من تطن أذنه اليسرى يهمس بخوف قائلا "اللهم اجعله خيرا".
وعند تبديل أسنان الطفل اللبنية بالدائمة يمسك الطفل بسنه المخلوع وينظر إلى الشمس ملقياً السن باتجاهها قائلا "يا شمس خذي سني وأعطيني سن إبنك" أي سناً لامعاً, أما حبو الطفل القادر على المشي فذلك يعني قدوم ضيوف للأسرة.
واللسان إن ظهرت عليه تقرحات تسمى بـ"الشحادة" فهذا يعني أن الشخص المصاب أكل طعام غيره دون استئذان فظهرت الشحادة على لسانه لكشف أمره، وتعني حكة كف اليد اليمنى السلام على شخص عزيز غائب، فيما حكة اليد اليسرى تعني استلام نقود, بينما حكة قدم الرجل اليسرى تعني أن الشخص سيسير في جنازة وبالنسبة للمرأة تعني سفراً أو سيراً, وحكة القدم اليمنى عند الرجل والمرأة معاً فتعني سقوط المطر.
كثرة صهيل الخيل وانبطاحها على الأرض يعني موت صاحبها على اعتبار أن الخيل ترى ملك الموت وهو قادم, في حين أن نباح الكلاب على شكل عواء يعني موت أحد الأشخاص المقربين، لذلك يقول من يسمع عواء الكلب "فال الله ولا فالك".
كما يتشاءم الناس عموماً من صوت الغراب والبوم ويتفاءلون بكسر الزجاج، لذلك يقولون عند كسر الزجاج "شر وانتحى"، اما الموت المفاجئ للأطفال الرضع فيعزوه البعض إلى ما يسمونه "جدة العيال" وهي في اعتقادهم عبارة عن طير صغير الحجم يشبه البوم، لذلك لابد من إغلاق مكان نوم الطفل بشكل محكم حتى لا يفاجأ بذلك الطير الذي يجري اصطياده لاتقاء شره، ويحرق ريشه ويمرر الطفل من وسط دخانه، ولشفاء الطفل المصاب بمرض مزمن يعتقد البعض أنه يعالج بإلباسه ثوب طفل سليم, بينما تلبس المرأة العاقر لباس امرأة منجبة على اعتبار أن ذلك يساعد على الإنجاب.