- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
دين الروافض قائم على الكفر والزندقة
ومنهم الحوثيون الساعون في تدمير اليمن دينًا ودنيا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فليعلم المسلمون ما عند الروافض من الكفر والزندقة ولا سيما الخميني ومن على منهجه كالحوثيين في اليمن، وحزب اللات في لبنان، وأن فعل هؤلاء الخمينيين يحمل في طياته القضاء على الإسلام والمسلمين، لا سيما في اليمن والعراق.
فيا أيها اليمنيون، تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وليكن جهادكم للروافض ذبًّا عن الإيمان، ولإعلاء كلمة الله، وضعوا نصب أعينكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)؛ وبذلك ينصركم الله على أعدائكم وأعداء دينكم نصرًا مؤزرًا، قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].
وسأنقل للقراء بعض كفريات الروافض؛ ليعلم المخدوعون بهم حقيقة دينهم وحالهم.
فمن أقوال الخميني الكفرية ما يأتي:
1- قال الخميني في "الحكومة الإسلامية (ص93-94): "الولاية التكوينية لا يلزم من إثبات الولاية والحكومة للإمام -عليه السلام- ألا يكون لديه مقام معنوي. إذ للإمام مقامات معنوية مستقلة عن وظيفة الحكومة. وهي مقام الخلافة الكلية الإلهية التي ورد ذكرها على لسان الأئمة – عليه([1]) السلام- أحيانا، والتي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمام "ولي الامر".
من ضروريات مذهبنا أنه لا يصل أحد إلى مراتب الأئمة المعنوية. حتى الملك المقرب، والنبي المرسل. وفي الأساس فإن الرسول الأكرم –صلى الله عليه وسلم- والأئمة -عليهم السلام- وبحسب رواياتنا- كانوا أنوارا في ظل العرش قبل هذا العالم، وهم يتميزون عن سائر الناس في انعقاد النطفة و"الطينة"، ولهم من المقامات إلى ما شاء الله. وذلك كقول جبرائيل -عليه السلام- في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت"، أو كقولهم -عليهم السلام- "إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل" فوجود مقامات كهذه للأئمة -عليهم السلام- من أصول مذهبنا، وذلك بغض النظر عن موضوع الحكومة، كما أن هذه المقامات المعنوية ثابتة للزهراء -عليها السلام- مع أنها ليست بحاكم ولا خليفة ولا قاض، فهذه المقامات شيء آخر غير وظيفة الحكومة. ولذا عندما نقول إن الزهراء -عليها السلام- ليست بقاض ولا خليفة، فهذا لا يعني أنها مثلي ومثلكم، أو أنها لا تمتاز عنا معنوياً. وكذلك عندما يقال إن {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فقد ورد في حق الرسول –صلى الله عليه وسلم- كلام أرقى من كونه يمتلك مقام الولاية والحكومة على المؤمنين. ولسنا هنا في مجال الكلام حول ذلك؛ إذ يتكفل به علم آخر".
أقول:
أ - يقال: ما المراد بالولاية التكوينية؟
هل إن الأئمة يقولون للشيء: كن فيكون؟
وما المراد بمقام الخلافة الكلية الإلهية؟ هل المراد بذلك أن الأئمة يخلفون الله في تدبير أمر الكون كله خلقاً ورزقاً وإحياء وإماتة وعلماً بالغيوب؟
وهل القرآن والسنة دلَّا وبرهنا على هذه الخلافة الكلية الإلهية؟
يؤكد الخميني هذا ويوضحه فيقول: "والتي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمام "ولي الأمر"".
فينسب الخميني هذا إلى الأئمة. يا خميني ويا أتباع الخميني، هل في الدنيا كفر وإلحاد يفوق هذا الإلحاد والكفر؟
ب – أليست هذه العقيدة الكفرية تصادم نصوصاً قرآنية واضحة تُبيِّن حال خاتم الرسل مثل قول الله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف: 188).
مثل قوله تعالى معلمًا رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)) (سورة الجن).
فلم يقل الله لرسوله قل: إن لي مقام الخلافة الكلية الإلهية التي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمامي، وأني أعلم الغيوب أو أعلم غيب السماوات والأرض.
كما يدّعي الروافض هذه الدعاوى الكفرية ومنها: أن الأئمة يعلمون الغيوب كما هو من مضامين كلام الخميني هذا.
وله سلف من أئمة الرفض ومنهم الكليني حيث قال في الكافي (1/260-261): "باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم".
وساق بإسناده عن أبي عبد الله أنه قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً فَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ كَبُرَ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ فَقَالَ عَلِمْتُ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ".اهـ
وساق أيضا "عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَ يَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ قَالَ لَا اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْحَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً". وكتاب الكافي هذا عند الرافضة مثل صحيح البخاري.
جـ - وقوله: "من ضروريات مذهبنا أنه لا يصل أحد إلى مراتب الأئمة المعنوية. حتى الملك المقرب، والنبي المرسل".
انظر إليه كيف يفضل الأئمة على رسل الله الكرام المصطفين وعلى الملائكة المقربين وأن هذا من ضروريات مذهب الروافض.
وهذه عقيدة كفرية مدمرة، لا برهان لهم عليها من كتاب ولا سنة، وهي تتضمن تحقير الرسل ولأنها من جنس مفتريات اليهود.
ويكذبها الله في محكم كتابه.
قال تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
فخص الله هذا الاصطفاء بالملائكة وبالرسل من الناس فقط.
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
آدم ونوح وإبراهيم، ولم يقل: واصطفى أئمة هم أعلى مرتبة.
د - قوله: "وفي الأساس فإن الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- والأئمة -عليهم السلام- وبحسب رواياتنا- كانوا أنوارا في ظل العرش قبل هذا العالم، وهم يتميزون عن سائر الناس في انعقاد النطفة و"الطينة"، ولهم من المقامات إلى ما شاء الله".
أقول: لماذا لم يذكر الله هذا في محكم كتابه، ولم يذكر ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في سنته؟، ألا يدل هذا على جرأة الروافض وهذا الخميني على الإفك؟
لقد خلق الله الملائكة من نور، وخلق الجن من مارج من نار، وخلق آدم من طين.
كما صرّح بذلك رسول الله بالنسبة للملائكة، وكما صرّح القرآن والسنة بالنسبة لآدم والجن.
ثم ما هو البرهان على أن الله حوّل النبي –صلى الله عليه وسلم- والأئمة من أنوار إلى الطين، ثم إلى النطفة ثم إلى العلقة ...إلخ، تعالى الله ونزّه الله رسوله وأهل البيت عن افتراء الروافض.
وقوله: " ولهم من المقامات إلى ما شاء الله".
فنقول: هل هذه المقامات فوق الخلافة الكلية الإلهية وفوق خضوع جميع ذرات الوجود للأئمة؟، لا يستبعد أنه يرى أن هذه المقامات فوق تلك المقامات، وما بعدها بما في ذلك مقام الألوهية.
قوله: "وذلك كقول جبرائيل -عليه السلام- في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت".
يريد أن جبريل لو دنى أنملة من أنوار أهل البيت لاحترق، وهذا من الكذب الكبّار.
والدليل على كذب هذا الرافضي ما رواه الدارمي وغيره عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ: " هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟. فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، لَوْ دَنَوْتُ مِنْ أَدْنَاهَا لَاحْتَرَقْتُ". انظر الرد على الجهمية للدارمي (1/73) برقم (119).
وفي صحيح مسلم -رحمه الله- حديث (179) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ- لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ".
فهذا الحجاب خاصٌّ بالله عز وجل.
ومعلوم عن الروافض الكذب في شتى الميادين، والغلو في أهل البيت بما يشبه غلو النصارى في عيسى عليه الصلاة والسلام.
فالغلو مذموم في شريعتنا الغرّاء، لا سيما الغلو المؤدي إلى الكفر، كغلو اليهود والنصارى والروافض، قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ ...) الآية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ».
أخرجه البخاري في صحيحه حديث (3445)، وأحمد في مسنده حديث (154).
ولما قال بعض الناس: أنت سيد قريش؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السيد الله"، قال: أنت أفضلها فيها قولا وأعظمها فيها طولا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليقل أحدكم بقوله، ولا يستجره الشيطان".أخرجه الإمام أحمد في مسنده حديث (16307)، والبخاري في الأدب المفرد حديث (211). وأبو داود في سننه حديث (4806).
وفي كلام الخميني من الكفر والإلحاد ما لا يوجد له نظير في أقوال المشركين من قوم نوح، وعاد قوم هود، وثمود قوم صالح، ولا مشركي العرب، ولا في أقوال اليهود والنصارى.
وأتباع الخميني من الحرس الثوري إلى حزب اللات في لبنان إلى روافض العراق والحوثيين في اليمن، كلهم يؤمنون بعقائد الخميني وأسلافه ومنهجهم القائم على الكفر، والتقية القائمة على الكذب والكفر.
وعندهم من الحقد على الصحابة والمسلمين ما لا يوجد عند اليهود والنصارى والهندوس؛
وذلك انطلاق من تكفيرهم للصحابة الكرام وسائر المسلمين.
فعلى المسلمين في اليمن وغيرها أن يعرفوا حقيقة دين الروافض وشدة عداوتهم للإسلام والمسلمين.
ولا ينخدعوا بأكاذيبهم وتلبيساتهم القائمة على عقائدهم الكفرية ومنها التقية.
2- طعن الخميني في الله عز وجل والرسول الله صلى الله عليه وسلم، والقرآن.
قال في "كشف الأسرار" (ص154- 155): "ولذا ، فكما أن الله والرسول ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام، فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما، إذ أن الإمامة هي المنفذة للقانون الذي هو الهدف الأساسي للدين وسن القوانين".
أقول: فالله عز وجل -في نظره- والرسول صلى الله عليه وسلم ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام ولم يهتما بالإمامة على الوجه الذي يفتريه الروافض.
فلا مكان لهذا الغلو عند الله وعند رسوله والمؤمنين ومنهم أهل البيت الكرام الذين يرفضون افتراءات الروافض ونزه الله القرآن عن هذه الافتراءات الرافضية.
3- رمي الخميني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ أمر الإمامة طبقًا لما أمر الله، وبأن ذلك منه سبب الخلافات في أصول الدين وفروعه.
قال الخميني في كشف الأسرار (ص155): وحتى نوضح إحدى آيات القرآن التي كانت قد نزلت بعد في حجة الوداع، وعقب تنصيب أمير المؤمنين إماماً، وذلك بشهادة من الشيعة وأهل السنة، فالآية (5) من سورة المائدة تقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر به الله، وبذل المساعي في هذا المجال، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه. بل وحتى الخلافات الموجودة بين المجتهدين من الشيعة إنما مردها إلى يوم السقيفة, ذلك أن اختلاف الآراء ناشئ من اختلاف الأخبار, وفي الغالب ناشئ من الأخبار الخاصة بالتقية، والتي أوردنا ذكرها من قبل، ولو كانت الإمامة قد أُعطيت لأهلها لما كان للتقية ثمة احتياج. إذاً فإن كل ما يعاني منه المسلمون اليوم إنما هو من آثار السقيفة".
أقول:
1- في هذا الكلام طعن خبيث في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرسول الله عنده خائن؛ لأن الله أوحى إليه أمر الإمامة ولكنه لم يبلغ هذا الأمر العظيم الذي يجب الاهتمام به كالاهتمام بالقرآن.
2- وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبذل في هذا المجال -أي: مجال الإمامة- جهودًا عظيمة طبقًا لما أمره الله به، ولكنه عصى وخالف أمر الله.
3- وترتب على هذه الخيانة وعدم بذل الجهود في إظهار مكانة الإمامة أن نشبت الخلافات في البلدان الإسلامية والمشاحنات والمعارك.
4- بل إن الخلافات في أصول الدين وفروعه بين الأمة إنما ترجع أسبابها إلى عدم تبليغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمره الله به من إذاعة أمر الإمامة ونشرها باهتمام بالغ بين الأمة.
5- وحتى الخلافات الموجودة بين المجتهدين من الروافض إنما مردها إلى يوم السقيفة الذي ترتب الخلاف فيه على عدم اهتمام الرسول بالإمامة، وعدم اهتمامه بتبليغها، وبرأ الله السقيفة وأهلها من هذا الافتراء؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم ائتلفت قلوبهم في نفس السقيفة بكل سهولة، وعلي رضي الله عنه أيد هذا الاتفاق الرائع، ولم يكن لذلك أي أثر بين الصحابة الكرام ومنهم علي رضي الله عنهم، وأهل السنة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
6- وتقية الرافضة لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة لها بيوم السقيفة وكم للروافض من تهاويل ومبالغات في فضلها ومكانتها وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله.
أما مهدي الروافض فإنه من أكاذيبهم وأساطيرهم، ولهم روايات يخترعونها لغيبة مهديهم تضحك مها الثكلى؛ فقد روى إمامهم محمد بن يعقوب الكليني روايات عن هذا المهدي منها:
"عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً تَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ أَ رَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا فَقَالَ لَا وَاللَّهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَلَا فِي الدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ وَلَكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَيَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَمْ تَكُونُ الْحَيْرَةُ وَ الْغَيْبَةُ قَالَ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِينَ فَقُلْتُ وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ أَنَّى لَكَ بِهَذَا الْأَمْرِ يَا أَصْبَغُ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ خِيَارِ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ مَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ ثُمَّ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَإِرَادَاتٍ وَغَايَاتٍ وَنِهَايَاتِ.
عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ ( عليه السلام ) غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ إِنَّهُ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ يَعْنِي الْقَتْلَ". انظر الكافي (1/338).
وهناك روايات كثيرة ساقها الكليني قائمة على الكذب والتناقضات.
4- الخميني يحط من دعوات الرسل جميعًا بما فيهم أكرم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- ويرميهم بالفشل، ويفضل على دعوتهم دعوة المهدي المعدوم الذي اخترعه الروافض الأفاكون، فيقول:
"إن كل نبي جاء لنشر العدل في العالم ولكن جميع الأنبياء لم ينجحوا في أهدافهم حتى إن خاتم المرسلين الذي أرسل لإصلاح البشرية وتنفيذ العدل وتربية الناس لم ينجح في عصره وسينجح الإمام المهدي في كل ذلك."اهـ انظر مجلة طهران تايمز الصادرة في مدينة قم الإيرانية بتاريخ 29 يونيو 1980م.
فهذا طعن في الأنبياء ولاسيما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نجح في أهدافه غاية النجاح في نشر الإسلام وإعلائه، ونصره الله تبارك وتعالى في جميع معاركه: في بدر، وفي حنين، وفتح مكة، وفي خيبر، وفي اليمن، وفي سائر الجزيرة العربية.
وفي غزوة تبوك لم يستطع النصارى مواجهته فيها؛ فأحجموا عن مواجهته، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
وهذا من أوضح دلائل ظهور نبوته صلى الله عليه وسلم.
ومن السنة ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (28/154) برقم (16957) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «[ص:155] لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: «قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ».
وروى رحمه الله في المسند (39/236) برقم (23814) عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا».
والحديث رواه الحاكم في المستدرك (4/594) برقم (8393)، والطبراني في الكبير (20/354) برقم (601)، والبيهقي في الكبرى (9/305) برقم (18618).
ونجح خلفاؤه الراشدون في نشر الإسلام، وفتح الله على أيديهم الفتوحات العظيمة في مشارق الأرض ومغاربها إكمالا لنجاح الرسول عليه الصلاة والسلام، وفتح الله على أيديهم العالم في مشارقه ومغاربه ومن ذلك إسقاطهم لملك فارس بلد أجدادكم المجوس؛ قال الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
5-تطبيق الخلفاء الراشدين للإسلام عند الخميني لغو وهراء وعمل صبياني.
قال في "كشف الأسرار" (ص154):
"ومن هنا فإن سن القوانين بدون وجود الإمامة يكون لغواً وهراء، بل وعملاً صبيانياً وخارجاً عن معايير العقل، فبالإمامة يكتمل الدين، والتبليغ يتم".
أقول:
أ- إن الله قد بيّن في كتابه كل العقائد المحتمة والتشريعات الواضحة المحكمة، وهذان الأمران المهمان الضروريان قيام المؤمنين بهما على الوجوه المشروعة يؤدي إلى السعادة والكرامة في الدنيا والآخرة، وقد قام بهما الخلفاء الراشدون المشهود لهم بالجنة.
ب- لا وجود للإمامة لا في الكتاب ولا في السنة، وإنما هي من اختراعات زنادقة الروافض وأكاذيبهم التي لا يُلحَقُون فيها.
ويريد الخميني بهذا الأسلوب إسقاط الخلفاء الراشدين وعدالتهم وعدلهم وجهادهم، تلك الأمور المنطلقة من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ولقد فتح المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين معظم المعمورة، وأسقطوا أقوى الدول الكافرة من الروم والفرس وغيرهما، وذلك بتوفيق الله ونصره للمؤمنين الصادقين المخلصين، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون، وذلك تحقيق لوعد الله الذي وعد به عباده المخلصين.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
فبإيمانهم الصادق وعملهم الصالح استحقوا هذا الاستخلاف في الأرض وهذه العزة والتمكين.
أضف إلى ذلك وعود الله لهم بالنصر في عدد من الآيات مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
ومثل قوله تعالى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا).
ومثل قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
والأئمة من أهل البيت يعترفون بفضل ومكانة الخلفاء الراشدين، ويعترفون بما حقق الله على أيديهم من الفتوحات العظيمة الواسعة، وما أيدهم الله به من الانتصارات على أعدائه في مشارق الأرض ومغاربها، وما قاموا به من العدل وتطبيق الشريعة على الوجه الصحيح.
أما الروافض فإن ذلكم الأمر العظيم يغيظهم ويملأ قلوبهم حقدًا.
فتراهم يطعنون فيهم بكل الطعون الفاجرة، بل ويكفرونهم، ويعادونهم أشد من عداوة اليهود والنصارى.
جـ- انظر إلى هذا الأسلوب الهابط والدعاوى الكاذبة التي لا يرضاها الله ولا رسوله ولا أهل البيت الشريف، مثل قول هذا الأفاك: "ولذا ، فكما أن الله والرسول ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام، فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما، إذ أن الإمامة هي المنفذة للقانون الذي هو الهدف الأساسي للدين وسن القوانين".
فهذا الأسلوب الرافضي المنطلق من الغلو لا يرضاه الله، ولم يخطر ببال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر إلى قوله: "فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما".
وكلامه هذا يحمل في طياته أن الله ثم رسوله صلى الله عليه وسلم لم يقوما بما يفتريه من أنه ينبغي أن يكون للإمامة نفس المكانة التي أعطاها الله ثم رسوله للقرآن والدين.
وهذا الإفك ما يرضاه أهل البيت الشريف، وهم يعترفون وراضون بما قام به الخلفاء الراشدون من جهاد وإعلاء كلمة الله وتطبيق القرآن والسنة على أكمل الوجوه، ولم يسنوا القوانين التي يهرف بها الخميني، ولا يبعد أنه قد سنَّ قوانين على طريقة سادته أهل الغرب، الذين ساعدوا على قيام دولته الرافضية، القائمة على الشرك والإلحاد.
6- طلب الحاجة من الأموات ليس شركاً في دين الخميني والروافض.
قال في "كشف الأسرار" (ص49-50): "طلب الحاجة من الأموات ليس شركاً: يقولون: "إن طلب الحاجة من الأموات شرك، لأن الرسول أو الإمام بعد موته إنما هو جماد، ولا يرجى منه لا نفع ولا ضر".
وفي الرد على ذلك نقول: لا؛ إنهم لم يحددوا لنا أبعاد الشرك والكفر حتى نعد ما يريدونه هم شركاً.
وبعد أن تبين أن الشرك هو طلب الشيء من غير رب العالمين على أساس كونه إلهاً، فإن ما دون ذلك ليس بالشرك، ولا فرق في ذلك بين حي وميت، فَطَلب الحاجة مِن الحجر أو الصَّخْر ليس شِركا، وإن يكن عملا باطلا، ثم إننا نطلب المدد مِن الأرواح المقدَّسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القُدْرة.
وقد ثبت بالبراهين الدامغة والأدلة العقلية الثابتة بأن الروح –بعد خلاصها من الجسد- إنما تظل باقية، وأن إحاطة الأرواح بهذا العالم تكون بعد الموت بشكل أعلى وأكثر، والفلاسفة يعتبرون تبدد الأرواح وزوالها أمراً محالاً.
إن هذا المسألة تعتبر من المسائل الفلسفية الحتمية التي ثبتت لدى العلماء وكبار فلاسفة ما قبل الإسلام وما بعده. كما أن جميع الشعوب -من يهود ونصارى ومسلمين- يعدون ذلك من الأمور الواضحة، ومن ضرورات أديانهم، بل إن خلود الروح وبقاءها أمر ثبتت صحته لدى دعاة الفلسفة الروحية والإلهية في أوروبا".
أقول: إن هذا الكلام لنا شيء عن عدم التسليم بنصوص القرآن الكريم الدالة على أن دعاء غير الله شرك بالله.
1- دعاء الأموات والاستغاثة بهم شرك وضلال كما في عدد من نصوص القرآن الكريم، قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) [الأحقاف:5].
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 14].
بين الله أن المدعوين من دون الله لا يملكون قطميرا، وأنهم لا يسمعون دعاء من يدعوهم ولو سمعوا ما استجابوا لهم ويوم القيامة يكفرون بشركهم ويسمون هذا الدعاء شركًا.
وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [فاطر: 60].
فالدعاء عبادة بنصِّ هذه الآيات وما سبقها، والذي يدعو غير الله يرتطم في الشرك والضلال، ولاسيما الروافض الذين يعبدون الحسين رضي الله عنه ويستقبلون قبره في سجودهم وهم مستدبرون الكعبة ويذبحون له ويعبدون غيره من أهل البيت.
وحتى يعبدون أبا لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2- وقولك عن أهل التوحيد "إنهم يقولون عن الرسول أو الإمام بعد موته إنما هو جماد".
من الكذب؛ فأرواح الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأرواح الشهداء والمؤمنين في الجنة تسرح فيها كيف شاءت[2]، ومع ذلك لا يجوز أن يُدْعَوا مع الله أو دونه؛ لأن الدعاء عبادة وصرف هذه العبادة لغير الله شرك أكبر بنص القرآن.
3- وقولك: "وبعد أن تبين لنا أن الشرك هو طلب الشيء من غير رب العالمين على أساس كونه إلهًا"
كلامٌ باطل، وترويج للشرك بالله ومن أين لك هذا الشرط؟!
فالمشركون يقولون عن معبوداتهم: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى قال تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس: 18].
ويقول تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
فهم يفرقون بين الله وبين معبوداتهم، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله في قضاء مطالبهم التي لا يملكها ويخلقها إلا الله.
4- وقولك: "وما دون ذلك ليس بشرك". أقول: قد تبين للقارئ أن ما دون ذلك شرك.
5- وقولك: "ولا فرق في ذلك بين حي وميت. فَطَلب الحاجة مِن الحجر أو الصَّخْر ليس شِركا ، وإن يكن عملا باطلا، ثم إننا نطلب المدد مِن الأرواح المقدَّسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القُدْرة".
أقول:
إن في هذا القول لدعوة صارخة إلى الشرك الأكبر، ومصادم للنصوص القرآنية السالفة الذِّكر، ودعوة صارخة إلى عبادة الأحجار والصخور، وطلب المدد من أرواح الأنبياء، وشرك أكبر كما في النصوص السابقة، والله يقول: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) [سبأ:40-42].
وما هي القدرة التي منحها الله للأنبياء والأئمة؟! إن هذا لمن الافتراء على الله؛ فالله يقول لأفضل الرسل: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188].
فإذا كان هذا هو واقع أفضل البشر فكيف يملك ذلك غيره؟! وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) [الجن: 21]، فهل الروافض يكذبون بهذه الآيات القرآنية العظيمة؟!
فالأنبياء والأئمة سيستهزؤون بهم وسيقولون كما قالت الملائكة لأسلافكم من المشركين: (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) [سبأ: 41].
7- التربة واهبة للحياة عند الخميني. قال الخميني في "كشف الأسرار" (ص61-62): "نأتي هنا بشهادة من القرآن الكريم لكي يعلم الجميع بأن الله يمنح آثار الحياة للتراب الذي يدوسه الأحياء، فقد جاء في الآية (96) من سورة طه:
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا).
تقول الآية: إن موسى قال للسامري: كيف أحييت البقرة؟ فقال: إنه رأى ما لم يره سواه، أي: إنه تناول قبضة من التراب من تحت أقدام النبي، ونثرها على البقرة، فعادت إليها الحياة".
أقول:
1- الخميني يدعو إلى اتخاذ التربة ندًّا لله عز وجل، ونزه الله كتابه وآياته مما يفتريه الخميني على الآية التي اختطفها من سياق الآيات التي تذم عمل السامري وبني إسرائيل الذين أضلهم السامري.
وهاك الآيات الكريمات التي تدل على ضد ما افتراه الخميني، قال تعالى مخاطبًا رسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)).
فالله اعتبر عمل السامري ومن اتبعه من بني إسرائيل فتنة وأن السامري قد أضلهم، وتفيد الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى قومه غضبان أسفا؛ لأن عمل السامري ومن تابعه شرك وكفر بالله، والخميني يدعو إلى الشرك بالتربة واتحادها ندًّا لله.
2- هدد موسى عليه السلام قومه بغضب من الله، وذمهم بإخلاف موعده.
3- ذم الله إجرام السامري إخراجه من الحُلي عجلًا جسدًا له خوار، أي: العجل مجرد جسد لا روح له، وهذا ضد ما يقوله الخميني؛ فليس لهذا الجسد حياة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لا والله، ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج من فمه، فيسمع له صوت". انظر تفسير ابن كثير لهذه الآيات.
4- بين الله حال هذا الجسد وأنه لا حياة له، فقال: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)، فأين هي الحياة التي يهبها فاقد الحياة؟!
5- ذكر الله إنكار هارون على من فتن بالعجل حيث قال لهم: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)، فاعتبرها هارون أن عمل بني إسرائيل هذا شركًا بالله.
6- أنكر رسول الله موسى إجرام السامري فقال له: (فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) فقال السامري: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).
7- فلم يعذره موسى وتوعده ببلاء من الله فقال: (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ) من شدة الألم الذي ينزل به.
8- وتوعده بأن يحرق إلهه الذي لا حياة له، قال تعالى: (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).
9- وفي الأخير قال موسى: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)، فلا إله لكم إلا الله وحده لا العجل الموات ولا غيره.
لقد ارتكب الخميني أمرًا إدًّا بقلبه للحقائق التي تضمنتها هذه الآيات الكريمات الداعية إلى التوحيد والمحاربة للشرك.
10- قال تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)).
فالله يدين من عبدوا العجل بالظلم، والمراد هنا الظلم الأكبر الذي هو الشرك، ويحكم على قومه بهذا الظلم الشركي، ويأمرهم بالتوبة من هذا الشرك الأكبر، ويأمرهم بقتل بعضهم بعضًا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} قَالَ: أَمَرَ مُوسَى قَوْمَهُ -مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ -أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسَهُمْ قَالَ: وَاحْتَبَى الَّذِينَ عَبَدُوا (4) الْعِجْلَ فَجَلَسُوا، وَقَامَ الَّذِينَ لَمْ يَعْكُفُوا عَلَى الْعِجْلِ، فَأَخَذُوا الْخَنَاجِرَ بِأَيْدِيهِمْ، وَأَصَابَتْهُمْ ظُلَّة (5) شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَانْجَلَتِ الظلَّة (6) عَنْهُمْ، وَقَدْ أَجْلَوْا عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ، كُلُّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ، وَكُلُّ مَنْ بَقِيَ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّة أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَا قَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالْخَنَاجِرِ فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَا يَحْنُو رَجُلٌ عَلَى قَرِيبٍ وَلَا بَعِيدٍ، حَتَّى أَلْوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ، فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، فكُشِفَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْفِ قَتِيلٍ. وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى: أَنْ حَسْبي، فَقَدِ اكْتَفَيْتُ، فَذَلِكَ حِينَ أَلْوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوُ ذَلِكَ. انظر تفسير ابن كثير عند الآيات المذكورة.
فهذه الآيات فيها إنكار شديد لعمل السامري ومن تابعه من بني إسرائيل وإدانة لهم بالشرك والظلم، وحكم عليهم بالقتل.
كل هذا يكتمه الخميني الداعي إلى الشرك بالتربة ويمدحها بأنها واهبة الحياة، فهذا حثٌّ منه على طلب الروافض الحياة من التربة ولاسيما تربة الحسين التي يقدسونها والتي يقول فيها شاعر الروافض:
هي الطفوف فطف سبعا لمغناها فما لمكة معنى مثل معناها
أرض ولكنما السبــــــــع الطباق لها دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
الشيعة يرمون المسلمين بأنهم أولاد بغايا ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم، فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل)، (بحار الأنوار 27/ 231).
وقال الكليني في الكافي (8/285) (431) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم؟ فقال لي: الكف عنهم أجمل، ثم قال: والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا". وعلق الإمام([3]) الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس. انظر كتاب: لله ثم للتاريخ (ص89).
وساق الكليني في الكافي (8/245) برقم (341) عن أبي جعفر عليه السلام قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد ابن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم".
8- ويقول الروافض بجواز المتعة ويفترون على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعلى آل بيته الافتراءات العظيمة.
قال السيد حسين الموسوي في كتاب "لله ثم للتأريخ" (ص33-35):"المتعة وما يتعلق بها كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (المرأة عند الشيعة) لكني عدلت عن ذلك لأني رأيت أن كل الروايات التي روتها كتبنا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى أمير المؤمنين وأبي عبد الله - عليه السلام - وغيرهما من الأئمة. فما أردت أن يصيب الأئمة عليهم السلام أي طعن لأن في تلك الروايات من قبيح الكلام ما لا يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللأئمة عليهم السلام.
لقد استغلت المتعة أبشع استغلال، وأهينت المرأة شر إهانة، وصار الكثيرون يشبعون رغباتهم الجنسية تحت ستار المتعة وباسم الدين، عملاً بقوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء:24]، لقد أوردوا روايات في الترغيب بالمتعة، وحددوا أو رتبوا عليها الثواب وعلى تاركها العقاب، بل اعتبروا كل من لم يعمل بها ليس مسلماً.
اقرأ معي هذه النصوص:
1-قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة) فهل الذي يتمتع كمن زار الكعبة سبعين مرة؟ وبمن؟ بامرأة مؤمنة؟
هذا الحديث الباطل مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإباحة المتعة منسوخة بما رواه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المتعة وعن لحوم الحُمُر الأهلية يوم خيبر. أخرجه البخاري برقم (4216)، ومسلم برقم (1407).
2- روى الصدوق عن الصادق -عليه السلام- قال: (إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366) وهذا تكفير لمن لم يقبل بالمتعة.
3-قيل لأبي عبد الله -عليه السلام-: هل للمتمتع ثواب؟ قال: (إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366).
4-قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع مرة أمن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366)، قلت: ورغبة في نيل هذا الثواب فإن علماء الحوزة في النجف وجميع الحسينيات ومشاهد الأئمة يتمتعون بكثرة، وأخص بالذكر منهم السيد الصدر والبروجرودي والشيرازي والقزويني والطباطبائي، والسيد المدني إضافة إلى الشاب الصاعد أبو الحارث الياسري وغيرهم، فإنهم يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبة في نيل هذا الثواب ومزاحمة النبي صلوات الله عليه في الجنان.
وروى السيد فتح الله الكاشاني في تفسير منهج الصادقين عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين -عليه السلام-، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن -عليه السلام-، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب -عليه السلام- ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي).
لو فرضنا أن رجلاً قذراً تمتع مرة أفتكون درجته كدرجة الحسين -عليه السلام-؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً كانت درجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام؟ أمنزلة النبي صلوات الله عليه ومنزلة الأئمة هينة إلى هذا الحد؟؟ ... . وقد بين الكليني أن المتعة تجوز ولو لضجعة واحدة بين الرجل والمرأة، وهذا منصوص عليه في فروع (الكافي 5/ 460).
ولا يشترط أن تكون المتمتع بها بالغة راشدة، بل قالوا يمكن التمتع بمن في العاشرة من العمر ولهذا روى الكليني في (الفروع 5/ 463)، والطوسي في (التهذيب 7/ 255)، أنه قيل لأبي عبد الله -عليه السلام-: (الجارية الصغيرة هل يتمتع بها الرجل؟ فقال: نعم إلا أن تكون صبية تخدع. قيل: وما الحد الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: عشر سنين)".
وقال حسين الموسوي في (ص37) من هذا الكتاب:
"وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال:
"لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً –أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً".
انظر كتابه "تحرير الوسيلة (2/241 مسألة رقم 12".
9- تقديس الروافض للنفاق المسمى عندهم: تقية.
قال إمام الرفض والرافضة محمد بن يعقوب الكليني الرازي في كتابه الكافي –بعد أن ساق إسناده إلى أبي عبد الله (يعني جعفر الصادق –المظلوم المفترى عليه-)-:
1- في قول الله تعالى (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) [القصص: 54]. قال: "صبروا على التَّقِيَّة".(وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) [القصص: 54]. قال: "الحسنة التَّقِيَّة، والسيئة الإذاعة".
2- وساق الكليني إسناده إلى أبي عمر الأعجمي قال: "قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة، ولا دين لمن لا تقِيَّة له، والتَّقِيَّة في كلِّ شيء إلا مسألتين في النبيذ والمسح على الخفين". هكذا: "تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة، ولا دين لمن لا تَقِيَّة له، والتَّقِيَّة في كل شيء إلا في مسألتين".
فأي دين هذا عند الروافض الذي هذا حاله وحال أهله؟!! فهل نصوص القرآن والسُّنَّة والفقهاء تعني هذه التَّقِيَّة؟!! برأ الله الإسلام والمسلمين وأهل البيت ومنهم جعفر الصادق منها.
3- وساق الكليني إسناده إلى حبيب بن بشر، قال: "قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول: لا والله ما على الأرض شيء أحب إليَّ من التَّقِيَّة، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تحك له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس في هدنة فلو كان قد كان ذلك كان هذا".
4- وساق الكليني بإسناده إلى أَبي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلًا يُعَيِّرُونَّا بِهِ فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً وَلَا تَكُونُوا عَلَيْهِ شَيْناً صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَلَا يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَأَنْتُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ وَاللَّهِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْخَبْءِ قُلْتُ وَمَا الْخَبْءُ قَالَ: التَّقِيَّةُ. [انظر هذه النصوص في الكافي (ج 2 ص217 - 218)].
يعني أن التَّقِيَّة أحب إليه من الإسلام وعقائده وأحكامه ومن المسلمين، وحاشا أبا عبد الله وأباه من هذا الإفك، وإنما هذا دين الشيعة الإمامية وأشكالهم الذين وضعوا أنفسهم وعقائدهم في حالة حرب مستمرة إلى أن يخرج أسطورة قائمهم المخترع من العدم للضحك على الروافض أنفسهم قبل غيرهم.
وكيف يفتري على أبي عبد الله أنه قال: التقية تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له.
ونقول: نعم، إن التقية تسعة أعشار دين الروافض الباطنية ولا دين باطني لمن لا تقية له، وبرأ الله الإسلام والمسلمين.
قال الخميني في كتابه كشف الأسرار (148): إن كل من له أقل قدر من التعقل يدرك أن حكم التقية من أحكام الإله المؤكدة، فقد جاء أنَّ من لا تقية له لا دين له.
أقول: تأمل هذا الإفك الكبار، حيث يقول هذا الباطني إن حكم التقية من الأحكام المؤكدة، ويعني بها تقية الروافض، وهو يشير إلى النص الذي افتراه إمامه الكليني وهو أَمَامَك؛ حيث ينسب إلى أبي عبد الله أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) وهذا فيه تكفير للأنبياء والمسلمين الصادقين من الأولين والآخرين؛ لأنهم لا تقية لهم، وبرأهم الله منها ونزههم عما تحمله التقية من الضلال الكبير والكفريات المدمرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
10/ربيع أول/1437هـ
([1]) كذا.
([2]) الحديث أخرجه مسلم برقم (1887) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
([3]) أي: إمام الروافض.
منقول من موقع تصفية و التربية
دين الروافض قائم على الكفر والزندقة
ومنهم الحوثيون الساعون في تدمير اليمن دينًا ودنيا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فليعلم المسلمون ما عند الروافض من الكفر والزندقة ولا سيما الخميني ومن على منهجه كالحوثيين في اليمن، وحزب اللات في لبنان، وأن فعل هؤلاء الخمينيين يحمل في طياته القضاء على الإسلام والمسلمين، لا سيما في اليمن والعراق.
فيا أيها اليمنيون، تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وليكن جهادكم للروافض ذبًّا عن الإيمان، ولإعلاء كلمة الله، وضعوا نصب أعينكم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)؛ وبذلك ينصركم الله على أعدائكم وأعداء دينكم نصرًا مؤزرًا، قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].
وسأنقل للقراء بعض كفريات الروافض؛ ليعلم المخدوعون بهم حقيقة دينهم وحالهم.
فمن أقوال الخميني الكفرية ما يأتي:
1- قال الخميني في "الحكومة الإسلامية (ص93-94): "الولاية التكوينية لا يلزم من إثبات الولاية والحكومة للإمام -عليه السلام- ألا يكون لديه مقام معنوي. إذ للإمام مقامات معنوية مستقلة عن وظيفة الحكومة. وهي مقام الخلافة الكلية الإلهية التي ورد ذكرها على لسان الأئمة – عليه([1]) السلام- أحيانا، والتي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمام "ولي الامر".
من ضروريات مذهبنا أنه لا يصل أحد إلى مراتب الأئمة المعنوية. حتى الملك المقرب، والنبي المرسل. وفي الأساس فإن الرسول الأكرم –صلى الله عليه وسلم- والأئمة -عليهم السلام- وبحسب رواياتنا- كانوا أنوارا في ظل العرش قبل هذا العالم، وهم يتميزون عن سائر الناس في انعقاد النطفة و"الطينة"، ولهم من المقامات إلى ما شاء الله. وذلك كقول جبرائيل -عليه السلام- في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت"، أو كقولهم -عليهم السلام- "إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل" فوجود مقامات كهذه للأئمة -عليهم السلام- من أصول مذهبنا، وذلك بغض النظر عن موضوع الحكومة، كما أن هذه المقامات المعنوية ثابتة للزهراء -عليها السلام- مع أنها ليست بحاكم ولا خليفة ولا قاض، فهذه المقامات شيء آخر غير وظيفة الحكومة. ولذا عندما نقول إن الزهراء -عليها السلام- ليست بقاض ولا خليفة، فهذا لا يعني أنها مثلي ومثلكم، أو أنها لا تمتاز عنا معنوياً. وكذلك عندما يقال إن {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فقد ورد في حق الرسول –صلى الله عليه وسلم- كلام أرقى من كونه يمتلك مقام الولاية والحكومة على المؤمنين. ولسنا هنا في مجال الكلام حول ذلك؛ إذ يتكفل به علم آخر".
أقول:
أ - يقال: ما المراد بالولاية التكوينية؟
هل إن الأئمة يقولون للشيء: كن فيكون؟
وما المراد بمقام الخلافة الكلية الإلهية؟ هل المراد بذلك أن الأئمة يخلفون الله في تدبير أمر الكون كله خلقاً ورزقاً وإحياء وإماتة وعلماً بالغيوب؟
وهل القرآن والسنة دلَّا وبرهنا على هذه الخلافة الكلية الإلهية؟
يؤكد الخميني هذا ويوضحه فيقول: "والتي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمام "ولي الأمر"".
فينسب الخميني هذا إلى الأئمة. يا خميني ويا أتباع الخميني، هل في الدنيا كفر وإلحاد يفوق هذا الإلحاد والكفر؟
ب – أليست هذه العقيدة الكفرية تصادم نصوصاً قرآنية واضحة تُبيِّن حال خاتم الرسل مثل قول الله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف: 188).
مثل قوله تعالى معلمًا رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21)) (سورة الجن).
فلم يقل الله لرسوله قل: إن لي مقام الخلافة الكلية الإلهية التي تكون بموجبها جميع ذرات الوجود خاضعة أمامي، وأني أعلم الغيوب أو أعلم غيب السماوات والأرض.
كما يدّعي الروافض هذه الدعاوى الكفرية ومنها: أن الأئمة يعلمون الغيوب كما هو من مضامين كلام الخميني هذا.
وله سلف من أئمة الرفض ومنهم الكليني حيث قال في الكافي (1/260-261): "باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم".
وساق بإسناده عن أبي عبد الله أنه قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا فِي الْجَنَّةِ وَأَعْلَمُ مَا فِي النَّارِ وَأَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ هُنَيْئَةً فَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ كَبُرَ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ مِنْهُ فَقَالَ عَلِمْتُ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ".اهـ
وساق أيضا "عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَ يَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ قَالَ لَا اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْحَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً". وكتاب الكافي هذا عند الرافضة مثل صحيح البخاري.
جـ - وقوله: "من ضروريات مذهبنا أنه لا يصل أحد إلى مراتب الأئمة المعنوية. حتى الملك المقرب، والنبي المرسل".
انظر إليه كيف يفضل الأئمة على رسل الله الكرام المصطفين وعلى الملائكة المقربين وأن هذا من ضروريات مذهب الروافض.
وهذه عقيدة كفرية مدمرة، لا برهان لهم عليها من كتاب ولا سنة، وهي تتضمن تحقير الرسل ولأنها من جنس مفتريات اليهود.
ويكذبها الله في محكم كتابه.
قال تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ).
فخص الله هذا الاصطفاء بالملائكة وبالرسل من الناس فقط.
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
آدم ونوح وإبراهيم، ولم يقل: واصطفى أئمة هم أعلى مرتبة.
د - قوله: "وفي الأساس فإن الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- والأئمة -عليهم السلام- وبحسب رواياتنا- كانوا أنوارا في ظل العرش قبل هذا العالم، وهم يتميزون عن سائر الناس في انعقاد النطفة و"الطينة"، ولهم من المقامات إلى ما شاء الله".
أقول: لماذا لم يذكر الله هذا في محكم كتابه، ولم يذكر ذلك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في سنته؟، ألا يدل هذا على جرأة الروافض وهذا الخميني على الإفك؟
لقد خلق الله الملائكة من نور، وخلق الجن من مارج من نار، وخلق آدم من طين.
كما صرّح بذلك رسول الله بالنسبة للملائكة، وكما صرّح القرآن والسنة بالنسبة لآدم والجن.
ثم ما هو البرهان على أن الله حوّل النبي –صلى الله عليه وسلم- والأئمة من أنوار إلى الطين، ثم إلى النطفة ثم إلى العلقة ...إلخ، تعالى الله ونزّه الله رسوله وأهل البيت عن افتراء الروافض.
وقوله: " ولهم من المقامات إلى ما شاء الله".
فنقول: هل هذه المقامات فوق الخلافة الكلية الإلهية وفوق خضوع جميع ذرات الوجود للأئمة؟، لا يستبعد أنه يرى أن هذه المقامات فوق تلك المقامات، وما بعدها بما في ذلك مقام الألوهية.
قوله: "وذلك كقول جبرائيل -عليه السلام- في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت".
يريد أن جبريل لو دنى أنملة من أنوار أهل البيت لاحترق، وهذا من الكذب الكبّار.
والدليل على كذب هذا الرافضي ما رواه الدارمي وغيره عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ: " هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟. فَانْتَفَضَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، لَوْ دَنَوْتُ مِنْ أَدْنَاهَا لَاحْتَرَقْتُ". انظر الرد على الجهمية للدارمي (1/73) برقم (119).
وفي صحيح مسلم -رحمه الله- حديث (179) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ -وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ- لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ".
فهذا الحجاب خاصٌّ بالله عز وجل.
ومعلوم عن الروافض الكذب في شتى الميادين، والغلو في أهل البيت بما يشبه غلو النصارى في عيسى عليه الصلاة والسلام.
فالغلو مذموم في شريعتنا الغرّاء، لا سيما الغلو المؤدي إلى الكفر، كغلو اليهود والنصارى والروافض، قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ ...) الآية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ».
أخرجه البخاري في صحيحه حديث (3445)، وأحمد في مسنده حديث (154).
ولما قال بعض الناس: أنت سيد قريش؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "السيد الله"، قال: أنت أفضلها فيها قولا وأعظمها فيها طولا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليقل أحدكم بقوله، ولا يستجره الشيطان".أخرجه الإمام أحمد في مسنده حديث (16307)، والبخاري في الأدب المفرد حديث (211). وأبو داود في سننه حديث (4806).
وفي كلام الخميني من الكفر والإلحاد ما لا يوجد له نظير في أقوال المشركين من قوم نوح، وعاد قوم هود، وثمود قوم صالح، ولا مشركي العرب، ولا في أقوال اليهود والنصارى.
وأتباع الخميني من الحرس الثوري إلى حزب اللات في لبنان إلى روافض العراق والحوثيين في اليمن، كلهم يؤمنون بعقائد الخميني وأسلافه ومنهجهم القائم على الكفر، والتقية القائمة على الكذب والكفر.
وعندهم من الحقد على الصحابة والمسلمين ما لا يوجد عند اليهود والنصارى والهندوس؛
وذلك انطلاق من تكفيرهم للصحابة الكرام وسائر المسلمين.
فعلى المسلمين في اليمن وغيرها أن يعرفوا حقيقة دين الروافض وشدة عداوتهم للإسلام والمسلمين.
ولا ينخدعوا بأكاذيبهم وتلبيساتهم القائمة على عقائدهم الكفرية ومنها التقية.
2- طعن الخميني في الله عز وجل والرسول الله صلى الله عليه وسلم، والقرآن.
قال في "كشف الأسرار" (ص154- 155): "ولذا ، فكما أن الله والرسول ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام، فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما، إذ أن الإمامة هي المنفذة للقانون الذي هو الهدف الأساسي للدين وسن القوانين".
أقول: فالله عز وجل -في نظره- والرسول صلى الله عليه وسلم ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام ولم يهتما بالإمامة على الوجه الذي يفتريه الروافض.
فلا مكان لهذا الغلو عند الله وعند رسوله والمؤمنين ومنهم أهل البيت الكرام الذين يرفضون افتراءات الروافض ونزه الله القرآن عن هذه الافتراءات الرافضية.
3- رمي الخميني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ أمر الإمامة طبقًا لما أمر الله، وبأن ذلك منه سبب الخلافات في أصول الدين وفروعه.
قال الخميني في كشف الأسرار (ص155): وحتى نوضح إحدى آيات القرآن التي كانت قد نزلت بعد في حجة الوداع، وعقب تنصيب أمير المؤمنين إماماً، وذلك بشهادة من الشيعة وأهل السنة، فالآية (5) من سورة المائدة تقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر به الله، وبذل المساعي في هذا المجال، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه. بل وحتى الخلافات الموجودة بين المجتهدين من الشيعة إنما مردها إلى يوم السقيفة, ذلك أن اختلاف الآراء ناشئ من اختلاف الأخبار, وفي الغالب ناشئ من الأخبار الخاصة بالتقية، والتي أوردنا ذكرها من قبل، ولو كانت الإمامة قد أُعطيت لأهلها لما كان للتقية ثمة احتياج. إذاً فإن كل ما يعاني منه المسلمون اليوم إنما هو من آثار السقيفة".
أقول:
1- في هذا الكلام طعن خبيث في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فرسول الله عنده خائن؛ لأن الله أوحى إليه أمر الإمامة ولكنه لم يبلغ هذا الأمر العظيم الذي يجب الاهتمام به كالاهتمام بالقرآن.
2- وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبذل في هذا المجال -أي: مجال الإمامة- جهودًا عظيمة طبقًا لما أمره الله به، ولكنه عصى وخالف أمر الله.
3- وترتب على هذه الخيانة وعدم بذل الجهود في إظهار مكانة الإمامة أن نشبت الخلافات في البلدان الإسلامية والمشاحنات والمعارك.
4- بل إن الخلافات في أصول الدين وفروعه بين الأمة إنما ترجع أسبابها إلى عدم تبليغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمره الله به من إذاعة أمر الإمامة ونشرها باهتمام بالغ بين الأمة.
5- وحتى الخلافات الموجودة بين المجتهدين من الروافض إنما مردها إلى يوم السقيفة الذي ترتب الخلاف فيه على عدم اهتمام الرسول بالإمامة، وعدم اهتمامه بتبليغها، وبرأ الله السقيفة وأهلها من هذا الافتراء؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم ائتلفت قلوبهم في نفس السقيفة بكل سهولة، وعلي رضي الله عنه أيد هذا الاتفاق الرائع، ولم يكن لذلك أي أثر بين الصحابة الكرام ومنهم علي رضي الله عنهم، وأهل السنة المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
6- وتقية الرافضة لا علاقة لها بالإسلام ولا علاقة لها بيوم السقيفة وكم للروافض من تهاويل ومبالغات في فضلها ومكانتها وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله.
أما مهدي الروافض فإنه من أكاذيبهم وأساطيرهم، ولهم روايات يخترعونها لغيبة مهديهم تضحك مها الثكلى؛ فقد روى إمامهم محمد بن يعقوب الكليني روايات عن هذا المهدي منها:
"عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَوَجَدْتُهُ مُتَفَكِّراً يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَفَكِّراً تَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ أَ رَغْبَةً مِنْكَ فِيهَا فَقَالَ لَا وَاللَّهِ مَا رَغِبْتُ فِيهَا وَلَا فِي الدُّنْيَا يَوْماً قَطُّ وَلَكِنِّي فَكَّرْتُ فِي مَوْلُودٍ يَكُونُ مِنْ ظَهْرِي الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً تَكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ وَحَيْرَةٌ يَضِلُّ فِيهَا أَقْوَامٌ وَيَهْتَدِي فِيهَا آخَرُونَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَمْ تَكُونُ الْحَيْرَةُ وَ الْغَيْبَةُ قَالَ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِينَ فَقُلْتُ وَإِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ أَنَّى لَكَ بِهَذَا الْأَمْرِ يَا أَصْبَغُ أُولَئِكَ خِيَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ خِيَارِ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ مَا يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ ثُمَّ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَإِرَادَاتٍ وَغَايَاتٍ وَنِهَايَاتِ.
عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ إِنَّ لِلْقَائِمِ ( عليه السلام ) غَيْبَةً قَبْلَ أَنْ يَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ إِنَّهُ يَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ يَعْنِي الْقَتْلَ". انظر الكافي (1/338).
وهناك روايات كثيرة ساقها الكليني قائمة على الكذب والتناقضات.
4- الخميني يحط من دعوات الرسل جميعًا بما فيهم أكرم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- ويرميهم بالفشل، ويفضل على دعوتهم دعوة المهدي المعدوم الذي اخترعه الروافض الأفاكون، فيقول:
"إن كل نبي جاء لنشر العدل في العالم ولكن جميع الأنبياء لم ينجحوا في أهدافهم حتى إن خاتم المرسلين الذي أرسل لإصلاح البشرية وتنفيذ العدل وتربية الناس لم ينجح في عصره وسينجح الإمام المهدي في كل ذلك."اهـ انظر مجلة طهران تايمز الصادرة في مدينة قم الإيرانية بتاريخ 29 يونيو 1980م.
فهذا طعن في الأنبياء ولاسيما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نجح في أهدافه غاية النجاح في نشر الإسلام وإعلائه، ونصره الله تبارك وتعالى في جميع معاركه: في بدر، وفي حنين، وفتح مكة، وفي خيبر، وفي اليمن، وفي سائر الجزيرة العربية.
وفي غزوة تبوك لم يستطع النصارى مواجهته فيها؛ فأحجموا عن مواجهته، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
وهذا من أوضح دلائل ظهور نبوته صلى الله عليه وسلم.
ومن السنة ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده (28/154) برقم (16957) عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «[ص:155] لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، يَقُولُ: «قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ وَالشَّرَفُ وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا الذُّلُّ وَالصَّغَارُ وَالْجِزْيَةُ».
وروى رحمه الله في المسند (39/236) برقم (23814) عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ، وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمُ اللَّهُ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا».
والحديث رواه الحاكم في المستدرك (4/594) برقم (8393)، والطبراني في الكبير (20/354) برقم (601)، والبيهقي في الكبرى (9/305) برقم (18618).
ونجح خلفاؤه الراشدون في نشر الإسلام، وفتح الله على أيديهم الفتوحات العظيمة في مشارق الأرض ومغاربها إكمالا لنجاح الرسول عليه الصلاة والسلام، وفتح الله على أيديهم العالم في مشارقه ومغاربه ومن ذلك إسقاطهم لملك فارس بلد أجدادكم المجوس؛ قال الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
5-تطبيق الخلفاء الراشدين للإسلام عند الخميني لغو وهراء وعمل صبياني.
قال في "كشف الأسرار" (ص154):
"ومن هنا فإن سن القوانين بدون وجود الإمامة يكون لغواً وهراء، بل وعملاً صبيانياً وخارجاً عن معايير العقل، فبالإمامة يكتمل الدين، والتبليغ يتم".
أقول:
أ- إن الله قد بيّن في كتابه كل العقائد المحتمة والتشريعات الواضحة المحكمة، وهذان الأمران المهمان الضروريان قيام المؤمنين بهما على الوجوه المشروعة يؤدي إلى السعادة والكرامة في الدنيا والآخرة، وقد قام بهما الخلفاء الراشدون المشهود لهم بالجنة.
ب- لا وجود للإمامة لا في الكتاب ولا في السنة، وإنما هي من اختراعات زنادقة الروافض وأكاذيبهم التي لا يُلحَقُون فيها.
ويريد الخميني بهذا الأسلوب إسقاط الخلفاء الراشدين وعدالتهم وعدلهم وجهادهم، تلك الأمور المنطلقة من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ولقد فتح المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين معظم المعمورة، وأسقطوا أقوى الدول الكافرة من الروم والفرس وغيرهما، وذلك بتوفيق الله ونصره للمؤمنين الصادقين المخلصين، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون، وذلك تحقيق لوعد الله الذي وعد به عباده المخلصين.
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
فبإيمانهم الصادق وعملهم الصالح استحقوا هذا الاستخلاف في الأرض وهذه العزة والتمكين.
أضف إلى ذلك وعود الله لهم بالنصر في عدد من الآيات مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
ومثل قوله تعالى: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا).
ومثل قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
والأئمة من أهل البيت يعترفون بفضل ومكانة الخلفاء الراشدين، ويعترفون بما حقق الله على أيديهم من الفتوحات العظيمة الواسعة، وما أيدهم الله به من الانتصارات على أعدائه في مشارق الأرض ومغاربها، وما قاموا به من العدل وتطبيق الشريعة على الوجه الصحيح.
أما الروافض فإن ذلكم الأمر العظيم يغيظهم ويملأ قلوبهم حقدًا.
فتراهم يطعنون فيهم بكل الطعون الفاجرة، بل ويكفرونهم، ويعادونهم أشد من عداوة اليهود والنصارى.
جـ- انظر إلى هذا الأسلوب الهابط والدعاوى الكاذبة التي لا يرضاها الله ولا رسوله ولا أهل البيت الشريف، مثل قول هذا الأفاك: "ولذا ، فكما أن الله والرسول ينظران إلى الدين والقرآن باهتمام، فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما، إذ أن الإمامة هي المنفذة للقانون الذي هو الهدف الأساسي للدين وسن القوانين".
فهذا الأسلوب الرافضي المنطلق من الغلو لا يرضاه الله، ولم يخطر ببال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر إلى قوله: "فإن الإمامة ينبغي أن تكون لها نفس المكانة عندهما".
وكلامه هذا يحمل في طياته أن الله ثم رسوله صلى الله عليه وسلم لم يقوما بما يفتريه من أنه ينبغي أن يكون للإمامة نفس المكانة التي أعطاها الله ثم رسوله للقرآن والدين.
وهذا الإفك ما يرضاه أهل البيت الشريف، وهم يعترفون وراضون بما قام به الخلفاء الراشدون من جهاد وإعلاء كلمة الله وتطبيق القرآن والسنة على أكمل الوجوه، ولم يسنوا القوانين التي يهرف بها الخميني، ولا يبعد أنه قد سنَّ قوانين على طريقة سادته أهل الغرب، الذين ساعدوا على قيام دولته الرافضية، القائمة على الشرك والإلحاد.
6- طلب الحاجة من الأموات ليس شركاً في دين الخميني والروافض.
قال في "كشف الأسرار" (ص49-50): "طلب الحاجة من الأموات ليس شركاً: يقولون: "إن طلب الحاجة من الأموات شرك، لأن الرسول أو الإمام بعد موته إنما هو جماد، ولا يرجى منه لا نفع ولا ضر".
وفي الرد على ذلك نقول: لا؛ إنهم لم يحددوا لنا أبعاد الشرك والكفر حتى نعد ما يريدونه هم شركاً.
وبعد أن تبين أن الشرك هو طلب الشيء من غير رب العالمين على أساس كونه إلهاً، فإن ما دون ذلك ليس بالشرك، ولا فرق في ذلك بين حي وميت، فَطَلب الحاجة مِن الحجر أو الصَّخْر ليس شِركا، وإن يكن عملا باطلا، ثم إننا نطلب المدد مِن الأرواح المقدَّسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القُدْرة.
وقد ثبت بالبراهين الدامغة والأدلة العقلية الثابتة بأن الروح –بعد خلاصها من الجسد- إنما تظل باقية، وأن إحاطة الأرواح بهذا العالم تكون بعد الموت بشكل أعلى وأكثر، والفلاسفة يعتبرون تبدد الأرواح وزوالها أمراً محالاً.
إن هذا المسألة تعتبر من المسائل الفلسفية الحتمية التي ثبتت لدى العلماء وكبار فلاسفة ما قبل الإسلام وما بعده. كما أن جميع الشعوب -من يهود ونصارى ومسلمين- يعدون ذلك من الأمور الواضحة، ومن ضرورات أديانهم، بل إن خلود الروح وبقاءها أمر ثبتت صحته لدى دعاة الفلسفة الروحية والإلهية في أوروبا".
أقول: إن هذا الكلام لنا شيء عن عدم التسليم بنصوص القرآن الكريم الدالة على أن دعاء غير الله شرك بالله.
1- دعاء الأموات والاستغاثة بهم شرك وضلال كما في عدد من نصوص القرآن الكريم، قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) [الأحقاف:5].
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 14].
بين الله أن المدعوين من دون الله لا يملكون قطميرا، وأنهم لا يسمعون دعاء من يدعوهم ولو سمعوا ما استجابوا لهم ويوم القيامة يكفرون بشركهم ويسمون هذا الدعاء شركًا.
وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [فاطر: 60].
فالدعاء عبادة بنصِّ هذه الآيات وما سبقها، والذي يدعو غير الله يرتطم في الشرك والضلال، ولاسيما الروافض الذين يعبدون الحسين رضي الله عنه ويستقبلون قبره في سجودهم وهم مستدبرون الكعبة ويذبحون له ويعبدون غيره من أهل البيت.
وحتى يعبدون أبا لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2- وقولك عن أهل التوحيد "إنهم يقولون عن الرسول أو الإمام بعد موته إنما هو جماد".
من الكذب؛ فأرواح الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأرواح الشهداء والمؤمنين في الجنة تسرح فيها كيف شاءت[2]، ومع ذلك لا يجوز أن يُدْعَوا مع الله أو دونه؛ لأن الدعاء عبادة وصرف هذه العبادة لغير الله شرك أكبر بنص القرآن.
3- وقولك: "وبعد أن تبين لنا أن الشرك هو طلب الشيء من غير رب العالمين على أساس كونه إلهًا"
كلامٌ باطل، وترويج للشرك بالله ومن أين لك هذا الشرط؟!
فالمشركون يقولون عن معبوداتهم: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى قال تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس: 18].
ويقول تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3].
فهم يفرقون بين الله وبين معبوداتهم، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله في قضاء مطالبهم التي لا يملكها ويخلقها إلا الله.
4- وقولك: "وما دون ذلك ليس بشرك". أقول: قد تبين للقارئ أن ما دون ذلك شرك.
5- وقولك: "ولا فرق في ذلك بين حي وميت. فَطَلب الحاجة مِن الحجر أو الصَّخْر ليس شِركا ، وإن يكن عملا باطلا، ثم إننا نطلب المدد مِن الأرواح المقدَّسة للأنبياء والأئمة ممن قد منحهم الله القُدْرة".
أقول:
إن في هذا القول لدعوة صارخة إلى الشرك الأكبر، ومصادم للنصوص القرآنية السالفة الذِّكر، ودعوة صارخة إلى عبادة الأحجار والصخور، وطلب المدد من أرواح الأنبياء، وشرك أكبر كما في النصوص السابقة، والله يقول: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ* قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (41) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) [سبأ:40-42].
وما هي القدرة التي منحها الله للأنبياء والأئمة؟! إن هذا لمن الافتراء على الله؛ فالله يقول لأفضل الرسل: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188].
فإذا كان هذا هو واقع أفضل البشر فكيف يملك ذلك غيره؟! وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) [الجن: 21]، فهل الروافض يكذبون بهذه الآيات القرآنية العظيمة؟!
فالأنبياء والأئمة سيستهزؤون بهم وسيقولون كما قالت الملائكة لأسلافكم من المشركين: (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) [سبأ: 41].
7- التربة واهبة للحياة عند الخميني. قال الخميني في "كشف الأسرار" (ص61-62): "نأتي هنا بشهادة من القرآن الكريم لكي يعلم الجميع بأن الله يمنح آثار الحياة للتراب الذي يدوسه الأحياء، فقد جاء في الآية (96) من سورة طه:
(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا).
تقول الآية: إن موسى قال للسامري: كيف أحييت البقرة؟ فقال: إنه رأى ما لم يره سواه، أي: إنه تناول قبضة من التراب من تحت أقدام النبي، ونثرها على البقرة، فعادت إليها الحياة".
أقول:
1- الخميني يدعو إلى اتخاذ التربة ندًّا لله عز وجل، ونزه الله كتابه وآياته مما يفتريه الخميني على الآية التي اختطفها من سياق الآيات التي تذم عمل السامري وبني إسرائيل الذين أضلهم السامري.
وهاك الآيات الكريمات التي تدل على ضد ما افتراه الخميني، قال تعالى مخاطبًا رسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)).
فالله اعتبر عمل السامري ومن اتبعه من بني إسرائيل فتنة وأن السامري قد أضلهم، وتفيد الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى قومه غضبان أسفا؛ لأن عمل السامري ومن تابعه شرك وكفر بالله، والخميني يدعو إلى الشرك بالتربة واتحادها ندًّا لله.
2- هدد موسى عليه السلام قومه بغضب من الله، وذمهم بإخلاف موعده.
3- ذم الله إجرام السامري إخراجه من الحُلي عجلًا جسدًا له خوار، أي: العجل مجرد جسد لا روح له، وهذا ضد ما يقوله الخميني؛ فليس لهذا الجسد حياة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " لا والله، ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج من فمه، فيسمع له صوت". انظر تفسير ابن كثير لهذه الآيات.
4- بين الله حال هذا الجسد وأنه لا حياة له، فقال: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا)، فأين هي الحياة التي يهبها فاقد الحياة؟!
5- ذكر الله إنكار هارون على من فتن بالعجل حيث قال لهم: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)، فاعتبرها هارون أن عمل بني إسرائيل هذا شركًا بالله.
6- أنكر رسول الله موسى إجرام السامري فقال له: (فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ) فقال السامري: (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي).
7- فلم يعذره موسى وتوعده ببلاء من الله فقال: (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ) من شدة الألم الذي ينزل به.
8- وتوعده بأن يحرق إلهه الذي لا حياة له، قال تعالى: (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).
9- وفي الأخير قال موسى: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)، فلا إله لكم إلا الله وحده لا العجل الموات ولا غيره.
لقد ارتكب الخميني أمرًا إدًّا بقلبه للحقائق التي تضمنتها هذه الآيات الكريمات الداعية إلى التوحيد والمحاربة للشرك.
10- قال تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)).
فالله يدين من عبدوا العجل بالظلم، والمراد هنا الظلم الأكبر الذي هو الشرك، ويحكم على قومه بهذا الظلم الشركي، ويأمرهم بالتوبة من هذا الشرك الأكبر، ويأمرهم بقتل بعضهم بعضًا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} قَالَ: أَمَرَ مُوسَى قَوْمَهُ -مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ -أَنْ يَقْتُلُوا أَنْفُسَهُمْ قَالَ: وَاحْتَبَى الَّذِينَ عَبَدُوا (4) الْعِجْلَ فَجَلَسُوا، وَقَامَ الَّذِينَ لَمْ يَعْكُفُوا عَلَى الْعِجْلِ، فَأَخَذُوا الْخَنَاجِرَ بِأَيْدِيهِمْ، وَأَصَابَتْهُمْ ظُلَّة (5) شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَانْجَلَتِ الظلَّة (6) عَنْهُمْ، وَقَدْ أَجْلَوْا عَنْ سَبْعِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ، كُلُّ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ، وَكُلُّ مَنْ بَقِيَ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّة أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا يَقُولَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} قَالَا قَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالْخَنَاجِرِ فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، لَا يَحْنُو رَجُلٌ عَلَى قَرِيبٍ وَلَا بَعِيدٍ، حَتَّى أَلْوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ، فَطَرَحُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ، فكُشِفَ عَنْ سَبْعِينَ أَلْفِ قَتِيلٍ. وَإِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى: أَنْ حَسْبي، فَقَدِ اكْتَفَيْتُ، فَذَلِكَ حِينَ أَلْوَى مُوسَى بِثَوْبِهِ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوُ ذَلِكَ. انظر تفسير ابن كثير عند الآيات المذكورة.
فهذه الآيات فيها إنكار شديد لعمل السامري ومن تابعه من بني إسرائيل وإدانة لهم بالشرك والظلم، وحكم عليهم بالقتل.
كل هذا يكتمه الخميني الداعي إلى الشرك بالتربة ويمدحها بأنها واهبة الحياة، فهذا حثٌّ منه على طلب الروافض الحياة من التربة ولاسيما تربة الحسين التي يقدسونها والتي يقول فيها شاعر الروافض:
هي الطفوف فطف سبعا لمغناها فما لمكة معنى مثل معناها
أرض ولكنما السبــــــــع الطباق لها دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
الشيعة يرمون المسلمين بأنهم أولاد بغايا ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم، فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل)، (بحار الأنوار 27/ 231).
وقال الكليني في الكافي (8/285) (431) عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم؟ فقال لي: الكف عنهم أجمل، ثم قال: والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا". وعلق الإمام([3]) الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس. انظر كتاب: لله ثم للتاريخ (ص89).
وساق الكليني في الكافي (8/245) برقم (341) عن أبي جعفر عليه السلام قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد ابن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم".
8- ويقول الروافض بجواز المتعة ويفترون على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وعلى آل بيته الافتراءات العظيمة.
قال السيد حسين الموسوي في كتاب "لله ثم للتأريخ" (ص33-35):"المتعة وما يتعلق بها كنت أود أن أجعل عنوان هذا الفصل (المرأة عند الشيعة) لكني عدلت عن ذلك لأني رأيت أن كل الروايات التي روتها كتبنا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وإلى أمير المؤمنين وأبي عبد الله - عليه السلام - وغيرهما من الأئمة. فما أردت أن يصيب الأئمة عليهم السلام أي طعن لأن في تلك الروايات من قبيح الكلام ما لا يرضاه أحدنا لنفسه فكيف يرضاه لرسول الله صلى الله عليه وآله وللأئمة عليهم السلام.
لقد استغلت المتعة أبشع استغلال، وأهينت المرأة شر إهانة، وصار الكثيرون يشبعون رغباتهم الجنسية تحت ستار المتعة وباسم الدين، عملاً بقوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} [النساء:24]، لقد أوردوا روايات في الترغيب بالمتعة، وحددوا أو رتبوا عليها الثواب وعلى تاركها العقاب، بل اعتبروا كل من لم يعمل بها ليس مسلماً.
اقرأ معي هذه النصوص:
1-قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة) فهل الذي يتمتع كمن زار الكعبة سبعين مرة؟ وبمن؟ بامرأة مؤمنة؟
هذا الحديث الباطل مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإباحة المتعة منسوخة بما رواه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المتعة وعن لحوم الحُمُر الأهلية يوم خيبر. أخرجه البخاري برقم (4216)، ومسلم برقم (1407).
2- روى الصدوق عن الصادق -عليه السلام- قال: (إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366) وهذا تكفير لمن لم يقبل بالمتعة.
3-قيل لأبي عبد الله -عليه السلام-: هل للمتمتع ثواب؟ قال: (إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366).
4-قال النبي صلى الله عليه وآله: (من تمتع مرة أمن سخط الجبار، ومن تمتع مرتين حشر مع الأبرار، ومن تمتع ثلاث مرات زاحمني في الجنان) (من لا يحضره الفقيه 3/ 366)، قلت: ورغبة في نيل هذا الثواب فإن علماء الحوزة في النجف وجميع الحسينيات ومشاهد الأئمة يتمتعون بكثرة، وأخص بالذكر منهم السيد الصدر والبروجرودي والشيرازي والقزويني والطباطبائي، والسيد المدني إضافة إلى الشاب الصاعد أبو الحارث الياسري وغيرهم، فإنهم يتمتعون بكثرة وكل يوم رغبة في نيل هذا الثواب ومزاحمة النبي صلوات الله عليه في الجنان.
وروى السيد فتح الله الكاشاني في تفسير منهج الصادقين عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من تمتع مرة كانت درجته كدرجة الحسين -عليه السلام-، ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن -عليه السلام-، ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب -عليه السلام- ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي).
لو فرضنا أن رجلاً قذراً تمتع مرة أفتكون درجته كدرجة الحسين -عليه السلام-؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً كانت درجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام؟ أمنزلة النبي صلوات الله عليه ومنزلة الأئمة هينة إلى هذا الحد؟؟ ... . وقد بين الكليني أن المتعة تجوز ولو لضجعة واحدة بين الرجل والمرأة، وهذا منصوص عليه في فروع (الكافي 5/ 460).
ولا يشترط أن تكون المتمتع بها بالغة راشدة، بل قالوا يمكن التمتع بمن في العاشرة من العمر ولهذا روى الكليني في (الفروع 5/ 463)، والطوسي في (التهذيب 7/ 255)، أنه قيل لأبي عبد الله -عليه السلام-: (الجارية الصغيرة هل يتمتع بها الرجل؟ فقال: نعم إلا أن تكون صبية تخدع. قيل: وما الحد الذي إذا بلغته لم تخدع؟ قال: عشر سنين)".
وقال حسين الموسوي في (ص37) من هذا الكتاب:
"وكان الإمام الخميني يرى جواز التمتع حتى بالرضيعة، فقال:
"لا بأس بالتمتع بالرضيعة ضماً وتفخيذاً –أي يضع ذكره بين فخذيها- وتقبيلاً".
انظر كتابه "تحرير الوسيلة (2/241 مسألة رقم 12".
9- تقديس الروافض للنفاق المسمى عندهم: تقية.
قال إمام الرفض والرافضة محمد بن يعقوب الكليني الرازي في كتابه الكافي –بعد أن ساق إسناده إلى أبي عبد الله (يعني جعفر الصادق –المظلوم المفترى عليه-)-:
1- في قول الله تعالى (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) [القصص: 54]. قال: "صبروا على التَّقِيَّة".(وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) [القصص: 54]. قال: "الحسنة التَّقِيَّة، والسيئة الإذاعة".
2- وساق الكليني إسناده إلى أبي عمر الأعجمي قال: "قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة، ولا دين لمن لا تقِيَّة له، والتَّقِيَّة في كلِّ شيء إلا مسألتين في النبيذ والمسح على الخفين". هكذا: "تسعة أعشار الدين في التَّقِيَّة، ولا دين لمن لا تَقِيَّة له، والتَّقِيَّة في كل شيء إلا في مسألتين".
فأي دين هذا عند الروافض الذي هذا حاله وحال أهله؟!! فهل نصوص القرآن والسُّنَّة والفقهاء تعني هذه التَّقِيَّة؟!! برأ الله الإسلام والمسلمين وأهل البيت ومنهم جعفر الصادق منها.
3- وساق الكليني إسناده إلى حبيب بن بشر، قال: "قال أبو عبد الله: سمعت أبي يقول: لا والله ما على الأرض شيء أحب إليَّ من التَّقِيَّة، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تحك له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس في هدنة فلو كان قد كان ذلك كان هذا".
4- وساق الكليني بإسناده إلى أَبي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلًا يُعَيِّرُونَّا بِهِ فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً وَلَا تَكُونُوا عَلَيْهِ شَيْناً صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ وَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَاشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَلَا يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَأَنْتُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ وَاللَّهِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْخَبْءِ قُلْتُ وَمَا الْخَبْءُ قَالَ: التَّقِيَّةُ. [انظر هذه النصوص في الكافي (ج 2 ص217 - 218)].
يعني أن التَّقِيَّة أحب إليه من الإسلام وعقائده وأحكامه ومن المسلمين، وحاشا أبا عبد الله وأباه من هذا الإفك، وإنما هذا دين الشيعة الإمامية وأشكالهم الذين وضعوا أنفسهم وعقائدهم في حالة حرب مستمرة إلى أن يخرج أسطورة قائمهم المخترع من العدم للضحك على الروافض أنفسهم قبل غيرهم.
وكيف يفتري على أبي عبد الله أنه قال: التقية تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له.
ونقول: نعم، إن التقية تسعة أعشار دين الروافض الباطنية ولا دين باطني لمن لا تقية له، وبرأ الله الإسلام والمسلمين.
قال الخميني في كتابه كشف الأسرار (148): إن كل من له أقل قدر من التعقل يدرك أن حكم التقية من أحكام الإله المؤكدة، فقد جاء أنَّ من لا تقية له لا دين له.
أقول: تأمل هذا الإفك الكبار، حيث يقول هذا الباطني إن حكم التقية من الأحكام المؤكدة، ويعني بها تقية الروافض، وهو يشير إلى النص الذي افتراه إمامه الكليني وهو أَمَامَك؛ حيث ينسب إلى أبي عبد الله أنه قال: (إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له) وهذا فيه تكفير للأنبياء والمسلمين الصادقين من الأولين والآخرين؛ لأنهم لا تقية لهم، وبرأهم الله منها ونزههم عما تحمله التقية من الضلال الكبير والكفريات المدمرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
ربيع بن هادي المدخلي
10/ربيع أول/1437هـ
([1]) كذا.
([2]) الحديث أخرجه مسلم برقم (1887) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
([3]) أي: إمام الروافض.
منقول من موقع تصفية و التربية