التحذير من الديمقراطية

أبو عبد السميع

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
20 ديسمبر 2014
المشاركات
515
نقاط التفاعل
653
النقاط
31
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وإن من أخطر المحدثات الوافدة على ديار الإسلام الديمقراطية والمناداة بالحرية التي اخترعها ملاحدة الغرب وما يتبعها؛ لزحزحة الإسلام عن سيادته وقيادته للأمة إلى ما يسعدها في دنياها وأخراها ويرفعها إلى مكان العزة والقيادة والسيادة.
صدَّر الغرب هذه الديمقراطية والحرية والدولة المدنية والمظاهرات والانتخابات القائمة على الكذب والخيانات والرشاوى بالملايين، فركض إليها، ثم احتضنها غلاة أهل الضلال معتزين بها، متطاولين بها على المتمسكين بالإسلام العاضين عليه بالنواجذ، يسخرون منهم ومن منهجهم ومن أصولهم المنبثقة من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسخريتهم هذه إنما هي سخرية بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن جرأتهم أنهم ينشرونها في المواقع لينشئوا جيلاً منحرفاً عن الإسلام؛ يسخر من أصوله ومبادئه.
وهذا العمل منهم إنما هو خدمة منهم لسادتهم الماسون وملاحدة الغرب، شعروا بذلك أم لم يشعروا.
أين أنتم أيها الضلاّل من تحكيم شريعة الله القائل: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )، ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ).
أين أنتم أيها الضلاّل من الشروط الشرعية لاختيار الحاكم المسلم؟
أين أنتم من منـزلة الإمامة في الإسلام؟
فالإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع.
ولا يأتي هذا الإمام عن طريق الانتخابات الديمقراطية التي يمثلها الفساق والعلمانيون واليهود والنصارى والشيوعيون، ولا مانع عندهم من رئاسة واحد من هذه الأصناف.
ولا يصل الإمام في الإسلام إلى منصب الإمامة إلا عن طريق أفضل الناس علماً وأخلاقاً وعدلاً.
فمن شروط من يختار الإمام:
1- العدالة الجامعة لشروطها، ومنها الإسلام والبلوغ والعقل والسلامة من الفسق وخوارم المروءة.
2- والعلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة.
3- والرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلح، وبتدبير المصالح أقوم وأعرف.
ومن شروط من يختار للإمامة:
1- العدالة على شروطها الجامعة كما سلف.
2- والعلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام.
3- سلامة الحواس من السمع والبصر ليصح معها مباشرة ما يدرك بها.
4- والرأي السديد المفضي إلى سياسة الرعية وتدبير المصالح.
5- الشجاعة والنجدة المؤدية إلى حماية البيضة وجهاد العدو.
انظر "الأحكام السلطانية" للماوردي (ص6).
ثم إن هذا الحاكم إن حكم بغير ما أنزل الله إن كان يؤمن بشريعة الله ويعتقد في قرارة نفسه أن الحكم بغير ما أنزل الله حرام وباطل وضلال، فهو كافر كفراً أصغر.
وإن كان مستحلاً للحكم بغير ما أنزل الله وأن الحكم للديمقراطية وبالديمقراطية فهو كافر كفراً أكبر مخرج من ملة الإسلام.
وإنني لأخشى على المتباهين بالديمقراطية والدولة المدنية وما تفرع عنهما من المساواة بين الأديان وأهل الأديان، أخشى عليهم من الوقوع في الكفر.
ويأبى الله ورسوله والمؤمنون المساواة بين المؤمنين بالله المتقين وبين الكفار الفجار.
قال تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [سورة ص: 28].
وقال تعالى: ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [سورة الجاثية: 21].
وقال تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [سورة النجم: (34-37)].
فالله ينفي المساواة بين المؤمنين وبين الكفار المجرمين في الدنيا والآخرة.
والديمقراطية تسوي بين الكفار على اختلاف أصنافهم وبين المسلمين، وتسوي بين الإسلام والديانات الباطلة، وعلى هذا المنهج يسير الديمقراطيون، وقد يقدمون الكفار على المسلمين.
ثم إن هذا الصنف من أذناب الغرب ينكر على السلفيين الصادقين التمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في معاملة الحكام العادلين والظالمين الذين لم يخرجوا من دائرة الإسلام إلى الكفر البواح ويتساءلون كيف سيتعامل السلفيون مع الحكام الجدد؟، وجوابنا عليهم أننا ثابتون على منهجنا الإسلامي المنبثق من كتاب الله ومن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، والذي سار عليه سلفنا الصالح في العقائد والعبادات والمعاملات والسياسة.
ولسنا مثلكم كالحرباوات نتلون ونتشكل مسايرة للمتغيرات وتقلبات الأوضاع والحكومات.
لن نزيد ولن ننقص من ذلك شيئاً.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
4/10/1433هـ
منقول من موقع سبل السلام بتصرف
 
رد: التحذير من الديمقراطية

جزاك الله خيرا
 
رد: التحذير من الديمقراطية

أسأل الله أن يجزي الشيخ العلامة المدخلي خير الجزاء على نصحه ونصرته للحق.

وأسأله اللطف والرحمة والعون والسداد لجميع المسلمين.

ونعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

حفظك الله من كل سوء ومكروه الاخ ابو عبد السميع
 
رد: التحذير من الديمقراطية

بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
 
رد: التحذير من الديمقراطية

السلام عليكم أهل اللمّة
...
ما أحلى و ما أشوقنا لأن نعيش حياة السلف الصالح
...
أما عن حالنا الآن ففي معظمنا قد تمّ تحويلنا إلى ما يشبه قطعان الماشية .. لا تعي و لا تتحير إلى أين تساق .. أ إلى المرعى أو إلى المذبح !!
...
و بإختصار أقول :
لا يمكن أن تنجح أمّة أغلب أفرادها يفتقدون للصدق
و لا يمكن لفرد أن يفكر في مصلحة الوطن في حين أنه لا يأمن جاره
...
و لهذا أقول بصراحة : أنه إلى جانب الكارثة و المصيبة التي وقعت على رؤوسنا (من شضايا الصهيوماسونية) كنظام حكم و المسمى تارة بالجمهورية الإشتراكية و تارة بالديمقراطية و العلمانية .. إلخ .. إضافة لهذه الكارثة و المصيبة توجد مصيبة أخرى أكبر اليوم و هي في فساد قلوبنا و مع هذه المصيبة التي ألمّت بنا لن يصلح شيء .. فكيف للحسد و البغض أن يستشري في أمّة مسلمة !! في حين أنه جاء في الحديث النبوي أنه : (لا يؤمن أحدكم حتّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
...
قال تبارك وتعالى في سورة الرعد: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
...
اللهم اهدنا الصراط المستقيم


 
آخر تعديل:
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top