الحمد لله رب العالمين ،
الناظر في مثل هذه الآثار ليدرك حقا أن بمثل هؤلاء الرجال رفع الله الدين وبمثلهم مكن لأهل الإسلام في الأرض
ولعل قائلا يقول : لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ولكن فضل الله واسع يؤتيه من يشاء
(1) صفوان بن سليم
قال يعقوب بن شيبة: ثبت ثقة مشهور بالعبادة، سمعت علي بن عبد الله يقول: كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم
[سير أعلام النبلاء 5/ 365]
(2) الأوزاعي
محمد بن سماعة الرملي: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول: حججنا مع الاوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبة النوم، استند إلى القتب.
[سير أعلام النبلاء 7/ 119]
(3) الفضيل بن عياض
... يلقى له الحصير في مسجده، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فيلقي نفسه على الحصير، فينام قليلا، ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم هكذا حتى يصبح.وكان دأبه إذا نعس أن ينام، ويقال: أشد العبادة ما كان هكذا.
[سير أعلام النبلاء 8/ 427]
(4) الأسود
عبد الله بن أحمد، حدثنا عبد الله بن صندل، حدثنا فضيل بن عياض، عن ميمون، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الاسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.
[سير أعلام النبلاء 4/ 51]
(5) همام بن الحارث
حصين، عن إبراهيم، أن همام بن الحارث كان يدعو: اللهم اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرا في طاعتك.
قال: فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد
[سير أعلام النبلاء 4/ 284]
(6) داود بن ابراهيم
عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم أن الاسد حبس ليلة الناس في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر، ذهب عنهم، فنزلوا
وناموا، وقام طاووس يصلي، فقال له رجل: ألا تنام، فقال: وهل ينام أحد السحر.
[سير أعلام النبلاء 5/ 40]
(7) عمران بن مسلم
ويروى عنه أنه عاهد الله تعالى أن لاينام إلا عن غلبة.
[سير أعلام النبلاء 6/ 225]
(8) فتح الموصلي
زاهد زمانه، فتح بن محمد بن وشاح الازدي الموصلي، أحد الاولياء.
عن المعافى، قال: لم أر أعقل منه قيل: كان يوقد في أتون بعد ما كان يصيد السمك، فشغلته سمكة عن الجماعة، فتركه..
وقيل: كان لا ينام إلا قاعدا.
[سير أعلام النبلاء 7/ 349]
(9) محمد بن النضر
وعن أبي الاحوص، قال: آلى محمد بن النضر على نفسه أن لا ينام إلا ما غلبته عينه.
[سير أعلام النبلاء 8/ 176]
(10) أحمد بن حرب
قال الحاكم: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الصوفي، حدثني أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: مر أحمد بن حرب بصبيان يلعبون، فقال أحدهم: أمسكوا، فإن هذا أحمد بن حرب الذي لاينام الليل، فقبض على لحيته، وقال: الصبيان يهابونك وأنت تنام ؟ فأحيى الليل بعد ذلك حتى مات.
[سير أعلام النبلاء 11/ 33]
ملحق ترجمة محمد بن النضر
عن أبي زبيد قال : اختفى عندي محمد بن النضر أربعين يوما فما رأيته نائما ليلا ولا نهارا
الزهد للإمام أحمد ( 439)
(11) الإمام أحمد
قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يقرأ كل يوم سبعا، وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.
[سير أعلام النبلاء 11/ 214]
(12) ابن عطاء
الزاهد العابد المتأله، أبو العباس، أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الادمي البغدادي.
قال محمد بن علي بن حبيش: كان له في كل يوم ختمة، وفي رمضان تسعون ختمة، وبقي في ختمة مفردة بضع عشرة سنة يتفهم ويتدبر.
وقال حسين بن خاقان: كان ينام في اليوم والليلة ساعتين
[سير أعلام النبلاء 14/ 255]
(13) عطية بن سعيد بن عبد الله
الامام الحافظ قال الخطيب: حدثنا عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي قال: وكان زاهدا لا يضع جنبه إلى الارض، إنما ينام محتبيا.
[سير أعلام النبلاء 17/ 412]
(14) أبو عبد الله البغدادي
سمعت بعض الشيوخ الصالحين يقول كان أبو عبد الله بن البغدادي لا يزال يخرج إلينا وقد انشق رأسه وانفتحت جبهته فقيل له وكيف ذاك قال كان لا ينام الا عن غلبة ولم يخل ان يكون بين يديه محبرة أو قدح أو شيء من الأشياء موضوعا فإذا غلبه النوم سقط على ما يكون بين يديه فيؤثر في وجهه أثرا
تاريخ بغداد (8/ 15)
(15) داود الطائي
قال أبو خالد وبلغني انه كان لا ينام الليل إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا
تاريخ بغداد (8/ 351)
(16) الإمام أبو حنيفة
عن يحيى بن أيوب الزاهد قال كان أبو حنيفة لا ينام الليل
تاريخ بغداد (13/ 353)
(17) عمر بن الخطاب
قال الإمام أحمد :
حَدَّثَنَا موسى حدثنا حزم قال سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول تزوج عثمان بن أبي العاص امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال والله ما نكحتها رغبة في مال ولا ولد ولكني أحببت أن تخبرني عن ليل عمر فسألتها فقال كيف كان صلاة عمر بالليل قالت كان يصلي صلاة العشاء ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تورا فيه ماء فيتعار من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله عز وجل حتى يغفي ثم يتعار حتى تأتي الساعة التي يقوم فيها
الزهد لأحمد بن حنبل (622)
(18) الإمام النووي
قال كمال الأُدفوي في الكمال السافر –مخطوط- حكى لي قاضي القضاة بدر الدين – تلميذ الإمام النووي – أنه سأله عن نومه فقال : إذا غلبني النوم استندت الكتب لحظة وانتبه
قيمة الزمن ص/ 129
(19) قال ابن المراغي : ينبغي أن يخادع الانسان نفسه في الدرس اهـ
قيمة الزمن ص/189
إضاءة : قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة :
(إذا جاءك النعاس ، ودَغْدَغَكَ الفتور منه فلا تستقبله بالترحاب والقيام إلى النوم ، أو أن تنام حيث أنت ! ولكن تحوَّل أنت عليه واعمل عملا آخر غير الذي ورد النوم عليك فيه ، فينشط الذهن من فتوره ، وتتبدد النَّعْسة التي أحاطت بك في جملة التحرك والتحول الذي قمت به ، وبهذا ونحوه يبتعد عنك تيار النعاس والكسل ، وما هي إلا دقائق معدودة فتنشط من جديد وتستقبل العلم بذهن صاحٍ شغف بفضل الله تعالى .
ثم قال :
( فمعالجة النعاس أو النوم عند طالب العلم الغالي وقته : مطلوبةٌ ، وإذا طرقْتَ للنعاس طريقه يوما عليك فنمتَ كما جاءك ، فسيطرِّق عليك غدا حتى تصبح الحالة (عادة محكمة!) وتصبح أسير هذه الساعة بالنعاس ، فبدد النعاس بالمشي في المكان أو الخروج منه أو تغيير العمل الذي أنت فيه ، أو بالحديث مع رفيق أو صديق أو غير ذلك من الوسائل القاطعة لتسلل سلطان النعاس على سلطان العلم والطلب فتفوز بلا ريب قال أبو العتاهية
لن يصلح النفس إذ كانت مدبِّرة *** إلا التنقل من حال إلى حال )اهـ
(20) الإمام محمد بن الحسن
قال العلامة طاشكبري زاده:
( ... ، لا ينام الليل وكان يضع عنده دفاتر فإذا مل من نوع نظر في آخر وكان يزيل نومه بالماء ويقول : إن النوم من الحرارة )اهـ
قيمة الزمن ص/ 59
إضاءة : ينبغي أن يراعى في هذا حال الشباب وحال المشيب
قال محمد بن أبى حاتم الوراق
كان أبو عبد الله إذا كنت معه فى سفر يجمعنا بيت واحد إلا فى القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم فى ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة فى كل ذلك يأخذ القداحة فيورى ناراً ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه وكان يصلى وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظنى فى كل ما يقوم فقلت له: إنك تحمل على نفسك فى كل هذا ولا توقظنى قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك .اهـ
طبقات الشافعية الكبرى (2/ 220)
(21) الإمام الجويني
قال أبو الحسن الفارسي – تلميذه - :
( .. وكان يصِلُ الليل بالنهار في التحصيل حتى فرغ منه ....) ثم قال: ( سمعته في أثناء كلام يقول : ( أنا لا أنام ولا آكل عادة [ يعني في وقت يعتاده] وإنما أنام إذا غلبني النوم ليلاً كان أو نهاراً ...)اهـ
صفحات من صبر العلماء ص / 134
(22) الإمام محمد بن فَتُّوح الحميدي
قال يحيى البناء : كان الحميدي من اجتهاده ينسخ بالليل في الحر فكان يجلس في إجَّانة – وهي إناء يغسل فيه الثياب – يتبرد به ).اهـ
"صفحات..." ص/ 135
وقديما قال الأول :
سهري لتنقيح العلوم ألذُّ ليْ ***من وصلِ غانيةٍ وطيبِ عِناق
إلى أن يقول :
يا من يحاول بالأمانيْ رُتْبَتِي*** كم بين مسْتَفِلٍ وآخرَ راقي
أأبِيتُ سهرانَ الدُّجى وتبيتَه *** نوما وتَبْغِي بعد ذاك لحاقي
المصدر ..ملتقى اهل الحديث
الناظر في مثل هذه الآثار ليدرك حقا أن بمثل هؤلاء الرجال رفع الله الدين وبمثلهم مكن لأهل الإسلام في الأرض
ولعل قائلا يقول : لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ولكن فضل الله واسع يؤتيه من يشاء
(1) صفوان بن سليم
قال يعقوب بن شيبة: ثبت ثقة مشهور بالعبادة، سمعت علي بن عبد الله يقول: كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم
[سير أعلام النبلاء 5/ 365]
(2) الأوزاعي
محمد بن سماعة الرملي: سمعت ضمرة بن ربيعة يقول: حججنا مع الاوزاعي سنة خمسين ومئة، فما رأيته مضطجعا في المحمل في ليل ولا نهار قط، كان يصلي، فإذا غلبة النوم، استند إلى القتب.
[سير أعلام النبلاء 7/ 119]
(3) الفضيل بن عياض
... يلقى له الحصير في مسجده، فيصلي من أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينه، فيلقي نفسه على الحصير، فينام قليلا، ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم هكذا حتى يصبح.وكان دأبه إذا نعس أن ينام، ويقال: أشد العبادة ما كان هكذا.
[سير أعلام النبلاء 8/ 427]
(4) الأسود
عبد الله بن أحمد، حدثنا عبد الله بن صندل، حدثنا فضيل بن عياض، عن ميمون، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الاسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال.
[سير أعلام النبلاء 4/ 51]
(5) همام بن الحارث
حصين، عن إبراهيم، أن همام بن الحارث كان يدعو: اللهم اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهرا في طاعتك.
قال: فكان لا ينام إلا هنيهة وهو قاعد
[سير أعلام النبلاء 4/ 284]
(6) داود بن ابراهيم
عبد الرزاق، عن داود بن إبراهيم أن الاسد حبس ليلة الناس في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضا، فلما كان السحر، ذهب عنهم، فنزلوا
وناموا، وقام طاووس يصلي، فقال له رجل: ألا تنام، فقال: وهل ينام أحد السحر.
[سير أعلام النبلاء 5/ 40]
(7) عمران بن مسلم
ويروى عنه أنه عاهد الله تعالى أن لاينام إلا عن غلبة.
[سير أعلام النبلاء 6/ 225]
(8) فتح الموصلي
زاهد زمانه، فتح بن محمد بن وشاح الازدي الموصلي، أحد الاولياء.
عن المعافى، قال: لم أر أعقل منه قيل: كان يوقد في أتون بعد ما كان يصيد السمك، فشغلته سمكة عن الجماعة، فتركه..
وقيل: كان لا ينام إلا قاعدا.
[سير أعلام النبلاء 7/ 349]
(9) محمد بن النضر
وعن أبي الاحوص، قال: آلى محمد بن النضر على نفسه أن لا ينام إلا ما غلبته عينه.
[سير أعلام النبلاء 8/ 176]
(10) أحمد بن حرب
قال الحاكم: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله الصوفي، حدثني أبو عمرو محمد بن يحيى، قال: مر أحمد بن حرب بصبيان يلعبون، فقال أحدهم: أمسكوا، فإن هذا أحمد بن حرب الذي لاينام الليل، فقبض على لحيته، وقال: الصبيان يهابونك وأنت تنام ؟ فأحيى الليل بعد ذلك حتى مات.
[سير أعلام النبلاء 11/ 33]
ملحق ترجمة محمد بن النضر
عن أبي زبيد قال : اختفى عندي محمد بن النضر أربعين يوما فما رأيته نائما ليلا ولا نهارا
الزهد للإمام أحمد ( 439)
(11) الإمام أحمد
قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يقرأ كل يوم سبعا، وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو.
[سير أعلام النبلاء 11/ 214]
(12) ابن عطاء
الزاهد العابد المتأله، أبو العباس، أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الادمي البغدادي.
قال محمد بن علي بن حبيش: كان له في كل يوم ختمة، وفي رمضان تسعون ختمة، وبقي في ختمة مفردة بضع عشرة سنة يتفهم ويتدبر.
وقال حسين بن خاقان: كان ينام في اليوم والليلة ساعتين
[سير أعلام النبلاء 14/ 255]
(13) عطية بن سعيد بن عبد الله
الامام الحافظ قال الخطيب: حدثنا عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي قال: وكان زاهدا لا يضع جنبه إلى الارض، إنما ينام محتبيا.
[سير أعلام النبلاء 17/ 412]
(14) أبو عبد الله البغدادي
سمعت بعض الشيوخ الصالحين يقول كان أبو عبد الله بن البغدادي لا يزال يخرج إلينا وقد انشق رأسه وانفتحت جبهته فقيل له وكيف ذاك قال كان لا ينام الا عن غلبة ولم يخل ان يكون بين يديه محبرة أو قدح أو شيء من الأشياء موضوعا فإذا غلبه النوم سقط على ما يكون بين يديه فيؤثر في وجهه أثرا
تاريخ بغداد (8/ 15)
(15) داود الطائي
قال أبو خالد وبلغني انه كان لا ينام الليل إذا غلبته عيناه احتبى قاعدا
تاريخ بغداد (8/ 351)
(16) الإمام أبو حنيفة
عن يحيى بن أيوب الزاهد قال كان أبو حنيفة لا ينام الليل
تاريخ بغداد (13/ 353)
(17) عمر بن الخطاب
قال الإمام أحمد :
حَدَّثَنَا موسى حدثنا حزم قال سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول تزوج عثمان بن أبي العاص امرأة من نساء عمر بن الخطاب فقال والله ما نكحتها رغبة في مال ولا ولد ولكني أحببت أن تخبرني عن ليل عمر فسألتها فقال كيف كان صلاة عمر بالليل قالت كان يصلي صلاة العشاء ثم يأمرنا أن نضع عند رأسه تورا فيه ماء فيتعار من الليل فيضع يده في الماء فيمسح وجهه ويديه ثم يذكر الله عز وجل حتى يغفي ثم يتعار حتى تأتي الساعة التي يقوم فيها
الزهد لأحمد بن حنبل (622)
(18) الإمام النووي
قال كمال الأُدفوي في الكمال السافر –مخطوط- حكى لي قاضي القضاة بدر الدين – تلميذ الإمام النووي – أنه سأله عن نومه فقال : إذا غلبني النوم استندت الكتب لحظة وانتبه
قيمة الزمن ص/ 129
(19) قال ابن المراغي : ينبغي أن يخادع الانسان نفسه في الدرس اهـ
قيمة الزمن ص/189
إضاءة : قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة :
(إذا جاءك النعاس ، ودَغْدَغَكَ الفتور منه فلا تستقبله بالترحاب والقيام إلى النوم ، أو أن تنام حيث أنت ! ولكن تحوَّل أنت عليه واعمل عملا آخر غير الذي ورد النوم عليك فيه ، فينشط الذهن من فتوره ، وتتبدد النَّعْسة التي أحاطت بك في جملة التحرك والتحول الذي قمت به ، وبهذا ونحوه يبتعد عنك تيار النعاس والكسل ، وما هي إلا دقائق معدودة فتنشط من جديد وتستقبل العلم بذهن صاحٍ شغف بفضل الله تعالى .
ثم قال :
( فمعالجة النعاس أو النوم عند طالب العلم الغالي وقته : مطلوبةٌ ، وإذا طرقْتَ للنعاس طريقه يوما عليك فنمتَ كما جاءك ، فسيطرِّق عليك غدا حتى تصبح الحالة (عادة محكمة!) وتصبح أسير هذه الساعة بالنعاس ، فبدد النعاس بالمشي في المكان أو الخروج منه أو تغيير العمل الذي أنت فيه ، أو بالحديث مع رفيق أو صديق أو غير ذلك من الوسائل القاطعة لتسلل سلطان النعاس على سلطان العلم والطلب فتفوز بلا ريب قال أبو العتاهية
لن يصلح النفس إذ كانت مدبِّرة *** إلا التنقل من حال إلى حال )اهـ
(20) الإمام محمد بن الحسن
قال العلامة طاشكبري زاده:
( ... ، لا ينام الليل وكان يضع عنده دفاتر فإذا مل من نوع نظر في آخر وكان يزيل نومه بالماء ويقول : إن النوم من الحرارة )اهـ
قيمة الزمن ص/ 59
إضاءة : ينبغي أن يراعى في هذا حال الشباب وحال المشيب
قال محمد بن أبى حاتم الوراق
كان أبو عبد الله إذا كنت معه فى سفر يجمعنا بيت واحد إلا فى القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم فى ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة فى كل ذلك يأخذ القداحة فيورى ناراً ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها ثم يضع رأسه وكان يصلى وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظنى فى كل ما يقوم فقلت له: إنك تحمل على نفسك فى كل هذا ولا توقظنى قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك .اهـ
طبقات الشافعية الكبرى (2/ 220)
(21) الإمام الجويني
قال أبو الحسن الفارسي – تلميذه - :
( .. وكان يصِلُ الليل بالنهار في التحصيل حتى فرغ منه ....) ثم قال: ( سمعته في أثناء كلام يقول : ( أنا لا أنام ولا آكل عادة [ يعني في وقت يعتاده] وإنما أنام إذا غلبني النوم ليلاً كان أو نهاراً ...)اهـ
صفحات من صبر العلماء ص / 134
(22) الإمام محمد بن فَتُّوح الحميدي
قال يحيى البناء : كان الحميدي من اجتهاده ينسخ بالليل في الحر فكان يجلس في إجَّانة – وهي إناء يغسل فيه الثياب – يتبرد به ).اهـ
"صفحات..." ص/ 135
وقديما قال الأول :
سهري لتنقيح العلوم ألذُّ ليْ ***من وصلِ غانيةٍ وطيبِ عِناق
إلى أن يقول :
يا من يحاول بالأمانيْ رُتْبَتِي*** كم بين مسْتَفِلٍ وآخرَ راقي
أأبِيتُ سهرانَ الدُّجى وتبيتَه *** نوما وتَبْغِي بعد ذاك لحاقي
المصدر ..ملتقى اهل الحديث