لَيْس الأمْرُ و كأنَّ السَّماء تُمْطِرُ حُبَّا و غُفْرانًا...
لَيْسَ و كأنَّهُ يأتِينِي النِّسْيانُ مَعَ شُرُوقِ الشَّمْسِ مِثْلَ الطُّرود البَرِيدِيَّة المُسْتَعْجَلَة أو مِثْلَ الجَرائِدْ ...
كَلِماتُكَ ،ذِكْرَياتي مَعَكَ،
إنَّهَا مَوْشُومَةٌ عَلَى جِلْدِي، مَحْفُورَةٌ فِي عَضْمِي ،لا يَغْسِلُها مَطَرْ و لا يَصِلُ إلَيْها ضوءُ الشَّمْسْ..؛
لَيْسَ الأمْرُ و كَأنَّهُ يَجِبُ عَليَّ دَفْعُ ضرِيبَةٍ مَا ...
أنَا لا أسْكُنُ فِي أيِّ مِساحَةٍ مِنْكْ..
و لا أتلَقَّى النُّورَ مِنْ عَيْنَيْكْ ، ولا الهَواءَ مِنْ أنْفَاسِكْ ...
و لا تُدْفِئُ أَيَّامِي بِحَرارَةِ يَدَيْكَ [البارِدَتَيْنِ عَادَةًً]...
لَيْسَ عَلَيَّ دَفْع شَيْء.؛
فَلا تُطَالِبْنِي بِالمَزِيدِ مِنَ الأراضِي و العَقَّاراتِ فِي قَلْبِي...
لا تَطْلُبْ مِنِّي العَذابَ مِن أجْلِكْ، و النَّدَمَ مِنْ أجْلِكْ..
لا تَطْلُبْ مِنَّي أنْ أُواصِلَ الغَرَقَ فِي حُبِّي لَكْ..
و لا تُحَاوِلْ أنْ تُرْضِي نَرْجِسِيَّتَكَ بِضَعْفِي...
حُبِّي لَكَ اخْتِيارِي أناْ.
هُوَ لَيْس تَخَلِيًّا عَنْ حُرِّيَّتِي ؛ أنا أُحِبُّ بِكامِلِ حُرِّيَتِي...
أنا اخْتَرْتُ الُحبَّ و العَذابَ و الألَم و النَّدَم، و الإنْتِظارَ و الحَرْبْ...
كانَتْ كُلُّها خِيارَاتِي وَحْدِي ، لَيْسَ عَلَيْكَ أنْ تَعْرِفَها أو تَفْهَمَهَا أو تُطالِبَ بِها
لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْء....
لِذا ؛ لا تُحاوِلْ مُواسَاتِي ، إنَّكَ تُهِينُ حُبِّي و صَبْرِي و صِدْقِي إنْ فَعَلْتْ
كُنْ كَما أنْتْ
لا مُبالِيَّا ،نَرْجِسِيَّا ،مَغْرُورًا وَقَاسِيّا كَما اْعتَدْتْ..
كُنْ طِفْلا ًمَتَى شِئْتْ...
و مَلِكًا أيْنَما شِئْتْ...
لا تُحاوِلْ أنْ تَرْسُمَ حُدُودًا لِمُعاناتِي التِي تَتَوَهَّمُها
أنا لا أُعانِي مِنْ مَرَضْ.؛
أنا فَقَطْ عاشـــــــــــــــــقَة
حُبِّي لَكَ أُكْذُوبَتِي وَحْدِي ، أُسْطُورَتِي وَحْدِي...
تَمْنَعُنِي أنانِيَّتِي أنْ أُشارِكَها حَتَّى مَعَكْ...؛
أُحِبُّكَ؛ كَـمَدِينَةٍ هَامـِـــسَة ، مَخْفِيَّةٍ فِي الضَّبابْ..
يَكَادُ يُخْطِئُهَا ضَوءُ الشَّمْسِ ولا يأتِيها القَمَرُ إلَّا سِرًّا
هَكَذا أنا أُحِبُّكَ سِرًّ؛
أُحِبُّكَ ،كَـلَحْظَة إسْتِفاقَةٍ مِنْ حُلْمٍ غَرِيبٍ لَذِيذْ..؛ لَسْتُ أدْرِي
هَلْ أعودُ لَهُ رَهْبَة أم رَغْبَةً أم عِنَادًا...
أو أمْضِي فِي حَقِيقَتِي و أنْساهْ.؛
أُحِبُّكَ ، كَـجُرْحٍ مُقاتِلٍ عَلى صَدْرِه، يَراهُ وِسامًا وَ يَفْخَرُ بِه؛ أُحِبُّكَ كَجُرْحٍ فِي صَدْرِي
و أزْدادُ فَخْرًا كُلَّما زدادَ اتِّساعا و غارَ أكْثَرْ..؛
هَكَذا أُحِبُّكَ أكْثَرْ.؛
أُحِبُّكَ، أنَاْ كَـفَرَاشَةٍ لَيْلِيَّةٍ حامَتْ طَوِيلا حَوْلَ النَّارْ
و الآنَ تَهْرُبُ و أجْنِحَتُها مُشْتَعِلَة.؛
أُحِبُّكَ ، كَـحَدِيقَةٍ سِرِّيةٍ زُجاجِيَّةِ الجُدْرانْ ؛
انْكَسَرَتْ جُدْرانُها ذاتَ لَيْلَةٍ فَتَحَوَّلَت إلى غابَةٍ اسْتِوائِيَّة عامِرَة ..
حُبِّي لَكَ حَوَّلَ أعْماقِي إلى أدْغالٍ مَلْأى بالأسْرارْ
حُبِّي لَكَ يَتَّسِعُ خارِجَ نِطاقِ جَسَدِي و حُدُودِي و أوْهامِي
أيُّ حُرِّيَة غامِرَة هو حُبُّكْ ...
____________________
إيْمان~
قَسَنْطِينَة فِي
05/01/2016
قَسَنْطِينَة فِي
05/01/2016
آخر تعديل بواسطة المشرف: