- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
محمّد الهادي الحسني
جرت في آخر الشهر الماضي ما يسمى "انتخابات" التجديد النصفي لما يسمى "مجلس الأمة"، وكالعادة فقد وقع في تلك "الانتخابات" ما يخجل إبليس من فعله، مادام الأمر على ما وصفه الأديب حسن حموتن - رحمه الله - لا العرض باق، ولا عزّ، ولا شرف * كلّ يباع لنيل القصد والأرب
وستتمّ "المسرحية" بتعيين من يعيّنون، وأكثرهم - في الحقيقة، معيّنون بطريقة أو أخرى، على مستوى أحزابهم، أو من وراء "جدر".
ذكرتني هذه "الانتخابات" بقصة رواها لنا - وكنا في مجلس - أحد الإخوة الظرفاء من مدينة سطيف، ملخصها أن شخصا "طاووسيّ" الشخصية - أي منتفخ ومختال - وزاده انتفاخا واختيالا بطنه المتدلّي، ذهب إلى مصلّح عجلات ليوازن بين عجلات سيارته الألمانية التي أفقدها توزانها "القنطار والنصفّ الذي تحمله...
أوقف ذلك "الكائن" السيارة أمام محل التصليح، وراح يذرع المكان جيئة وذهابا، واضعا يده اليسرى في جيبه، وممسكا هاتفه بيمناه، متكلما بصوت مرتفع لـ "يخلع" عباد الله.. ولعله كان يوهم الناس أنه في حديث مع "سخشية"..
كان ذلك المصلّح يختلس النظر حينا إلى ذلك "الكائن"، ويسترق السمع حينا، فلما انتهى من عمله أقبل على صاحبه، و"استخلصه" أجر عمله.. فلما قبض "المعلوم" افتعل ضحكة صفراء، ثم سأله صاحبه: "شكون سيادتك".
قطب صاحبنا وجهه، وعقّد حاجبيه، وأسمع المصلّح كلاما... فاستسمحه المصلح وهو يقول "معرفة "الرجال" كنوز"..
ذهب الغضب عن صاحبنا، وهدأت سورته، وقال للمصلّح: أنا السيناتور... انفجر المصلح ضاحكا، ثم قال لصاحبه "رانا collègue"...
اندهش صاحبنا، وظهر التعجب على ملامح وجهه، وسأل صاحبه: "ماذا تعني، وكيف نكون collègue وحرفتك هي تصليح العجلات؟".
قال المصلح وهو يرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة: "أعني أننا - أنا وانت - نبيع الهواء والاختلاف في الوسيلة، فأنا أبيعه بهذه الآلة، وأنت تبيعه بفمك، ولكن "هواءك" أغلى من "هوائي" بما لا مجال للمقارنة...
هذه القصة ذكرتني بما كان يقوله لنا - ونحن طلاب - زميلنا حسين دليلش المحامي الآن: "في الجزائر تبيع الهواء تربح". وقد انتصبت في الجزائر "سوق" لبيع "الهواء" حتى قال أحدهم: "إننا نستطيع تنظيم "deux coupes du monde" وقال آخر: "سأجعل الجزائر يابانا"... ورحمك الله يا محمد العيد، الذي تنبّأت بهذه المهازل فقلت:
والنابات أسفرت عن مآس بل مواس تحدها كالمسن
كاذبات البريق من كل خبّ يعد الناس باطلا ويمني