السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بل نحتاج إلى تجنيد أكبر ..
اختطاف الأطفال ..
ظاهرة إجرامية لم يعرفها مجتمعنا من قبل بالشكل الذي نراه حاليا .. ولا ننفي وجودها في السابق نفيا مطلقا .. لكنها كانت نادرة الحدوث .. وكان يهتز لها المجتمع كله .. و يمقتها ويَمُجُّهَا ..
هي ظاهرة سمعنا عنها كثيرا في الغرب .. حيث لادين و لا إيمان يضبط النفوس .. ولم نكن نراها إلا في الأفلام و السينما ..
وحسب موقع ويكيبيديا يبلغ عدد المختطفين سنويا في الو م أ حوالي 800000 طفل .. يتم استعادة حوالي 97 % منهم .. لكن حوالي 3 % أي ما يقارب 24000 لا يعودون ! .. و لا يعرف مصيرهم ..
لكن هذه الظاهرة باتت الآن بين ظهرانينا.. في عقر دارنا هنا في الجزائر ..
والواقع أصبح أسوء وأحلك .. والأرقام مخيفة ..
فقد تفاقمت في السنوات الأخيرة إلى حد مرعب .. وجعلت الخوف يسكن قلوب الآباء و الأمهات ..
فصار من يمتلك سيارة يرافق ابناءه إلى مدارسهم .. و من لا يملك ذلك يسكنه التوجس و الترقب و الخوف ..
وسأنقل هنا بعض الأرقام الخاصة بالجزائر عن موقع ويكيبيديا .. حيث تعتبر سنة 2012 الأسوء على الإطلاق .. منذ سنوات .. إذ وصل معدل الاختطاف وقتل الأطفال إلى 15 حالة شهريا .. وهي كارثة اجتماعية تستحق دق ناقوس الخطر ..
وتستحق التجنيد العاجل لخبراء العلوم النفسية و الاجتماعية و القانونية والعلماء وأئمة المساجد ..
بل تستحق تجنيد كل المجتمع ..
وتشير الأرقام لسنة 2012 أن الجرائم التي تأتي في المقدمة هي الضرب والجرح العمدي بـ 3222 ضحية يليها الاعتداء الجنسي بـ 1608 ضحية ثم تليها 186 حالة اختطاف من أجل الابتزاز.
...
أما عن الأغراض الإجرامية فهي متعددة .. يأتي على رأسها الانتقام من أهل الطفل .. ثم التحرش الجنسي والابتزاز (طلب فدية) كما يتم الاختطاف بغرض التبني والاتجار بالبشر لأغراض العمالة (تشغيل قسري للأطفال) والعبودية و تجارة الأعضاء لأغراض طبية أو للشعوذة ..
...
وأغلب ما تقدم ذكره من أغراض الاختطاف حدث بالجزائر ؛ فقد اختطف وقُتِل أطفال انتقاما من أهلهم ؛ وشهدنا قضايا الابتزاز ؛ واختطاف المواليد الجدد في المستشفيات ؛ والشعوذة ... وغيرها مما قد خفي ..
...
ما أسوء الإنسان عندما ينحدر منساقا خلف دوافعه وشهواته الغبية .. لا يوجد من هو أسوء منه على وجه الأرض .. هو أضل من الأنعام .. ومن الشياطين.
...
وقد ضج المجتمع ووسائل الإعلام بالجرائم الأخيرة التي تابعها كل مواطن ..
واتضح أن الأمر خطير وحسب تصريحات بعض المسؤولين فإن الوزارات المعنية بدأت تفكر وسوف تعمل على إحداث تعديلات وإضافات قانونية تتعلق بذلك النوع من الجرائم .. ستكون هناك عقوبات تتناسب مع حجم تلك الجرائم .. و قد طالب البعض في المجتمع المدني بحكم الإعدام كرادع لهذا الداء الذي استشرى ..
وأنا من هذا المنبر أدعو إلى الإسراع في سن تلك القوانين وأرجو أن تكون رادعة بشكل كافٍ ..
لكنني أقول وبصوتٍ عالٍ : لن يكفي العقاب الرادع لاستئصال تلك الآفة الغريبة عن قيمنا وثقافتنا ..
بل نحتاج إلى تجنيد أكبر ..
أنتظر تفاعلكم إخواني و آراءكم ..
تحياتي الخالصة للجميع ..
آخر تعديل: