- توفيق عمروني
لقد ساءنا ـ كمَا ساء كلَّ جزائريٍّ ـ ما نطق به المدعو (صادق سلايمية) على إحدى القنوات الموجَّهة للجزائريِّين من طعنٍ وسبٍّ لأصحَاب رسُول الله ﷺ وبخاصَّة أمّ المؤمنين عائشة، وكاتب الوحي معاوية بن أبي سُفيان رضي الله عنه وقال في حقِّه كلمةً لم يطاوعني القلمُ على كتابتها، وإنَّ هذا المتنكِّر لعَقيدة أمَّته السُّنيَّة الصَّافية، قَد غدا عدوًّا يريد أن يشكِّكَ الأمَّةَ في مسلَّمات دينها ويشوِّهَ رموزَها ومقَدَّسَاتها، ويُعلنُ ضَلالاته بكلِّ وقاحَة، وصَلافَة وجه عَبْر وسائل الإعلام المختلفَة.
إنَّ معاويةَ كغَيره منَ الصَّحابة رضي الله عنه لا يحلُّ لأحدٍ أن يتكَّلم فيهم بمَا لا يليق؛ لأنَّ درجَةَ مَن صَحِبَ النَّبيَّ ﷺ أفضَلُ ممَّن لم يصْحَبْه مُطلقًا؛ فلا يُساوَى أبدًا بينَ الصَّحابي وغيره، فكيفَ بتفضيله عليه! ولهذا تركها كلمةً باقيةً سيِّدُ المسلمين في زمانه عبدُ الله بن المبارك رحمه الله لمَّا سُئل: معَاوِيَةُ خَيْرٌ أَو عُمَرُ بنُ عَبدِ العزيزِ؟ فقَال: «تُرَابٌ دَخَلَ في أَنْفِ مُعَاويَةَ رضي الله عنه مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ خَيْرٌ أو أفضَلُ مِن عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ». [الشريعة (5591)].
إنَّ شرارات التَّشيُّع الَّتي تتطاير مرَّةً بعد مرَّةٍ في وسائل الإعلام المختلفة، يُراد من ورائها تعويد إسماعِنا بوجودهم إرهاصًا لخروجهم إلى العَلَن، ونحنُ نُبشِّرهُم أنَّ مساعيهم خائبةٌ بإذن الله؛ لأنَّ هذه الأرض طيِّبةٌ زُرعَت فيها شجرةُ السُّنَّة مِن أوَّل يوم، فلا يُمكنُ أن يخرُجَ فيها نبتُ الشِّيعَة أبدًا، ولهذا لمَّا حاولَ أسلافُهم منَ العُبَيْديِّين الفاطميِّين قبلَ حوالي عشرة قرون خلَت أن يغرسُوا هذا المذهب الرَّديَّ في هذا الوطن العزيز بقوة الحديد والنَّار، استعصى عليهم الأمر ولم يُفلحوا رغم تقتيلهم وتعذيبهم لكلِّ مَن رفَض التَّشيُّع وسَبَّ الأصحَاب رضي الله عنهم، وانتهت أيَّامُهم وأخرجَهُم أجدادُنا من هذه الدِّيار مدحورين تحت قيادة المعز ابن باديس رحمه الله سنة (435هـ)، فطُهِّرت منهم البلاد، واستَراح منهم العباد، ولم يعد يُسمَع بوجود الشيعة في ربوع هذا الوطن من ذلك الزَّمن الغابر؛ إلى هذه الأيَّام الَّتي أطلَّ فيها هذا المتشيِّعُ المتزلِّفُ وأمثالُه محاولةً منهم لرفع عقيرتهم والجهر بنحلتهم الزَّائغة طمعًا في إيجاد مكانٍ لهم تحتَ سماء الجزائر.
ولنا أن نقولَ لهم: إنَّ جزائرَنَا أرضٌ سُنيَّةٌ لا مكانَ للشيعَة فيها، قَد سُقيت بدماء رجال أشاوس حرَّروها من براثن المستَعمر الغاشم الذي لم يستطع مسخ هويتها، فلا إخال أنَّ شُرفاءَ الجزائر اليومَ تسمحُ نفُوسُهم الأبيَّة أن يُسَبَّ فوق أرضِهم صحابةُ رسولِ الله ﷺ؛ لأنَّ الشَّريفَ كريمٌ يَرعَى حُرمَة سَلفِه وآبائه، وأسيادَ أمَّته، ولا يتنكَّر لجميلهم وفضلِهم أبدًا؛ لذا نلتَمسُ ممَّن بيدهم الأمرُ أن يتفطَّنوا لإصدار مرسُوم يُجرِّمُ مَن يتعرَّض لأحدٍ منَ الصَّحابَة رضي الله عنهم بالسُّوء، صونًا لوحدتنا وأمننا، وحفظًا لمرجعيَّتنَا وعقيدتِنا، وردعًا لهؤلاء اللُّؤمَاء التُّعسَاء، الَّذين ما حلُّوا ببلد إلا ولحقَت بأهله النَّكبات وثارت فيهم النَّعرات، وما أمر العراق وسُوريا ولُبنان واليَمن عنَّا ببعيد؛ فاللَّهمَّ سلِّم.
المصدر..موقع راية الاصلاح