أنفاس الإيمان
:: عضو مُشارك ::
هيَ لاشَيء ، وبقليل من التَقدير أصْبحتْ شيئا ؛ مجرد شيء : قطعة أثات ، آلة قَديمة ، أو ..أو مجرد كُرسي متحرك .
مؤمنة بنفسها جدا ، بقدرتها على التواري إلا من كونها بضعة أشياء : فاصلة مهملة ، سطر مُعْوَج ونصُّ مازال يُختم بإشارة من نُقطته المتَسلّطة .
انتصبت في المرّة الماضية بينَ يدي لتُخبرني بأنّها ستتَوقف عن حصص العلاج ، تقول أنّ ابتسامتها صارت أحلى .. ضحكة أسنانها صارت أجمل .
مُخدّرة به، لاحول لها ولاقوة ، مُقتنعة بقَراراته حتى وهي تنزلق في إفشاء الحقيقة المُدهشة ، حقيقة شقيقها الذي قرّر تجميل أسنانها لأجل عرسه ، ليقرر لاحقا ضرورة توقفها عن زيارة عيادة الأسنان بحجة أنها صارت أحلى وأجمل!
إنني الآن أتخيل هذا الأناني كيف أشار إليها دون أن يُصادف عيونها :
-صلّحي أسنانك!
وأتخيلها هي كيف هزّت رأسها بطواعية :
- حاضر.
أتخيّلها كيف الْتقطت أقرب مرآة لتفتح فمها وتقلّب أسنانها للمرة الأولى ، لتقول:
- أسناني بشعة!
وأتخيَّله لاحقا كيف تنَفَّس منها، وهو يرمقها بنصف نظرة :
- صاروا أجمل!
لتُردد هي في نفسها :
-صاروا أجمل، صرت أجمل!
أنفاس الإيمان
آخر تعديل بواسطة المشرف: