حتى وقت قريب، اعتقدنا أن المدرب هو السيد في ملاعب كرة القدم، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في وضع التشكيل وتوزيع الخطوط، وإجراء التغييرات، يرسم الخطط ويطلب من لاعبيه التنفيذ بكل دقة وحرفية، بعيدا عن الاعتراض أو الاجتهاد.
لكن الأمور تغيرت، وكأن نواميس الطبيعة تتعدل وتتبدل، فمورينيو الرجل الصلب، والداهية الجبار الذي انتصر في جميع معاركه حين كان مدربا لتشيلسي في المرة الأولى، حيث منعته كرامته أن يتلقى الأوامر من مالك النادي ابراموفيتش، ترك الجمل بما حمل واتجه صوب إيطاليا، حيث بدأ معارك أخرى مع مالك انترميلان والإعلام وبعض اللاعبين، لكنه انتصر وحقق مع الانتر ما لم يحلم الفريق بالوصول إليه في ظل المنافسة الشديدة على المستويين المحلي والأوروبي، وتراجع أسهم الدوري الإيطالي لحساب الإسباني والإنجليزي، وعندما حقق كل شيء كان هو من قرر الرحيل إلى إسبانيا، حيث دخل معتركا آخر مع الإعلام بداية ثم مع بعض اللاعبين وعلى رأسهم القديس كاسياس تبعه راموس ثم كريستيانو رونالدو.
مورينيو غادر البيرنابيو بإرادته بعد أن فاض الكيل، وعاد إلى تشيلسي وحقق معهم لقب الدوري الإنجليزي، لكن شيئا ما حدث بداية الموسم الحالي، جعل اللاعبين ينقلبون عليه، بدءا من جون تيري الذي جلس على مقاعد الاحتياطيين، ثم تحول الانتقاد للمهاجم كوستا علنيا بعد أن ظل حبيس غرف الملابس، والتهديدات طالت هازارد الذي جلس على مقاعد الاحتياطيين، وحتى فالكاو الذي لم يكن له دور يذكر، طالته سهام النقد، ليتشكل حلف قوي داخل تشيلسي، فيرفض تنفيذ التعليمات، ويذهب الفريق إلى الهاوية، ليكون القرار الذي لم يتمناه مالك النادي ابراموفيتش بإقالة السبيشال ون لأول مرة في تاريخه، والاستعانة بالمدرب القديم هيدينيك.
وقبل مورينيو كان ليفربول ينهي علاقته بالمدرب رودجرز ويلجأ إلى المدرب الألماني يورغان كلوب الذي جلس عدة شهور بدون عمل، لكنه قبل بقيادة الريدز دون تردد، رغبة منه في بدء رحلة احترافية جديدة خارج حدود وطنه الأم.
الحالة الثانية لتمرد اللاعبين ظهرت في ريال مدريد، حيث فعل اللاعبون كل ما بوسعهم لإفشال مدربهم الإسباني رافا بنيتيز، فمنذ قدوم هذا المدرب الخلافي، لم يبد نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو أي مشاعر ترحيب به، بل ووضح أنه في عالم ومدربه في عالم آخر، وانساق خلفه المهاجم رودريغيز والجناج ايسكو، فكانت نهاية بينيتيز المعروفة سلفا بعد تعادل الفريق أمام فالنسيا، وهي القشة التي قصمت ظهر بينتيز.
الأعين الآن تتجه صوب إنجلترا أيضا، حيث بدأ لاعبو مانشستر يونايتد بالتحدث بصوت مرتفع عن رغبتهم برحيل المدرب الهولندي فان غال، والذي قد تكون أيامه معدودة مع الشياطين الحمر الذين تحولوا إلى حملان لا تقوى على المواجهة، وقد يلاقي مدرب الارسنال ارسين فينجر نفس المصير مستقبلا إذا بقي على نفس السياق في خسارة النقاط والأداء الذي لا يرضي الإدارة ولا الجماهير.
بالمحصلة، بدأت حركات انقلابية في الأندية الأروبية، وبدأ اللاعبون يقولون كلمتهم، وما خدمهم أن الفرق التي غيرت مدربيها تحسنت نتائجها، فمثلا، استعاد تشيلسي مع المدرب الهولندي القديم هيدينيك قوته المعهودة، وقدم أمام ارسنال في مباراته الأخيرة قمة انجليزية افتقدناها منذ زمن، بأداء شامل ومعنويات مرتفعة، قضت على حلم فينجر بالإبحار في القمة على أرضه وبين جمهوره.
ليفربول لم يتغير عليه الكثير مع كلوب، لكنه مؤخرا بدأ يحصد جرعات العاطفة والمعنويات التي قدمها المدرب الألماني الشاب، وعاد ليقدم أداء أنيقا وقويا أرضى عشاقه ومتابعيه.
ريال مدريد عاد لعادته بالضرب بالخمسة مع زيدان، ووضح أن اللاعبين يعيشون أجواء احتفالية بعد رحيل بينيتيز، فوزعوا الكرات فرحا برحيل "الشرير" وقدوم الطيب.
المشكلة ليست في المدرب، فجميع من رحل سبق وأن قدم وحقق إنجازات كبيرة، لكن المشكلة في اللاعبين أنفسهم، الذين قرروا أن يلعبوا تحت قيادة من يرون فيه أنه يناسب أسلوبهم داخل وخارج الملعب بشكل أفضل، وهو أمر قد يكون مؤقتا، ويجلب عواقب وخيمة مستقبلا.
من غير المعقول أن ينحني النادي لمطالب اللاعبين في كل مرة يتضايقون فيها من مدربهم، وقد يكون للتعادل المفاجئ الذي حققه ريال مدريد بالأمس مع فريق ريال بيتيس المتواضع خير دليل على هذا القول، فكيف ستتصرف النادي في حال تكرر الإخفاق، وهل سيكون النادي على أهبة الاستعداد في إحضار من يرغب اللاعبون بالتدرب تحت إشرافه.
كرة القدم في خطر محدق، وما قام به لاعبو تشيلسي وليفربول وريال مدريد ومن بعدهم مانشستر يونايتد ينذر بعواقب وخيمة، قد تضرب في إنجازات الأندية الكبيرة وتجعلها تعاني لمواسم قادمة، وقد تنتقل العدوى من الأندية إلى المنتخبات، وحينها لا يمكن لنا توقع ما الذي سيحدث.
لكن الأمور تغيرت، وكأن نواميس الطبيعة تتعدل وتتبدل، فمورينيو الرجل الصلب، والداهية الجبار الذي انتصر في جميع معاركه حين كان مدربا لتشيلسي في المرة الأولى، حيث منعته كرامته أن يتلقى الأوامر من مالك النادي ابراموفيتش، ترك الجمل بما حمل واتجه صوب إيطاليا، حيث بدأ معارك أخرى مع مالك انترميلان والإعلام وبعض اللاعبين، لكنه انتصر وحقق مع الانتر ما لم يحلم الفريق بالوصول إليه في ظل المنافسة الشديدة على المستويين المحلي والأوروبي، وتراجع أسهم الدوري الإيطالي لحساب الإسباني والإنجليزي، وعندما حقق كل شيء كان هو من قرر الرحيل إلى إسبانيا، حيث دخل معتركا آخر مع الإعلام بداية ثم مع بعض اللاعبين وعلى رأسهم القديس كاسياس تبعه راموس ثم كريستيانو رونالدو.
مورينيو غادر البيرنابيو بإرادته بعد أن فاض الكيل، وعاد إلى تشيلسي وحقق معهم لقب الدوري الإنجليزي، لكن شيئا ما حدث بداية الموسم الحالي، جعل اللاعبين ينقلبون عليه، بدءا من جون تيري الذي جلس على مقاعد الاحتياطيين، ثم تحول الانتقاد للمهاجم كوستا علنيا بعد أن ظل حبيس غرف الملابس، والتهديدات طالت هازارد الذي جلس على مقاعد الاحتياطيين، وحتى فالكاو الذي لم يكن له دور يذكر، طالته سهام النقد، ليتشكل حلف قوي داخل تشيلسي، فيرفض تنفيذ التعليمات، ويذهب الفريق إلى الهاوية، ليكون القرار الذي لم يتمناه مالك النادي ابراموفيتش بإقالة السبيشال ون لأول مرة في تاريخه، والاستعانة بالمدرب القديم هيدينيك.
وقبل مورينيو كان ليفربول ينهي علاقته بالمدرب رودجرز ويلجأ إلى المدرب الألماني يورغان كلوب الذي جلس عدة شهور بدون عمل، لكنه قبل بقيادة الريدز دون تردد، رغبة منه في بدء رحلة احترافية جديدة خارج حدود وطنه الأم.
الحالة الثانية لتمرد اللاعبين ظهرت في ريال مدريد، حيث فعل اللاعبون كل ما بوسعهم لإفشال مدربهم الإسباني رافا بنيتيز، فمنذ قدوم هذا المدرب الخلافي، لم يبد نجم الفريق الأول كريستيانو رونالدو أي مشاعر ترحيب به، بل ووضح أنه في عالم ومدربه في عالم آخر، وانساق خلفه المهاجم رودريغيز والجناج ايسكو، فكانت نهاية بينيتيز المعروفة سلفا بعد تعادل الفريق أمام فالنسيا، وهي القشة التي قصمت ظهر بينتيز.
الأعين الآن تتجه صوب إنجلترا أيضا، حيث بدأ لاعبو مانشستر يونايتد بالتحدث بصوت مرتفع عن رغبتهم برحيل المدرب الهولندي فان غال، والذي قد تكون أيامه معدودة مع الشياطين الحمر الذين تحولوا إلى حملان لا تقوى على المواجهة، وقد يلاقي مدرب الارسنال ارسين فينجر نفس المصير مستقبلا إذا بقي على نفس السياق في خسارة النقاط والأداء الذي لا يرضي الإدارة ولا الجماهير.
بالمحصلة، بدأت حركات انقلابية في الأندية الأروبية، وبدأ اللاعبون يقولون كلمتهم، وما خدمهم أن الفرق التي غيرت مدربيها تحسنت نتائجها، فمثلا، استعاد تشيلسي مع المدرب الهولندي القديم هيدينيك قوته المعهودة، وقدم أمام ارسنال في مباراته الأخيرة قمة انجليزية افتقدناها منذ زمن، بأداء شامل ومعنويات مرتفعة، قضت على حلم فينجر بالإبحار في القمة على أرضه وبين جمهوره.
ليفربول لم يتغير عليه الكثير مع كلوب، لكنه مؤخرا بدأ يحصد جرعات العاطفة والمعنويات التي قدمها المدرب الألماني الشاب، وعاد ليقدم أداء أنيقا وقويا أرضى عشاقه ومتابعيه.
ريال مدريد عاد لعادته بالضرب بالخمسة مع زيدان، ووضح أن اللاعبين يعيشون أجواء احتفالية بعد رحيل بينيتيز، فوزعوا الكرات فرحا برحيل "الشرير" وقدوم الطيب.
المشكلة ليست في المدرب، فجميع من رحل سبق وأن قدم وحقق إنجازات كبيرة، لكن المشكلة في اللاعبين أنفسهم، الذين قرروا أن يلعبوا تحت قيادة من يرون فيه أنه يناسب أسلوبهم داخل وخارج الملعب بشكل أفضل، وهو أمر قد يكون مؤقتا، ويجلب عواقب وخيمة مستقبلا.
من غير المعقول أن ينحني النادي لمطالب اللاعبين في كل مرة يتضايقون فيها من مدربهم، وقد يكون للتعادل المفاجئ الذي حققه ريال مدريد بالأمس مع فريق ريال بيتيس المتواضع خير دليل على هذا القول، فكيف ستتصرف النادي في حال تكرر الإخفاق، وهل سيكون النادي على أهبة الاستعداد في إحضار من يرغب اللاعبون بالتدرب تحت إشرافه.
كرة القدم في خطر محدق، وما قام به لاعبو تشيلسي وليفربول وريال مدريد ومن بعدهم مانشستر يونايتد ينذر بعواقب وخيمة، قد تضرب في إنجازات الأندية الكبيرة وتجعلها تعاني لمواسم قادمة، وقد تنتقل العدوى من الأندية إلى المنتخبات، وحينها لا يمكن لنا توقع ما الذي سيحدث.