النص الكامل لمقابلة عضو المكتب السياسي الرفيقة خالدة جرار على قناة العالم الفضائيةالنص الكامل لمقابلة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار على قناة العالم الفضائية في برنامج " المحور" يوم الاثنين 28/4/2008
* أنتم جزء من حالة الحوار والترتيبات للوصول إلى تهدئة، أنتم مدعوون للذهاب إلى القاهرة وللنقاش مع الوسيط المصري.. إذاً هل وصلتم إلى صورة التهدئة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة وعليه بات الأمر الآن مطروح وموضوع أمام القيادة المصرية؟
- في البداية اسمح لي أن أدقق في مصطلح التهدئة، نحن نعتقد أن مفهوم التهدئة يوحي وكأن الفلسطينيين يمتلكون الجيوش الجرارة التي تقوم بقصف العدو وتهديده بشكل يومي، ولكن ما يحصل هو العكس فهناك عدوان إسرائيلي مستمر سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وبالتالي الحديث في هذا الإطار يجب أن يرتبط بأن الاحتلال هو من يقوم بعدوانه اليومي، فالحالة يجب أن تكون معكوسة النقاش، فيجب علينا أن نفكر في كيفية الضغط على الاحتلال ووقف اعتداءاته اليومية على الشعب الفلسطيني هذا أولاً، وثانياً أنه عند الحديث عن هذا الموضوع يجب إدراك أن أي شعب يرزح تحت الاحتلال من حقه المقاومة والحفاظ عليها، أما كيف يستخدمها وما هي الأشكال وما هي التكتيكات فهذه يجب أن تكون مسألة فلسطينية خالصة بعيدة عن أي تدخلات هنا أو هناك لأنه لا يمكن الضغط على الفلسطينيين في إطار معين لمس هذا الحق بشكل أساسي، ثالثاً أننا لم نطلع حتى الآن على رؤية حركة حماس مع الأخوة المصريين، فحتى الآن لم نطلع على تفاصيلها.
- وفد الجبهة الذي توجه إلى القاهرة حسب المعطيات المتوفرة ذهب وفق لقاء كان مرتباً أصلاً مع القيادة المصرية في إطار عام وربما يطرح موضوع التهدئة، وبالتالي نحن حتى الآن لا نملك أي تفاصيل حول هذا ولكن التأكيد على المفاصل والإيهام بأن هناك جهود من الفلسطينيين وكأن الفلسطيني هو الطرف المعتدي وبالتالي مطلوب أن يتم اتفاق فلسطيني حول موضوع وقف ( المقاومة) في هذا الإطار أعتقد أن الحالة يجب أن تكون عكسية، فالنقاش الأساس أن الاحتلال هو الذي يقوم باعتداءاته اليومية، فعلينا التركيز على كيفية مواجهة هذا الاحتلال للكف عن عدوانه اليومي سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية وما حصل صباح اليوم من جريمة استهداف الأم وأطفالها الأربعة يشكل اعتداء جديد هو متواصل أصلاً يعبر عن صلف هذا العدوان ولا أعتقد أن هؤلاء الشهداء الذين سقطوا اليوم مقاتلين فلسطينيين لأن الاحتلال بطبيعته يستهدف كل أبناء شعبنا.
النقطة الأخيرة التي أرغب الحديث عنها في هذا الإطار باستمرار أن هناك محاولات للمزيد من الضغط على الفلسطينيين، فدائماً في كل مرحلة من المراحل يجري ضغط على الجانب الفلسطيني ومحاولة تكبيله في اتفاقات سياسية لأنه يجري الحديث الآن عن اتفاق إعلان مبادئ وغيره من القضايا، في ظل إدراكنا تماماً أن الاحتلال لا يمكن أن يسلم أو يعطي احتلاله أو ينهي احتلاله أو يقدم على تسوية سياسية تؤدي إلى احقاق حقوق الشعب الفلسطيني، وبالعادة يجري الضغط في هذا الإطار لذلك يجب الانتباه بشكل أساسي إلى أهمية حماية المقاومة كحق وهذا يجب أن نحافظ عليه وهذا ثانياً حتى هذا المصطلح من وجهة نظري يجب أن يكون كيفية وقف العدوان وليس الموضوع وكأن الفلسطينيين هم الطرف الذي يقوم بالاعتداءات عكس الحقيقة.
· واضح تماماً أن الموضوع الآن هو أن حركة حماس لا تختلف عن أي فصيل ففصائل المقاومة ستتوجه إلى القاهرة وسيتم نقاشهم على التهدئة وتثبيتها، وكل هذا بنهاية المطاف مرتبط بلاعب أساسي هو الاحتلال من المؤكد أنه لم يتم تثبيت تهدئة دون أن يكون هناك موافقة من قبل الاحتلال، لكن دعيني أسأل سؤال باتجاه آخر اليوم عندما نتحدث عن تهدئة في قطاع غزة وهذه التهدئة كما هي مطروحة ستكون مبدئياً في قطاع غزة ومن ثم تنتقل إلى الضفة الغربية لنفترض أن هذا الأمر حدث ألا يعزز هذا حالة الانقسام ألم يكن أجدى وأولى أن يكون هناك تهدئة شاملة في الضفة وقطاع غزة حتى لا تتعزز الحالة خاصة أن الضفة ليست بمنأى عن حالة الضغط الإسرائيلي وحالة العدوان الإسرائيلي؟
- أولاً دعني أوضح نقطة أنني تحدثت بأننا لا نعرف عن مضمون الاتفاق الذي يجري الحديث عنه في وسائل الإعلام ما بين حركة حماس والمصريين فنحن لم نطلع حتى الآن على هذه البنود هذا ما قصدته في هذا الإطار، أما كيف يتم التوافق الفلسطيني لإنهاء الاحتلال وحماية المقاومة فهذا جرى توافق عليه بشكل واضح في إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني، السؤال هو دعنا نكون صريحين فبالعادة يكون ثمن لكل شئ هذا هو السؤال أنني حين أكدت أننا علينا أن نحذر من استخدام مصطلح التهدئة وكأننا طرف نبادر بالعدوان، نحن طرف ندافع عن الشعب الفلسطيني ومقاومتنا هي مقاومة دفاعية، وبالتالي يجب أن يكون هناك تنبه من أننا الآن في المرحلة الحساسة في ظل المشروع الأمريكي في المنطقة وفي ظل الوضع الدولي وفي ظل الوضع الإقليمي في ظل وجود مشروع سياسي في محاولة لفرض مزيد من الضغوط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات علينا، علينا أن ننتبه إلى أن الحديث حول موضوع التهدئة يأتي في إطار هذه الأجواء، بالإضافة إلى ما ذكر في موضوع الاحتفالات الصهيونية في ذكرى الستين للنكبة وموضوع مجئ بوش وكل ذلك هي قضايا إجرائية ويمكن أن لا ينفصل ما يحدث أو ما يطرح أيضاً عن الوضع في لبنان وبالتالي يجب الانتباه نحن كفلسطينيين.
إننا نحتاج إلى وقف العدوان ويجب أن يتم الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وجرائمه، وعلى العالم أن يتحمل مسئولياته من أجل فك الحصار على الشعب الفلسطيني، ثالثاً والأهم أننا كفلسطينيين نحتاج إلى مراجعة سياسية من أجل حماية المشروع وتحقيق الأهداف الوطنية، يأتي هذا الموضوع في ظل هذه المخاطر، لذلك وأنا أكدت أن موقف الجبهة يرتبط أولاً بحماية المقاومة وأن الاحتلال هو الإشكال بالموضوع وهذا لا يعني أننا نراعي مصالح الشعب الفلسطيني العليا لأننا نعتقد أن فصائل المقاومة جميعاً حينما تتمسك بخيار المقاومة كمقاومة دفاعية هي تحمي مصالح الشعب الفلسطيني، هي لها الحرية في كيفية استخدامها متى وأين وكيف فهذه يجب أن تكون قضايا تكتيكية تستخدمها فصائل المقاومة في تحقيق الأهداف الوطنية.
حينما كان الحديث سابقاً عن التمسك بتهدئة شاملة ومتبادلة ومتزامنة الآن، يجري الحديث عن 6 شهور ولاحقاً تنتقل إلى الضفة أذكر في 2005، أريد أن أوضح أن الفلسطينيين أعطوا تهدئة بعد إعلان القاهرة بغض النظر ماذا كان موقف كل فصيل من فصائل المقاومة لكن التهدئة سرت، ماذا كان بالمقابل على الأرض مزيد من العدوان والاستيطان والقتل للشعب الفلسطيني .
وإننا نرى أن المقاومة في إطار عمل سياسي يجب التمسك بها والصلابة عليها فمن هنا يأتي السؤال هل فقط الموافقة مبدئياً على تهدئة في قطاع غزة لوحدها في الوقت الذي يجري بشكل يومي توسيع الاعتداءات في داخل الضفة الغربية ؟ ماذا يعني ذلك سياسياً هذا سؤال يجب أن ننتبه له مزيد من الفصل ومزيد من تكريس حالة الانقسام مما يساعد في تحقيق المشروع الإسرائيلي.
· طرفي الصراع الفلسطيني اتفقا على أن تبدأ التهدئة بقطاع غزة وبعد ذلك للضفة بما أن طرفي الخلاف لم يتفقا إلا على هذه النقطة إذاً السؤال المطروح إذا بدأت التهدئة في غزة ألا تكون تكريساً لحالة الانفصال وكما قلنا هناك انفصال إذاً كيف من المفترض أن تبدأ التهدئة حتى لا تكرس حالة الانفصال بين شطري الوطن؟
دعنا ننتظر ما ستتمخض عنه لقاءات الفصائل في القاهرة ولكن دعني أنا أؤكد على قضايا عامة في هذا الإطار أولاً هناك خطر سياسي يجب أولاً أن نراه في انتقال الحديث عن تهدئة شاملة متبادلة ومتزامنة إلى الحديث عن تهدئة تبدأ في قطاع غزة وهذا له مدلوله السياسي الخطير في ظل انقسام فلسطيني نحن لا نتحدث عن انقسام سياسي فقط، نتحدث عن انقسام،ووجود مشاريع سياسية متعددة من طرف فلسطيني يخوض مفاوضات ، نتحدث عن مأسسة لحالة الانقسام فشعب فلسطين الآن منقسم ..
أنا لا أفهم كيف يمكن أن يكون عنده نقطة قوة ليحمي مقاومته وحتى يحمي مشروعه الوطني، لذلك أنا أعود وأقول أن الأولوية يجب أن تكون بعيداً هذا المصطلح " التهدئة" فيجب أن نستخدم مصطلح وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب وإنهاء الاحتلال، هذا هو الواقع لأن الاحتلال ماضي في مشاريعه العدوانية الاستيطانية والتي تمنع بأي شكل من الأشكال إقامة أي دولة فلسطينية كاملة السيادة أو تثبيت أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني.
في نفس الوقت نتحدث عن أنابوليس ونتائجه فماذا نتج عنه؟ تطبيق خطة خارطة الطريق، وما يجري في الضفة الغربية من اعتقال للمقاومين وفي قطاع غزة استمرار الحصار فكيف يمكن أن نحمي حق المقاومة هذا السؤال الذي يجب الاجابة عليه نحن ندرك أن هذا الاحتلال طويل فيجب أن نحاول قدر الإمكان الصمود ونساعد شعبنا حتى يستطيعوا أن يصمدوا في ظل هذه مشاريع التي بدأت في أنابوليس وانتهت بمؤتمر باريس وهذا كانت له نتيجة في تعزيز الفصل والانقسام الفلسطيني ، وعززه على الأرض ترجمات خطة خارطة الطريق من اعتقال المقاومين واستهداف المقاومة الجارية، كما أنه وبعد مؤتمر باريس طرحت ما تسمى بخطة التنمية وهي خطة تصفية ستحول الشعب الفلسطيني فوق ما هو مضطهد وفقير إلى شعب فلسطيني وستضرب كل مقومات الحياة له، والآن جاء الحديث عن احتمالية الموافقة عن التهدئة في قطاع غزة ماذا يعني ذلك سياسياً يعني تكريس حالة الفصل نحن نتحدث من الزاوية السياسية في هذا الإطار .
تحدث الأخ فوزي برهوم أن صائب عريقات تحدث عن تهدئة وأن الرئيس أبومازن يتحدث عن التهدئة وهذا مطلبه فهذا واضح أنه مطلب لدى السلطة ولدى الفريق الذي يفاوض مطلب قديم فالسؤال هو الجديد في موقف حماس في هذا الموضوع ومن هنا أسمح لي أن أتحدث بمعنى توجيه السؤال الحديث هو في موقف حماس من هذا الموضوع أما موقف عريقات وأبومازن فهو معروف هم عندهم إستراتيجية واضحة معلنة فقط إستراتيجية التفاوض حتى لو فشل وهذا معلن في هذا الإطار ولذلك نحن نتحدث عن كل الخيارات وكل الاستراتيجيات وكيف يمكن الآن أن نعزز صمود الناس، أنا من وجهة نظري أن مراعاة المصالح العليا للشعب الفلسطيني تبدأ أولاً بمعالجة حالة الانقسام الفلسطيني وهذه المعالجة يجب أن تكون معالجة حقيقية فوق كل المصالح الفئوية لأي كان لأن ما هو آتي من مشاريع ستفرض على الشعب الفلسطيني وأثمان تفرض على الفلسطينيين مقابل هذا الشئ الكبير ونحن لسنا في زمن تحقيق الانتصارات بل في زمن الصمود أمام هذا الواقع الصعب وعدم الانحناء هذا الشعار الذي علينا أن نبحث فيه هذا بدون معالجة حقيقية لموضوع الانقسام الداخلي والعودة إلى التوحد ولدينا مرجعتين وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة فلنبذل الجهد الفلسطيني من الجميع في هذا الشأن.
· إذاً نبدأ بحالة التوحد وإعادة رص الصفوف وإنهاء حالة الانقسام وبعد ذلك فليتم الحديث بشكل موحد عن موضوع التهدئة؟
مطلوب الآن أن نصمد سبق وأن تحدثت أنني ضد مصطلح التهدئة فالشعب الفلسطيني ليس هو من يعتدي على الاحتلال الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يتعرض بشكل يومي والمقاومة تدافع عن هذا الشعب الذي يوميا يجري قتله وقصفه، الضغط السياسي يجب أن يكون باتجاه الضغط على الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات.
· رب من يسأل سؤال بأنه لم يعد هناك حل في كل حالة التقهقر العربي بصراحة من يحدث في قطاع غزة ومن مبالاة بصراحة من بعض الأطراف الفلسطينية فيما يحدث في قطاع غزة في ظل حالة التجويع والحصار والقهر والقتل لم يعد أمام حركة حماس التي شئنا أم أبينا هي التي تتحمل الآن المسئولية في قطاع غزة لم يعد أمامها إلى أن نقبل بتهدئة لكي تخرج الشعب الفلسطيني من هذا الوضع إذا ما الذي سيحدث في ظل عدم اللامبالة من بعض الأطراف الفلسطينية بما يحدث في قطاع غزة ماذا أمام حركة حماس أن تفعله؟
- الموضوع ليس أحداً يقبل التهدئة أو يرفضها ولكن الموضوع هو موضوع نقاش له علاقة في كيفية الدفاع عن الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه وتعزيز صموده والحفاظ على مصالحه.
· من الواضح أنك ترفضين أن تكون هذه التهدئة في ظل هذا الشكل وفي ظل حالة الانقسام وحالة الارتباك الداخلي ومن الأفضل أن تكون التهدئة بعد أن يكون هناك حالة توحد من أجل أن لا تعزز وتكرس حالة الانقسام لكن الواضح أنه لا خيار أمام حماس إلا أن تقبل هذا الوضع من أجل أن تخرج الشعب الذي تتحمل مسئولية من الوضع القائم؟
الذي يتحمل نتائج العدوان ليست حركة حماس لوحدها، فالشعب الفلسطيني برمته في الضفة الغربية وقطاع غزة يعاني من هذا، فالاحتلال لا يميز بين فصيل وآخر، كما أن الموضوع ليس في حركة حماس أو حركة فتح أو الجبهة أو باقي الفصائل.. الموضوع هو موضوع مسئولية هذه القيادات عن حماية هذا الشعب مما يتعرض له من قتل، فغالية الشعب الفلسطيني يتعرض للعدوان، والجميع يعاني من الحصار وبالتالي نحن نتحدث عن مسئولية تاريخية للقيادة الفلسطينية لكل الشعب الفلسطيني، وبالتالي ومن هنا يجب أن يكون النقاش بمستوى هذا الاستحقاق، نحن نعرف أنه من اليوم الأول للانتخابات التشريعية بدأ الحصار وبالتالي استمر هذا الحصار وزادت الأمور بلة في الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وبالتالي السؤال في كيفية العودة لتوحيد هذا الشعب من أجل أن نواجه هذا العالم الذي ينحاز بشكل كامل، وفي كيفية مواجهة المشاريع التي تفرض على الشعب الفلسطيني وذلك بالصمود وحماية المقاومة، كما أن مخطئ من يعتقد أن غزة محررة فما زالت محتلة وشارون في انسحابه من غزة حولها إلى سجن صغير ويومياً تقصف غزة وتحاصر كما أن الضفة الغربية تعاني من الاستيطان والتقطيع وصعوبة الانتقال من مدينة إلى مدينة، فهذا هو الواقع كيف نستطيع أن ننهض فيه، فأنا في النهاية أقول لك أن هذا هو موضوع تكتيكي وأن أشكال المقاومة تأتي ضمن موضوع الحفاظ على حق المقاومة هي حرة متى وكيف تستخدم هذا الأسلوب أو لا تستخدمه ، فهذا يجب أن يكون في إطار توافق وطني فلسطيني يحفظ المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
التاريخ: 01-05-2008